كتبتُ سابقاً مقالاً تناول كيفية الخروج من محادثة ما بطريقة مهذبة أثار بعض الضجة. قدّم المقال السابق استراتيجيات ونصائح للتعامل مع تلك اللحظات المحرجة، لكن العديد من القراء أشار إلى أن الدخول في محادثة يمثل تحدياً أيضاً، خاصة في فعاليات بناء العلاقات والمؤتمرات وغيرها من المنتديات التي تكون فيها المحادثات متوقعة أو مطلوبة.
أقترح استراتيجيتين للدخول في المناقشات الجماعية والخروج منها دون عناء: البدء بمقاطعة مهذبة يليها انسحاب سريع. تتطلب الاستراتيجية الأولى القليل من الجرأة لأنها تستهدف المجموعة كلها، في حين تركز الثانية في البداية على فرد واحد قبل الاندماج التدريجي في المجموعة الكبرى. يمكن أن تساعدك الاستراتيجيتان كلتاهما على اختراق حاجز المجموعات المغلقة وتجنبك قضاء الفعالية أو المؤتمر وحيداً.
لنلقِ نظرة من كثب:
التعامل مع مجموعة
ينطوي التعامل مع المجموعة على تقديم نفسك بإيجاز ثم التراجع سريعاً عن طريق عبارة توكيدية لتتابع المجموعة المحادثة دون تعطيل.
حضرت مؤتمر ميديابيسترو الذي كان تيم فيريس المتحدث الرئيسي فيه. كنت أتوق إلى مقابلة تيم، لذا بقيت بعد إنهاء كلمته الرئيسية لتقديم نفسي. ومثلما توقعت، وجدت نحو 10 أشخاص سبقوني إلى لقائه. كان تيم منخرطاً في محادثة مع مجموعة من جمهوره المتحمس في طرف القاعة. لم أتردد في الاقتراب من المجموعة بحزم، وانتظرت أن يراني تيم، وقلت ما يلي:
- "مرحباً تيم، أنا جودي غليكمان براون من شركة غريت أون ذا جوب (Great on the Job)، لا أريد مقاطعتكم ولكني متشوقة لسماع ما تتحدثون حوله.
- من فضلك، أكمل وأنا سأستمع فقط".
من خلال عدم الانخراط في محادثة أخرى غير تقديم نفسي سريعاً، أظهرت بوضوح أن لا نية لدي للهيمنة على المحادثة أو تغيير اتجاهها أو زخم الحوار.
الخطوة التالية بعد تقديم نفسك بإيجاز هي الانتقال إلى "وضع الاستماع" لعدة دقائق قبل محاولة الخوض في المحادثة مرة أخرى. افهم سياق المحادثة والمشاركين فيها. بمجرد أن تشعر بالراحة، لا تتردد في المشاركة بعد أن يعرف الآخرون من أنت ويروا أنك كنت تستمع باحترام إلى الحوار الدائر.
بعد أن استمعت إلى تيم والمجموعة لعدة دقائق، طرحت سؤالاً يتعلق بشركة غريت أون ذا جوب وصفقة كتابي الخاص مع دار نشر سانت مارتينز. لن أنسى أبداً إجابة تيم الكريمة ونصائحه العملية، وأنا واثقة من أن هذا التفاعل الإيجابي كان إلى حد ما بسبب الطريقة التي دخلت بها في الحوار.
النهج الفردي
إذا كنت تخشى نهج المجموعة، فهناك طريقة بديلة تتيح لك الانضمام إلى المجموعة تدريجياً. قف على مقربة من أحد أعضاء المجموعة حتى تلفت انتباهه، ثم قدّم نفسك بأدب وتواضع لذلك الشخص. بعد مقدمة موجزة، عبّر بلطف عن رغبتك في أن يقدمك ذلك الشخص إلى بقية المجموعة في الوقت المناسب. يمكنك تقديم نفسك على هذا النحو:
- "مرحباً، أنا جودي غليكمان براون من شركة غريت أون ذا جوب، كيف حالك؟ أعتذر عن المقاطعة، ولكني مهتمة بالانضمام إلى المحادثة.
- أود أن تقدمني إلى زملائك عندما ترى ذلك مناسباً إذا كنت لا تمانع".
ثم قل عندما يقدمك لبقية المجموعة "سعدت بلقائكم جميعاً" وعد فوراً إلى وضع الاستماع حتى تشعر بأنك مستعد لإضافة شيء قيّم إلى المحادثة. أو بدلاً من ذلك، إذا تفرقت المجموعة أو توقفت المحادثة بصورة طبيعية، يمكنك استغلال الفرصة للمتابعة بصورة فردية مع أعضاء المجموعة الآخرين.
في النهجين كليهما، أنت تنضم إلى المجموعة بصفتك مراقباً، ولكنك شخص مرحب به لأنك قدمت نفسك بإيجاز دون أن تسرق الأضواء من أي شخص أو تزعجه وأوضحت نواياك الصادقة بأنك موجود للاستماع والتعلم فقط. من نقطة الدخول هذه، يمكنك بعد ذلك أن تتابع بثقة مع أصدقائك أو زملائك أو عملائك المحتملين الذين تعرفت عليهم حديثاً لبدء محادثة جوهرية وهادفة.