ما الذي يريده منك مدراء التوظيف؟ وكيف تستعد لوظيفة جديدة؟

أعمل مسؤولة توظيف منذ 17 عاماً، كما أنني مؤسِّسة مبادرة تعمل على مساعدة الخريجين من أبناء الأقليات العرقية ليحصلوا على وظائف أولى لائقة، وأنا كاتبة دليل مهني للنساء وعميدة جامعة تضم حالياً 5,000 طالب؛ لقد منحتني خبرتي هذه القدرة على فهم ما يبحث عنه مدراء التوظيف. إذاً، كيف تفهم عقلية مدير التوظيف وتتحضر لتأمين وظيفتك الجديدة؟

أهم ما عليك إدراكه هو أن تعيين موظف جديد يُعد مخاطرة في حد ذاته، وإذا لم يؤتِ الثمار المطلوبة فسيكلّف المؤسسة كثيراً، إذ تنفق الشركات في المعدل 1,500 دولار على إعداد كل موظف جديد، بالإضافة إلى الكثير من الوقت والجهد لتدريبه؛ لذا، حاول عندما تقدّم على وظيفة جديدة إقناع المسؤولين بأنك صفقة رابحة.

أولاً، هل أنت مهتم حقاً بهذه الوظيفة؟ يمكن لمدراء التوظيف ملاحظة المتقدم غير الواثق من نفسه، وإذا لم تكن لديك فكرة واضحة حول العمل الذي تحبه، فجرّب العمل في مجالات مختلفة وخذ وقتك في ذلك، لأنّ الوظيفة التي ستختارها ستستمر فيها طويلاً، لا سيما وأنّ متوسط العمر المتوقع في ارتفاع في معظم دول العالم. على سبيل المثال، يمكنك تجريب العمل الحر (فريلانس) من أماكن مختلفة إذا كان تصريح إقامتك يسمح بذلك، أو جرب حتى عقود العمل قصيرة الأمد.

إذا تعرضت للرفض فلا تيأس، لأن مدراء التوظيف يقدّرون المرونة. يمكن ألا يحقق المتقدم متطلبات العمل في شركات مرموقة مثل مؤسسة غولدمان ساكس البنكية أو ماكنزي؛ وإن كان طالباً أو شخصاً يحاول تغيير مساره المهني، فقد يصاب بالإحباط إذ رأى أنه يتنقل من برنامج تدريبي إلى آخر دون تحقيق أي تقدم مهني. لذا يمكنك التقدم إلى مؤسسات أصغر في القطاع نفسه واتباع طرق مختلفة، فمثلاً يتيح لك العمل في منصب مبتدئ في مجال التدقيق الداخلي مراجعة عناصر الشركة جميعها وإلقاء نظرة شاملة عليها كي تتمكن من تحديد المجال الذي تود العمل فيه حقاً. ويتمثل طريق آخر في إدارة المخاطر، فهي واحدة من أشمل المجالات في أي شركة. حاول الحصول على وظيفة في الشركة التي تريد العمل بها، حتى لو كانت دوراً لم تفكر فيه من قبل؛ فالانتقال من وظيفة إلى أخرى داخل الشركة أسهل لأن مدراء التوظيف يلاحظون أنك ملمّ بخبايا الشركة وأن مخاطر تعيينك ستكون أقل.

قاعدة السنتين

تتطلب الوظائف الدائمة الأولى أن تُظهر قدرة على تحمل المسؤولية والالتزام، وإذا حصلت على وظيفة دائمة تحدد مسارك المهني فمن الأفضل أن تستمر فيها سنتين، لأن هذه المدة كافية كي تثبت لمدراء التعيينات أنك شخص جدير بالثقة؛ لكن هذا بالطبع لا ينطبق على بعض الوظائف التي لا تُضيف لك الكثير من الخبرة مثل ترتيب البضائع في أرفف المتاجر.

أنشئ شبكة علاقات في كل مكان تدرس وتعمل فيه. أنشئ علاقة مع شخص واحد على الأقل يمكنك التواصل معه باستمرار وترشيحه لكي يكتب لك توصية؛ فهذا هو رأس مالك الاجتماعي الذي سيساعدك طوال مسيرتك المهنية. لكن انتبه، فإنشاء شبكة العلاقات ليس كافيًا بل عليك الحفاظ عليها وتعزيزها؛ اكتب لمعارفك بداية كل عام عما مررت به العام الماضي: هل حصلت على ترقية؟ هل انتقلت إلى قسم آخر في الشركة؟ أتعجب ممن يطلبون رسائل توصية من أشخاص لم يتواصلوا معهم منذ سنوات، فمدراء التوظيف يريدون رسائل توصية صادقة من أشخاص يمكن الوثوق بهم.

احرص على اكتساب المعرفة في الإدارة المالية. إن القدرة على فهم الشؤون المالية للشركة التي تود العمل فيها وحتى مناقشتها ستمنحك موقفاً قوياً في مقابلات العمل وستبهر مدراء التوظيف، وتتوافر بعض الدورات التدريبية الرائعة عبر الإنترنت لمساعدتك على التعامل مع الشؤون المالية للشركة، أياً كان مجال دراستك السابق. تدير مؤسسة فاينانس توكينغ (Finance Talking)، إحدى الدورات المفضلة لدي، وهي تتضمن دورات تدريبية للمبتدئين غير المتخصصين في الشؤون المالية على اختلاف مستوياتهم، ومنها دورة "استراحة القهوة" (coffee break) ومدتها 20 دقيقة (تعلم شيئاً مفيداً في الوقت الذي يستغرقه شرب كوب من القهوة) تحت عنوان "كيف تحلل الشركة".

احصل على المؤهلات

سبق لي أن اخترت سيرتين ذاتيتين، إحداهما لخريجة حاصلة على رخصة لتشغيل الميزان الجسري (weighbridge) والأخرى لخريجة حاصلة على ترخيص لقيادة المروحيات، وفي حين أنني لم أكن بحاجة إلى أي من هذين التخصصين، لكنهما أثبتا أن المتقدمتين حصلتا على مؤهلين مهنيين مثيرين للاهتمام. إذا كنت مهتماً بالشؤون المالية وتحاول العمل في مجال الخدمات المصرفية الاستثمارية أو إدارة الاستثمار، فحصولك على شهادة محلل مالي معتمد مثلاً ولو من المستوى الأول سيميزك عن غيرك من المتقدمين. بالتأكيد، إذا حالفك الحظ فستتكفل الشركة التي تعمل لديها بمصاريف التحاقك ببرنامج تدريبي للخريجين، ولكن إذا لم تكن مؤهلا على نحو كاف فقد تتاح لك فرصة الانضمام إلى شركة صغيرة لا تتبنى خططاً لهذه البرامج؛ فالمؤهلات المهنية تثبت التزامك وجديتك في العمل.

اطرح السؤال الرئيسي في المقابلة

أخيراً، عندما تنتهي مقابلتك، ويطلب المحاور منك طرح أسئلتك، اطرح هذا السؤال: "ما المخاطر التي تنطوي على تعييني في رأيكم؟" على افتراض أن مدير التوظيف صادق، فسيخبرك برأيه وستتمكن من مناقشته على الفور قبل مغادرة المقابلة؛ ركز في نقاشك على كيفية تقليل مخاطر تعيينك في نظره، وبذلك ستضمن أن تكون على المسار الصحيح تماماً.

ما يجب فعله وما يجب تجنبه عند إعداد سيرة ذاتية ممتازة

ما يجب فعله

ضع اسمك في الأعلى وبيانات الاتصال في السطر التالي؛ يجب أن ترى الشركة على الفور بيانات الاتصال بك. إذا كنت تريد مثلاً تحديد المدينة التي تقيم فيها، فتجنب تضمين عنوانك الدقيق.
حاول أن تحصر سيرتك الذاتية في ورقة واحدة من قياس (A4) إذا أمكن، واحرص على ألا تتجاوز ورقتين. السيرة الذاتية هي سجل واقعي لمسيرتك المهنية، ويجب أن توضح فيها الأسباب التي تجعلك مناسباً جداً لوظيفة معينة في خطاب تعريفي مصاحب لها.
قسّم سيرتك الذاتية إلى ثلاثة أقسام: التعليم (ويتضمن المؤهلات المهنية) ووظائفك السابقة ومعلومات إضافية، واحرص على أن تغطي المعلومات السنوات المذكورة كاملة، إذ سيحسب مدير التوظيف الفجوات الزمنية ويسألك عنها. ومن المحبذ أن تكون لديك أنشطة أخرى في سيرتك الذاتية مثل الرياضة أو العمل الخيري؛ أدرج هذه الأنشطة مع توضيح ما أنجزته فيها أو مدى التزامك بها، ومن ثم فعبارة "ممارسة الرياضة بانتظام رفقة زملاء العمل" أو "الإسهام بمقالات شهرية في مجلة المجتمع المحلي" أفضل من الاكتفاء بتعبير عام مثل "الجري" و"الكتابة".

ما عليك تجنبه

ذِكر حالتك الاجتماعية أو عدد أطفالك، فهذا لا علاقة له بقدرتك على أداء العمل، يمكنك الإدلاء بهذه المعلومات إذا أردت خلال المقابلة.
لا تستخدم خطوطاً مزخرفة تصعّب القراءة، من المناسب استخدام خط بسيط وواضح، مثل إيريال (Arial) أو نيو رومان (New Roman) مثلاً.
لا تطلب من أحد كتابة سيرتك الذاتية نيابة عنك إلا إذا كانت مسودة فقط، فالشركات تريد أن ترى كيف تقدم نفسك لا كيف يقدمك شخص آخر.