ما أهم سمة تساعدك في الترقي لمنصب تنفيذي؟

4 دقيقة
الترقي لمنصب تنفيذي
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

إذا سألت مجموعة من المدراء الطامحين إلى تولي المناصب التنفيذية العليا حول ما يتطلبه الوصول إلى هذه المناصب، فسيذكرون دائماً الحضور التنفيذي، ولكن قد لا يملكون فهماً واضحاً لما يعنيه ذلك في الواقع. أجريت منذ وقت ليس ببعيد سلسلة من المقابلات غير الرسمية مع كبار المسؤولين التنفيذيين المكلفين بتعيين مسؤولين تنفيذيين آخرين في مؤسساتهم، سألتهم خلالها عن عوامل “النجاح أو الفشل” التي يأخذونها بعين الاعتبار عند اتخاذ قرارات الترقية إلى المناصب التنفيذية العليا. وقد كان الحضور التنفيذي أحد المعايير القليلة التي ذكروها، ولكن حتى هؤلاء المسؤولون التنفيذيون ذوو الخبرة واجهوا صعوبة في تحديد ماهية هذا المعيار، ولماذا يتمتع به بعض الأشخاص دون غيرهم. في عالم يزداد تنوعاً حيث لم يعد نمط كبار المسؤولين التنفيذيين من الذكور الطوال القامة هو القاعدة، ما المتطلبات اللازمة لإرساء حضور تنفيذي قيادي؟ هل هي الملابس المناسبة؟ المصافحة القوية؟ هذان الجانبان مهمان، لكنهما ليسا العاملين الوحيدين.

يعتمد مفهوم الحضور التنفيذي إلى حد كبير على الحدس وقد يكون من الصعب تحديده على وجه الدقة، لكنه في الأساس يتعلق بقدرتك على إظهار الثقة بالنفس الناضجة؛ أي الشعور بأنك قادر على السيطرة على المواقف الصعبة وغير المتوقعة واتخاذ القرارات الصعبة في الوقت المناسب والثبات على موقفك بين أعضاء الفريق التنفيذي الآخرين الموهوبين وذوي الإرادة القوية. إذا كان هذا هو جوهر القضية، فما الأسلوب والسلوكيات التي تنقل معاً هذا المستوى من الثقة بالنفس إلى الآخرين؟ للإجابة عن هذا السؤال، لننظر في 3 مدراء موهوبين، لم يصل سوى واحد منهم إلى المستوى التنفيذي.

فرانك سيمونز هو الشخص الذي يود أي مدير أن يكون ضمن فريقه الإداري. يتمتع سيمونز بخبرة كبيرة ويركّز على تحقيق النتائج وذو طبيعة تعاونية ويظهر التزاماً قوياً تجاه الشركة، وقد ظهر اسمه على قوائم التعاقب الوظيفي على مدار عدة سنوات، مع ذلك، لم يحصل على ترقية قط. على الرغم من أن فرانك كان من بين أفضل الموظفين أداءً في مجال عمله، لم يكن يعتني بمظهره إلى حد ما وكان ينحني إلى الأمام بعض الشيء في وقفته. وقد كان يستعد جيداً دائماً لتقديم العروض التقديمية أمام الفريق التنفيذي، لكن لغة جسده كانت تكشف دائماً عن عدم ارتياحه. وعلى الرغم من بلاغته الشديدة، كانت عروضه التقديمية تميل إلى الإسهاب والتشعّب كثيراً. وخلال جلسات الأسئلة والأجوبة، كان يميل إلى المبالغة في احترام أعضاء الفريق التنفيذي ويتردد في إقحام نفسه في المناقشات بين المسؤولين التنفيذيين. قال أحد كبار المسؤولين التنفيذيين سراً: “فرانك هو أحد الأصول التي لا تقدر بثمن للشركة، لكنني لا أستطيع أن أتخيله يمثلنا أمام العملاء”.

كانت أليشيا والاس مديرة تسويق على درجة عالية من المهارة ونجحت في المهام التي كُلفت بها كلها. مع ذلك، دائماً ما يُغفل اسمها عند اختيار الأشخاص ذوي الإمكانات العالية للترقية إلى مستويات أعلى. فعلى الرغم من إعجاب كبار مسؤولي التسويق التنفيذيين بها واحترامهم لها، كانوا يتحفظون على ترقيتها ولم يشعروا بالارتياح قط لذلك. السبب هو افتقارها إلى التنظيم الواضح. كثيراً ما كان الآخرون يقولون “هذه عادة أليشيا” عندما تصل متأخرة إلى الاجتماعات وتبدو مستعجلة وملفاتها في حالة من الفوضى. قد تبدو هذه القضايا ثانوية أو غير مهمة، لكنها على المستوى العملي دفعت كبار الموظفين إلى التشكيك بقدرتها على تحمل مسؤوليات منصب أعلى، مثل إدارة عدد أكبر من الموظفين والحفاظ على التركيز الضروري على تنفيذ الأولويات الرئيسية.

إذا دخلت إلى غرفة فيها 20 مديراً، قد لا تلفت انتباهك على الفور العضو في قسم الشؤون القانونية، ليديا تايلور، لكن ذلك سيتغير بمجرد بدء النقاش. على الرغم من أسلوبها اللطيف في الحديث وعدم عدوانيتها، تحظى باحترام كل من أقرانها والمسؤولين التنفيذيين الذين تعمل معهم. تتمتع ليديا بمهارات استماع استثنائية وحس دقيق يتيح لها معرفة الوقت المناسب للدخول في المحادثة لتوضيح وجهة نظرها. تظل هادئة ومباشرة ومتماسكة، وتحافظ على سلوكها الهادئ والمتوازن حتى عندما ينفعل الآخرون، وتستخدم حسها الفكاهي لتخفيف حدة المواقف المتوترة. عندما يتحداها الآخرون، تظل ثابتة على موقفها دون أن تكون تصادمية. تدعم عملاءها الداخليين بكل إخلاص، لكنها كانت على استعداد لاتخاذ موقف إذا اقترح أي شخص مسار عمل قد يعرّض الشركة للخطر. ونتيجة لذلك، كانت ليديا أبرز مرشحة وجرى إعدادها لخلافة المستشار العام للشركة.

السؤال القديم هو هل يمكن تعزيز الحضور التنفيذي؟ الجواب هو نعم، شريطة أن يكون لديك مستوى أساسي من الثقة بالنفس والاستعداد للتعامل مع المواقف غير المتوقعة التي لا يمكن التنبؤ بها الناتجة عن طبيعة العمل على المستوى التنفيذي. ابدأ بمعالجة الأساسيات. ابحث عن بعض الأشخاص الموثوقين الذين يمكنهم تقديم ملاحظات صادقة حول ملابسك وهندامك ومستوى الثقة بالنفس الذي تظهره. مثلما ذكرنا، المظهر ليسس كل شيء، ولكن المشاكل الكبيرة في هذه المجال يمكن أن تعوق تنمية الحضور التنفيذي. على سبيل المثال، تعرضت إحدى المديرات الموهوبات جداً لانتقادات من أقرانها بسبب ملابسها التي تشبه ملابس “مديرة المدرسة”، ووصف آخرون المديرة التي تتسم بالمظهر الجدّي بأنها مثل “بائع سيارات مستعملة”. هذه المقارنات ليست إطراءً أو غير مهمة. فالأشخاص لا يثقون عادة في بائع السيارات المستعملة، ولا ينظرون إلى مديرات المدارس على أنهن مبدعات ومجازفات، وهما صفتان أساسيتان لقيادة الابتكار والتغيير على المستوى التنفيذي.

ابحث عن فرص لصقل مهاراتك في العروض التقديمية. لا تُعد الخطابة أمام الجمهور أحد المتطلبات الرئيسية للمناصب التنفيذية فحسب، بل إن قدرتك على الوقوف والتقديم بثقة أمام مجموعة تنفيذية أو جمهور كبير غالباً ما يُنظر إليها على أنها مؤشر على قدرتك على التعامل مع الضغوط. تدرّب على العروض التقديمية الرئيسية حتى تتمكن من تقديمها بسهولة واقتدار، واهتم على وجه الخصوص بجلسات الأسئلة والأجوبة لأن اتزانك عند طرح الأسئلة وقدرتك على التفكير بسرعة يساعدانك على إظهار شعورك بالثقة بالنفس.

ما هو أهم من ذلك: اعثر على أسلوبك الفريد في المجال التنفيذي؛ أي حدد مواطن قوتك واستفد منها إلى أقصى حد. يتمتع البعض بطبيعة اجتماعية منفتحة تتيح لهم جذب الانتباه والتأثير على الآخرين. ويعتمد آخرون، مثل ليديا تايلور، على قدرتهم على الاستماع بفعالية، وإحساسهم بالتوقيت في المحادثات، وقدرتهم على الحفاظ على هدوئهم عندما ينفعل الآخرون. في عالم اليوم الذي يتسم بالتنوع المتزايد، لا يوجد نموذج واحد للحضور التنفيذي يناسب الجميع. ومع ذلك، فإن العنصر الثابت للحضور التنفيذي هو بناء ثقة الآخرين في قدرتك على التقدم قائداً في الأوقات الصعبة.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .