ملخص: عندما يسعى القادة الجدد إلى التقدم المهني، فإنهم يتخلون غالباً عن سيطرتهم على عملية الدعاية لأنفسهم والترويج لمنجزاتهم، على الرغم من أن التحلي بروح المبادرة والتعامل بأريحية مع الدعاية الذاتية أمرٌ ضروريٌ للحصول على الترقيات. وتقدّم مؤلفة المقالة، التي تعمل مديرة تسويق ومدرّبة تنفيذية، رؤى ثاقبة حول أسباب عدم ارتياح البعض لفكرة الدعاية الذاتية، كما تقدّم استراتيجيات للقادة الجدد لممارسة هذه المهارة الأساسية:
- أولاً: اعِرف أسباب عدم ارتياحك لفكرة الدعاية الذاتية. تتضمن قائمة الأسباب الشائعة كلاً مما يلي:
- تعتقد أن عملك سيتحدث عن نفسه.
- تعتقد أن دعاية المرء لنفسه نوع من التفاخر الممقوت.
- تشعر بعدم المصداقية عندما تطلب الدعم من الآخرين.
- لا تعرف كيف تمارس الدعاية الذاتية.
- ثانياً: حدد عرض القيمة الذي تمتلكه بين يديك. ما السمعة التي تريد أن تشتهر بها؟ أعدّ دراسة جدوى لترقّيك المهني من خلال الإشارة إلى أهدافك ومواطن قوتك ومجالات التحسين وتحديدها بأعلى قدرٍ ممكن من الوضوح.
- أجرِ تحليل سوات للمهارات القيادية الشخصية.
- أجرِ تقييماً للوضع التنافسي.
- صُغ عرض القيمة الذي تمتلكه بين يديك حالياً وتتفرّد به عن الآخرين.
- طوّر خطتك المهنية المستقبلية.
- ثالثاً: اتخذ إجراءً.
- حدّد الداعمين.
- تحدث إلى مديرك.
- استفد من جميع قنوات التواصل المتاحة.
عندما يسعى القادة الجدد إلى التقدم المهني، فإنهم يضعون أقدارهم غالباً بين أيدي مدرائهم ويتخلون عن الدعاية لأنفسهم وإبداء "جاهزيتهم" لمسؤولي مؤسستهم. وهذا خطأ فادح. عندما تفعل ذلك، فإنك تتخلى عن أي سيطرة تمتلكها على عملية الدعاية لنفسك، ما يزيد من فُرص عدم ملاحظة مواطن قوتك وإنجازاتك.
ولكي تترقى في المناصب، يجب أن تكون استباقياً وأن تعدَّ دراسة جدوى لتقدمك المهني. بعبارة أخرى، يجب أن تشعر بالارتياح لفكرة الدعاية الذاتية.
يشير مفهوم الدعاية الذاتية إلى تعريف الآخرين باهتماماتك أو قدراتك أو إنجازاتك بهدف تعزيز سمعتك المهنية (أو سمعتك الشخصية) والظهور أمامهم بالمظهر اللائق وتحسين آفاق تطلعاتك المهنية. على الرغم من أن البعض ينظر إليها أحياناً على أنها من المحظورات، فإن الدعاية الذاتية هي استراتيجية بمقدورها أن تساعدك على ارتقاء سلَّم المناصب المهنية.
بصفتي مديرة للتسويق تمتلك خبرة تمتد لأكثر من 20 عاماً في هذا المجال، فقد قضيت معظم حياتي المهنية في الدعاية للعلامات التجارية إلى أن أصبحت أسماءً مألوفةً على المستوى المحلي. وحرصتُ خلال عملي مدرّبة تنفيذية على الجمع بين الرؤى الثاقبة التي توصّلتُ إليها من خلال مبادئ التسويق المثبتة والخبرة العملية، وذلك لتأهيل قادة الشركات لتحقيق النجاح في كل مرحلة من مراحل حياتهم المهنية.
وإذا كنت وجهاً جديداً في قوة العمل، وتجد صعوبة في فكرة الدعاية الذاتية، فإليك بعض الطرق للتغلب على ترددك والبدء بتعزيز هذه المهارة الحاسمة:
أولاً: اعرف أسباب عدم ارتياحك لفكرة الدعاية الذاتية
قبل أن تتمكن من التحسُّن، يجب أن تفكّر أولاً في سبب عدم ارتياحك لفكرة الدعاية الذاتية. تشمل الأسباب الشائعة بين القادة الذين أعمل معهم كلاً مما يلي:
تعتقد أن عملك سيتحدث عن نفسه
لقد أوصلتك كفاءتك في عملك إلى هذه المرتبة، ما أدى إلى تحقيق نتائج رائعة أهّلتك للنجاح ونيل التقدير. ومع ذلك، عندما ترتقي سلَّم المناصب المهنية وتصبح قائداً أو مديراً، فسيكون الاعتماد على إنجازاتك السابقة لنيل التقدير وحصد المكافآت نهجاً محفوفاً بالمخاطر؛ لأنك ستواجه على الأغلب منافسةً حامية الوطيس في هذه المرحلة من مسيرتك المهنية. ولا تقل الدعاية لنفسك أهميةً عن إثبات قدراتك القيادية، لأنها تعكس قدرتك على الدفاع عن نفسك وعن أعمال شركتك ومؤسستك وربما عن أعضاء فريقك في المستقبل.
تعتقد أن الدعاية الذاتية نوع من التفاخر الممقوت
لا أحد يريد أن يكون الشخص الذي يمسك بوقاً يصرخ فيه ليل نهار: "أنا مَنْ حقق هذا، أنا مَنْ حقّق هذه المنجزات، أنا مَنْ فعل كذا". لكننا نعلم جميعاً أن النجاح مرتبط بالكفاءة ونيل القبول لدى الآخرين. وتعزيز علاقات إيجابية ووطيدة مع الآخرين أمرٌ بالغ الأهمية لبناء فريق قوي. حاول إعادة صياغة الدعاية الذاتية بوصفها وسيلة لتوثيق إنجازاتك والتعريف بها. ومن خلال اتخاذك لهذه الخطوة، يمكنك إتاحة فرص جديدة تسمح لك بإحداث تأثير أكبر على نفسك وفريقك والمؤسسة.
تشعر بعدم المصداقية عندما تطلب الدعم من الآخرين
لعلك اعتمدت حتى الآن على قدراتك الخاصة والعمل الجاد بمفردك لتحقيق التقدم؛ فقد اكتسبت مختلف أنواع المعارف والقدرات والمهارات اللازمة للنجاح. ومع نموك في مسيرتك المهنية، فإن المجهود الفردي وحده لا يكفي عادة، بل تحتاج إلى أشخاص يقفون في ظهرك ولا يترددون في الإشادة بك ومساعدتك على الوصول إلى مبتغاك. وتحتاج إلى شبكة علاقات يثق أفرادها بإمكانياتك، حتى عندما تفقد أنت نفسك الثقة بها.
لا تعرف كيف تمارس الدعاية الذاتية
ربما لم يخبرك أحد من قبل بكيفية الدعاية لنفسك والتعريف بإنجازاتك، بل على العكس من ذلك، ربما قيل لك إن الناس يبغضون المتباهين بأنفسهم، وربما أخبروك بأن الدعاية الذاتية سلوك مشين ينمُّ عن النرجسية أو الغرور. ومع ذلك، فإنها تتطلب امتلاك المهارات والقدرات نفسها التي تمتلكها بالفعل والتي تستفيد منها فعلياً لتنمية عملك أو فريقك والترويج له.
ثانياً: حدد عرض القيمة الذي تمتلكه بين يديك
ما السمعة التي تريد أن تشتهر بها؟ يتطلب إعداد دراسة جدوى للتقدم المهني أن يكون لديك فهم واضح لوضعك الحالي وأهدافك ومواطن قوتك ومجالات التحسين، كما يتطلب تحليلاً شاملاً لأعمال شركتك واحتياجاتها.
أجرِ تحليل سوات للمهارات القيادية الشخصية
ستؤدي عملية إجراء التقييم الذاتي أو تحليل سوات الشخصي (مواطن القوة والضعف والفرص والمخاطر) إلى رفع مستوى الوعي الذاتي لديك. ستساعدك على تحديد مواطن القوة والإنجازات وعرض القيمة الذي تتفرّد به عن الآخرين، ويمثّل مجموع هذه العناصر القيمة التي تجلبها والتي تميزك عن أقرانك. ستساعدك أيضاً على تحديد أي مهارات أو خبرات تفتقر إليها.
وإليك بعض الأسئلة التأملية لبدء هذه العملية:
مواطن القوة:
- ما التجارب والإنجازات والخبرات التي تميزني عن الآخرين؟
- ما الصفات والمهارات وأوراق الاعتماد التي أضعها على الطاولة أمام المسؤولين؟
- ما شبكة المؤيدين التي أمتلكها (أي الرعاة والموجهون والمدافعون عني)؟
مواطن الضعف:
- ما الجوانب التي قد تعوق تقدمي المهني وتدخل ضمن الجوانب التي تحتاج إلى التحسين؟ وما الملاحظات التي تلقيتها في مراجعات الأداء؟
- كيف أعالج مواطن الضعف هذه (أي الفجوات التي تعتري مؤهلاتي أو خبراتي) وأكتسب المهارات والمعارف اللازمة للوصول إلى أهدافي المهنية؟
الفرص:
- ما الفرص الموجودة داخل مؤسستي أو قطاعي للنمو المهني (أي الاتحادات المهنية والمناصب التطوعية في المؤسسات غير الربحية والريادة الفكرية)؟
- هل هناك أي توجهات أو تقنيات ناشئة (مثل الذكاء الاصطناعي والتفكير التصميمي وما إلى ذلك) أو المعارف والقدرات التي يمكنني الاستفادة منها لإعطاء مسيرتي المهنية دفعة إلى الأمام؟
- هل هناك أي برامج توجيهية أو تدريبية متاحة يمكن أن تدعم تطوري المهني؟
المخاطر:
- هل هناك أي عقبات أو تحديات محتملة قد تعوق تقدمي المهني؟
- هل هناك أي تغييرات في البنية التنظيمية للشركة (مثل وقف الترقيات أو التعيينات وتسريح العاملين والبنية التنظيمية المسطحة، وما إلى ذلك) يمكن أن تؤثر على مسيرتي المهنية؟
- هل هناك أي عوامل خارجية (مثل الركود أو حالة الدمج بين الشركات أو الأتمتة) يمكن أن تؤثر على آفاق تطلعاتي المهنية؟
من خلال تحديد المهارات والخبرات الحاسمة لنجاح الأعمال، يمكنك تحديد فرص التقدم المهني التي تتوافق مع اهتماماتك على الوجه الأكمل.
أجرِ تقييماً للوضع التنافسي
قبل المضي قُدماً والبدء بالدفاع عن تقدمك المهني، فإن الخطوة التالية هي إجراء تقييم للوضع التنافسي. تهدف هذه الخطوة إلى تقييم كيفية تمييز نفسك عن أقرانك داخل المؤسسة. بدايةً، ضع في اعتبارك ما يلي:
- من هم نظراؤك الذين يجب أن تبدأ بهم؟ ابحث عن الأفراد الذين يؤدون أدواراً مماثلة لدورك أو يسلكون المسارات المهنية نفسها التي تسلكها أنت. على سبيل المثال، قد يكون هؤلاء أقرانك الذين يؤدون أدواراً مماثلة للدور الذي تؤديه أنت ويتمتعون بسمعة طيبة أو أقرانك الذين حققوا بالفعل التقدم المهني الذي تطمح إليه.
- ما العوامل التي أسهمت في نجاح هؤلاء الأشخاص؟ حاول أن تفهم العوامل التي أثرت على مسيرتهم المهنية (كالخبرات السابقة والإنجازات التي حققوها في العمل والاتحادات المهنية أو جمعيات الخريجين التي انضموا إليها والهوايات المهنية التي مارسوها وشبكة العلاقات الواسعة التي كوّنوها، وما إلى ذلك). يمكنك أيضاً الاستفادة من المصادر العامة، مثل ملفاتهم التعريفية على منصة لينكد إن ومواقعهم الإلكترونية الشخصية وحساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، وما إلى ذلك. تهدف هذه الخطوة إلى تكوين رؤى ثاقبة حول كيفية تمييز نفسك عنهم وإبراز مهاراتك مع اكتساب الإلهام أيضاً حول كيفية الاستمرار في النمو.
- على سبيل المثال، إذا كان أحد أقرانك يمتلك ملفاً تعرفياً ممتازاً على لينكد إن يحتوي على توصيات مهنية وينشر بانتظام منشورات حول الريادة فكرية، فربما تؤدي محاكاة جهوده إلى تهيئتك لتحقيق النجاح.
- أو ربما كانت لديه شبكة علاقات قوية داخل المؤسسة ويتناول القهوة بانتظام مع كبار المسؤولين وأصحاب المصالح من الشخصيات المؤثرة في شركتك. فكر في التعارف مع هذه الشخصيات القوية ذات السلطة والنفوذ، أو اطلب منهم تناول الغداء معك ومعرفة المزيد عن عملهم. قد يساعدك هذا على اكتساب المزيد من التأثير في المستقبل.
- ما المهارات والقدرات والمؤهلات التي يمتلكها أقرانك؟ حتى بعد التخرُّج في الجامعة أو إنهاء الدراسات العليا، يجب أن نستمر في الاستثمار في نمونا المهني. هل اكتسبوا كفاءات أو معارف أو خبرات تعينهم على التقدم المهني؟ هل استخدموا الموارد المتاحة التي ربما أغفلتها أو لم تكن على دراية بها، مثل التدريبات المقدَّمة من المؤسسات ومنصة لينكد إن ليرننغ وبرامج الانتداب الوظيفي، وما إلى ذلك؟
- ما أهم الأحداث والإنجازات المهنية التي تساعدهم على التميز؟ قد تكتسب رؤى ثاقبة حول أسباب نجاحهم من خلال تحليل مسارهم المهني (أي وظائفهم وترقياتهم وتخصصاتهم ومسمياتهم الوظيفية، وما إلى ذلك) وأهم الإنجازات التي حققوها أو الجوائز أو شهادات التقدير التي نالوها.
- ما أسلوبهم القيادي؟ ما أسلوبهم في إلقاء العروض التقديمية؟ كيف يتصرفون في الاجتماعات؟ ماذا يُقال عنهم في غيابهم؟
بعد إجراء هذا التقييم، سيتكوَّن لديك فهم دقيق لكيفية التعامل مع مديرك وغيره من صنّاع القرار الآخرين في مؤسستك وعرض منجزاتك أمامهم. سيساعدك هذا التقييم أيضاً على تحديد مواطن الضعف التي تحتاج فيها إلى التحسُّن.
في أثناء اتباع هذه الخطوات، تذكّر ألا تقع في مزلق مقارنة نفسك بأقرانك أو تشعر بالإحباط إذا كانت لدى بعضهم ملفات تعريفية احترافية أقوى منك؛ فكل شخص يخوض رحلته الخاصة ويبدأ من نقطة انطلاق مختلفة. وتهدف هذه الخطوة إلى الاستفادة من هذه المعلومات بوصفها رؤى ثاقبة وبيانات حول أدوات النجاح، وأشجعك أيضاً على التفكير في طرق التعاون مع أقرانك والتواصل معهم. فقد يكونون على كل حال جزءاً من الجيل المقبل من قادة القطاع.
وسيسمح تحليل سوات وتقييم الوضع التنافسي بزيادة مهاراتك ومؤهلاتك ومواءمتها مع احتياجات الأعمال والبحث عن الفرص التي تتناسب مع أعظم مواطن قوتك.
صُغ عرض القيمة الذي تتمتع به حالياً وتتفرّد به عن الآخرين
استخدم المعلومات التي جمعتها في الخطوة السابقة لصياغة عرض القيمة الذي تتفرّد به عن الآخرين. ويتألّف عرض القيمة في مجال التسويق من بيان واضح وموجز يعرّف الجمهور المستهدف بالفائدة التي يقدمها لهم المُنتَج أو الخدمة أو الفرد ويتميّز بها عن الآخرين. ويرى المحترفون أن عرض القيمة وسيلة للتعبير عن الفوائد أو السمات أو مواطن القوة المحددة التي تميزك عن أقرانك أو منافسيك. ويوضّح عرض القيمة كذلك أسباب اختيار مديرك لك دون الآخرين ومنحك الترقية أو فرصة التقدم المهني. احرص على تعزيز بياناتك النظرية بأمثلة عملية لمجهوداتك أو مقاييس يمكن اعتبارها دليلاً دامغاً على قوة مستوى أدائك.
وعلى الرغم من أنك لن تُطلع الآخرين بالضرورة على هذه البيانات، فإنها ستمثل أساساً تبني عليه عروض الدعاية الذاتية في المحادثات المستقبلية. في النهاية، من المهم أن تتوخى أقصى درجات الوضوح بشأن ما يمكنك تقديمه وما أنجزته حتى الآن وأسلوبك القيادي الحالي. ستستخدم هذه النسخة من نقاط البيانات لاحقاً لضم مديرك والداعمين الآخرين إلى صفك وإقناعهم بقدراتك.
ويشكّل النص التالي مثالاً لعرض القيمة الذي يتفرّد به أحد محترفي التسويق عن الآخرين:
لديّ قدرة فريدة على الجمع بين التفكير الاستراتيجي والإبداع ورؤى المستهلكين وتحليل البيانات لتطوير حملات تسويقية حائزةٍ عدداً من الجوائز وتنفيذها. لديّ سجل حافل في إعداد خطط التسويق (المشاريع "س" و"ص" و"ع") التي لا تجذب عملاء جدداً فحسب، بل أثبتت قدرتها أيضاً على زيادة نمو المبيعات والإيرادات بنسبة x%.
من أهم مميزات هويتي بوصفي خبير تسويق وأبرز مميزاتي التنافسية هي قدرتي على فهم الجماهير المستهدفة ومعرفة رؤاها وتحديد سلوكياتها الشرائية وترجمتها إلى رسائل تسويقية. يتيح لي ذلك خلق شعور لدى المستهلكين بأن المؤسسة تراعي احتياجاتهم من خلال إضفاء طابع شخصي وجذاب على التجارب المقدَّمة إليهم وبالشكل الذي يراعي قيمهم ومراحلهم العمرية.
أُدرك شخصياً قيمة التوجيه في حياتي المهنية؛ لذا يسرني أن أتطوع لرئاسة أكاديمية المهارات القيادية التابعة لنا لتطوير الجيل الجديد من القادة. وأتولى بصفتي مديراً تدريب أعضاء فريقي وتمكينهم لتحقيق النجاح والتعلُّم في أثناء مزاولة العمل. وقد أتاحت لي قدرتي على التعاون وتحفيز الفرق المتعددة الوظائف وشركاء الوكالات وإلهامهم تحقيق نتائج استثنائية تفوق المقاييس المعيارية المعمول بها في قطاعنا.
طوّر خطتك المهنية المستقبلية
الخطوة الأخيرة قبل مخاطبة مديرك هي معرفة الفرصة التي تريد تأمينها. ما هدفك على المدى البعيد وما الخطوة التالية التي ستؤهّلك لتحقيقه؟ على سبيل المثال، ربما يكون هدفك على المدى البعيد هو أن تصبح نائباً لرئيس الشركة وتعتقد أن الخطوة التالية في رحلتك هي أن تصبح مديراً أول. أو ربما تكون خطوة أصغر، كالحصول على مشروع إنمائي وقدر أكبر من الاستقلالية وقيادة فريق أكبر.
أياً كانت الفرصة التي تبحث عنها، يجب أن تكون قادراً على التعبير عن قدرتها على مساعدتك في تطوير تأثيرك داخل المؤسسة وزيادته. إنه طريق ذو اتجاهين: بمعنى أن التقدم في حياتك المهنية يعني قدرتك على الاستمرار في تحقيق عوائد أكبر للشركة التي تعمل بها. ومن خلال التأكيد على كيفية توافق الدور الجديد مع أهدافك المهنية وتمكينك من تقديم إسهامات ذات قيمة أكبر لشركتك، يمكنك تقديم حجة مقنعة لترشيحك لشغل المنصب الذي تريده.
ثالثاً: اتخذ إجراءً
حدّد الداعمين
بعد التأمل الذاتي وجمع البيانات والتحليل والتخطيط، حان الوقت للتحدث مع صنّاع القرار وأهم الشخصيات المؤثرة في شركتك. ستجري أهم المحادثات مع مديرك المباشر، ولكن من المهم أيضاً أن تتواصل مع أصحاب المصالح الرئيسيين الآخرين (عادةً مدراء من قسمك أو من الفرق المتعددة التخصصات) الذين سيشاركون على الأرجح في مناقشات الترقية والتقدم المهني. إذا حصلت على دعمهم، فستكون في وضع جيد.
اسأل نفسك: مَن يعرفني ويدرك أهمية جهودي؟ مَنْ سيدافع عن تقدمي المهني؟ هل سيشارك أي من هؤلاء الأشخاص في المداولات عند مناقشة هذه الفرصة؟ إذا كانت الإجابة "نعم"، فستحتاج إلى دعمهم. خطّط لعقد اجتماعات ثنائية مع كل شخص تحدده لزيادة فُرص ظهورك (وستكون القائمة قصيرة على الأرجح). احرص على أن يعرفوك ويعرفوا مجهوداتك وكيف أسهم عملك في نجاحهم أو نجاح فريقهم. احرص على أن يشاركوا بإيجابية في حملة الدفاع عن تقدمك المهني.
وعندما تتواصل معهم، انقل لهم رسالة واضحة وموجزة. أخبرهم مَنْ أنت وماذا فعلت من أجل المؤسسة (عرض القيمة الذي تمتلكه بين يديك)، وما طموحاتك وأهدافك المهنية المستقبلية (خطتك المهنية). استناداً إلى النقطة التي وصلت إليها في رحلة مناقشة مسارك المهني (بعد 6 أو 9 أشهر أو 12 شهراً من عملية الترقية)، يمكنك عقد أكثر من اجتماع مع كلٍّ منهم لتوضح لهم إلى أي مدى وصلت في رحلة التعلُّم والنمو.
تحدث إلى مديرك
للحصول على فرصة جديدة، عليك إقناع مديرك وضمه إلى صفك. كل الأعمال الأخرى التي نفّذتها حتى هذه النقطة تؤدي إلى هذه المحادثة المهمة. حدد موعداً لعقد اجتماع ثنائي مع مديرك، وأخبره بأنك ترغب في مناقشة تطوير مسيرتك المهنية. ثم استغل هذه الفرصة لإقناعه بقدرتك على تقديم إسهامات مهمة في الدور الجديد.
ارسم صورة شاملة للمستقبل، توضّح فيها رؤيتك الاستراتيجية للوظيفة أو الفرصة التي تسعى للحصول عليها. حينما تكتب قائمة بالإجراءات المحدَّدة التي ستتخذها لإحداث تأثير سريع وتوضّح القيمة التي ستجلبها للمؤسسة، فإن هذا سيُظهِر للجميع أن أسلوبك في التفكير يسير وفق نهج استباقي على المستوى المطلوب. قد تشمل هذه الإجراءات إرساء توجه استراتيجي جديد للأعمال أو زيادة قدرات الفريق أو إحاطة نفسك بشركاء استراتيجيين أقوى. استخدم عرض القيمة الذي تتفرّد به عن الآخرين لإرشادك.
يجب عليك أيضاً تعريف المسؤولين بعملية التطوير الذاتي التي تتبعها. وضّح كيف يتواءم هذا الدور أو المنصب الجديد مع خطتك لتطوير حياتك المهنية. واحرص هنا على التحدث بوضوح عن المهارات والخبرات والقدرات التي ستكتسبها لزيادة قيمتك المضافة للمؤسسة.
استفد من جميع قنوات التواصل المتاحة
القنوات الداخلية
بالإضافة إلى الاجتماعات المباشرة وجهاً لوجه، يمكنك الاستفادة باستمرار من قنوات التواصل الداخلية الأخرى في شركتك لزيادة فُرص ظهورك. قد تتمكن من الوصول إلى قنوات مختلفة، اعتماداً على مستواك، سواء كانت هذه القنوات عبارة عن اجتماعات عامة ربع سنوية تنعقد بصفة رسمية أو رسائل إخبارية شهرية أو وسائط داخلية (مثل المدونات الصوتية ومقاطع الفيديو) أو اجتماعات مصغَّرة غير رسمية تنعقد على مستوى الأقسام، وقنوات سلاك، وسلاسل البريد الإلكتروني الجماعية.
أعدَّ بياناً نهائياً بقنوات التواصل الداخلية المتاحة لك واستخدمه للدعاية الذاتية. على سبيل المثال، إذا كنت قائداً لفريق أو مشروع، فيمكنك استخدامهما للتحدث عن مبادراتك وغاياتك المنشودة ونتائجك الرئيسية. احتفل بإنجازاتك وأعرب عن تقديرك لأعضاء فريقك وشركائك وعرّف أصحاب المصالح الرئيسيين والشخصيات المؤثرة بأحدث مستجدات تقدمك المهني ونجاحاتك القيادية. ومن خلال التوعية بإنجازاتك والتعريف بنفسك في دوائر التأثير المناسبة، سوف تزيد من فرصك في أن تجيء على قمة الاهتمامات عندما تنعقد المناقشات الرئيسية حول المستحقين للترقيات.
القنوات الخارجية
يمكنك الاستفادة من حساباتك المتاحة خارج مؤسستك عبر قنوات وسائل التواصل الاجتماعي المهتمة بمجال الأعمال، مثل لينكد إن وتويتر. على سبيل المثال، يمكنك كتابة منشور على لينكد إن للتعريف بإنجازاتك وبناء سمعتك المهنية أو علامتك التجارية. ستؤدي مشاركة الصور أو مقاطع الفيديو أو الروابط أو المرئيات إلى إضفاء طابع شخصي على نجاحاتك. لزيادة تأثيرك إلى أقصى حد ممكن، يمكنك أيضاً إرسال إشعار إلى مديرك وأصحاب المصالح الرئيسيين والشخصيات المؤثرة.
وإذا كنت تمتلك طموحات عالية حقاً، فيمكنك أيضاً البحث عن فرص للانضمام إلى إحدى اللجان التخصصية في القطاع الذي تعمل به أو إلقاء كلمة أمام أحد مؤتمرات خريجي الجامعات. ستساعدك المشاركة في قنوات التواصل الخارجية هذه في تكوين برهان اجتماعي وبناء سمعتك على المستوى الخارجي بوصفك "خبيراً" مختصاً. ستسهم هذه الخطوة في تغيير نظرة الآخرين إليك داخل المؤسسة.
عندما تمعن النظر في هذه الأساليب المختلفة للدعاية الذاتية وتحاول تطبيقها على أرض الواقع، عليك أن تحافظ على اتساق صورتك الذهنية ورسائلك التي ترسلها إلى الآخرين؛ لأن اكتساب سمعة قوية يتحقق من خلال إثبات أنك تستطيع تحقيق نتائج أفضل من المتوقع باستمرار وتقديم أداء يليق بالمستوى الذي تريد الانتقال إليه.
إذا أردت تحقيق التقدم في حياتك المهنية، فعليك أن تدافع بكل ما أوتيت من قوة عن جدارتك بالحصول على الترقية، حتى إذا لم تكن ترتاح لفكرة الدعاية لنفسك. ويكمن السر في إحكام السيطرة على سرديتك. وثّق قصتك واحرص على صياغة رؤية مقنعة لذاتك المستقبلية؛ رؤية تعتبرك عامل تغيير قادراً على تحقيق أهدافك في دور جديد وإلهام الآخرين على طول الطريق. عندها فقط يمكنك جذب الرعاية والدعم اللازمين لتحقيق التقدم المهني المنشود.