ملخص: يجب على مسؤولو التوظيف التحضير لمقابلات العمل تماماً مثلما يحضّر المرشحون أنفسهم لها. يمكنهم الاستعداد لها ذهنياً وضمان تركيزهم الكامل في أثنائها من خلال تجهيز قصص مثيرة وجذابة لمشاركتها وتخصيص 30 دقيقة للتحضير قبلها. مثلما هي الحال مع المرشحين، لا تقتصر أهمية المقابلة على محتواها بل تشمل أيضاً أسلوب التواصل ونقل المعلومات، ويمكن أن يؤدي إظهار الحماس تجاه الشركة والمنصب الوظيفي إلى ترك انطباع إيجابي وقوي لدى المرشحين، ما يعزز ثقتهم ويثير حماسهم لاتخاذ قرار بالانضمام إلى الشركة.
على الرغم من أن مسؤول التوظيف يفترض في كثير من الأحيان أنه يمتلك السلطة الكاملة في مقابلة العمل، فالمرشحون يطرحون أسئلة ذكية وعميقة لفهم بعض المعلومات وتقييم الوضع قبل اتخاذ قرارهم النهائي بالانضمام إلى الشركة. على غرار استعداد المرشحين لمقابلات التوظيف، يجب أن يستعد مسؤول التوظيف للإجابة عن الأسئلة المفتوحة التي يطرحها المرشحون؛ إذ يمكن أن تكون أجوبته سبباً إما لإشعال حماس المرشحين وإما لتقليل اهتمامهم بالوظيفة.
فيما يلي 5 استراتيجيات يمكن أن يتبعها مسؤول التوظيف من أجل الاستعداد للأسئلة المفتوحة والتعامل معها، بهدف جذب المرشحين وتحفيزهم على السعي بشغف للحصول على وظيفة شاغرة في شركتك.
معرفة المعلومات التي يجب الحفاظ على سريتها
يؤدي مسؤول التوظيف دوراً مهماً في الحفاظ على سرية المعلومات في مقابلات العمل، إذ يدرك الطبيعة الحساسة لبعض المعلومات التي لا يمكن الإفصاح عنها للمرشح حتى لو وقّع على اتفاقية عدم الإفصاح (NDA). من الضروري فهم حدود السريّة لأنه يضمن حماية المعلومات الخاصة المتعلقة بالملكية والأسرار التجارية وغيرها من البيانات الحساسة التي تشكّل جزءاً لا يتجزأ من عمليات الشركة.
على الرغم من أن اتفاقيات عدم الإفصاح توفر الحماية القانونية، فمن الضروري أن يبدي مسؤول التوظيف التحفظ ويتجنب البوح بالتفاصيل السرية في المقابلات، مثل إطلاق المنتجات الجديدة أو الخطط الاستراتيجية أو التقنيات الخاصة التي تملكها الشركة. على الرغم من ذلك، فعدم الكشف عن المعلومات أو التردد في الإجابة عن سؤال ما قد يعكس انعدام الشفافية داخل الشركة، فيقلل رغبة المرشح في العمل فيها. إذا لم تكن متأكداً من المعلومات السرية، فمن الأفضل أن تناقش ذلك مسبّقاً مع مديرك أو مع قسم الشؤون القانونية في الشركة للحصول على التوضيحات، كي تتمكن من التحدث بثقة عن الأمور السرية بطريقة تحمي مصالح الشركة مع تقديم معلومات كافية تلبّي استفسارات المرشح.
الاستعداد للأسئلة الشائعة
يسأل المرشحون غالباً عن ثقافة الشركة، على سبيل المثال: "كيف يمكنك وصف ثقافة الشركة؟" أو "ما جوانب ثقافة الشركة التي جذبتك للعمل فيها؟" أو "كيف تأثرت ثقافة الشركة بجائحة كوفيد-19؟" بدلاً من مجرد التعبير عن تفضيلك لثقافة الشركة أو إبراز ديناميات العمل التعاوني، من الضروري تقديم أمثلة ملموسة أو سيناريوهات واقعية. الهدف هو الإجابة عن السؤال بطريقة تساعد المرشح على تقييم التوافق بين أسلوب عمله وطريقة عمل الفريق، وطمأنته ومنحه الثقة بخصوص فكرة انضمامه إلى الفريق، ما يعزز شعوره بالراحة والانتماء.
على سبيل المثال، يمكن أن تشير إلى حالة معينة حدثت في الماضي حين تعاون زملاؤك من أقسام مختلفة على دعمك في تنفيذ مشروع مليء بالتحديات، ما يعكس روح التعاون في المؤسسة، أو أن تتحدث عن تجربة شخصية توضح تشجيع الشركة لتحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية، مثل قدرتك على اصطحاب أطفالك من المدرسة كل يوم في الساعة 3 عصراً، أو توضح طريقة تعاملك مع مسألة عدم التفكير بالعمل في الإجازات (وكيفية تمكين أعضاء الفريق من اتباع النهج نفسه). على الرغم من مرور فترة على انتهاء جائحة كوفيد-19، لا يزال من المفيد وصف كيفية دعم الشركة للموظفين خلال تلك الفترة، وتسليط الضوء على التزامها برفاهة الموظفين وقدرتهم على التحمل والتكيف مع الظروف الجديدة.
يجب أن يتفق مسؤولو التوظيف على الأسئلة المتعلقة بتاريخ المنصب الوظيفي وتفاصيله أيضاً؛ هل استُحدث هذا المنصب الوظيفي مؤخراً؟ أم أنه شاغر بسبب استقالة أحد الموظفين أو انتقاله إلى قسم آخر داخل الشركة؟ فالشفافية حول خلفية الوظيفة ونشأتها وإنجازات الموظف السابق أو المجالات التي تحتاج إلى تحسين فيها توفر رؤى قيّمة للمرشحين تساعدهم على فهم طبيعة الوظيفة وتوقعاتها. كما أن مناقشة كيفية اتخاذ الشركة قرار إنشاء المنصب وأهميته وكيفية تفاعل مَن سيشغل هذا المنصب مع الأقسام الأخرى تساعد المرشحين على تقييم توافق تجاربهم وخبراتهم السابقة مع متطلبات الوظيفة على نحو أفضل.
ربط الأجوبة بمهارات كل مرشح وخبراته
يسعى المرشحون دائماً إلى إنشاء الروابط في أثناء مقابلات العمل، وحريّ بمسؤول التوظيف فعل المثل أيضاً: عندما يطرح المرشح أسئلة حول الوظيفة، حاول ربط جوابك مباشرة بخبراته مع ذكر أمثلة محددة من سيرته الذاتية أو من أجوبته خلال المقابلة.
على سبيل المثال، إذا سأل المرشح عن كيفية قياس النجاح، فحاول ربط جوابك بأوجه التشابه بين إنجازاته السابقة ومتطلبات المنصب الوظيفي. ربما كان المرشح قد تحدّث عن إنشاء شركته السابقة حملة تسويقية معينة بقيادته استهدفت جمهوراً متنوعاً، وبالتالي، تمكنك الإجابة عن سؤاله من خلال ربط هذا المثال بمتطلبات الدور المتمثلة في زيادة وصول منتجك إلى فئات سكانية محددة وربطه بمؤشرات الأداء الرئيسية المناسبة كي ينجح.
لا يؤدي هذا النهج إلى تعزيز العلاقة بين مسؤول التوظيف والمرشح فحسب، بل يضمن أن تكون المقابلة تجربة مفيدة ومنتجة أكثر للطرفين.
تسليط الضوء على فرص النمو
في الوقت الذي يقيّم فيه مسؤول التوظيف توافق المرشح مع الشركة والفريق، يحاول المرشح أيضاً تقييم تقدير الشركة لمهاراته وتوفر فرص النمو المهني وتوافق خبراته السابقة مع أهداف الشركة.
استمع باهتمام شديد في أثناء المقابلة لمعرفة تطلعات كل مرشح على المديين القصير والطويل، وسيساعدك ذلك على تحديد البرامج المختلفة التي توفرها الشركة ويجب تسليط الضوء عليها، مثل التدريب الشخصي والدورات التعليمية والمؤتمرات أو الفعاليات المتعلقة بمجال عمل الشركة. ناقش قصص نجاح الموظفين الذين استفادوا من موارد الشركة وفرص النمو، ما أدى إلى حصولهم على ترقيات أو انتقالهم إلى أدوار جديدة تسمح لهم بالاستفادة من المهارات الجديدة التي اكتسبوها. كن مستعداً للحديث عن أهمية الخبرة التي سيكتسبها المرشح في هذه الوظيفة ويمكن أن تؤدي إلى مسارات مهنية معينة، بالإضافة إلى مبادرات التوجيه وبرامج التدريب والمشاريع المحتملة التي يمكن أن تساعد المرشح على تحقيق أهدافه المهنية داخل الشركة، حتى لو تطلّب ذلك الانتقال إلى قسم مختلف في المستقبل.
إظهار الوعي الذاتي
يهدف مسؤولو التوظيف إلى اختيار مرشح قادر على النجاح داخل الشركة، وفي المقابل يسعى المرشحون إلى الحصول على ضمانات بأنهم سيستمتعون بالعمل مع مدير التوظيف في حال تعيينهم في الوظيفة. قد يطرح المرشحون، الذين يحاولون تقييم توافقهم مع أسلوب القيادة الذي يتبعه مدير التوظيف، أسئلة مثل: "هل يمكنك أن تخبرني عن موقف شعرت فيه بأنك أخفقت في التعامل مع أحد الموظفين؟" أو "كيف تنظر إلى دورك في دعم هذه الوظيفة؟" أو "هل يمكنك ذكر إحدى سمات أسلوبك القيادي التي تتوقع من القادة الآخرين أن يتبعوها؟" يمكنك اغتنام الفرصة التي توفرها هذه الأسئلة المفتوحة لمناقشة أخطائك السابقة والمجالات التي تحتاج إلى تحسين ونهج القيادة بصراحة، ما يؤدي إلى إظهار عدم الكمال ويعزز شعور المرشح بالأمان النفسي.
يجب على مسؤولو التوظيف التحضير لمقابلات العمل تماماً مثلما يحضّر المرشحون أنفسهم لها. يمكنهم الاستعداد لها ذهنياً وضمان تركيزهم الكامل في أثنائها من خلال تجهيز قصص مثيرة وجذابة لمشاركتها وتخصيص 30 دقيقة للتحضير قبلها. مثلما هي الحال مع المرشحين، لا تقتصر أهمية المقابلة على محتواها بل تشمل أيضاً أسلوب التواصل ونقل المعلومات، ويمكن أن يؤدي إظهار الحماس تجاه الشركة والمنصب الوظيفي إلى ترك انطباع إيجابي وقوي لدى المرشحين، ما يعزز ثقتهم ويثير حماسهم لاتخاذ قرار بالانضمام إلى الشركة.