أسئلة القراء: كيف يمكنني الارتقاء في الهرم الوظيفي دون زعزعة علاقتي مع مديري الحالي؟

5 دقائق
الارتقاء بالهرم الوظيفي
shutterstock.com/Chumakov Oleg

سؤال من قارئ: أنا مدير أبلغ من العمر 32 عاماً في شركة كبيرة مدرجة على قائمة "فورتشن 50" (Fortune 50) وأحاول الارتقاء بالهرم الوظيفي. إذ كنت استشارياً في الماضي إلى أن حصلت على وظيفة بدوام كامل في المؤسسة. مديري الحالي، نائب الرئيس، وهو شخص جيد بشكل يفوق توقعاتي، فهو من منحني فرصة العمل، ووعدني بمسار مهني رائع. إنه شخص رائع، واعتبره بمثابة الأخ الأكبر لي. ومع ذلك، لطالما كان شديد الحماية لي ويعتبرني ملكاً له، ولاحظت أنه يشعر ببعض القلق عندما أقوم بالتواصل مع نواب الرئيس الآخرين. لم يواجهني صراحة أو يطلب مني عدم التواصل مع القادة الآخرين، إلا أنني قادر على استشعار قلقه. أنا شخص طموح للغاية، وأرغب في تولي أعلى منصب ممكن في السلم الوظيفي في الشركة، ولهذا فسؤالي هو:

كيف يمكنني إدارة شبكة علاقاتي المهنية واستكشاف الخيارات الوظيفية في شركتي دون زعزعة علاقتي مع مديري الحالي؟

يجيب عن هذا السؤال:

دان ماغين: مقدم برنامج "ديير آتش بي آر" من هارفارد بزنس ريفيو.

أليسون بيرد: مقدمة برنامج "ديير آتش بي آر" من هارفارد بزنس ريفيو.

روبن أبراهامز: مساعدة بحوث في كلية هارفارد للأعمال، وكاتبة في قضايا سوء السلوك في مجلة "بوسطن غلوب" (Boston Globe).

روبن أبراهامز: إن علاقة العمل هذه تضم جميع أنواع الديناميات النفسية الكامنة. قد يكون الجمع بين العلاقات المهنية والشخصية رائعاً، لكن يجب أن يكون الأفراد واضحين جداً حيال التفريق بينها، بدلاً من التصرف دون وعي مع الشخص الآخر، وما يجعلني أؤمن بوجود هذه المشكلة في هذه القضية هو حب التملك والشعور بالقلق الذي ينتاب مديره.

أليسون بيرد: أخشى أن يكون كاتب السؤال يختلق مشكلة ليست موجودة بالفعل. إنه يستشعر قلق المدير، لكن المدير لم يطلب منه التوقف عن اتباع هذا النهج صراحة، حتى أنه لم يجرِ محادثة مع مديره حول قوانين المؤسسة فيما يخص التحدث إلى أشخاص آخرين، وأشعر أنه يستبق الأحداث من خلال شعوره بهذا القلق.

روبن أبراهامز: ربما يكون هذا صحيحاً، فقد مضى على تعيينه شهران وهو يسعى مثل غيره من المدراء إلى الحصول على ترقية.

روبن أبراهامز: ومن المحتمل أنه يتّبع نهجاً غير مناسب وجدي في عملية التعارف في هذا السياق المؤسسي، ويمكن أن يكون الشعور الذي ينتاب مديره هو شعور الدهشة من تصرفاته، وقد يكون وجود مستشار مهني أو مدرّب تنفيذي مفيداً في هذه الحالة لمواءمة توقعات الجميع.

اقرأ أيضاً: أسئلة القراء: ماذا أفعل إذا منحني مديري واجبات لا أحب أداءها؟

دان ماغين: أعتقد أن وجود مستشار وظيفي قد يكون غريباً للغاية عند عدم وجود مشكلة هنا، فقد يكون الحل بسيطاً ويتمثّل في مجرد إجراء محادثة مع المدير وأن يقول له: أنا مهتم بالتعرف على أشخاص جدد على النطاق الأوسع للشركة، وعقدت لقاءات مع عدة نواب للرئيس، وأعتقد أن بناء هذه العلاقات هو أمر جيد لوحدتنا، وليس لدي أي دوافع خفية هنا. أعتقد أن هذه المحادثة قد تكشف وجود المشكلات في حال وجودها.

اقرأ أيضاً:

أليسون بيرد: الحل ينطوي على إجراء المحادثة نفسها، ولكن دون إقحام طرف ثالث أولاً.

روبن أبراهامز: من الرائع أن تسفر هذه المحادثة عن حل المشكلة، ذلك أنه من المهم دائماً أن نتحدث مع الأشخاص الذين توجد لدينا مشكلة معهم قبل إشراك طرف ثالث. لكن يعود سبب اعتقادي لضرورة إقحام طرف ثالث إلى احتمال أن يكون كلاهما غير مدركين لرغباتهما وعواطفهما وكيفية التصرف بالفعل في ضوء السياق، والأمر المثير للاهتمام هو إدراكه للطبيعة الإرشادية للعلاقة بقوله: "اعتبره بمثابة الأخ الأكبر"، لأنه في حال وجود فارق كبير في العمر، فبإمكانك إرشاد الأفراد دون أن تخشى تجاوزهم لك.

أليسون بيرد: أو تخطيك.

دان ماغين: أو تجاهلك.

روبن أبراهامز: تخطيك بالفعل، ذلك أن نائب الرئيس قد يخشى من أن يحل هذا الموظف محله.

دان ماغين: أعتقد أن السبب الذي يجعل نائب الرئيس يشعر بالقلق هو أن المدير الإداري موهوب للغاية وسيعمل على بناء شبكة العلاقات المهنية بنجاح إلى حين يحل محل نائب الرئيس، أو أن هذا الموظف يستغل فرصة التعارف هذه للانتقال إلى إدارة مختلفة، وهو ما قد يؤثر على إدارة نائب الرئيس.

روبن أبراهامز: لقد أضاف بصريح العبارة: أنا شخص طموح للغاية، وأرغب في تولي أعلى منصب ممكن في السلم الوظيفي في الشركة. إن من يفصح عن رغبته في تقلّد أعلى المناصب في الشركة هو شخص يتّبع نهجاً شخصياً وأنانياً في حياته المهنية، ولا يتوافق هذا النهج مع هدف إقامة علاقات راسخة في مكان العمل، وإنما ينطوي على تحقيق أهداف شخصية لا تتماشى مع أهداف الآخرين.

أليسون بيرد: يبدو أنه يود شغل منصب آخر في الشركة، وهو ما جعله يتردد في التحدث مع مديره حول النهج الذي يتّبعه في التعارف.

أليسون بيرد: لقد أفاد كاتب السؤال بالفعل أن مديره وعده بمسار مهني رائع، لكن هل يمكنه إجراء محادثة صادقة مع المدير حول حقيقة أن هذا المسار قد يقوده إلى العمل في إدارة أخرى؟

روبن أبراهامز: يمكنه أن يستفسر عن طبيعة ذلك الوعد وعن سبب شعور مديره بالقلق إزاء النهج الذي يتّبعه والذي ينص عليه هذا الاتفاق.

اقرأ أيضاً: الدرجة المناسبة من الرسمية في التعامل مع مديرك

أليسون بيرد: ويجب عليه أن يبين له أن نجاحه يمثّل نجاحاً لكلا الطرفين وأنه لا يرغب في تجاوزه وإنما في إبداء قيمته بصفته مديره.

روبن أبراهامز: والسؤال الذي يجب على كاتب السؤال طرحه على نفسه هو: هل أُقدم على فعل شيء من شأنه أن يجعل المدير يشعر بالندم لإشراكي في المؤسسة؟

دان ماغين: أود أن أتطرق مجدداً إلى العبارة التي ذكرناها جميعاً وهي: أنا شخص طموح للغاية وأرغب في تولي أعلى منصب ممكن في السلم الوظيفي في الشركة، هل يجب على القارئ أن يدرك أن هذا الموقف يمثّل مشكلة بشكل عام وأن يعيد التفكير في طموحاته مرة أخرى؟

روبن أبراهامز: يوجد قول مأثور يقول: "من طمع في الفوز بكل شيء، خسر كل شيء". وبالتالي، إذا كان ما يريده هو الارتقاء إلى القمة في شركته في أسرع وقت ممكن، فيجب عليه دفع ثمن هذا الهدف. وقد ينطوي ثمن سعيه هذا على اعتقاد الأفراد أن علاقاته قائمة على مصلحة شخصية تتمثّل في اعتلاء أعلى المناصب، وبالتالي، لكل شيء عاقبة وجانب سلبي.

اقرأ أيضاً: أسئلة القراء: كيف أتصرف مع مديري الذي يمارس التمييز ضدي؟

أليسون بيرد: أعتقد أن قضية كاتب السؤال لا تنطوي على أنه طموح، وإنما على اعتقاده أن التعارف هو السبيل لبلوغ أهدافه. وقد نشرنا مقالة شهيرة جداً حول كيفية كسب اهتمام مدير مديرك في العمل، ويوجد قائمة من خطوات عشرة يجب اتباعها، وانطوت إحداها على التعارف. في حين تدور جميع الجوانب الأخرى حول أداء وظيفتك بشكل جيد، والتفكير بشكل استراتيجي، وتقديم الحلول، وإظهار الالتزام بالمؤسسة، وعكس قيمها وثقافتها، وبالتالي، من الضروري بالنسبة إليه اتباع جميع هذه الخطوات من أجل شغل أعلى منصب في السلم الوظيفي بأسرع وقت ممكن.

أليسون بيرد: وأعتقد أنه من الضروري أن يقيم علاقات حقيقية، ليس فقط تعارفاً سطحياً ينطوي على الكم وعلى عدد القادة الذين يجب عليه مقابلتهم، فقد لا يكون التعارف هو الخطوة الأولى التي تمكنه من الحصول على أعلى منصب وظيفي ممكن.

اقرأ أيضاً: أسئلة القراء: كيف أغير سلوك مديري الذي يضر الفريق؟

دان ماغين: نقترح عليه أن يتراجع وأن يدرك أنه قد لا توجد مشكلة هنا بالفعل. وننصحه بألا يشغل باله بقراءة أفكار مديره وأن يجري محادثة معه لمحاولة فهم ما إذا كان هذا السلوك يمثّل مشكلة أم لا، ويمكن للقارئ محاولة وصف نيته في بناء هذه العلاقات. ويجب أن يدرك أنه على الرغم من أن الأشخاص الطموحين للغاية يعتزمون الترقي إلى أعلى منصب في هذه الشركة، يوجد بعض العواقب والجوانب السلبية المرتبطة بهذا الطموح، فقد تصبح علاقاتك أقل صدقاً، وقد يقل عدد أصدقاؤك، وقد تحتاج إلى إجراء بعض المقايضات من حيث كيفية تفاعلك مع الأشخاص إذا كان هدفك الحقيقي هو التقدم بأسرع ما يمكن، بصرف النظر عن المشكلات التي تواجهها في علاقتك معهم. وفي حال لم تتمكن أنت ومديرك من التوصل إلى حل يرضي الطرفين وتبيّن لك وجود مشكلة، فمن الضروري إشراك مدرب مهني أو طرف ثالث يمكنه التوسط وإيجاد حل للموقف بشكل موضوعي من أجل الارتقاء بالهرم الوظيفي.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي