تقرير خاص

بناء المستقبل: التحول العقاري ودوره في تحقيق رؤية السعودية 2030

5 دقيقة
التحول العقاري

ملخص: يستعرض المقال مسيرة التحول العقاري في المملكة العربية السعودية ضمن إطار رؤية 2030، حيث برزت شركة (NHC) كمحرك رئيس في بناء مجتمعات سكنية متكاملة تسهم في تحقيق مستهدفات الرؤية برفع نسبة تملك المواطنين للمساكن إلى 70% بحلول عام 2030.

  • تركز الشركة على جودة الحياة بتصميم أحياء مستدامة مثل "خزام" و"الفرسان" توفر بيئة متوازنة تضم مساكن، ومرافق تعليمية وترفيهية وتجارية، ومساحات خضراء تسهل التنقل وتزيد من رضا السكان. ورغم تحديات التمويل وارتفاع تكاليف البناء، ترى (NHC) في ذلك فرصاً للابتكار عبر حلول تمويل ذكية، وبناء سلاسل إمداد وطنية مرنة.
  • اقتصادياً، ساهمت الشركة بأكثر من 29 مليار ريال في الناتج المحلي غير النفطي لعام 2025، وتستهدف دعم 188 ألف وظيفة سنوياً. كما تتبنى الشركة نهج المدن الذكية عبر ذراعها الرقمية (NHC Innovation) ومنصاتها مثل "سكني" و"بلدي+" لخدمة أكثر من 20 مليون مستخدم.
  • تمتلك (NHC) بنك أراضٍ يتجاوز 284 مليون متر مربع، وتخطط لتسليم 600 ألف وحدة سكنية بحلول 2030، مدعومة بشراكات عالمية تفوق 40 مليار ريال. وتؤكد الشركة التزامها ببناء إرث حضري مستدام يعكس طموح المملكة نحو مدن حديثة تجمع بين الأصالة والتقدم.

عند التأمل في مسيرة المملكة العربية السعودية نحو تحقيق رؤية السعودية 2030، أرى توجهاً طموحاً لمواصلة المضي قدماً لإحداث تغيير جذري حقيقي، وقد كنت شاهداً على تحول الأحياء من مجرد أفكار ومخططات إلى مجتمعات حية، ورأيت كيف يمكن لسعادة أسرة بحصولها على منزلها الأول أن تكون معبرة أكثر من أي أرقام أو نتائج نحققها.

في خضم هذا التحول، يظهر القطاع العقاري كمحرك رئيس للتحول نحو التغيير؛ فالمسألة لا تتعلق بالمباني وحسب، وإنما بتمكين مجتمع حيوي، وتعزيز اقتصاد مزدهر، وبناء وطن طموح. ومن خلال برنامج الإسكان -أحد الممكنات الرئيسة لرؤية السعودية 2030- نرسي الأسس لمدن مستقبلية متكاملة ومستدامة في جميع أنحاء المملكة.

عقد من التحولات 

شهد القطاع العقاري في المملكة العربية السعودية قفزة نوعية وتغييرات جذرية على مدار العقد الماضي، فمن النماذج السكنية التقليدية إلى مشاريع التطوير الحضري المتكاملة، أصبح نهجنا اليوم يرتكز على التواصل والابتكار والارتقاء بجودة حياة السكان.

وفي (NHC)، أطلقنا مشاريع في 17 مدينة مختلفة حول المملكة، وقد صممت هذه المشاريع لتلبية الاحتياجات المتنوعة للأسر السعودية، حيث توفر مساكن ومسطحات خضراء ومدارس ومراكز تجارية ومرافق ترفيهية ضمن مجمعات سكنية مترابطة يسهل التنقل فيها سيراً على الأقدام. ونفخر بمساهمتنا في تحقيق مستهدفات رؤيتنا المتمثلة في زيادة نسبة تملك السعوديين للمساكن إلى 70% بحلول العام 2030، ومع وصول هذه النسبة إلى 65.4% في العام 2024، فإننا نقترب بثبات من تحقيق المستهدف.

لا تقتصر رؤيتنا على بناء المساكن فحسب، وإنما نسعى إلى خلق معايير متناسبة مع الهوية السعودية ومنفتحة على المعايير العالمية؛ وهذا ما يميزنا في (NHC)؛ فبصفتنا من أكبر المطورين العقارين في المنطقة، نعمل بمرونة مع القطاعين الحكومي والخاص لتطوير مجتمعات متكاملة بسرعة وكفاءة.

جودة الحياة في صميم مخططاتنا 

لطالما كان الإنسان محور رؤيتنا للتطوير العقاري، وهو ما يتجسد بوضوح في وجهاتنا السكنية مثل "خزام" و"الفرسان" التي ستصبح موطناً لأكثر من مليوني ساكن، ففي هذه المشاريع لا نكتفي بتوفير بنية تحتية حديثة، بل نصمم منظومة حياة متكاملة تربط السكان بكل ما يحتاجونه.

ولا نقيس جودة الحياة بعدد المرافق، بل بالأثر الفعلي الذي تحدثه، ففي وجهاتنا يقطع السكان مسافات أقصر للوصول إلى الخدمات الأساسية، وتتاح لهم مساحات خضراء أكبر، ما ينعكس مباشرةً على مستويات الرضا المجتمعي التي تفوق نظيرتها في الأحياء التقليدية.

التحديات كحافز للتحول

يشهد تحول قطاع بهذا الاتساع مجموعة من التحديات، فالتعقيدات التي تتبع عملية الوصول إلى التمويل تؤثر على وتيرة تطوير المشاريع، وذلك في وقت تشهد فيه تكاليف البناء العالمية ارتفاعاً حاداً يضغط على الجداول الزمنية للتسليم، كما تضيف اضطرابات سلاسل الإمداد العالمية تحديات أخرى على صعيد وفرة المواد وجودة التنفيذ.

ونحن في (NHC)، نرى في هذه التحديات فرصةً ذهبية لإعادة هندسة نموذج العمل القائم ودفع عجلة الابتكار، وذلك من خلال تصميم وحدات سكنية تستجيب لاحتياجات المجتمع، وابتكار حلول تمويلية مرنة وذكية، إلى جانب استثمارات استراتيجية في تطوير قطاع التطوير العقاري الوطني وبناء سلاسل إمداد مرنة، لنؤسس لقطاع عقاري راسخ، قادر على ضمان استقراره، وتحقيق استدامته، ودعم نموه المتواصل على المدى البعيد.

تحفيز التنوع الاقتصادي

العقارات لا تسهم فقط في تمكين الحياة الحضرية، وإنما تشكل محركاً للنمو الاقتصادي؛ ويعد قطاعنا ركيزة أساسية للاقتصاد غير النفطي، إذ يحفر الاستثمارات، ويدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، ويوفر العديد من فرص العمل.

وفي (NHC)، ساهمنا بنحو 29 مليار ريال سعودي في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي للمملكة في العام 2025 وحده، وبين عامي 2018 و2030 سوف تسهم مبادراتنا بما يعادل ​​28 مليار ريال سنوياً، مع إجمالي تأثير تراكمي يبلغ 180 مليار ريال. ومن المتوقع أيضاً أن ندعم 188 ألف فرصة عمل سنوياً، أي ما يعادل فرصة عمل واحدة من كل 84 فرصة في المملكة.

وهذه ليست مجرد إحصاءات، وإنما انعكاس لقصص نجاح حقيقية تشمل تحسناً في جودة الحياة، وتمكيناً للمجتمعات، وبناءً لمسارات مهنية واعدة.

الابتكار والمدن الذكية

نتبنى في (NHC) بتبني نهج مميز يجعل الابتكار جزءاً أساسياً من جميع عملياتها وإستراتيجياتها. وعبر (NHC Innovation)، ذراعنا الرقمية المختصة نضمن للعملاء تجربة سكن أكثر سهولة.

فقد طورنا أكثر من 10 منصات رقمية متكاملة، بما في ذلك، سكني وإيجاز وبلدي +، لتبسيط رحلة العملاء بأكملها، بدءاً من البحث عن المسكن وإدارة العقود، وصولاً إلى الربط مع الخدمات البلدية، لجعل رحلة المستخدم أسرع وأسهل وأكثر شفافية.

وتحظى منصة سكني على وجه الخصوص بأثر تحولي في تجربة تملك السكن، حيث تربط المستخدمين مباشرة بخيارات التمويل والمطورين والوحدات المتاحة، وذلك عبر واجهة رقمية سلسة. وتخدم هذه المنصات أكثر من 20 مليون مستخدم مباشر وغير مباشر.

كما تسرع شراكتنا مع "نيفر كلاود" وتيرة هذا التحول، حيث نستفيد من تقنيات مثل "التوأم الرقمي" لتصميم مجتمعات أكثر ذكاءً واستدامة. ومن خلال هذه الابتكارات، لا تكتفي (NHC) ببناء مساكن فحسب، بل تسهم في تأسيس مدن سعودية ذكية، ومتصلة، ومستدامة.

ما الذي يميز (NHC)؟

لا يكمن تميز (NHC) في كونها من أكبر المطورين العقاريين في المنطقة فحسب؛ بل يتمثل في رؤيتها المتكاملة واستراتيجيتها الشاملة التي تعيد تعريف مفهوم التطوير العقاري بما هو أبعد من الأرقام، لتشمل قدرتها على تشييد منظومة متكاملة تدمج السكن مع البنية التحتية والخدمات في نموذج واحد متماسك.

وتتجسد هذه الرؤية في إنجازاتنا المستقبلية، حيث من المقرر أن نسلم أكثر من 600 ألف وحدة سكنية بحلول العام 2030، تضع معايير جديدة لمفهوم الوجهات السكنية العصرية، وتؤسس لمرحلة جديدة من التطوير العقاري الشامل الذي يركز على جودة الحياة.

وتتمتع (NHC) بميزة تنافسية فريدة تتمثل في امتلاكها بنك أراضي بمساحة إجمالية تتجاوز 284 مليون متر مربع، ما يمكنها من تنفيذ مشاريع ضخمة متكاملة، والتخطيط طويل المدى، وتقديم حلول سكنية تستجيب لاحتياجات مختلف شرائح المجتمع؛ وهذا سيساعد الشركة على تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030، والمساهمة في تطوير مدن المستقبل التي تجمع بين الحداثة والأصالة.

شراكات عالمية بأثر محلي

لا تقتصر رؤيتنا على الحدود المحلية، بل نسعى لبناء جسور من التعاون والشراكة مع أبرز الجهات العالمية، حيث أبرمنا اتفاقيات بقيمة تتجاوز 40 مليار ريال سعودي مع نخبة من المطورين العالميين، منهم كيه هوفنانيان (الولايات المتحدة الأميركية)، وشركة أورباس (إسبانيا)، ومجموعة سيتيك الصينية للإنشاءات ، وكذلك إملاك كونوت (تركيا)، ومجموعة طلعت مصطفى (مصر)، وشركة الكوهجي (البحرين)، ونيفر كلاود (كوريا).

تمثل هذه الشراكات شهادة دولية على الثقة التي يحظى بها السوق السعودي، وتؤكد على مكانة إن إتش سي كمطور وطني قادر على قيادة المشاريع العملاقة وفق أعلى المعايير.

تطلعاتنا المستقبلية

رؤية السعودية 2030 ليست مجرد خطة إستراتيجية، بل وعد صادق نلتزم به تجاه سكاننا وزوارنا وشركائنا وأجيالنا القادمة، وفي خضم هذه الرحلة الطموحة، نؤكد التزامنا بتطوير مجتمعات تعكس تطلعات المملكة وطموحاتها العالمية.

وفي (NHC)، نرى في كل لبنة نضعها ركيزة للمستقبل، وكل مسكن نطوره يستكمل صورة الوطن الذي نحلم به، فكل أسرة تستقر في مسكنها، وكل وجهة سكنية حية، وكل مدينة تتكامل مرافقها؛ هي فصول من مسيرة وطننا نحو تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030.

يتجاوز نهجنا في التطوير العقاري التشييد إلى صناعة الإرث، حيث نطور مجتمعات تبقى شاهداً على طموحنا، وإرثاً حياً ينتقل للأجيال القادمة.

 

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2025.

المحتوى محمي