هل تشعر بالانفصال الذهني عن العمل؟ إليك كيفية استعادة تركيزك

4 دقائق
الانفصال الذهني
دانيال غريزيلج/غيتي إميدجيز

ملخص: إذا لم تكن سعيداً في عملك، فلا بد أنك تعلم أيضاً أن هذا الشعور قد يتنامى سريعاً لعدة أسباب. لكن بما أن الوضع الاقتصادي الحالي يزعزع حالة الاستقرار الوظيفي اليوم لجأ العديد من المهنيين الذين كانوا غير منخرطين في أعمالهم سابقاً إلى التفكير في أهدافهم القصيرة المدى. وإذا كنت ترغب في الاحتفاظ بوظيفتك إلى حين تصبح مستعداً لاتخاذ الخطوة التالية وفقاً لشروطك الخاصة، فإليك كيفية تغيير نهجك ونواياك لتتكيّف مع منصبك الحالي.

هل تستمتع بأداء وظيفتك؟ حاول أن تكون صادقاً في إجابتك. إذا كانت إجابتك “لا”، فأنت لست وحدك، إذ قابلتُ خلال عملي كمدربة مهنية العديد من المهنيين الذين يشعرون بالانفصال الذهني عن العمل على الرغم من استمرارهم في تلقي رواتبهم. وإذا كنت غير سعيد في عملك، فلا بدّ أنك تعلم أيضاً أن هذا الشعور قد يتنامى بسرعة لعدة أسباب، فلعلك مسؤول عن تحقيق وابل من المنجزات المُجهدة، أو لعل نطاق عملك تغيّر بطريقة لا يمكنك التحكم فيها، أو لعلك تتعامل مع مدير أو زميل أو عميل يصعّب عليك أداء أعمالك، أو لربما تعوزك فرص النمو التي تتيح لك صقل مهاراتك وتنمية اهتمامك. لكن بما أن الوضع الاقتصادي الحالي يزعزع حالة الاستقرار الوظيفي ويشيع فيه نهج تخفيض قوة العمل اليوم لجأ العديد من المهنيين الذين كانوا غير منخرطين في أعمالهم سابقاً إلى التفكير في أهدافهم القصيرة المدى. وإذا كنت ترغب في الاحتفاظ بوظيفتك إلى حين تصبح مستعداً لاتخاذ الخطوة التالية وفقاً لشروطك الخاصة، فإليك كيفية تغيير نهجك ونواياك لتتكيّف مع منصبك الحالي.

أعِد التركيز على سمعتك

شاركت في كتابي الذي يحمل عنوان “استعدي وأصرّي وغيّري مسارك” تمريناً يدعى “خلق الالتزامات الوظيفية” الذي يعني في جوهره تعهداتك المهنية، فهي فريدة بالنسبة لك، وهي المبادئ الأساسية التي يستند إليها عملك والتي تقود مسارك المهني. وإذا كنت ترغب في تغيير نهجك والسعي إلى الانخراط في عملك، فهذا هو الوقت الأمثل لتحدد التزاماتك الوظيفية، وتسلّط الضوء على إنجازاتك، وتُعيد التركيز على سمعتك. والسؤال الأول الذي عليك أن تطرحه على نفسك هو: “ما الذي أريد تحقيقه؟” إذا كنت غير متأكد من أين تبدأ، فلا داعي للذعر، بل ابدأ بوضع قائمة بخصائص المهنيين ذوي الأداء العالي الذين يحظون باحترام كبير والذين عملت معهم من كثب أو راقبتهم، كالحماس أو مهارات التواصل الرائعة أو الموثوقية أو القدرة على العمل تحت الضغط. وعندما تنتهي من قائمتك، اختر سمتين أو ثلاث تأمل أن تتميّز بها، قد تتحلى بتلك السمات أحياناً بالفعل لكنك ترغب في استغلالها على أكمل وجه، أو قد تختار مهارات ترغب في صقلها أو تحسينها. ثم اسأل نفسك: “ما هي التغييرات التي سأتبناها في عملي من الآن فصاعداً؟” انظر إلى السمات التي حددتها واكتب مثالاً واحداً عن كيفية تطبيق كل منها بفعالية من خلال اتخاذ الإجراءات المناسبة. على سبيل المثال، إذا اخترت سمة “المبادرة”، فلعلّ إحدى طرق إثباتها هي بدء العمل على مهمة ما قبل وقتها على جدول المواعيد الذي كنت تتحاشاه سابقاً.

اتخذ قرارك وطبّقه خطوة بخطوة

عندما تكون مستعداً لتبنّي نهج جديد، فكرّس له جلّ وقتك على المدى الطويل، وكن مستعداً لإجراء تغييرات تدريجية تتوافق مع أسلوب عملك، فتحوّل بسيط قادر على إحداث تأثير كبير ودائم، كالتحوّلات في لغة الجسد أو التحوّلات العقلية أو تغيير أسلوب التواصل أو المشاركة أو العمل التعاوني أو الظهور أو الإنتاجية. توليّت قبل بضع سنوات تدريب مسؤولة تنفيذية كبيرة كانت تعمل في شركتها منذ سنوات عديدة. وكانت قد حصلت على ترقية قبل عامين من عملي معها، لكنها بدأت تتغير بعد تحقيق هذا الإنجاز البارز، فقد كانت تشعر بالانفصال الذهني عن العمل، وهو ما لاحظه الجميع حتى، وبدأ مديرها انتقاد حماسها المتضائل، وكانت مشاعرها تجاه العمل واضحة لي خلال تفاعلنا الأول الذي ناقشنا فيه ما تسعى إلى تحقيقه، وتحدّثنا عن احتياجاتها ونموها الوظيفي الذي جعلها تدرك مدى حاجتها إلى اتخاذ خطوات تعزز ظهورها. لم تعرف من أين تبدأ في البداية، لكنها أخبرتني مع تقدم محادثتنا عن اجتماع متكرر للشركة يُدعى إليه جميع الموظفين، لكنه اختياري. لم تحضر موكلتي قطّ لأنها كانت دائمة الانشغال، لكني أدركت خلال جلستنا أن حضوره قد يمثّل خطوة أولى وتدريجية في سبيل تعزيز ظهورها، وهي خطوة قادرة على الالتزام بها. فجربت حضور الاجتماع واكتشفت أن هذا الاجتماع غير الرسمي الذي يدوم 30 دقيقة كان أسهل بكثير مما كانت تخشى، فحضرته الشهر التالي أيضاً، ولاحظ مديرها مشاركتها وأشاد بها.

التزم بحل المشكلات البسيطة ولكن المؤثرة

لقد بدأت التزامك بالفعل من خلال التفكير في كيفية مواءمة نهجك مع مسؤولياتك اليومية في العمل. لذلك، واصل البحث عن طرق لإحداث فارق عندما تسنح لك الفرصة. يجب ألا يكون حل المشكلات مضيعة للوقت أو معقداً، بل يتضمن حل المشكلات في جوهره تبنّي عقلية موجّهة بالحلول بدلاً من الاستسلام بسبب عقبة ما. أنت تعرف طبيعة عملك، لذلك، لا تقلل من قيمة مشاركة معلومة ما تعرفها من قبل بالفعل أو تطبيقها، بل يمكنك ببساطة أن تكون حلالاً فعالاً للمشكلات من خلال توضيح كيفية استخدام أداة جديدة لزميلك في العمل، أو استكشاف المشكلات التي تعوق إنتاجية فريقك وإصلاحها. فكّر في كيفية إحداث فارق إيجابي عندما تواجه المشكلات، لكن لا تقع في فخ افتراض أن بذل جهد إضافي يعني العمل طوال الوقت. فإذا كنت تعمل لساعات طويلة ولم يتغير عبء عملك، فقد يعتقد مديرك أنك تفتقر إلى الكفاءة، أو يفترض أنك لا تملك المهارات اللازمة لإكمال عملك في الوقت المحدد، لذلك، أظهر مدى فعاليتك وقدرتك على المبادرة واستعد لبذل جهد إضافي عند الحاجة.

تجنّب عندما تشرع في خطوتك التالية أن تجعل كسب رضا الآخرين المقياس الوحيد لنجاحك، فالاستثمار الذي تجريه في مسارك المهني لا يقدر بثمن، والمقياس الوحيد الذي عليك تبنيه لتكسب التقدير والقبول هو مدى حفاظك على التزاماتك الجديدة تجاه نفسك وقدرتك على تتبع تقدمك، فكن فخوراً باختياراتك والخطوات التي تتخذها لإجراء هذا التحوّل. باختصار، يستغرق تكوين السمعة وقتاً، وقد حان الوقت للاستثمار في بنائها بالفعل. وفي الواقع، يعمل المهنيون الذين يحظون بتقدير كبير وفق مستوى معين دائماً يعزز ظهورهم، لذلك، التزم ببناء سمعة مهنية تعزز نموك بدلاً من أن تعيق ظهورك.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .