إليكم قصة دراسة وضع الشركة الناشئة في بيئة العما: مالكة شركة لمنتجات العناية بالحيوانات الأليفة تتساءل عمّا إذا كان يجب أن تبيعها أم تعيّن رئيسة تنفيذية جديدة لها.
كانت إيلينا جالسة على مقعد في حديقة عامة تحدّق في هاتفها وتأمل بالهروب من العمل خلال الفترة الصباحية.
لكن بوصفها المؤسّسة والرئيسة التنفيذية لشركة "2 براود بوبس" (2 Proud Pups)، المتخصّصة بصناعة المنتجات الطبيعية بالكامل للعناية بالحيوانات الأليفة، فإنها لم تكن تمتلك الكثير من وقت الفراغ. قرّرت إيلينا تجاهل الرسالة الإلكترونية التي وصلتها عبر هاتفها لبضع دقائق إضافية، فقد كانت في نزهة نادرة للترويح عن كلبيها وكانت تريد التمتّع بها.
كانت ماغي وهي كلبة صفراء اللون من فصيلة لابرادور تتقلّب على الأرض. أمّا بروكولي، وهو كلب أسود مهجّن من فصيلة الشيفرد فقد كان يتشمّم بضعة كلاب أخرى. ابتسمت أيلينا. فقد كان هذان الكلبان بمثابة طفليها الأول والثاني واللذين كانت قد اشترتهما مباشرة في أعقاب ارتباطها بزوجها ماتياس. أمّا الشركة فقد كانت بمثابة طفلها الثالث، وقد أطلقتها عندما كان الكلبان يبلغان سنة من العمر لأنها ببساطة لم تكن تجد في السوق أي شامبو عالي الجودة لتحمّمهما به.
كانت منتجات العناية بالحيوانات الأليفة المتاحة آنذاك تتباهى بقدرتها على التنظيف، لكنّ مكوّناتها كانت كثيرة ومليئة بمواد كيماوية تبدو كريهة وتتسبب بهياج في جلد الكلب. كانت إيلين قد استثمرت مدخراتها في توظيف كيميائي وأنتجت شامبو أفضل. لقد مزجت إيلينا المكونات الأولية في مطبخها، وجرّبت المحاليل على نفسها أوّلاً.
عندما بات الشامبو جاهزاً، بدأت ببيعه إلى متاجر التجزئة المحلية وكوّنت قاعدة من الزبائن الأوفياء. وعلى مدار السنوات الست التالية، عيّنت إيلينا مجموعة من الموظفين وأضافت عدّة منتجات طبيعية بالكامل، مثل مصفّف الشعر، ومعجون الأسنان. وقد باتت منتجاتها هذه متاحة للبيع في أكثر من 1,000 متجر مستقل للحيوانات الأليفة في أنحاء البلاد فضلاً عن عدد من سلاسل المحلات الإقليمية.
تمكّنت إيلينا من إدارة هذا النمو دون الاستعانة بأي مستثمرين خارجيين. فقد اعتمدت على القروض المصرفية وظلت تستثمر أموالها الذاتية في المشروع، لكنّها شعرت بأنها على مفترق طرق. فعلى الرغم من أنّ منتجاتها كانت تسجّل مبيعات جيّدة، إلا أنّ الإيرادات كانت قد استقرّت عند مليون دولار سنوياً. ولم تكن تعتقد أنها قادرة على المضي بشركة "2 براود بوبس" قدماً، لاسيما وقد كانت حاملاً وتنتظر ولادة طفل حقيقي. بعد مرور سبعة أشهر على بداية حملها وبعد أن شعرت بالإنهاك عقب سبع سنوات من العمل على مدار الساعة وعلى مدار أيام الأسبوع، احتاجت إيلينا إلى التغيير، بل أرادته أيضاً. كانت جاهزة للتنحّي من منصب الرئيس التنفيذي بل وربما بيع الشركة. لكن بعد أشهر من البحث والاجتماعات، لم تكن قد تمكّنت من العثور على الخليفة أو المشتري المناسب.
اقرأ أيضاً: كيف تتغير جغرافية انتشار الشركات الناشئة والابتكار؟
نظرت إيلينا إلى هاتفها من جديد عند سماعها لتنبيه بوصول رسائل جديدة، فرأت ثلاث رسائل إلكترونية ونصية إضافية. كان الوقت قد حان للعودة إلى المكتب. وقفت إيلينا على قدميها وصفّرت مستدعية كلبيها. "بروكولي! ماغي! لقد حان وقت الرحيل!"
رئيسة تنفيذية جديدة، شركة جديدة؟
بعد أن وصلت إيلينا إلى مكتب "2 براود بوبس" أطلقت العنان لكلبيها وحيّت كيلي، الموظفة التي تعمل معها منذ ثلاث سنوات ثم سألتها: "ما أخبار تسليم طلبية اليوم؟"
قالت كيلي: "على وشك أن ننجزها. لقد أخبرتهم أنني سأصل في الثالثة بعد الظهر."
"عظيم. شكراً." نظرت إيلينا إلى ساعتها. "يا إلهي لقد نسيت أنّ لديّ اتصالاً الآن".
خفّت ابتسامة كيلي وتساءلت: "هل هي مقابلة أخرى مع شخص قد يحل مكانك؟"
تنهّدت إيلينا قائلةً: "نعم، لكنّ هذا الشخص مرشّح قوي فعلاً".
دخلت المكتب ورأت على طاولتها مجموعة من السير الذاتية المكدّسة لمرشّحين يرغبون بشغل منصب الرئيس التنفيذي للشركة، كانوا قد أرسلوها بعد أن نشرت إيلينا إعلاناً على موقع إلكتروني مخصّص للشركات الصغيرة. كان كل طلب توظيف مرفقاً به صورة للكلب الذي يربّيه المرشّح، وذلك بناءً على طلب من إيلينا.
كانت إلينا قد تحدّثت إليهم جميعاً عبر الهاتف، لكنّ واحدة منهم فقط بدت قريبة من أن تكون المرشّحة المثالية، ألا وهي كريستين ريد، البالغة من العمر 35 عاماً والحاصلة على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال. كانت خبرتها السابقة قد شملت العمل لفترة في شركة ناشئة لمستحضرات التجميل وشركة عالمية للمنتجات الاستهلاكية. وكانت السيّدتان قد اجتمعتا لاحتساء القهوة، وكانت إيلينا قد أحبّتها وأحبت كلبها من فصيلة البولدوغ، رامبرانت، الذي انضم إليهما في المقهى. وكانت هي وكريستين قد ناقشتا تاريخ شركة "2 براود بوبس"، ووضعها المالي، والشروط التي سينضم الرئيس التنفيذي الجديد بموجبها إلى الشركة.
اقرأ أيضاً: رائد الأعمال في الوزارة
كانت كريستين مدعومة بمستثمر عملت معه من قبل وكانت جاهزة لأخذ حصّة تبلغ 40% من أسهم ملكية الشركة. وكانت قد قبلت الراتب المتواضع الذي كانت إيلينا تتقاضاه ولكنها ستجمع المزيد من الأسهم كل عام. أمّا إيلينا فقد كانت تأمل التخارج من جزء كبير من استثماراتها بالشركة حيث كانت هي وماتياس يسعيان إلى شراء بيت أكبر وإنشاء حساب مالي لدعم تكاليف الدراسة الجامعية لمولودهما الجديد، لكنّها كانت تحبّذ فكرة البقاء كأكبر مساهم في الشركة حتى بعد تخليها عن السيطرة اليومية عليها.
بدا كل شيء منطقياً على الورق. كانت كريستين فتاة ذكية وحيوية وبدت شغوفة بالعمل في شركة "2 براود بوبس". وكان الأشخاص الذين زكوها وقدّمت أسماءهم قد امتدحوا أداءها. لكن إيلينا ظلت تشعر بأنّ هناك نقصاً ما ومن هنا جاءت فكرة اتصال المتابعة هذا.
قالت إيلينا: "شكراً لكِ لتخصيصك الوقت لكي ندردش مجدّداً".
أجابت كريستين: "يسعدني ذلك! أشعر بأنّ هذه الفرصة مثيرة جدّاً بالنسبة لي".
ردت إيلينا قائلةً: "يسعدني سماع ذلك، وربما أنك تلاحظين بأنني أشعر برغبة كبيرة في حماية الماركة التجارية لشركة "2 براود بوبس"، وسيكون أحد التحدّيات بالنسبة للرئيس التنفيذي الجديد للشركة هو كيفية المحافظة على جميع العلاقات التي كوّنتها مع المورّدين والزبائن والمتاجر. فكيف ستتعاملين مع هذا الأمر؟"
"بصراحة، أنا أعشق نسج العلاقات الجديدة. الوضع المثالي يقتضي أن ألازمك لمدّة شهر لألتقي بجميع معارفك الأساسيين، بعد ذلك سأتابع توثيق العلاقات معهم من خلال الاتصالات والزيارات. سوف أطمئنهم إلى أنّ الأمور ستسير في شركة 2 براود بوبس كالمعتاد".
"لكن ليس بوسعي إلا أن أتساءل عما إذا كانت الأمور ستسير كالمعتاد. في المرّة السابقة عندما تناقشنا إلى أين تريدين أن تأخذي الشركة في المستقبل، تطرّقت إلى استهداف أمازون وتشوي (Chewy) وبيتكو (Petco)".
ثم أردفت كيلي قائلةً: "حسناً، إذا كانت الفكرة هو وضع الشركة على مسار النمو، فإننّي أعتقد أننا بحاجة إلى اللجوء إلى هؤلاء اللاعبين الكبار. ستكون استراتيجية تطبّق خلال عدّة سنوات، وقد نحتاج إلى استثمارات خارجية. لكنني أعتقد أننا قادرون على إنجازها مع المحافظة في الوقت ذاته على نسبة التوزيع الحالية".
اقرأ أيضاً: أخطاء رواد الأعمال: 10 مقالات عن تجارب عملية ونصائح علمية
توقّفت كريستين لبرهة ثم قالت: "ولكن إيلينا، هذا الأمر لن ينجح إلا إذا كنّا متوافقتين في الرأي. فالصفقة التي ناقشناها ستجعلنا شريكتين، حتى لو تنحّيتِ عن الإدارة. يجب أن تثقي بي لكي أنقل الشركة إلى المكانة التي نرغب بالوصول إليها."
شعرت إيلينا بشيء من عدم الارتياح. فرؤية كريستينا للشركة بدت واعدة من الناحية المالية، لكنّها لم تكن "2 براود بوبس" التي عرفتها. ومع ذلك، حاولت أن تخفي حالة عدم الارتياح التي انتابتها. "كل الهدف من عملية البحث هذه هي العثور على شخص يُدْخِلُ منظوراً جديداً إلى الشركة، ومن الواضح أنك قادرة على القيام بذلك. لكنّ هذه الخطوة هي خطوة كبيرة بالنسبة لي، لذلك آمل أن تتفهّمي الأمر إذا أخذت بعض الوقت لدراسة المسألة".
أجابت كريستين: "بالطبع. فلتعلمي فقط بأنني جاهزة عندما تكونين جاهزة".
البيع أم عدم البيع؟
غادرت إيلينا المكتب وهي مستغرقة في التفكير العميق.
سألت كيلي: "كيف كان الاتصال؟"؟
قالت إيلينا: "من الصعب على الإنسان أن يختار شخصاً يحل مكانه".
أجابت كيلي: "السبب هو أن أحداً لا يستطيع أن يحل مكانك!".
"هذا لطف منك، لكن لا أعتقد أنني مناسبة للشركة في وضعي الحالي كامرأة حامل أو كأم جديدة. قد يبدو بيع الشركة إلى جهة منافسة أسهل. وأحسّ أنّ ذلك ينطوي على قدر أقل من المسئولية الشخصية".
سألت كيلي بقلق: "أي خيار تقصدين؟".
أجابت إيلينا دون حسم: "هناك بضعة خيارات". ففي حقيقة الأمر كانت تجري محادثات مع شركة "دوغ هاوس لوكس" (Doghouse Luxe)، وهي شركة متخصّصة بأغذية الكلاب الفاخرة، منذ أسبوعين. لكنّ رئيسها التنفيذي راجيف غوبتا (راج)، وهو شاب ملفت للانتباه ومثير للإعجاب كانت المؤسسة الاستثمارية المالكة للشركة قد عيّنته في منصبه، وكان قد طلب من إيلين الإبقاء على أمر المفاوضات طي الكتمان.
كانت فلسفة "دوغ هاوس" مشابهة لفلسفة "2 براود بوبس" لكنّ نموذجها التجاري كان مختلفاً. فقد كانت "بوبس" تبيع منتجاتها بصورة رئيسية عبر المتاجر، في حين كانت دوغ هاوس تبيع منتجاتها في معظم الأحيان مباشرة إلى زبائنها عبر موقعها الإلكتروني الحائز على جائزة. وقد عرض راجيف على إيلينا شراء شركتها نقداً ومنحها ملكية 10% من الكيان المندمج. كانت هذه الصفقة ستؤمّن لها خروجاً أفضل من شركتها وثمناً أعلى بكثير. كما بدا بأنّ شركة راجيف تمتلك سجلاً حافلاً في تحويل الشركات الصغيرة إلى شركات أكبر حجماً وأكثر نجاحاً. ومع ذلك فقد كان من الصعب عليها تقبّل فكرة عدم امتلاك أي نفوذ مستقبلاً على ماركتها التجارية أو في أحسن الأحوال امتلاك نفوذ محدود.
جلست إيلينا على صندوق، فيما اقتربت منها كلبتها ماغي وراحت تتمسح بها، ثم سألت "إلى أين ستذهب هذه الطلبية مجدداً؟".
"إلى متجر "بيتس" (Pete’s). كنت على وشك الذهاب إليهم".
قالت إيلينا: "فعلاً، ولماذا لا أوصلها بنفسي؟ إنني أرغب في الحديث إلى بِيْت".
حملت كيلي البضاعة إلى شاحنة الشركة بما أنّ إيلينا لم تكن قادرة على حمل الأشياء الثقيلة تلك الأيام. كان متجر "بيتس" المخصّص للحيوانات الأليفة، والواقع في الجهة الأخرى من البلدة، مؤسسة من مؤسسات المدينة البارزة التي تحمل اسم الشخص الذي أسسها، وقد كان شخصاً بخيلاً ولكنه كان محبوباً ومغرماً بالحيوانات الأليفة وممّن يتآلفون مع البشر. عندما ركنت إيلينا الشاحنة خلف المبنى، وضغطت برفق على آلة التنبيه وساعتها ظهر بِيْت.
قال بِيْت بشيء من التذمّر: "أهلاً يا إيلينا. سمعت أنّك ستبيعين الشركة إلى "دوغ هاوس لوكس؟"
قطبت إيلينا حاجبيها وقالت: "هذه مجرّد فكرة يا بِيْت. كيف عرفت؟"
"الناس تتناقل الأخبار كما تعلمين، وخاصة عندما نكون نحن التجار المستقلون خائفين. لا يمكنك أن تبيعي الشركة إليهم يا إيلينا. شركتهم برمّتها قائمة على فكرة إزالتنا من الوجود".
"في الحقيقة، الفكرة هي بيع كل المنتجات عبر كل الأقنية، سواء في المتاجر أو عبر الإنترنت. الاندماج سيعني وصول منتجات "2 براود بوبس" إلى المزيد من الحيوانات الأليفة. وأنت تعلم أنني أريد مصلحتكم ومصلحة الحيوانات أيضاً".
"لكنّ منتجاتك أفضل من منتجاتهم. وهذا هو السبب الذي جعلني أمنحك الفرصة منذ وقت طويل والتزم بالعمل معك عندما ركب كل المنتجين الآخرين موجة المنتجات الطبيعية بالكامل. فالشامبو الذي تصنعينه هو الوحيد الذي يتقبّله كلبي. فهل تعدينني بأنّ "دوغ هاوس" لن تغيّر المكونات لخفض التكاليف؟"
سألت إيلينا: "كيف حال هذه الشركات الأخرى؟"، في محاولة لتغيير الموضوع.
افتّر ثغر بِيت عن ابتسامة مقتضبة. "هم على حالهم. دائماً يقعون في ورطة". ثمّ عبس وقال: "أعتقد أنّ دوغ هاوس أفضل من الانشقاق والانضمام إلى بيتكو أو تشوي". بالتأكيد نحن لا نريد أن نبيع ذات الأشياء التي تبيعها هذه الشركات العملاقة عديمة الرحمة. لكنني مع ذلك لا أرى أنّ هذا هو الصواب برأيي. نحن نثق بك يا إيلينا وليس من الخطأ البقاء كشركة صغيرة. أرجوا أن تخبريني بخططك بعد أن تقرّريها. أنا لا أشعر بالارتياح تجاه هذا الأمر.
أجابته إيلينا قائلةً: "صدقني يا بِيْت، أعرف شعورك تماماً".
أهون الشرّين
في طريق عودتها إلى المنزل تلك الليلة، اشترت إيلينا بعض الطعام وتناولته مع زوجها ماتياس في الحديقة الخلفية للمنزل مع الكلبين. وقد أعادت بسرعة على مسامعه المحادثات التي دارت في ذلك اليوم.
سألها ماتياس: "وهل أنت واثقة أنك تريدين أن تتنحّي؟ إذا كان كلا الخيارين بالنسبة للشركة يزعجانك، بوسعنا إنجاح الأمر – حتى بعد ولادة الطفل".
أمسكت إيلينا يده بإحدى يديها وضغطت عليها بحنان في حين وضعت اليد الأخرى على بطنها، ثم قالت له: "كم أنت جميل! لكنني أعتقد أنني منحت "2 براود بوبس" كل ما باستطاعتي منحه في الوقت الحالي، وأرغب في الاستراحة وممارسة الأمومة لبعض الوقت. أشعر بأنّ الوقت مناسب، لكنّ المشكلة هي أنّ كلا الحلين غير مناسبين. لا أعتقد أنّ أحداً سيكون سعيداً بالتخلّي عن إنجازات حياته".
نظرت إيلينا إلى الأسفل نحو ماغي وبروكولي وقالت: "ما رأيكما يا كلباي العزيزان؟ من هو الشخص الأفضل لقيادة شركتنا الصغيرة في المستقبل؟"
رأي الخبراء حول دراسة وضع الشركة الناشئة
هل يجب على إيلينا تعيين كريستين لتكون الرئيسة التنفيذية الجديدة أم يجب عليها بيع الشركة إلى "دوغ هاوس لوكس"؟
كانديس ليك: المؤسِّسة والرئيسة التنفيذية لموقع (LOANABLES.COM).
أفضل خيار بالنسبة لإيلينا هو أن تبيع الشركة. فرغم أنها تبدو في حالة نزاع داخلي، إلا أنّ لديّ إحساساً بأنّ ما تريده حقاً هو أن تنهي كل ما له علاقة بشركة "2 برواد بوبس". ويتمثّل هدفها الأساسي في إيجاد وقت إضافي لنفسها، ولكلبيها، ولزوجها، ولطفلها، وثمّة خيار وحيد فقط يضمن لها كل ذلك الوقت.
كما أنّ توظيف كريستين التي لم يسبق لها تأسيس شركة أو قيادة شركة من قبل في منصب الرئيسة التنفيذية ينطوي على خطر كبير. ورغم أن مؤهلاتها وخطابات التزكية التي حصلت عليها تبدو ملفتة، إلا أنها تفتقر إلى سجل سابق من النجاحات المثبتة. وقد تجد إيلينا، وهي المساهم الأكبر، نفسها مضطرة إلى التدخّل أو اتخاذ الكثير من القرارات. قد يكون هناك عدم توافق بين المرأتين من ناحية الشخصية، أو بين كريستين وبعض موظفي شركة "2 برواد بوبس"، أو مورّديها، أو زبائنها الحاليين. وماذا لو حصل مكروه لكريستين؟
حتّى لو كانت إيلينا لا تقود العمليات اليومية للشركة، إلا أنها ستظل مسؤولة عن الجزء الأعظم من مستقبلها. وقد تتعقّد الأمور أكثر حتى إذا قبلت الشركة استثماراً خارجياً، ممّا سوف يخفّف من أثر سيطرتها.
غير أنّ بيع الشركة سيحلّ معظم مشاكل إيلينا. فهو سوف يخرجها من الشركة، ممّا سيضمن عدم اضطرارها إلى التفكير بها أو الشعور بالقلق تجاهها خلال أدائها لدورها الجديد كأم. في الوقت ذاته، هذا الأمر سيضع شركة "2 برواد بوبس" في موقع يسمح لها بالازدهار، لأنّ الاندماج مع "دوغ هاوس لوكس" سيمنح الشركة الجديدة عدّة أقنية للمبيعات. كما سينجم عن ذلك أيضاً حصول إيلينا على دخل محترم يساعدها في شراء البيت الذي تريده، وإطلاق الصندوق المخصّص لتعليم طفلها في الجامعة. إضافة إلى ذلك، ستظل تمتلك 10% من الشركة، لذلك سيكون بوسعها الراحة والاسترخاء وجمع المال مع نمو الشركة.
كما هو الحال مع أي رائد أعمال آخر، فإن إيلينا لا ترغب بأن ترى العمل الذي سخّرت حياتها لأجله يتلاشى أمام عينيها. لكنّ تسليم مقاليد الأمور إلى كريستين سينطوي على خطر أكبر من تسليمها إلى راجيف، الذي يعرف كيف يبني شركة. ومع ذلك، ثمّة احتمال بأنّ تغيّر "دوغ هاوس لوكس" الأشياء التي يحبّها زبائن "2 براود بوبس" في منتجاتها، وهو أمر من المحتمل أن تفعله كريستين أيضاً. وليست هناك أي ضمانات في كلتا الحالتين.
راجيف هو بالضبط الشخص الذي يعرف السوق، والاتجاهات الحالية، وربما يعرف أيضاً الكثير من الزبائن ذاتهم والأهداف المحتملة. وثمّة توافق استراتيجي جيّد بين الشركتين. وإذا كانت إيلينا قادرة على إدارة عملية الانتقال بالشكل الصحيح – مع ضمان الاحتفاظ بالموظفين، أو نقلهم إلى وظائف أخرى جيّدة، أو إعطائهم تعويض نهاية خدمة، وكذلك ضمان معاملة الجهات المعنية الأخرى بالشكل المناسب – فإنها ستستمع برؤية المسار الذي ستسلكه الشركة الجديدة الناجمة عن اندماج الشركتين.
عندما قرّرتُ أنا التنحي من شركتي المتخصّصة بمنتجات العناية بالحيوانات الأليفة، "كين آند أبيل كوليكشن" (Cain & Able Collection) واجهت معضلة مشابهة. (في الحقيقة، دراسة الحالة التي اقتُبست منها هذه القصّة تستند إلى تجربتي الشخصية). كما هو حال العديد من الشركات الناشئة، كانت الشركة قد وصلت إلى حالة من الاستقرار النسبي، وكنّا نعلم بأنّ الصعود من جديد سيحتاج إلى بعض التغييرات. بحثت عن استثمارات خارجية وإدخال عمليات التصنيع إلى الشركة لكنّني قرّرت في نهاية المطاف الاندماج مع شركة منافسة ودودة. ورغم أنّني كنت سعيداً بالعمل لمدّة 60 ساعة أسبوعياً لتسع سنوات، قرّرت بعد ولادة طفلي الأول بأنني لم أعد قادرة على إدارة وقتي بهذه الطريقة. في نهاية المطاف، اخترنا أنا وشركائي بيع الشركة إلى مؤسسة أكبر، وكان ذلك باعثاً للراحة أيضاً. وكما هو حال إيلينا، كنت مستعدّة لبدء فصل جديد من حياتي، وبعد قضاء بعض الوقت في تربية أولادي، أنشأت شركة جديدة.
إنّ عقد صفقة مع "دوغ هاوس" هو الطريقة الفضلى لإيلينا لكي تحصل على ما تريد. كما أنّها الطريقة الفضلى لتساعد شركتها على تحقيق النمو الذي تحتاج إليه.
تود أولسون: الرئيس التنفيذي والشريك المؤسسة لشركة بيندو (PENDO).
برأيي الشخصي، بيع الشركة يعني الاستسلام. لذلك فإنّ الخيار الأفضل المتاح لإيلينا هو الاستعانة برئيسة تنفيذية جديدة.
لا ينتابني أيّ إحساس أبداً بأنّ إيلينا قد فقدت شغفها حقاً بشركة "2 براود بوبس" وبما تفعله هذه الشركة. لو كانت قد فقدت ذلك الشغف، فساعتها قد يكون البيع أفضل حركة تُقْدِمُ عليها. لكن يبدو الأمر بالنسبة لي كما لو أنها تريد أخذ استراحة فحسب، وتريد بعض الوقت لتحديد أفضل طريقة للموازنة بين مسيرتها المهنية وحياتها العائلية. واختيار إبرام صفقة مع "دوغ هاوس لوكس" سيحدّ من خياراتها المستقبلية. وهي عوضاً عن ذلك، يجب أن توسّع خياراتها من خلال تعيين رئيسة تنفيذية جديدة.
إذا باعت إيلينا الشركة، فإنّ ذلك يعني عملياً نهاية علاقتها بها. فالشركة ستنتقل إلى مالك جديد، وربما لن تعود معنيّة بأيّ آليّة لاتخاذ القرارات. وهذا سيكون أمراً مؤسفاً، لأنّ الشركة التي أُنشئت وطوّرت تحت إشرافها، تبدو قويّة عموماً، فمنتجاتها جيّدة، وزبائنها يبدون سعداء، وحتى بِيْت لا يريدها أن تغادر. وضعها المالي هو الآخر ليس سيئاً. ربما يكون وضع الشركة قد استقر نسبياً، لكنها لا تشهد انكماشاً، والسوق يظل مفعماً بالنشاط والحيوية. ولازال هناك مجال كبير لشركة "2 براود بوبس" لكي تنمو، ويجب على إيلينا أن تضمن بأنّ تظل جزءاً منها.
بوصفها المؤسّسة، فقد تحمّلت إيلينا مسؤولية كبيرة لإنشاء شركتها. وهذا الشيء لن يختفي حتى لو غادرت هي. وبالتالي فإنّ توظيف كريستين لن يمنحها قدراً أكبر من المرونة مستقبلاً فحسب، وإنما سيضمن أيضاً امتلاكها لخيار العودة والمضي قدماً في بناء رؤيتها. فقد تشتاق إيلينا إلى إدارة الشركة وخدمة زبائنها. وقد ترغب في العودة بعد دخول طفلها وأي من إخوته إلى المدرسة في المستقبل. هي أنشأت شركة "2 براود بوبس" لأنها أرادت حلّ مشكلة وكانت تمتلك رؤية حول كيفية فعل ذلك. وببقائها كمساهم رئيس في الشركة، فإنها قادرة على حماية تلك الرؤية، وحماية موظفيها، وموزّعيها مع الاستمرار في دفع الشركة نحو النمو. وإذا ما شعرت إيلينا في أيّ وقت من الأوقات بأنّ كريستين تقود الشركة في الاتجاه الخاطئ، فإنها ستكون قادرة على إعادة تقويم الأوضاع وإدخال التعديلات المطلوبة.
لكنّني أعتقد بأنّ إيلينا سوف تتعلّم من الرئيسة التنفيذية الجديدة على الأغلب. وهي قادرة على التقاط الكثير من الأشياء من خلال مراقبة طريقة إدارة كريستين للشركة، علماً بأنها حاصلة على الماجستير في إدارة الأعمال وتمتلك خبرة أكثر تنوّعاً. وهذه الدروس ستجعلها قائدة أقوى في وقت لاحق.
بوصفي رائد أعمال، أنا آلف هذا النوع من القرارات كثيراً. فبعد تأسيس شركتي الثانية، استعنت بمدير تنفيذي يمتلك خبرة أكبر في مجال المبيعات ليكون الرئيس التنفيذي. لسوء الحظ، لم يكن هذا الحل ناجحاً. بعد ذلك بعنا شركتنا إلى شركة أخرى، أُدرجت أسهمها في البورصة وقد بقيت في الشركة أنا وبقية الموظفين طوال تلك الرحلة.
أنا أنصح إيلينا بأن تظلّ منخرطة في شركة "2 براود بوبس" مثلما بقيت أنا منخرطاً في تلك الحالة. بطبيعة الحال، هي بحاجة إلى الاستمرار في عملية التعرّف على كريستين وإلى الاستمرار في البحث عن رئيس تنفيذي في حال ظهور شخص مناسب لشغل المنصب. ورغم اقتراب موعد ولادتها، إلا أنها يجب أن تظل تتحلّى بالصبر، وأن تقضي وقتاً طويلاً مع العديد من المرشحين، وأن تدرس سيناريوهات "ماذا لو" مع كل واحد منهم، وأن تتشاور مع عدد كبير من الأشخاص المرجعيين، بما في ذلك المعارف الذين لم تقدّم أسماؤهم.
ربما تشعر إيلين بالتعب، والإنهاك، والتوتّر بسبب مولودها الجديد، لكن من الخطأ اتخاذ قرار عندما يكون الإنسان في هذه الحالة. فربما يكون بيع الشركة إلى "دوغ هاوس لوكس" هو خطوة سوف تندم عليها في نهاية المطاف. هل هي واثقة بأنها لا تريد أبداً أي انخراط في "2 براود بوبس"؟ وبما أنّها قالت بأن الشركة هي بمثابة ابنها، لا يبدو ذلك الاحتمال وارداً. وبما أنني أب لأربعة أطفال يعتبر شركته أيضاً بمثابة أحد أبنائه، فإنني وبكل تأكيد أريد أن أكون جزءاً من النمو المستقبلي لهذا الابن. وأعتقد أنّ إيلينا ترغب في ذلك أيضاً. وبالتالي فإن تعيين رئيسة تنفيذية جديدة سوف يسمح لها بالابتعاد مع الاستمرار في توجيه الشركة التي أسستها.
تعليقات مجتمع هارفارد بزنس ريفيو حول دراسة وضع الشركة الناشئة
ضرورة الحفاظ على نواياها
لقد نمت الشركة لتصبح على ما هي عليه بسبب شغف إيلينا القوي بإيجاد منتجات أفضل لكلبيها وجميع الحيوانات الأليفة. وإذا ما سلّمتها إلى رئيس تنفيذي جديد وظلت شريكاً فيها، فإن نواياها الصادقة يمكن أن تساعد الشركة على البقاء لفترة أطول كذلك.
سريهارشا ساميتا، المتدربة في قسم تعلم الآلة بشركة آبل.
مزيد من الأموال، وانتشار على نطاق أوسع
نظراً لخبرة "دوغ هاوس" المثبتة في الاندماج مع الشركات الصغيرة، فمن المنطقي أن تقبل إيلينا عرض راجيف. فهذا الأمر سيمنحها قدراً أكبر من المال ويساعد ماركتها التجارية في الانتشار على نطاق أوسع من النطاق الحالي.
فيشيش آغارول، الطالب في برنامج الماجستير في إدارة الأعمال بالمعهد الهندي للإدارة في كلكوتا.
ما هو الأهم؟
إنّ التخلّي عن الشركة هو الجزء الأصعب في كلا السيناريوهين المتعلقين بموضوع دراسة وضع الشركة الناشئة هذه. إذا كان الاحتفاظ بالسيطرة على الماركة التجارية والمنتج أهم بالنسبة لإيلينا، فعندئذ يقول لي حدسي بأنها يجب أن تستعين برئيسة تنفيذية جديدة. أمّا إذا كان الوقت والحرية المالية هما ما تبحث عنهما إيلينا، فإنها يجب أن تبيع الشركة وألا تنظر إلى الوراء.
كلير لامون، المؤسسة والرئيسة التنفيذية لشركة سماك (Smak).
اقرأ أيضاً: السؤال البسيط الذي يمكنه إنجاح الشركة الناشئة أو إفشالها