كيف تصبح عضواً في مجلس الإدارة في وقت مبكر من حياتك المهنية؟

9 دقائق
الانضمام إلى مجلس إدارة
shutterstock.com/Muhammad mubashar raja
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: قد يكون الانضمام إلى مجلس إدارة إحدى الشركات في مقتبل حياتك المهنية فرصة لتشكيل مسارك الوظيفي. ستساعدك هذه الخطوة على صقل مهاراتك القيادية وتعلُّم كيفية التأثير في الآخرين وتكوين علاقات وطيدة، كما أنها ستتيح لك أيضاً القدرة على ترك أثر دائم من خلال الرؤى الثاقبة والأفكار والاستراتيجيات التي تطرحها خلال أدائك لهذا الدور. ولكن ما الذي يعنيه حقاً الانضمام إلى مجلس الإدارة، وكيف تحصل على أحد هذه المقاعد التي يستلزم الحصول على أحدها خوض منافسات حامية الوطيس؟

  • ابدأ بخطوات بسيطة: تحتاج المؤسَّسات غير الربحية الصغيرة، كالجمعيات الخيرية المحلية أو المستشفيات أو كليات المجتمع، إلى أشخاص يفيدون مجالس إدارتها بمهاراتهم القيادية والمالية والقانونية وغيرها من المهارات الإدارية. فكّر فيما إذا كان هناك أي شخص في شبكة علاقاتك بمقدوره تقديمك (أو حتى يعرف شخصاً يمكنه تقديمك) إلى أحد أعضاء مجلس إدارة هذه المؤسسة أو مديرها التنفيذي؟ وعندما تدخل في محادثة مع أحدهم، اشرح بالتفصيل سبب اهتمامك بالانضمام إلى مجلس إدارة هذه المؤسسة تحديداً. لماذا تشعر بالحماسة نحو القضية التي تعالجها وما علاقتك بها؟ اشرح أيضاً سجل إنجازاتك الحافل بالانضباط في مواعيد الحضور والوفاء بالتزاماتك وجاهزيتك.
  • واصل بناء شبكة علاقاتك: بمجرد حصولك على أول مقعد لك في مجلس الإدارة، تزداد احتمالية قبول انضمامك إلى مجالس إدارة أخرى. على سبيل المثال، من خلال الانضمام إلى مجلس إدارة مؤسسة محلية غير ربحية، ستزداد فرصك في مقابلة رجال أعمال ينتمون إلى مجتمعك، بمن في ذلك بعض الذين يرأسون مجالس إدارة الشركات الصغيرة والخاصة الهادفة للربح أو يعملون أعضاء في مجالس إدارتها. عندما تتعرف على أعضاء مجالس الإدارة هؤلاء، أفصِح لهم عن اهتمامك بمعرفة مزيد من المعلومات عن شركاتهم وعبّر لهم عن رغبتك الجادة في الإسهام بخبراتك.
  • في أثناء صعودك سلم المناصب الوظيفية من أدناها إلى أعلاها، وانتقالك من مؤسسة غير ربحية إلى شركة صغيرة خاصة ثم إلى شركة كبيرة مدرجة في البورصة، ستكتشف أنواع المؤسسات التي تتوافق أكثر مع قيمك وأهدافك المهنية وشعورك بالغاية والشغف. احرص على عدم إصابة نفسك بالإرهاق، لا سيما إذا كنت تشغل وظيفة أخرى تتطلب أداء أعمال يومية. وانضم إلى مجالس إدارة المؤسسات التي تستطيع إحداث أكبر تأثير ممكن فيها.

 

يشكّل الحصول على عضوية مجلس إدارة في إحدى المؤسسات خطوة يميل الكثيرون إلى اتخاذها في مراحل متأخرة من حياتهم المهنية، وهي فرصة جرت العادة على تخصيصها للشخصيات ذات الحيثية داخل المؤسسة أو الموظفين ذوي الأقدمية، لكن هذا الوضع آخذ في التغيُّر.

لم يكن عُمر ديفيد دراهي يتجاوز 24 عاماً عندما انضم عام 2019 إلى مجلس إدارة شركة ألتيس (Altice) العاملة في مجال الاتصالات الواسعة النطاق والمرئيات. وانضمت الرئيسة التنفيذية للشؤون المالية بشركة ميتا، سوزان لي، إلى مجلس إدارة شركة طيران ألاسكا (Alaska Airlines) عام 2018 ولم يكن عمرها آنذاك يتجاوز 32 عاماً. وفي ظل وصول متوسط أعمار أعضاء مجالس إدارة الشركات المدرجة في مؤشر إس آند بي 500 إلى نحو 63 عاماً، قد تبدو هذه الأمثلة استثناءات مبالغاً فيها. لكن المؤسسات بدأت فهم مزايا المزج بين عملياتها المتبّعة في صناعة الاستراتيجية من جهة الرؤى والأفكار المعاصرة من خلال تعيين محترفين لا يزالون في مقتبل حياتهم المهنية ضمن مجالس إدارتها. ويساعد أعضاء مجالس الإدارة الشبان الشركات على سد الفجوة بين الأجيال وتعلُّم كيفية التكيف مع بيئة الأعمال المعاصرة التي تشهد تغيُّرات متلاحقة.

قد يكون الانضمام إلى مجلس إدارة إحدى الشركات في مقتبل حياتك المهنية فرصة لتشكيل مسارك الوظيفي. وهكذا فإن هذه الخطوة ستساعدك على صقل مهاراتك القيادية وتعلُّم كيفية التأثير على الآخرين وتكوين علاقات وطيدة، فضلاً عن أنها ستتيح لك القدرة على ترك أثر دائم من خلال الرؤى الثاقبة والأفكار والاستراتيجيات التي تطرحها خلال أدائك لهذا الدور. ولكن ما الذي يعنيه حقاً الانضمام إلى مجلس الإدارة، وكيف تحصل على أحد هذه المقاعد التي يستلزم الحصول على أحدها خوض منافسات حامية الوطيس؟

ما مجلس الإدارة أصلاً؟

مجلس الإدارة ببساطة هو الهيئة الحاكمة المستقلة للشركة. وأولئك الذين ينضمون إلى مجالس إدارة الشركات المدرجة في البورصة ينتخبهم المساهمون (ويشمل لفظ “المساهمين” كلاً من الأفراد والكيانات التي تمتلك استثمارات مالية في المؤسسة) للمساعدة في الإشراف على استراتيجيتها واتخاذ القرارات. تجدر الإشارة هنا إلى أن الشركات المساهمة مُلزمة كلها بتشكيل مجالس إدارتها، ولكن قد يكون للشركات الخاصة والمؤسسات غير الربحية هيئات إدارية مماثلة أيضاً. ويختص أعضاء مجلس الإدارة بتقديم المشورة لقادة المؤسسات وتمثيل مصالح المساهمين. وتتمثل مهمتهم في تقديم خدمات تتوافق مع أهداف الشركة وقيمها.

يحصل أعضاء مجالس إدارة الشركات الكبرى على تعويضات سنوية. وكلما كبرت الشركة، زادت قيمة التعويضات (غالباً 100,000 دولار فأكثر). وفي أغلب الأحيان تقلُّ قيمة التعويضات كثيراً في مجالس إدارة المؤسسات الصغيرة الهادفة للربح. وفيما يخص المؤسسات غير الربحية، فإن أعضاء مجلس الإدارة لا يعملون دون أجر فحسب، بل يُتوقع منهم غالباً تقديم إسهامات مالية لهذه المؤسسات. ويُتوقع غالباً من أولئك الذين يفتقرون إلى الإمكانيات الكافية لتقديم تبرعات كبيرة المساعدة في جمع التبرعات من خلال شبكات علاقاتهم الخاصة أو عن طريق التطوع في الفعاليات.

وإليك بعض المهام المنوطة بأعضاء مجلس الإدارة:

1. حماية مصالح المساهمين

أعضاء مجلس إدارة الشركات المساهمة مسؤولون عن حماية مصالح المؤسسات الاستثمارية الكبيرة التي تمتلك عشرات الآلاف من الأسهم (أو أكثر) في الشركة، بالإضافة إلى الكيانات الاستثمارية الصغيرة التي قد تمتلك ما يصل إلى 100 سهم (أو أقل). وأعضاء مجالس إدارة الشركات الخاصة مسؤولون أيضاً عن رعاية مصالح المستثمرين الذين ضخوا رؤوس أموالهم لتمويل مشاريع الشركة. وأعضاء مجالس إدارة المؤسسات غير الربحية مسؤولون عن حماية مصالح أصحاب المصلحة، على الرغم من أنهم ليسوا مستثمرين، فهم عادة مانحون (سواءً كانوا من كبار المانحين أو صغارهم).

يضمن جميع أعضاء مجلس الإدارة توافر الحوكمة الرشيدة في المؤسسات. يشير مدلول هذا المصطلح إلى توفير المعاملة العادلة للموظفين والمتطوعين بمختلف فئاتهم وإنفاق الأموال التي تجمعها المؤسسة بطرق قانونية تتفق مع رسالتها الأساسية ولوائحها التنظيمية. بالإضافة إلى ذلك، يُتوقع من أعضاء مجلس الإدارة عادةً أن يطرحوا على قادة المؤسسات أو مسؤوليها التنفيذيين أسئلة استقصائية (بأسلوب يراعي معايير الاحترام) من أجل الاضطلاع بهذه المسؤوليات وتحديد إذا ما كانت سلوكيات الفريق القيادي تصبُّ في مصلحة المؤسسة وأصحاب المصالح المعنيين.

2. التأكد من صلاحية الرئيس التنفيذي الحالي لأداء مهام وظيفته

أعضاء مجلس الإدارة مسؤولون عن القدرة الوظيفية لفريق القيادة العليا في الشركة أو المؤسسة التي يخدمونها. يضمن مجلس الإدارة أيضاً امتلاك الشركة خطة للتعاقب الوظيفي في حال خلو منصب الرئيس التنفيذي (حتى لو مؤقتاً) إذا لزم الأمر.

3. إظهار الالتزام

الالتزام بالانضمام إلى مجلس إدارة يعني الالتزام بحضور الاجتماعات، إذ يجري عادة تسجيل الحضور والغياب. ويجتمع معظم مجالس الإدارة مرةً كل 3 أشهر. يتخلل هذه الاجتماعات المكبَّرة في معظم الأحيان اجتماع اللجان المصغرة ذات المسؤوليات المحدّدة، مثل مراجعة حوكمة الشركة وهيكل الأجور وما إلى ذلك، على مدار العام ورفع التقارير إلى مجلس الإدارة الذي ينعقد بكامل هيئته في الاجتماعات الربع السنوية.

يجري توفير المواد ذات الصلة باجتماعات مجلس الإدارة عادةً قبل أسبوع على الأقل من الموعد المحدَّد، ويُتوقع من أعضاء مجلس الإدارة أن يقرؤوا المعلومات كلها قبل انعقاد الاجتماعات حتى يكونوا على أهبة الاستعداد لمناقشتها. وتتم هذه المناقشات بين أعضاء مجلس الإدارة وفريق قيادة الشركة. تتاح الفرصة هنا لأعضاء مجلس الإدارة لطرح الأسئلة ومشاركة نصائحهم وتصوراتهم للموقف. وكلما كان عضو مجلس الإدارة أكثر إحاطة بمجريات الأمور، أصبحت المناقشة أكثر ثراءً وقوة.

الحصول على مقعد في مجلس الإدارة

على غرار ما يحدث في أي وظيفة، فإن شغل منصب عضو في مجلس الإدارة يتطلب بذل الجهد، وشبكات العلاقات هي أفضل وسيلة للوصول إلى هذه الغاية في أغلب الأحيان، أي الوصول إلى شخص يعمل حالياً في مجلس الإدارة. تتضمن هذه العملية في مجالس إدارة الشركات الصغيرة غالباً إجراء مقابلة شخصية، بينما تميل المؤسسات الكبيرة إلى إجراء مراجعة رسمية قبل ترشيح أحدهم لشغل مقعد في مجالس إدارتها. ويجب الحصول على موافقة المساهمين في الشركات المدرجة في البورصة لاعتماد أعضاء مجلس الإدارة بناءً على توصية الإدارة.

وما لم تكن رئيساً تنفيذياً لشركة مدرجة في قائمة فورتشن 100 وتقاعدت حديثاً، فلا تنتظر أن يبدأ هاتفك بالرنين متلقياً عروض الانضمام إلى مجالس إدارات المؤسسات. لكنّ هناك طرقاً للانضمام إلى مجالس الإدارة عندما تكون في مستهَّل حياتك المهنية، واستخدام تلك الأدوار في مراحل مبكرة لتمهيد الطريق لنجاحك في المستقبل عضواً لمجالس الإدارة.

ابدأ بخطوات بسيطة

إحدى أفضل الطرق للانضمام إلى مجلس الإدارة بوصفك محترفاً في مقتبل حياته المهنية أن تبدأ بخطوات بسيطة. على سبيل المثال، تحتاج المؤسسات غير الربحية الصغيرة، كالجمعيات الخيرية المحلية أو المستشفيات أو كليات المجتمع، إلى أشخاص يفيدون مجالس إدارتها بمهاراتهم القيادية والمالية والقانونية وغيرها من المهارات الإدارية.

حدِّد بضع مؤسسات صغيرة تشعر بالحماسة للعمل بها. هل يوجد أي شخص في شبكة علاقاتك بمقدوره تقديمك (أو حتى يعرف شخصاً يمكنه تقديمك) إلى أحد أعضاء مجلس إدارة هذه المؤسسة أو مديرها التنفيذي؟

بمجرد أن تتعرَّف إلى أحدهم، تواصل معه لتقديم نفسك واذكر له أنك مهتم بمعرفة مزيد من المعلومات عن دوره الوظيفي ومجلس إدارة المؤسسة، ثم اعرض خدماتك: ما الخبرة (كالتسويق أو وسائل التواصل الاجتماعي أو الماليات أو غيرها من المهارات) التي يمكنك الإسهام بها بوصفك عضواً في مجلس الإدارة؟ هل تجيد إدارة عمليات جمع التبرعات؟ هل تمتلك موهبة في تنظيم المتطوعين؟ وإليك نموذجاً للرسالة التي يمكنك إرسالها: “أنا من أشد الداعمين لمؤسستكم وشاركتُ في آخر فعالية لجمع التبرعات (اذكر التفاصيل، كأن تشير مثلاً إلى سباق العدو مسافة 5 كيلومترات أو المزاد العلني أو الحفل). ومن واقع شغفي برسالتكم وخبرتي في (اذكر مجال الخبرة)، أعتقد أنني أستطيع الإسهام في خدمة مؤسستكم عضواً في مجلس إدارتها. ويسرني ويسعدني أن أحظى بفرصة لمناقشة هذا الأمر معكم”.

وفي أثناء مواصلتك للمحادثة، كن مستعداً لشرح أسباب اهتمامك بالانضمام إلى مجلس إدارة هذه المؤسسة تحديداً بالتفصيل. لماذا تشعر بالحماسة نحو القضية التي تعالجها وما علاقتك بها؟ اشرح أيضاً سجل إنجازاتك الحافل بالانضباط في مواعيد الحضور والوفاء بالتزاماتك وجاهزيتك. وبافتراض أن لديك معارف مشتركين ضمن شبكة علاقاتك، قدِّم له أسماء الأشخاص الذين يمكنهم تأكيد كلامك ويشهدون لصالحك.

قد يستغرق الحصول على أول مقعد لك في مجلس الإدارة بعض الوقت، ولكن لا تيأس. إذا واصلت إظهار اهتمامك وإبراز خبراتك، فستتمكن من تحقيق هذه القفزة.

واصل بناء شبكة علاقاتك

بمجرد حصولك على أول مقعد لك في مجلس الإدارة، تزداد احتمالية قبول انضمامك إلى مجالس إدارة أخرى. على سبيل المثال، من خلال الانضمام إلى مجلس إدارة مؤسسة محلية غير ربحية، ستزداد فرصك في مقابلة رجال أعمال ينتمون إلى مجتمعك، بمن في ذلك بعض الذين يرأسون مجالس إدارة الشركات الصغيرة والخاصة الهادفة للربح أو يعملون أعضاء في مجالس إدارتها. عندما تتعرف على أعضاء مجالس الإدارة هؤلاء، أفصِح لهم عن اهتمامك بمعرفة مزيد من المعلومات عن شركاتهم وعبّر لهم عن رغبتك الجادة في الإسهام بخبراتك. يمكنك أن تقول: “يسرني ويسعدني أن أنضم إليكم في مجلس إدارة مؤسستكم والتعرُّف على كيفية الإسهام في نجاح هذه المؤسسة وتعزيز قدراتها الاستراتيجية. أُدرك أن هناك فرقاً بين إدارة المؤسسات غير الربحية والمؤسسات الربحية. وأود أن أعرف رأيك في هذه المسألة عند إدارة عملك”. تأكد أنهم يرونك في أثناء أدائك العمل وبذل قصارى جهدك لإنجازه على الوجه الأكمل.

لا تنسَ أيضاً شبكة العلاقات التي جرى تشكيلها بالفعل. قد تكتشف، على سبيل المثال، أن زميلاً سابقاً في الدراسة قد أنشأ شركته الخاصة. تواصل معه وأخبره بأنك مهتم بالانضمام إلى مجلس إدارة شركته، وأفصِح له عن الخبرات التي اكتسبتها. يمكنك أن تقول: “أنا شغوف بالأعمال التي تؤديها شركتك. عندما تبدأ الشركة مسيرة نموها، قد يكون من المنطقي أن تعيّن أعضاء مجلس الإدارة من خارجها. كنت أعمل عضواً في مجلس إدارة مؤسسة غير ربحية ويمكنني الإسهام بخبراتي المكتسبة في حوكمة الشركات لإنشاء مؤسسة منضبطة مع استمرار نموها”.

عندما تبدأ العمل عضواً بمجالس إدارة المؤسسات الصغيرة الهادفة للربح، فربما تسنح لك الفرصة للعمل جنباً إلى جنب مع الرؤساء التنفيذيين للشركات الصغيرة المدرجة في البورصة ومدرائها، بالإضافة إلى الشركات الخاصة الأكبر حجماً الذين يمكنك توطيد علاقتك بهم. وتذكّر جيداً: لن تؤدي كل علاقة تنشئها مع أحدهم إلى دعوتك للانضمام إلى مجلس الإدارة، ولكن إذا كان لديك شغف حقيقي بحوكمة الشركات والانضمام إلى مجالس الإدارة، وواصلت بذل الجهد لأداء المهام المنوطة بك في أدوارك الوظيفية على الوجه الأكمل، فسوف يضعك الآخرون تحت الملاحظة. وبمرور الوقت، ومع اكتسابك خبرات إضافية، قد يوجهون إليك الدعوة للانضمام إلى مجلس إدارة شركة أكبر حجماً مدرجة في البورصة.

في الوقت نفسه، قد لا تستهدف الانضمام إلى مجالس إدارة مؤسسات كبرى؛ فقد تجد أنك تفضل المؤسسات الصغيرة غير الربحية أو الشركات المحلية. وهكذا فإن الأمر كله يرتبط في المقام الأول والأخير بمعرفة المكان الذي تريد تقديم خدماتك فيه وكيف تحدث فرقاً على أفضل وجه ممكن.

البحث عن مجال محدد

سواء اخترت تسلق السلم من أوله، بدايةً من الشركات الصغيرة وصولاً إلى الشركات الكبيرة أم لا، فسوف تكتشف بمرور الوقت أنواع المؤسسات التي تتوافق مع قيمك وشغفك وأهدافك المهنية بدرجة أكبر. قد تنجذب إلى المؤسَّسات غير الربحية ذات المهام المُلحة والعاجلة أو الشركات الكبيرة التي تمتد عملياتها على مستوى العالم. وقد تجد أنك تحبّذ الثقافات المؤسسية السائدة في شركات معينة، فقد تفضّل الشركات العريقة ذات البنى التنظيمية الصارمة أو تُؤثِر الشركات الناشئة العصرية التي تطور تكنولوجيات مزعزعة. وكلما اكتسبت المزيد من الخبرات، وكلما زاد تركيزك على مجال محدد، زادت كثافة خبراتك. وهذا يعني أنه سيكون لديك المزيد لتقدمه.

الأهم من ذلك، احرص على عدم إصابة نفسك بالإرهاق، لا سيما إذا كنت تشغل وظيفة أخرى تتطلب أداء أعمال يومية. ولتجنب الإصابة بالاحتراق الوظيفي، حاول أن تنضم إلى مجالس إدارات تتيح لك القدرة على إحداث تأثير إيجابي والشعور بالهدف. وإذا وجدت نفسك غير قادر على تقديم إسهامات فعّالة، فلا تحاول الترشُّح مجدداً عند انتهاء فترة شغلك للمنصب. سيسمح ذلك للمؤسسة بتعيين عضو بديل يجلب أفكاراً جديدة وطاقة متدفقة إلى مجلس الإدارة.

في حين أن الانضمام إلى مجالس الإدارات فرصة للتطوُّر المهني، فهو يمنحك مزايا أخرى أيضاً بخلاف ذلك، ومن أهم مزاياه أنه يتيح أمامك الفرصة لرد الجميل من خلال استغلال خبراتك لإحداث فرق حقيقي. وقد يجد أولئك الذين يرغبون حقاً في تقديم خدماتهم للمجتمع ومشاركة خبراتهم بهدف مساعدة الآخرين أن الانضمام إلى مجالس إدارة المؤسسات إحدى أغنى التجارب وأكثرها ثراءً في حياتهم المهنية.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .