الخطوات السبع للتطوّر المهني والشخصي من كتاب “الألعاب السبع للقيادة”

2 دقائق
الألعاب السبع للقيادة
(مصدر الصورة: هارفارد بزنس ريفيو، تصميم: مهدي أفشكو)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

هل نحتاج إلى كتاب آخر عن القيادة حقاً؟ هذا السؤال له ما يبرره عند النظر إلى كم النتائج الهائل الذي يظهر عندما تبحث عن “كتاب القيادة” على محرك بحث جوجل.

تندرج معظم كتب القيادة في 4 فئات عادة.

تركز الفئة الأولى على تصرفات القائد ومسؤولياته، بينما تتعمق الفئة الثانية في الصفات التي تحدد القائد، والتي قد يكون من الصعب في بعض الأحيان التوفيق بينها، مثل الحاجة إلى أن يتمتع القائد بمنظور طويل المدى مع القدرة على إدارة شركة مربحة على المدى القصير. وتركز الفئة الثالثة على كيفية عمل القائد، مع التركيز على الأدوات والمنهجيات، وتركز الفئة الأخيرة على قصص القائد “البطل” الذي تمكن من تحقيق النجاح في مواجهة الشدائد.

لا يندرج كتاب “الألعاب السبع للقيادة” ضمن أي فئة من هذه الفئات الأربع، أعتذر لأني خيبت أملك. ولكن انتظر، إذا لم يكن الكتاب ضمن هذه الفئات، فما الذي يتضمنه إذاً؟ القيادة هي رحلة مستمرة لتطوير الذات، لذلك فإن كتاب “الألعاب السبع للقيادة” يشرح كل مرحلة (أدعوها ألعاباً) من رحلة تطوير الذات ويصفها. القيادة ليست لقباً ولا تعني أنك وصلت إلى وجهتك النهائية، بل هي رحلة داخلية هادفة لتطوير الذات تشمل المجالين الشخصي والمهني. من وجهة نظري، إنها الرحلة الأكثر إثارة في حياتنا.

ماذا يعني التطوير الشخصي والمهني لنا؟ كيف يمكننا أن ننمو بصفتنا بشراً؟ ما المعايير أو العوامل التي تحدد النجاح الحقيقي والحياة الهادفة؟ يتمحور كتاب “الألعاب السبع للقيادة: وجّه رحلتك لاكتشاف القائد داخلك” حول هذه الأسئلة المهمة.

بعد تقديم نظرة عامة على 7 توجهات كبرى تعيد تشكيل حياتنا وحياة عائلاتنا ومجتمعاتنا وبلداننا، يؤكد الكتاب الحاجة إلى بلورة ذكائنا السياقي؛ كيف يمكننا فهم الصورة الأوسع وقدرتنا على ربط العناصر المختلفة وفهم التحول والتعامل معه بمهارة دون أن ننحرف عن المسار بسبب أحداث غير متوقعة أو صادمة.

بعد ذلك، سنتعلم كيفية اللعب وسنتعمق في مفهوم الألعاب السبع، التي تمثل المراحل السبع المتتابعة للتطور على الصعيدين الشخصي والمهني.

اللعبة الأولى: لعبة الذات. وتتضمن السعي لفهم سبب وجودك واكتشاف صوتك الداخلي الأصيل، وتحديد مواطن قوتك.

اللعبة الثانية: اللعبة الأفضل، وتتضمن معرفة كيف يمكننا أن نتحسن ونكتسب المصداقية والسمعة الطيبة.

اللعبة الثالثة: لعبة الاهتمام والبيئة المحيطة، التي تحدث عندما ننضج بصفتنا أفراداً بالغين ونبدأ الاهتمام بالآخرين بمسؤولية. ينطوي ذلك على توسيع وجهات نظرنا من خلال فهم الصورة الأكبر وبلورة ذكائنا السياقي وقدرتنا على ربط العناصر المختلفة وتمييز الأنماط وتوقع الأحداث بدلاً من مجرد الاستجابة لها واكتشاف الفرص.

اللعبة الرابعة: لعبة الأزمات. وتتضمن معرفة كيف يمكننا تقبل ضرورة حدوث أزمة منتصف العمر؟ كيف يمكننا توجيه حياتنا في الاتجاه الصحيح؟ كيف يمكننا إدارة تحولات هادفة في الحياة بفعالية؟

بعد ذلك، ينتقل الكتاب إلى اللعبة الخامسة: اكتشاف الطاقة والولادة من جديد. كيف تعيد ابتكار نفسك بناءً على دوافعك وقرارك الشخصي الواعي وليس بسبب التأثيرات الخارجية.

اللعبة السادسة: إيقاد الثورة في داخلك، وتنطوي على إيجاد المتعة في العطاء وخدمة الآخرين، التي تُعد المظهر النهائي للحكمة.

أخيراً، اللعبة السابعة: التخلي. تتضمن هذه المرحلة عملية التعافي وتقبّل الخسارة والتخلي عن طيب خاطر عن الأشياء التي لم تعد تخدمك أو تسهم في نموك وتحرير نفسك من أعباء الماضي. إنه قمة النجاح والعلامة الأسمى للوفاء، وهو أشبه بالعودة إلى الوطن بعد رحلة طويلة وتمرير الشعلة إلى الجيل التالي بكرم ولطف.

يركز الكتاب بعد ذلك على سؤال مهم: كيف يمكنك زيادة قيمتك المهنية؟ كيف يبدو نموذج القيادة الجديد في السياق سريع التطور الذي نشهده حالياً؟ تقدم الوصية الختامية للكتاب أفكاراَ وتأملات، لكنها تتجنب تقديم أي استنتاجات أو إجابات نهائية. سنكتسب رؤى من الفلسفات القديمة والحديثة أيضاً، وسنميز بين “الأشباح” و”الأسلاف” ونستكشف الطرق المختلفة التي يمكننا من خلالها الانتقال من موقف سام إلى موقف هادف يترك أثراً إيجابياً.

تبدأ رحلتك الداخلية نحو القيادة منك أنت، وتبدأ الآن.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .