كيف تتفادى الوقوع في الإحباط عند البحث عن وظيفة؟

2 دقائق
البحث عن عمل
shutterstock.com/fizkes

إذا كنت تبحث عن وظيفة حالياً، فسوف يستغرق هذا البحث، لا محالة، وقتاً أطول مما كنت ترجو. وليس الركود بمتَّهم وحده؛ فمنصات الوظائف جعلت التقدم للوظائف أسهل من ذي قبل، ومن ثمَّ أصبح من المعتاد الآن أن يسعى المئات من المتقدمين حول العالم للحصول على الوظيفة نفسها. ومع هذا القدر من الحركة والنشاط أصبح البحث عن عمل أشبه بسباقات العدو الطويلة.

ولأن البحث عن وظيفة يستغرق وقتاً أطول من المعتاد مع كثرة أعداد العاطلين عن العمل فمن المؤكد أن يحبط كثير من الباحثين، بل يدمرهم. وتستخدم الكثير من الشركات أنظمة مؤتمتة لفرز السير الذاتية، فأصبحت عملية الاختيار أكثر حيادية وعَصِيةً على الاختراق.

فكيف تحافظ على معنوياتك مرتفعةً في مثل هذه الظروف القاسية؟ ألقيت هذا السؤال على بضعة أشخاص، ومنهم ليلى، محترفة تسويق يونانية تبحث عن عمل في أثينا (حيث أصبح البحث عن عمل شديد الصعوبة).

وكانت أفضل النصائح التي أسدتها لنا ليلى هي إدارة المشاعر؛ فإذا كنت سلبياً أو مكتئباً أو هازئاً صارت عملية البحث أعقد من المعتاد، وعندما تغضب من نفسك فسيبدو غضبك عليك، بحسب ما تقول ليلى. لا تظنّ أنك تستطيع ادعاء الحيوية والحماس بسهولة، فأكثر مسؤولي التوظيف في مقابلات العمل سيكتشفون مشاعرك الحقيقية،

لذلك اعمل على إدارة مشاعرك لكي تكون سعيداً فعلاً ونشيطاً حاضر الذهن. لا شك في أنّ الأمر ليس سهلاً، لا سيّما بالنسبة لملايين العاطلين عن العمل لفترة طويلة. وإليك بعض التغييرات التي تساعد في التغلب على ثقافة الرفض هذه:

كن مديراً فعالاً لنفسك

في الواقع، البحث عن عمل هو في حد ذاته عمل بدوام كامل، ومن هذا المنطلق عليك إدارة نفسك على أفضل نحو. فالمدراء الفاشلون لا يُرضيهم شيءٌ البتة، يضعون أهدافاً مستحيلة التحقيق ثم يعاقبون الموظفين على عدم تحقيقها؛ بدلاً من ذلك، ضَعْ لنفسك أهدافاً أسبوعية مقبولة في توسيع شبكة علاقاتك أو البحث عن الوظائف والتقدم لها. كافئ نفسك على تحقيق أهدافك، أو على إنجاز مهمة صعبة التنفيذ، وإياك أنْ تُعَنِّف نفسك، على طريقة المدير الفاشل، لأنك أخطأت في إنجاز بعض الأشياء أو لأنك لم تبذل جهداً كافياً. شجّع المحيطين بك على دعمك؛ فهم أيضاً يمكنهم أن يكونوا مدراء فعالين.

افعل شيئاً ما ولا تمكث ساكناً

اخرج من البيت؛ شارك في بعض الدورات التعليمية، أو انضم إلى المجموعات المهنية، فلديها غالباً مزايا خاصة للأعضاء العاطلين عن العمل، أو شارك في عمل تطوعي، أو نفذ بعضاً مما كنت تتمنى فعله. افعل أي شيء يدفعك للخروج من بيتك ويعلمك شيئاً جديداً، أو يُعَرِّفك بأناس جدد، فلعل ذلك يضيف سطراً جديداً في سيرتك الذاتية.

عدد خياراتك – لا تتبع أسلوب لعبة الأفعوانية (قطار الموت)

أكثر الناس يضعون آمالهم في وظيفة واحدة ويبذلون كل جهدهم للحصول عليها، فيتوقفون عن البحث عن وظائف أخرى بمجرد إجراء مقابلة العمل؛ فإذا ما رُفِضوا أحبطوا وفَتَرَت هِمتهم أكثر، عندئذ يضطرون إلى خوض معركة قاسية مع أنفسهم حتى تَنْشَط عزائمهم من جديد. وأنا أطلق على هذا المنهج أسلوب لعبة الأفعوانية أو قطار الموت؛ حيث تتقلب احتمالات نجاح خيار واحد صعوداً وهبوطاً تماماً مثل لعبة الأفعوانية، فتتقلب معها عواطفك؛ وأنا عادةً ما أرسمها هكذا:

ولكن عندما تجري عمليات بحث جديدة باستمرار حتى تظفَر بعرض عملٍ حقيقي، فلن تشعر بإحباط كبير إذا رُفِض أحد الطلبات التي قدمتها لأنك لا تزال تسعى في أماكن أخرى، ولن تُضطَّر إلى بدء عملية البحث كلها من جديد:

احرص على أن يكون لك روتين يومي محدد

احرص على إدارة وقتك كما لو كنت تعمل؛ رتِّب أعمال البحث عن وظائف جديدة ومتابعتها والعمل التطوعي وفق جدول منظم، مارس التمارين الرياضية، كي تتمتع بصحة أفضل قلباً وقالباً، ضع لنفسك جدولاً يومياً وآخر أسبوعياً كي تشعر أن لديك نظاماً في حياتك يولد فيك إحساساً بالإنجاز.

سأترك لليلى الكلمة الأخيرة عن طريقة الحفاظ على معنوياتك المرتفعة في أثناء رحلة البحث عن عمل: “ذكِّر نفسك بمن تحبهم ويحبونك؛ هذا القبول الإيجابي المستمَد من محبتك للناس ومحبتهم لك يصنع المعجزات، فهو بمكانة حضن دافئ يحميك عندما تحتاج إلى شعور حقيقي بالأمان وأنت في قلب العاصفة”.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .