الجميع يحب المنتصر، أليس كذلك؟ لا، للأسف، هذا الأمر ليس صحيحاً دائماً. خلال ممارستي لعمليات التدريب والإشراف الشخصي على المدراء التنفيذيين ورواد الأعمال، كان العديد منهم يعبرون عن إحباطهم من التبعات السلبية غير المتوقعة لنجاحهم – مثل القلق من قدرتهم على المحافظة على سلسلة نجاحاتهم المتواصلة والغيرة التي يشعر بها الآخرون تجاههم. ووفقاً لبحث حديث، فإن هذا النوع من المخاوف ليس مجرد أوهام في رؤوسهم، وإنما هي مخاوف حقيقية جداً. وفيما يلي ملخص للنتائج التي توصلت الأبحاث إليها، إضافة إلى بعض الاقتراحات حول كيفية التغلب على هذه الأفخاخ.
لا تبالغ في استعراض انتصاراتك
أظهرت دراسة حديثة أن الناس ينظرون إلى المنتصرين الذين يعبرون بوضوح عن انتصاراتهم على أنهم متعجرفون مقارنة بالمنتصرين الذين هم أقل تعبيراً عن هذا النصر، ويبدون استعداداً أقل لمصادقة هؤلاء الأشخاص. إضافة إلى ذلك، قد يبدي الأشخاص الذين يخشون أن يُنظر إليهم بسلبية نتيجة لنجاحهم شيئاً من التردد تجاه تحقيق النجاح.
فماذا بوسعك أن تفعل في هذا المضمار؟ تعلم كيف تكون معتدلاً عند التعبير عن سعادتك بنجاحك. ركز في محادثاتك مع الآخرين على المشاريع التي تطورها نتيجة لنجاحك، وليس على النجاح نفسه. من المهم تحقيق التوازن بين التعبير بصدق عن سعادتك والتظاهر بأنك "غير مهتم". يجب أن نستمتع بالحافز الذي يقدمه لنا نجاحنا، بدلاً من تخريب جهودنا من خلال كوننا غير حقيقيين في سلوكنا.
ركز على القيمة التي تحققها، وليس على النجاح نفسه
وجدت دراسة أخرى أنه عندما يكون هناك أشخاص يشبهوننا لكنهم متفوقون علينا في حجم إنجازاتهم، فإن مركز الصراع في أدمغتنا ينشط، وهذا يؤدي إلى مشاعر الغيرة. وعندما يفشل هؤلاء الناس، ينشط مركز المكافأة في دماغنا، ما يقود إلى مشاعر الشماتة. ومع ذلك، عندما ننتصر، نريد أن يشعر الآخرون بنفس الشعور الجيد الذي نشعر به. ويمكن للخوف من أنه لن ينتابهم هذا الشعور أن يؤثر في ثقتنا بأنفسنا، ويسبب القلق تجاه تأثير نجاحنا على الآخرين. ولمواجهة الخوف من رغبة الآخرين في فشلك، ركز على القيمة التي تقدمها للعالم وليس على النجاح نفسه.
ركز على اللحظة الراهنة الآن وهنا
عندما نتوقع ردود أفعال مستقبلية من الآخرين، فقد يمنعنا هذا عملياً من تحقيق النجاح أو الحفاظ عليه. للتتعامل مع عواطفك، توقف عن التفكير الزائد في نجاحك وركز على اللحظة الراهنة، الآن وهنا. دع عنك القلق من المستقبل والبحث عن تفسير منطقي للماضي. فهاجسك نحو الماضي يشتت انتباهك ويمكن أن يمنعك من تصفية ذهنك. وعندما ندمج ما نتوقعه في اللحظة الراهنة، الآن وهنا، سنكون أقدر على إدارة عواطفنا بفعالية. وهذا يعني التمتع بنجاحنا والقبول به واتخاذه حافزاً لنا.
ابحث عن الارتقاء نحو الأعلى
عندما نكون في ذروة حياتنا المهنية، قد نصل إلى درجة من الملل تجعلنا نتباطأ وحتى نشعر أننا لا نعرف إلى أين نتجه. هذه الظاهرة تسمى "متلازمة القمة". لمنع الملل، ابحث عن طرق محفزة لتبيين براعتك وإتقانك. عندما تشعر أنك أتقنت شيئاً، اطرح على نفسك السؤال التالي: كيف يمكنني الابتكار في هذا الموضوع؟ حذار من الملل، لإنه قد يقودك إلى تخريب جهودك، مثل الانتقال إلى موقع جديد في مؤسستك مشابه لوظيفتك الحالية ببساطة لأنك ترغب في الهروب من رتابة وظيفتك.
غالباً ما يحضّر الناس للفشل؛ ولكنهم نادراً ما يحضّرون لما سيفعلونه عندما ينجحون. باتباع المقترحات الواردة أعلاه، بوسعك إنشاء إطار لإدارة النجاح يسمح لك بصون هذا النجاح عندما يتحقق فعلياً. إذا كنت واعياً لهذه العوامل، فإنك ستخلق عدداً أكبر من الفرص للمحافظة على نجاحك مع مرور الوقت. والأهم من ذلك، بوصفنا مجتمعاً سنكون أقدر على المحافظة على نجاحاتنا إذا استطعنا التعامل مع مشاعر الحسد والشماتة التي لدينا. فإذا نجحنا في ذلك، فإننا سنستمع نحن والأشخاص الذين نهتم لأمرهم بنجاحاتنا المتلاحقة.