تجربة شركة إماراتية في الاهتمام بصحة الموظفين وعافيتهم

3 دقائق
تعزيز الصحة
shutterstock.com/Tartila

في السنوات الأخيرة، زاد الوعي والاهتمام بالصحة الجسدية والصحة النفسية للموظفين لما لهما من انعكاس إيجابي على الأداء والسلوك، إذ تبين الدراسات أن تعزيز صحة الأفراد يولّد الطاقة الإيجابية ويزيد الإنتاجية، ويساعد على بناء قوة عاملة أكثر تفاعلاً، فعند حصول الموظفين على الدعم الصحي اللازم، سيكون من السهل عليهم العمل على إنشاء أفضل المنتجات والخدمات للعملاء.

وفي هذا الإطار، بدأت شركة الإمارات للاتصالات المتكاملة "دو" الاهتمام بصحة الموظفين منذ عام 2009؛ إذ افتتحت عيادة تخصصية في طب الأسرة والصحة المهنية، تُعنى بالمقام الأول بتقديم الخدمات العلاجية والوقائية لموظفي الشركة وعوائلهم.

برز هذا الاهتمام بشكل أكبر، عندما أصبح محور تعزيز الصحة ضمن الأهداف الاستراتيجية العليا للشركة، إذ تساعد برامج الصحة والعافية في زيادة الرضا الوظيفي والتناغم الإيجابي بين الإدارات المختلفة، وكذلك في تخفيض نفقات التأمين الطبي والإجازات المرضية.

تعد صحة الموظفين المحرك الرئيسي لتعزيز الشركات وتميزها وتطور عملياتها، لذا عملت "دو" على ربط 5% من بطاقة تقييم كبار الموظفين بمؤشرات صحية دقيقة، مثل مستوى السكر والكوليسترول والوزن يتم قياسها دورياً، وتقديم مكافأة لمن يحقق الأهداف المنشودة.

ووضعت الشركة المنهجية الداخلية لتعزيز صحة الموظفين بالاعتماد على إطار ونموذج مكان العمل الصحي الصادر عن منظمة الصحة العالمية وتشمل المنهجية أربعة محاور: الصحة والسلامة المهنية، الفعاليات الرياضية، الدعم النفسي، المسؤولية المجتمعية.

1. الصحة والسلامة المهنية

أطلقت "دو" مجموعة من الفعاليات السنوية، أهمها التطعيم السنوي ضد الإنفلونزا، وحملات التبرع بالدم، والفحوص الدورية، وقدمت خدمات العلاج الطبيعي، واستشارات التغذية في عيادة الشركة.

وحولت أحد الطوابق في مقر الشركة إلى نادي لياقة بدنية متكامل، وخصصت في كل طابق غرفة استراحة تحتوي على طاولات البلياردو وتنس الطاولة وأجهزة بلاي ستيشن.

2. الفعاليات الرياضية

نظمت شركة "دو" مجموعة متنوعة من الفعاليات والمسابقات الصحية للموظفين، أهمها مسابقة الرابح الأكبر السنوية التي بدأت منذ عام 2011، وتشكيل فِرق جماعية من 5 موظفين في كل فريق. ساعدت هذه الفعاليات على تحسين صحة الموظفين إذ سجلت مجموع الأوزان التي خسروها خلال السنوات الخمس الماضية أكثر من 3,000 كيلوغرام.

وكانت المشاركة في ماراثون دبي ستاندرد تشارد، الذي يقام سنوياً في يناير/‏‏كانون الثاني من أهم الفعاليات الرياضية الفردية في الشركة، فارتفع عدد الموظفين وعوائلهم المشاركين في الماراثون من 70 مشاركاً في عام 2012 إلى أكثر من 350 مشاركاً في مسافات السباق المختلفة في نسخة عام 2017.

3. الدعم النفسي

بدأت الوصمة المرتبطة بالأمراض النفسية بالتلاشي تدريجياً، وأصبح الموظفون، خاصة الشباب، يريدون من أرباب عملهم التحدث بشأن الصحة النفسية وإعطاءها أولوية أكبر.

وعليه، تقدم العيادة التخصصية في "دو" جلسات توجيه تحفيزية ودعم نفسي للموظفين. وفي أثناء جائحة كوفيد-19 خصصت الشركة خطاً ساخناً لتقديم الدعم النفسي في خمس لغات مختلفة وعلى مدار الساعة.

4. المسؤولية المجتمعية

من الأمور المتفق عليها في عالم الدراسات الطبية هو تحسن المستوى الصحي عند الأشخاص الذين يمارسون التطوع والعطاء بانتظام. من هذا المنطلق أولت الشركة اهتماماً خاصاً بالتطوع، وربطت التقييم السنوي لجميع الموظفين بمؤشرات العطاء. ووفرت عدة منصات لإشراك الموظفين في حملات التبرع سواء في شهر رمضان أو في الفعاليات الموسمية المختلفة. وركزت الشركة اهتمامها أيضاً على البيئة وتحقيق الاستدامة من خلال المشاركة في فعاليات التشجير أو تنظيف الشواطئ وغيرها من الأنشطة المجتمعية.

كيف يمكنك بناء ثقافة تعزيز الصحة في بيئة العمل؟

لم تعد الشركات مجرد مكان للعمل، بل مكاناً يتطلع من خلاله الأفراد إلى تقديم أفضل ما لديهم، وهنا تبرز أهمية تعزيز الصحة في بيئة العمل. إليك بعض الخطوات للقيام بذلك:

  • دعم الإدارة العليا هو مربط الفرس. ويجب أن يكون الدعم واضحاً وفي كل مناسبة وبالتطبيق العملي من قبل المدراء.
  • التواصل المستمر وإعادة تذكير الموظفين عبر آليات مختلفة وليس فقط عن طريق الإيميل.
  • وجود إدارة أو فريق متخصص لوضع منهجية متكاملة لتعزيز الصحة في بيئة العمل ومؤشرات واضحة لقياس المخرجات.
  • الصبر وعدم الاستعجال في قياس النتائج، لأن التغيير السلوكي يحتاج إلى وقت والاستدامة في السلوك الجديد تحتاج إلى رصد.
  • الشغف المستمر في تنفيذ المبادرات والفعاليات المختلفة وإيجاد طرائق مبتكرة لتنفيذها.

أصبح مفهوم تعزيز الصحة في بيئة العمل ذا أهمية متزايدة، وبعض الشركات، ومنها "دو"، باتت تدرك أن نجاحها يعتمد على قوة عاملة صحية ومؤهلة لتلبية متطلبات سوق العمل في المستقبل.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي