هل استفادت البرازيل من استضافة كأس العالم؟

2 دقائق

بمجرد انطلاق قطار كأس العالم بكامل قوته، وجدنا كيف ازدحمت شوارع البرازيل وامتلأت بالتشجيع للّاعبين القادمين من 32 بلداً والذين يتنافسون للظفر بالكأس. لكن النقطة التي لم تُحسم بعد، هي ما إذا كانت البرازيل ستحقق مكاسب من استضافة هذا النوع من الأحداث على المدى البعيد، أم أن هذه الاستضافة ستصبح فصلاً فاشلاً ومحرجاً في تاريخ البلاد.

ثمة 3 فئات رئيسة من الاستثمارات تستحق المراجعة:

الاستثمار في تقديم صورة إيجابية: لطالما اشتهرت البرازيل بقدرتها على استضافة أفضل المناسبات في العالم، وحتى الآن، لم تخيب أملنا في هذا الصدد. فالشوارع تزدان بالزينات الجميلة، ناهيك عن الأجواء الاحتفالية الواضحة التي برزت سواء خلال حفل الافتتاح أو في الأحداث اللاحقة. فوفقاً للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، فإن 3 ملايين بطاقة متاحة قد بيعت كلها تقريباً، في حين امتلأت الملاعب عن بكرة أبيها بالمشجعين المحتفلين.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل سيسهم هذا في تحسين صورة البرازيل وزيادة السياحة؟ هذا أحد المكاسب التي تساق غالباً لتبرير استضافة هكذا مناسبات ضخمة. إلا أن الإجابة عن السؤال مفاجئة: إذ إن هناك تبايناً في البراهين على أن السياحة تسجل زيادة ملحوظة على المدى البعيد، أو أنها تعوّض التكاليف التي تُنفق على إدخال التحسينات على المرافق السياحية، مثل الفنادق والمعالم التي يقصدها الزوار والبنية التحتية.

الاستثمار في البنية التحتية للمدن: قيل إن البرازيل أنفقت ما بين 11 و14 مليار دولار على التحضيرات الخاصة ببطولة كأس العالم، ذهبت الغالبية العظمى من هذه الأموال لبناء ملاعب كرة القدم، ودعم البنية التحتية في المدن الاثنتي عشرة التي تستضيف المباريات والفعاليات في أنحاء البلاد، وهذا مبلغ كبير بالنسبة لأي مشروع يقام في المدن، ومن الواضح أن السكان توقعوا أن يفضي إنفاق هذا الرقم الضخم إلى إدخال تحسينات هائلة.

وعادة ما تسعى المناسبات الضخمة إلى تعويض تكاليف الاستثمارات عن طريق المكاسب التي تتحقق على المدى الطويل، مثل نظام النقل المحسّن، وزيادة الاستثمار في البلاد، وتحسين المنشآت الرياضية، لكن من الصعب للغاية قياس الإرث والمكاسب التي تتركها الأحداث الضخمة، ومن غير المعتاد إلى حد كبير استعادة التكلفة الكاملة لحدث ضخم معين، حتى لو أخذنا التحسينات الحاصلة في البنية التحتية بعين الاعتبار.

الاستثمار في الرياضة: أحد منافع استضافة كأس العالم تتمثل في أن المباريات تقام في عدد من المدن المختلفة، ما يعني توزع الأموال بصورة أوسع في أرجاء الدولة مقارنة مع حالة الألعاب الأولمبية، والتي تتركز في مدينة وحيدة. فهذا الأمر من الناحية المثالية، سيشكل فرصة لإقامة منشآت رياضية رفيعة المستوى ونخبوية في عدد من المناطق في عموم البرازيل، ما يشكل فرصة لتطوير الرياضيين الشباب، ويتيح إمكانية أكبر لزيادة عدد ممارسي لعبة كرة القدم معشوقة الجماهير على امتداد الوطن.

وعلى الرغم من أن هذا هو بالتأكيد حال بعض ملاعب كرة القدم التي بُنيت في البرازيل، فإن سهام النقد توجهت إلى العديد من المنشآت التي بُنيت في مواقع نائية لا تضم فرقاً رياضية رئيسية، ومع ذلك فإنها قد تحفز الأوضاع على المستوى المحلي فيما لو طبقت الخطط اللاحقة المقررة لمرحلة ما بعد البطولة، ولكن في ضوء المعارضة التي واجهها العديد منها، فإن تحويل وصيانة هذه المنشآت وصيانتها سيكون تحدياً طويل الأجل ومفعماً بالصعاب.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي