سؤال من قارئ: أنا مستشارة في علم الوراثة من خلال التدريب مع 11 عاماً من الخبرة كأخصائية سريرية وعاملة في مختبر. ومع مرور الوقت فقد طورت القوة ومستوى عالٍ من الاهتمام في إدارة البرامج والعمليات، إضافة إلى التحليلات المحوسبة والتصميم التنظيمي. وعرفت أنني أفضل في الاستراتيجية وحل المشكلات والاتصال مقارنة بتنفيذ الأعمال. ومع مرور الوقت، سلكت مساراً مهنياً مختلفاً عن دوري كأخصائية سريرية والذي اعتقدت أنني سأعمل فيه على المدى الطويل، ولكن هذا المسار كان ضمن مجال علم الوراثة أيضاً. أعتقد أنّ الإدارة والعلميات الداخلية مناسبة جداً بالنسبة لي، ولكنني الآن عند مفترق طرق أجد نفسي فيه كمتخصصة في المحتوى دون امتلاك مجموعة مهارات نظامية في مبادئ الأعمال، ومن الأرجح أنني لا أمتلك خبرة كافية في مجال الإدارة حتى الآن بما يجعلهم ينظرون إليّ كأكثر من مجرد أخصائية سريرية، ولهذا فسؤالي هو:
كيف تقترحون أن أجعل الآخرين يرونني كمؤهلة محتملة، هل من خلال المستندات الرسمية أم غيرها؟ للأسف فإنّ العودة إلى الدراسة الجامعية ليست خياراً بالنسبة لي في هذه الفترة. أريد أن يضعوني في الحسبان لمناصب تقليدية أكثر في الشركات. أعرف أنّ الخبرة تكون في أحوال كثيرة أهم من التعليم، ولكنني أواجه صعوبات جمّة في وضع قدمي على أول الطريق.
يجيب عن هذا السؤال:
دان ماغين: مقدم برنامج "ديير آتش بي آر" من هارفارد بزنس ريفيو.
أليسون بيرد: مقدمة برنامج "ديير آتش بي آر" من هارفارد بزنس ريفيو.
كلاوديو فيرنانديز أراوز: كبير المستشارين في شركة إيجون زيندر (Egon Zehnder) للبحث عن المسؤولين التنفيذيين، وزميل تنفيذي في كلية هارفارد للأعمال، ومؤلف كتاب "ليس المهم كيف وماذا، بل المهم من" (It’s Not the How or the What but the Who).
كلاوديو فيرنانديز أراوز: السؤال ببساطة هو كيف يمكنني أن أقدّم نفسي على نحو أفضل للحصول على منصب إداري، كمتخصصة في المحتوى. وأعتقد أنه يتعين عليها أن تطرح على نفسها أسئلة قبل ذلك السؤال من أجل الإجابة عنها بشكل ملائم. السؤال الأول هو، هل ستعجبك تلك الوظيفة؟ الآن، هي تمتلك بعض الخبرة ويبدو أنّ الأمر أعجبها، ولكنني أعتقد أنّ من المهم جداً أن تتأكد من ذلك. والسؤال الثاني هو كيف أقدّم نفسي؟ ولكن ما يتطلبه الأمر لتكون مديرة جيدة هو التأكد من قدرتها على ذلك أم لا.
دان ماغين: هي تفترض أنها تريد أن تكون مديرة.
دان ماغين: هل ستكون حقاً جيدة في هذا؟
كلاوديو فيرنانديز أراوز: نعم. لأنها كانت ناجحة جداً في وظيفة تطلبت بشكل أساسي قدرات أو كفاءات قائمة على نسبة الذكاء، مثل مهارة التحلي، والتفكير المنطقي، وهذه مهارات ممتازة، ولكن لكي تصبح مديراً مؤهلاً، فعادة ما يجري توظيفك بسبب نسبة الذكاء وتُطرد أو تجري ترقيتك بسبب الحاصل العاطفي، بسبب الكفاءات القائمة على الحاصل العاطفي، بسبب الطريقة التي تدير من خلالها نفسك وعلاقتك مع الآخرين. هذا هو العنصر الرئيس الأول والكبير للنجاح. والعنصر الرئيس الثاني للنجاح كمدير هو إحاطة نفسك بأفضل الموظفين واتخاذ قرارات ممتازة في التعامل مع الموظفين. لا شيء أكثر أهمية بالنسبة لنجاحك بمجرد أن تصبح مديراً من اتخاذ قرارات ممتازة في التعامل مع الموظفين. سيعتمد كل شيء على الموظفين الذين اخترتهم، وأدائك، ونتائجك، والمخاطر التي تخوضها. وبالتالي، يتعين عليها التأكد فيما إذا كانت جيدة في هذين الجانبين.
أليسون بيرد: أعتقد أنها أجابت بالفعل على السؤال الأول، وهي تعتقد أنها تشعر بحماس إزاء الإدارة. أفكر في المسألة الثانية، من الأرجح أنّ ثمة خبرات يتعين عليها اكتسابها. أنت تتكلم عن برنامج تعليمي، وقد نشرنا مقالة لمارك إيفرون تحدث فيها عن وضع خريطة خبرة، يمكن وصفها بأنها تتطرق إلى الجانب الذي يلزم أن أبني خبرات عمل فيه، والتعلم من التعليم النظامي للآخرين للوصول من المكان الذي أنا فيه إلى المكان الذي أريد أن أكون فيه. لذا أعتقد أنّ السؤال هو كيف يمكنني تحديد ما هي الخطوات التي يجب عليّ فعلها.
دان ماغين: عندما أقرأ سؤالها، أخشى أن تكون قلقة كثيراً إزاء الشهادات والخبرة الرسمية وفيما إذا كانت تستطيع إثبات امتلاكها لكل هذه الأشياء. أعتقد أنها بحاجة نوعاً ما إلى محاولة التحلي بالثقة قليلاً والتفكير في الأمر. مجال الوراثة سريع التطور حقاً. سيحتاجون إلى عدد أكبر من المديرين مقارنة بما لديهم اليوم. لا يستطيع أي شخص كان أن يدخل إلى هذه الشركات وأن يكون مديراً فيها. فهي تتطلب خبرة وتدريباً خاصاً جداً. أعتقد أنها تمتلك أوراق أقوى مما تظن، ويبدو أنها تركز على مواطن الضعف القليلة حتى أنها لا تستطيع إثبات ذلك. وأنّ بعض هذا هو تغيير في عقليتها فحسب.
كلاوديو فيرنانديز أراوز: يتطلب الأداء في الوظيفة أمرين، يتطلب الكفاءة ويتطلب الحافز، ويبدو أنها تمتلك مستوى عالياً من الحافز، ويتعين عليها أن تظهر ذلك. وإذا لم تمتلك فرصاً في المكان الذي تعلم فيه، فيتعين عليها البحث عن فرص في مكان آخر، وأنت تقول أنها ستجد فرصة في هذا المجال.
أليسون بيرد: لقد بينت أماندا غودال من كلية كاس لإدارة الأعمال في لندن أنّ الخبراء الفنيين يمكن أن يكونوا قادة أكثر فعالية. وبالتالي، أعتقد أنها إن نصّبت نفسها كشخص مهتم جداً بالإدارة وعلى استعداد للالتحاق ببعض التعليم النظامي، وأيضاً أي خبرات يمكنها اكتسابها، سواء كانت إدارة المشاريع أو إدارة مجموعة متخصصة، وحتى القيام بشيء ما خارج مجال عملها يبين أنها تمتلك مهارات إدارية. إذا استطاعت أخذ ذلك ووضع خبرتها في هذا المجال كتركيبة مثالية لقيادة فرق الوراثة أو المستشارين في علم الوراثة، أشعر أنّ تلك ستكون تركيبة قوية. أعتقد أنّ سؤالي هو، ما هي الأشياء المحددة التي يمكنها طلبها، سواء الخبرة العملية أو التعليم النظامي، التي ستعطيها ذلك المستوى من الثقة بأنها تمتلك القدرة على أن تكون مديرة وأنها تمتلك شيئاً من الخبرة في هذا المجال، وأنّ الآخرين سيأخذونها على محمل الجدّ عند التقديم لهذه المناصب.
كلاوديو فيرنانديز أراوز: كما تعلمين فإنّ أغلب من يتخذون قرارات متعلقة بالموظفين، يتخذونها بطريقة شخصية جداً، ولن يقوموا بإجراء مقابلة مثالية، ولكنهم سيكون لديهم آراؤهم الخاصة وانحيازاتهم الخاصة وغيرها، وسيبدؤون بالتحقق في أغلب الأحوال من الخبرة، ويتحققون في أحوال أخرى من المؤهلات التعليمية وأشياء لا ترتبط كثيراً بالنجاح في العمل.
أليسون بيرد: ولكنها قلقة من أنهم سينحازوا ضدها لأنها لا تمتلك لقب مدير بين طيّات سيرتها الذاتية.
كلاوديو فيرنانديز أراوز: ولكن هذا هو سبب أنّ نصيحتي لها هي أن تتحلى بروح المبادرة وتتحكم بمسار المقابلة وتسأل: ماذا تتوقعون من المرشح الناجح أن يفعل؟ إذا كنتم ستقومون بمراجعة أداء بعد سنة من الآن، فماذا عليّ أن أفعل لأحصل على مراجعة أداء ممتازة؟ ماذا ستكون الأهداف، وما الذي سيكون مطلوباً للنجاح في تلك الوظيفة؟ وبمجرد أن تحصل على الإجابة، أقول حسناً لإنجاز ذلك ما عليك حقاً أن تفعله هو، مثلاً، أن تؤثر على الموظفين على نحو ملائم. دعوني أخبركم ببعض الأمثلة التي قمت فيها بهذا الأمر. كان ذلك موقفاً، وكان هذا دوري، وكانت هذه هي الظروف، وهذا ما فعلته، وهذه كانت النتائج. إذاً، هذه هي الطريقة لتحقيق ذلك، فأنت تبتعد عن الأسئلة حسب خبرتك أو حتى مؤهلاتك التعليمية لتحاول فهم المطلوب فعله وكيفية إنجازه، ثم تثبت كيف استطعت أن تعمل بنجاح في مواقف تتطلب نفس الأنواع من المهارات والقدرات.
أليسون بيرد: يبدو أنكما تعتقدان أنها لا تحتاج حقاً إلى أي خبرة إضافية، وتحتاج فقط إلى التحسن في تقديم نفسها.
دان ماغين: أعتقد أنّ الكثير من الأشياء التي تركز عليها هي أشياء ستكون عائقاً إذا لم تحاول الحصول على وظيفة في شركة أخرى. ولكن إذا كانت تحاول التماس طريقها داخلياً في هذه البيئة حيث تُعرف بأنها خبيرة وذات أداء ممتاز، فأعتقد أنني أتفق مع كلاوديو، تدخلين إلى الغرفة وتقنعيهم بقولك: انظروا، لدي مهارات جيدة في التعامل مع الموظفين، ألا تستطيعون رؤية ذلك، كما تعلمين..
كلاوديو فيرنانديز أراوز: توجد دائماً أول مرة. أعني، بتعريف أول مرة تصبحين فيها مديرة مبتدئة فهذه أول مرة. ويبدو أنها مستعدة. هي قامت بالقليل من هذا العمل، وهي شخصية ذكية، ولديها حافز قوي. لا أعرف الوضع، ولكنني أعتقد أنها مستعدة لذلك سأمضي قدماً.
دان ماغين: هي تقول في السؤال إنّ العودة إلى الجامعة ليست خياراً بالنسبة لها في هذا الوقت. أتساءل فيما إذا كانت تركز جداً على تلك الفكرة، فهي لا تستطيع ترك وظيفتها والعودة للحصول على شهادة جامعية، ولكنني أراهن أنّ ثمة الكثير من الأشياء تغنيها عن العودة إلى الجامعة ويمكنها فعلها. قد تكون مرشحة ممتازة لدورة قصيرة عبر الإنترنت في مجال تعليم المهارات التنفيذية.
كلاوديو فيرنانديز أراوز: شهادة عبر الإنترنت، الماجستير في إدارة الأعمال، توجد الكثير من الخيارات لشخص ذكي مثلها ومجتهد كما تبدو. توجد الكثير من الخيارات، أنا متفق تماماً.
دان ماغين: أعتقد أنه يوجد بعض الاستثمار القليل في الوقت والمال.
دان ماغين: أشياء تمكنها من المضي قدماً. ويتعين عليها النظر في هذه الأمور.
أليسون بيرد: وإذا كانت موظفة متميزة الأداء كمتخصصة في المحتوى في شركتها وشخصاً يبدي اهتمامه في الإدارة، فنظرياً سيتعين على جهة التوظيف أن تكون مستعدة لدعمها في ذلك.
أليسون بيرد: هل ترى أنّ لديها فرصة داخل مؤسستها الحالية أفضل من خارجها؟
كلاوديو فيرنانديز أراوز: سأحتاج إلى معرفة ظروفها. ولكن ما سأنصح به هو أن تحاول أولاً داخل مؤسستها الحالية، فعلى الرغم من أنني عملت كمستشار في البحث لمدة 33 عاماً كما تعلمين، إلا أنّ الكثير من الأبحاث التي أعدها بوريس غرويسبرغ وآخرون كثر تبين أنّ الموهبة أقل قابلية للنقل مما يعتقد الموظفون. وأعني بهذا أنه إذا كان شخص ما موظفاً متميز الأداء في الشركة (أ)، ثم انتقل إلى الشركة (ب)، ففي معظم الحالات يتراجع أداؤه. وهذا تحدّ أكثر صعوبة عندما تنتقل إلى شركة مختلفة في منصب لم تشغله مسبقاً، وهو ما ينطبق عليها. سيكون ذلك تحدياً مضاعفاً. وهذا هو السبب الذي يدفعني للمحاولة أولاً داخل المؤسسة. ثم إذا لم يكن بوسعها الحصول على هذه الفرص في الداخل، سأقوم بعملية نظامية للبحث عن فرص خارجية، وكما ذكر دان، لحسن الحظ فإنها في المكان المناسب في الوقت المناسب. الأمر ليس وكأنها تملك نوعاً من التخصص نسبة الطلب عليه منخفضة جداً. أعتقد أنّ هذا هو نوع المكان الذي يعتبر فيه الطلب أعلى بكثير من العرض. لذا سأحاول أولاً في الداخل، وكبديل سأخلق فرصاً خارجية.
أليسون بيرد: في البداية نعتقد أنه يتعين عليها التراجع قليلاً والتأكد من أنها فعلاً تريد أن تصبح مديرة، وستكون شخصاً مناسباً لذلك. وهذا يتطلب امتلاك نسبة ذكاء وحاصل عاطفي على حد سواء. وبافتراض أنّ الإجابات على كلا هذين السؤالين هي بـ "نعم"، فإننا نعتقد أنّ بإمكانها التركيز على هذه الخبرات، ربما من خلال شغل مناصب أكثر في إدارة المشاريع في العمل، أو برنامجاً لتعليم المهارات التنفيذية، ولكن الأهم كما نعتقد أنه يتعين عليها التحسن في تقديم نفسها والتحلي بثقة أكبر في قدراتها. وكما تعلمون، يتقدم الموظفون في وظائف الإدارة لأول مرة طوال الوقت. والحل هو تحديد ما يريده الموظفون في المنصب الذي تهدف إليه وإظهار أنك تمتلك هذه المهارات. نعتقد أنه قد يكون من السهل بالنسبة لها أن تنظر داخل مؤسستها أولاً لأنها شخص معروف هناك، ولكن يتعين عليها أيضاً أن تأخذ بعين الاعتبار فرصاً خارجية إذا لم ترَ طريقاً للتقدم، لأنه مجال سريع التطور على نحو مدهش، وسيكون الطلب على خبراء فنيين يتمتعون بالقدرة أيضاً على الإدارة عالياً إلى حد كبير.