ما سر استمرارية الأداء الباهر لشركة طيران ناس وكيف أصبح رابع أفضل طيران اقتصادي عالمياً؟

تقرير خاص بالتعاون مع

طيران ناس

شارك

استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية

حلّقت أول رحلة جوية اقتصادية (منخفضة التكلفة) عام 1971 بالولايات المتحدة الأميركية مع شركة ساوث ويست أيرلاينز (Southwest Airlines)، ومنذ ذلك الحين، تستقطب هذه الشركات ملايين المسافرين يومياً لنقلهم عبر مختلف أنحاء العالم، لا سيما محدودي الدخل منهم، إذ توفر أسعاراً جدّ تنافسية لقاء التخلي على بعض الخدمات الكمالية التي تُضمّنها آلياً شركات الطيران “الكلاسيكية” أو كاملة الخدمات (Full Service Carrier. FSC). على المستوى الأوروبي، فالشركات الرائدة هي راين إير (Rayanair) الإيرلندية التي تنشط منذ عام 1991، وإيزي جيت (Eeasyjet) البريطانية التي تنشط منذ عام 1991، أما في الشرق الأوسط، فتتربع طيران ناس (Flynas) السعودية على قائمة أفضل الخطوط الجوية منخفضة التكلفة في الشرق الأوسط للعام السادس توالياً.

يمكن تعريف الخطوط الجوية الاقتصادية أو منخفضة التكلفة بأنها شركات تُقدم رحلة آمنة وفي الموعد المحدد وبأرخص تذكرة ممكنة، دون أي خدمات أخرى مجانية، لذلك ولقاء هذه الخدمات الأساسية والعوامل التي سنتطرق إليها، يمكن أن يكون سعر تذكرة السفر أرخص بنسبة 60% مقارنة بشركات الطيران كاملة الخدمات (FSC).

نقلت طيران ناس (flynas) ما يربو عن 60 مليون مسافر على متن رحلاتها منذ تأسيسها عام 2007، وهي تغطي أكثر من 70 وجهة داخلية ودولية، عبر أسطول من نحو 51 طائرة يُشغل ما يزيد على 1,500 رحلة أسبوعية، وتُوّجت خلال معرض باريس الجوي رابع أفضل طيران اقتصادي في العالم في عام 2023، ليقفز 6 مراكز بعد أن كان في المركز العاشر في 2022، متفوقاً على كل من ساوث ويست وإيزي جيت، وفلاي دبي (flydubai)، ورايان إير، كما حافظت على صدارتها كأفضل طيران اقتصادي في الشرق الأوسط لعام 2023 للمرة السادسة على التوالي وفقاً لمنصة سكاي تراكس (Skytrax) التي تُعد المعيار العالمي الأكثر موثوقية لقياس الأداء والتميّز بين شركات الطيران في أكثر من 100 دولة حول العالم، إضافة إلى اختياره كأفضل شركة طيران اقتصادي في الشرق الأوسط من مهرجان جوائز السفر العالمية لثمان سنوات متتالية بين 2015-2022.

الرئيس التنفيذي لشركة طيران ناس بندر المهنا يعيد الفضل في هذا التقدم المستمر إلى التزام الشركة بتطوير خدمات مبتكرة وتقديمها على متن أسطولها الحديث، وهو ما ساعده على المحافظة على جودة خدماته ونوعيتها، بالتوازي مع خطط النمو والتوسع التي أطلقتها تحت شعار نربط العالم بالمملكة.

قفزة نوعية بـ 6 مراكز خلال عام واحد فقط

خلال عام واحد فقط، حققت طيران ناس أيضاً قفزة استثنائية ضمن أفضل شركات الطيران عالمياً، وفقاً لمنصة سكاي تراكس، وبحسب هذا المؤشر فإن طيران ناس أصبحت تنافس شركات الطيران الكلاسيكية (FSC) إذ إنها حققت المركز 51 في عام 2023 ضمن أفضل 100 شركة طيران عالمياً وفقاً للمنصة ذاتها، وهي بذلك تحقق أداء متميزاً ثابتاً على مدى عدة سنوات في قطاع يشهد تنافسية حادة، والبيانات تؤكد ذلك حيث زادت أعداد الركاب بنسبة 91%، وارتفع عدد المسافرين على رحلات طيران ناس إلى 8.7 ملايين مسافر خلال 2022، فيما بلغ عدد الرحلات 66 ألف رحلة، كما نمت نسبة شغل المقاعد بنسبة 46%.

نجحت طيران ناس في تغيير المفهوم السائد عن الطيران الاقتصادي بأنه غير مريح ومتعب، مقدماً لضيوفه أكبر مساحة مقعد لطيران اقتصادي في المنطقة وخيارات متعددة لأول مرة بالمملكة مع ضمان أسعار تنافسية، وذلك عبر دمج بعض الخدمات المبتكرة ضمن تشكيلة خدماتها على غرار عرض بريميوم (Premium) وخدمة صالات الضيافة (Travel Lounge)، وحاسبة نقاط ناسمايلز التي تمكّن العميل من استخدام معادلة بسيطة لحساب قيمة نقاط سمايلز بالريال السعودي، إضافة إلى إمكانية معرفة عدد النقاط اللازمة لشراء تذكرة، وهو ما يساعد في تعزيز وفاء العملاء.

فيما يلي، 4 مزايا أخرى ساعدت طيران ناس على التربع على عرش الطيران الاقتصادي في الشرق الأوسط:

1. أسطول نقل حديث ومتجانس

تحلّق طيران ناس بإصرار مدروس نحو غايتها لتعزيز موقعها ضمن أفضل 5 شركات طيران اقتصادي عالمياً، إذ تُشغل طيران ناس أسطولاً مكوناً من 51 طائرة، وتعمل على مضاعفته تماشياً مع استراتيجية قطاع الطيران المدني في السعودية، الهادفة إلى الوصول إلى 300 مليون مسافر و100 مليون سائح، إضافة إلى ربط السعودية بنحو 250 وجهة دولية بحلول عام 2030، لذلك وقّعت على عقد شراء 30 طائرة إيرباص نيو (A320neo) حديثة على هامش معرض باريس الدولي للطيران، ضمن طلبية شراء 120 طائرة من شركة إيرباص بقيمة تجاوزت 45 مليار ريال، ضمن خططه لزيادة حجم أسطوله بعد موافقة مجلس إدارة الشركة على زيادة طلبيات شراء الطائرات إلى 250 طائرة.

توفر هذه الطلبية الكثير من المزايا، حيث أن مقاعدها مُريحة جداً مقارنة بالطائرات الأخرى من نفس الحجم، وتخفّض الضوضاء بنسبة 50% بالإضافة إلى انبعاثات أقل من ثاني أكسيد الكربون، واستهلاك أقل لوقود الطائرات (كيروسين) بنحو 20%، ما يساعد على خفض أسعار التذاكر على العميل النهائي، كما تسلم طيران ناس دفعات من طائرات إيرباص من طراز إيرباص نيو (A320neo) من المقرر أن يتسلم 19 طائرة منها خلال العام الجاري 2023.

بصفة عامة، الطائرات الجديدة تستهلك وقوداً أقل، كما أن الطلبات الكبيرة توفر ميزة الحصول على حسومات كُبرى، علاوة على ذلك، توجد مزايا أخرى مثل تخفيض تكاليف الصيانة على المستوى التقني والإداري بفعل أثر التعلم، وتخفيض تكاليف تدريب طاقم الطائرة وتأهيله، حيث يكفي برنامج موحد وفريق واحد من المكوّنين لجميع الطواقم.

2. شبكة من الشركاء العالميين

يوجد تعاون متبادل بين طيران ناس ومجموعة من الشركاء الدوليين يُفضي إلى تغطية مجموعة من الوُجهات العالمية، على غرار طيران الاتحاد ومصر للطيران وطيران بيجاسوس، وتساعد اتفاقيات التعاون هذه على خفض التكاليف، لا سيما وأن الطيران الاقتصادي يوفر رحلات مباشرة لا تتجاوز مدتها في العادة ثلاث ساعات، أي متوسط 800 كيلومتر، وهو المدى القصير غالباً والمتوسط في بعض الأحيان، بينما تعتمد على الشركاء في الرحلات الطويلة التي تتطلب توقفاً في الرحلة، فنظام “المحور” (Hub and Spoke-system) الذي تعتمد الشركات الكلاسيكية هو نظام معقد يتعارض مع فكرة البساطة التي يتميز بها الطيران الاقتصادي، حيث يعتمد على مطار أو قاعدة رئيسة تمر منها معظم رحلاتها (لا سيما تلك التي تتم بين القارات) مثل مطار أبو ظبي بالنسبة لطيران الاتحاد.

علاوة على هذا، تنقل طيران ناس عملائها من 15 مطاراً داخلياً على الأقل (13 منهم من الصالات الرئيسية)، بالإضافة إلى مجموعة من أهم المطارات الدولية في أوروبا وآسيا وإفريقيا.

3. العرض النمطي لتذاكر الطائرات

على الرغم من الخدمات المميزة التي توفرها طيران ناس، إلا أنّ تذاكر الدرجة الاقتصادية تبقى الخدمة الأساسية التي تقدمها، وبالتالي فإنّ السعر يكون حسب درجة شغل مقاعد الطائرة ووقت الحجز، أي إنه كلما كان الحجز مبكراً والأماكن شاغرة، كان السعر أرخص، والعكس صحيح بالنسبة للمتغيريْن، وهو ما يُسمى بالتسعير الآني، كما أنّ استخدام الإنترنت يعدّ عاملاً مهماً في تخفيض تكاليف الحجوزات، حيث إن معظم الحجوزات تتم عبر الإنترنت، لا سيما مع توفير تطبيق طيران ناس الذي يُتيح الحصول على بطاقة الصعود للطائرة رقمياً، ما يوفر العمولة التي تتلقاها عادة وكالات السفر، ويوفر التكاليف المتعلقة بالتذاكر مثل طباعتها لأن الزبائن يتلقونها عن طريق البريد الإلكتروني، ويوفر أيضاً تكاليف الوكالات الخاصة مثل الكراء وأجور العمال. إضافة إلى الابتكار، الخاص بخيار الدفع بالتقسيط والذي يتيح لهم دفع ثمن الحجز على دفعات شهرية منتظمة، ليكون بذلك أول شركة طيران في المملكة العربية السعودية تقدم هذا الخيار لعملائها.

4. الاستدامة

أعلن طيران ناس عن تقدم أدائه في ملف الاستدامة عبر ثلاث محاور رئيسية هي:

أولاً: رفع كفاءة استهلاك الوقود من خلال أسطوله الأحدث من طراز إيرباص نيو (A320neo) الذي يشكل غالبية طائرات أسطوله المكوّن من 51 طائرة.

ثانياً: التحول الرقمي إذ يُعدّ طيران ناس رائداً في هذا المجال نظراً لأنه أول من استخدم التذاكر وبطاقة الصعود الرقمية والدفع الرقمي وشراء التذاكر رقمياً بالأقساط المنتظمة.

ثالثاً: تبني مبادرات مستدامة الأثر على البيئة والمجتمع والاقتصاد، بالانسجام مع مستهدفات المملكة في رفع جودة الحياة والوصول إلى الحياد الصفري للانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري بحلول العام 2050.

لخّص الرئيس التنفيذي أسس نجاح طيران ناس في ثلاثة محاور أساسية أسهمت في تغلب الشركة على العقبات وتحقيق الربحية: التخطيط المتميز ورفع كفاءة التشغيل، والريادة في الابتكار، والديناميكية في تغيير استراتيجية الشركة.

هذه القفزة التي تحققت خلال عام واحد، تشير إلى قدرة شركة طيران ناس على منافسة شركات الطيران الكبرى، والوصول إلى القمة في طليعة شركات العالم، وأنه لا بد من البحث المستمر عن التميّز مع وضع وضوح الرؤية الطموحة ومواكبة حاجات العملاء المتغيرة، ومؤكد أنّ صدارة الطيران الاقتصادي باتت قريبة.