ألحق قطاع الطباعة بشكل عام أضراراً كبيرة بالبيئة، حيث شكل البلاستيك دون أدنى شك القضية الرئيسة الأكثر شعبية في العالم. ومن المتوقع أن يفوق وزن المواد البلاستيكية الموجودة في المحيطات وزن الأسماك بحلول العام 2050.
وبالتالي، مع زيادة مشكلة الاستهلاك الناتجة عن الزيادة في عدد سكان العالم، يعود القرار إلى قطاع الاستدامة في الطباعة ليصبح جهة ذات استدامة عالية تستند إلى قيم الموارد المتجددة.
أهمية الاستدامة في قطاع الطباعة
يحدث هذا الأمر بالفعل، إذ تستكشف الجهات المصنعة، التي كانت تبحث في السابق عن أنواع البلاستيك الأرخص ثمناً من أجل الإنتاج، حالياً بدائل مستدامة وقابلة لإعادة التدوير. ويُمثل هذا أولى الخطوات المهمة، إذ لا يزال ما نسبته 100% من جميع المواد البلاستيكية المصنوعة حتى الآن – باستثناء البلاستيك المحروق – موجوداً، وقد يستغرق تحلّل البعض من هذه المواد مدة تصل إلى ألف عام.
تأخذ المؤسسات الاستدامة على عاتقها بصرف النظر عن القطاع. وتصبح البدائل الصديقة للبيئة أوسع انتشاراً، وميسورة التكلفة، بحيث لم يعد رواد الأعمال بحاجة إلى تقدير التكاليف بالمقارنة مع العوامل البيئية. وفي قطاع وسائل الإعلام، على سبيل المثال، تُعد "ألواح أوبوغا الخارجية" (Oppboga Outdoor Board) بديلاً ذكياً ورقياً لألواح الإعلانات البلاستيكية.
إلا أنه يمكن تحقيق التغيير الحقيقي حقاً في سوق الطباعة. ولا يتعلق الأمر بإعادة تدوير الأوراق فحسب، على الرغم من أن رؤية إحصائيات من قبيل إعادة تدوير 66.8% من جميع الأوراق المستخدمة في الولايات المتحدة، يُثلج الصدر.
إذاً، ماذا تفعل الشركات لتعتنق الاستدامة، وكيف يمكنك أن تفعل الشيء نفسه لجعل شركتك تتصدر محور المكتب الذكي؟
كيف تستخدم الشركات الطباعة الرقمية؟
يُعدّ التغليف عنصراً حيوياً في قمع المبيعات الخاص بالعديد من المؤسسات، كما يُمثل التغليف المستدام سوقاً مهيأة للاستثمار والابتكار. وفي الواقع، كان من المتوقع في دراسة مستقبل التغليف المستدام وصولاً إلى عام 2018، أن يصل التغليف المستدام إلى 244 مليار دولار أميركي بحلول السنة ذاتها. وعلاوة على ذلك، من المتوقع أن يكون التغليف هو التحدي الأول الذي تواجهه الشركات بحلول عام 2023، وهو عائق أكبر بالمقارنة مع المهمة المستمرة في تقليل التكاليف.
لكن لا يجب أن يركز التغليف المستدام على ما يراه معظم رواد الأعمال مواداً صديقة للبيئة تتألف منها عملية التغليف. بدلاً من ذلك، تُركز المؤسسات الذكية على عملية التصنيع، أي استخدام الطباعة الرقمية بدلاً من أساليب الطباعة التقليدية. وليست هذه العملية أكثر استدامة وسلاسة فحسب، ولكنها أكثر فاعلية من حيث التكلفة على المدى الطويل أيضاً.
كيف يمكن تحقيق ذلك؟ لا حاجة إلى لوحات معيارية في الطباعة الرقمية، وهي تُقلل بالتالي أي هدر ناتج منذ البداية. ووفقاً لبحث صادر عن شركة نوسكو (Nosco)، فهي تستخدم حبراً أقل بأربع مرات أيضاً و"لديها انبعاثات كربونية أقل بنسبة 30% بالمقارنة مع الأساليب التقليدية".
إن عصر الزعزعة في أوجه، ومن المتوقع أن يستمر تأثيره على سوق استدامة الطباعة، إذ ذكرت دراسة مستقبل الطباعة المستدامة توجهات التغليف المرتقبة مثل:
- تخفيض حجم أو تخفيف وزن التغليف.
- زيادة إعادة التدوير واستعادة الهدر.
- زيادة استخدام المحتوى المعاد تدويره.
- زيادة استخدام المواد من مصادر متجددة.
- إدخال تحسينات على التغليف والكفاءة اللوجستية.
فوائد غرفة الطباعة الداخلية
إذاً، كيف يمكن لرواد الأعمال المتنورين اعتناق ثورة الاستدامة هذه واستقدام الممارسات الصديقة للبيئة داخل المؤسسة؟ يمكن أن يبدأ الأمر بشيء بسيط، مثل إيجاد ملحقات طباعة دائمة وإعادة تقييم عمليات الطباعة الحالية الخاصة بك.
وقد تتفوق شركتك في المنافسة من خلال تركيز جميع أنشطة الطباعة الخاصة بك في مكان واحد ضمن المكتب، ما يُبسّط العملية ويُقلل تكاليف التعهيد الخارجي طويلة الأجل. لكن الأهم من ذلك هو أنه يمكن أن يكون لغرفة الطباعة تأثير إيجابي على البيئة من خلال تقليل الهدر. إذ أخذت بعض نظم الطباعة الحديثة في الحسبان القضايا البيئية الأشد وطأة مثل السموم الموجودة في الحبر، وصممت معداتها بهدف تقليلها إلى أدنى حد أو إلغائها بالكامل.
يُمثل استخدام تقنية مثل "أوسي كوزموس" (Oce COSMOS) التي طرحتها شركة "كانون" (Canon) – الأداة التي تتيح الإشراف على إدارة وثائقك الموجودة على سطح المكتب - خطوة في الاتجاه الصحيح نحو الاستدامة في الطباعة. ويتطلّب البدء بإجراء تغييرات بيئية كبيرة خطوة بسيطة واحدة، سواء كانت اختيار الطباعة الرقمية بدلاً من التقليدية، أو التماس حلول تغليف بديلة وصديقة للبيئة، أو تجهيز غرفة طباعة داخل المؤسسة ببساطة.