تجنب هذه الأخطاء الأربعة في السيرة الذاتية عندما تكون خبرتك محدودة

6 دقيقة
السير الذاتية
ميراج سي/غيتي إميدجيز

ملخص: يمكنك التميّز عن منافسيك المتقدمين إلى الوظيفة من خلال فهم الأخطاء الشائعة التي يرتكبها الباحثون عن عمل في السير الذاتية وكيفية التغلب عليها. الخطأ الأول هو تضمين خبرات عمل غير ذات صلة؛ احرص على إضافة الأدوار السابقة المرتبطة بالوظيفة التي تتقدم إليها فقط. الخطأ الثاني هو إضاعة الوقت في تخصيص سيرتك الذاتية؛ من مصلحتك بالطبع تعديل سيرتك الذاتية لتتناسب بصورة أفضل مع الوصف الوظيفي، لكن المبالغة في تعديلها وفقاً لكل طلب توظيف قد يكون مضيعة للوقت، وقد يؤدي إلى إبطاء عملية البحث عن وظيفة. ويكتسب هذا الجانب أهمية خاصة إذا كنت تركز على تأمين وظيفة محددة بمسمى وظيفي قياسي مثل "منسق التسويق" أو "مساعد مبيعات". الخطأ الثالث هو المبالغة في تصميم سيرتك الذاتية؛ في الواقع، لا يخصص وكلاء التوظيف سوى ثوانٍ قليلة لمراجعة السيرة الذاتية، لذلك احرص أن يكون تنسيقها بسيطاً وواضحاً. الخطأ الرابع هو إعطاء انطباع بأنك مبتدئ؛ مثلاً، لا تستخدم عنوان بريد إلكتروني قديم، بل حدثه إلى عنوان يبدو أكثر احترافية، وأعطِ سيرتك الذاتية اسماً محدداً ليسهل التعرف عليها.

السيرة الذاتية ضرورية عند التقدم إلى وظيفة ما، سواء أحببتها أو لا، فهي تؤدي دوراً تكتيكياً محدداً في بحثك: تأمين مقابلة عمل. من الضروري أن تكون سيرتك الذاتية مستوفية لبعض النقاط كي تؤدي هذا الدور بفعالية، لأنك حتى لو استفدت من شبكة علاقاتك فستحتاج عاجلاً أو آجلاً إلى مشاركة سيرتك الذاتية مع مدير التوظيف.

ثمة الكثير من النصائح حول صياغة سيرة ذاتية قوية، مثل صياغتها بطريقة تمكّن الذكاء الاصطناعي من فهمها ومعالجتها، والتركيز على المهارات ذات الصلة، وإدراج الكلمات المفتاحية من الوصف الوظيفي، وغيرها من النصائح؛ ولكن النصائح حول ما يجب تجنبه قليلة جداً. لكن فهم الأخطاء الشائعة التي يرتكبها المرشحون للوظائف وكيفية التغلب عليها لا يقل أهمية عن معرفة ما يجعل السيرة الذاتية مميزة، وقد تكون هذه المعرفة هي الميزة التي تمنحك الأفضلية على المرشحين الآخرين وتضمن لك إجراء مقابلة العمل.

فيما يلي 4 أخطاء شائعة يرتكبها الباحثون عن وظيفة في صياغة السيرة الذاتية، وكيفية تجنبها، وما يجب فعله بدلاً منها.

1. تضمين خبرات عمل غير مرتبطة بالوظيفة

في أول دور لي في مجال التوظيف، عيّنت 100 موظف جديد في غضون عام واحد وقرأت آلاف السير الذاتية، وعينت بعد بضع سنوات العديد من المرؤوسين المباشرين بصفتي مديرة، وأساعد عملائي على تحسين سيرهم الذاتية الآن بصفتي مدربة. من الأخطاء الشائعة التي كثيراً ما أراها في ملفات السير الذاتية إدراج خبرات زائدة غير ذات صلة بالوظيفة.

خبرات العمل السابقة مهمة بالطبع وتشكل هويتك المهنية، لكن لا ضرورة لتضمينها كلها في سيرتك الذاتية، لكن يجدر بك التركيز على الخبرات ذات الصلة بالوظيفة التي تتقدم لها.

على سبيل المثال، إذا كنت تبحث عن وظيفة في التسويق بمستوى مبتدئ وكانت خبراتك في العمل تتضمن أدواراً تشمل العمل أمين صندوق وجليساً للأطفال ومتدرباً داخلياً في إدارة التسويق في شركة تكنولوجية، يجب إدراج الدور الأخير فقط، وستخاطر بتقليل أهمية خبراتك الأقوى إذا وضعتها في نهاية السيرة الذاتية أو بين خبرات عمل أخرى أقل ارتباطاً بالوظيفة المطلوبة.

ركز على خبرة التدريب الداخلي وعزز سيرتك الذاتية بالتوسع في الإنجازات التي حققتها للشركة من خلالها. أدرج أي قياسات أو نتائج توضح أثر عملك (على سبيل المثال، "حققت زيادة بنسبة 20% في عدد متابعي حساب الشركة على منصة إنستغرام")، ومثلما ذكرنا سابقاً، ركز تحديداً على المهارات المذكورة في الوصف الوظيفي (على سبيل المثال، "أجريت بحثاً حول اتجاهات السوق").

إذا بدت سيرتك الذاتية ناقصة، يمكنك تضمين خبرات أخرى تحت فئة منفصلة بعنوان "خبرات عمل إضافية"، أو أضِف قسماً يسلط الضوء على الأنشطة التطوعية التي تعكس المهارات التي قد تستخدمها في الوظيفة.

احرص على اختيار الأنشطة أو الأعمال التي انخرطت بها حديثاً. على سبيل المثال، إذا كنت قد وصلت إلى التصفيات النهائية في مسابقة مدرسية منذ 10 سنوات، فقد لا تكون هذه التجربة ذات صلة كبيرة بالوظيفة اليوم. شاركتُ سابقاً في فريق الكرة الطائرة للناشئين في منتخب رومانيا الوطني، وعلى الرغم من أهمية تلك التجربة في بداية مسيرتي المهنية فأنا لا أدرجها في سيرتي الذاتية الآن، إذ مضى عليها وقت طويل، لكني أذكرها من حين لآخر خلال مقابلات العمل لتكوين علاقة مع المحاور الذي ربما كان رياضياً محترفاً أيضاً.

تعامل مع خبراتك السابقة بالطريقة نفسها: أدرج أكثر الخبرات صلة بالوظيفة في السيرة الذاتية واحتفظ بالخبرات الأخرى في جعبتك، فلربما كان من المفيد ذكرها لاحقاً خلال مقابلة العمل.

2. إضاعة الوقت في تخصيص السيرة الذاتية

ربما سمعت النصيحة القائلة: "خصص سيرتك الذاتية لكل وظيفة تتقدم لها". من مصلحتك بالطبع تعديل سيرتك الذاتية لتتناسب بصورة أفضل مع الوصف الوظيفي، لكن المبالغة في تعديلها وفقاً لكل طلب توظيف قد يكون مضيعة للوقت، وقد يؤدي إلى إبطاء عملية البحث عن وظيفة. ويكتسب هذا الجانب أهمية خاصة إذا كنت تركز على تأمين وظيفة محددة بمسمى وظيفي قياسي مثل "منسق التسويق" أو "مساعد مبيعات" أو "مساعد إداري".

ما دامت الوظائف التي تتقدم لها تندرج تحت الفئة المهنية نفسها فلن تضطر غالباً إلى إعادة كتابة سيرتك الذاتية بالكامل لكل طلب، ولكنك بحاجة إلى سيرة ذاتية قوية تميزك بين العديد من الطلبات المتشابهة.

كيف تفعل ذلك؟

إليك استراتيجية أكثر فعالية لتوفير بعض الوقت:

لنفترض أنك تريد التقدم لوظائف "مساعد تسويق" في شركات مختلفة، أولاً، ابحث عن 10 إلى 20 وصفاً وظيفياً لوظائف "مساعد تسويق" في المؤسسات التي قد تتقدم إليها واحفظها، وأدخل نصوص هذه الأوصاف كلها كتلة واحدة في أداة ذكاء اصطناعي توليدي، مثل تشات جي بي تي، ثم أدخل الأمر الآتي: "حدد 10 إلى 20 من المسؤوليات الأكثر شيوعاً في نصوص الوصف الوظيفي هذه".

وأخيراً، حدّث سيرتك الذاتية مع تسليط الضوء على الخبرات والمهارات والإنجازات التي تعكس تلك المسؤوليات الشائعة. مرة أخرى، الهدف هو أن تعكس المسؤوليات المذكورة في الوصف الوظيفي بدقة وتذكر كلمات رئيسية تجعل سيرتك الذاتية لافتة للنظر.

بناءً على ما سبق، إذا كانت صيغة سيرتك الذاتية تقول "أسهمت في استقطاب عملاء جدد"، وكان النص المشترك في نصوص الوصف الوظيفي هو "المشاركة في أنشطة المبيعات لتعزيز تطوير قنوات أعمال جديدة"، فيمكنك تعديل صياغة جملتك لتكون: "أسهمت في أنشطة المبيعات لاكتساب عملاء جدد وتطوير قنوات أعمال جديدة".

بتطبيق هذه العملية، ستحصل على سيرة ذاتية قوية لا تتطلب تحديثات متكررة، ما يتيح لك تسريع عملية البحث وتعزيز فرص الوصول إلى مقابلة العمل في أكثر من مؤسسة.

3. المبالغة في تصميم السيرة الذاتية

ستكون سيرتك الذاتية واحدة من عشرات أو مئات السير التي يطلع عليها وكيل التوظيف ومدير التوظيف. سيفحصان (هما أو أداة الذكاء الاصطناعي) سيرتك الذاتية لبضع ثوانٍ فقط قبل اتخاذ قرار بشأن دعوتك إلى مقابلة العمل. يرتكب المرشحون للوظائف في كثير من الأحيان خطأ المبالغة في تعقيد تصميم سيرهم الذاتية أو استخدام تصاميم مبتكرة فيها تُصعّب مهمة متابعتها.

للتوضيح، عندما كنت أعمل وكيلة توظيف للوظائف التي تتلقى عدداً كبيراً من المتقدمين، كنت أفحص كل سيرة ذاتية في ثوانٍ قليلة بحثاً عن الكلمات التي تتطابق مع متطلبات الوظيفة الشاغرة. إذا احتوت السيرة الذاتية على تصميم مبتكر، فقد تستغرق مني قراءتها بضع ثوانٍ إضافية لأستوعبها، وفي معظم الأحيان لم تتَح لي تلك الثواني الإضافية. قد تؤدي أيضاً التصميمات غير المعتادة إلى تعطيل عملية التقديم عبر أنظمة التتبع الإلكترونية، وفي هذه الحالة ستصل سيرتك الذاتية إلى وكيل التوظيف وهي في حالة من الفوضى.

إذاً احتفظ ببراعتك وإبداعك للحديث عنها في المقابلة الشخصية، يمكنك تسهيل مهمة وكيل التوظيف عن طريق إبقاء سيرتك الذاتية واضحة ومنظمة جيداً. إذا كنت مرشحاً مبتدئاً ولديك عدد محدود من الأدوار ذات الصلة لإبرازها، فحاول أن تكون سيرتك الذاتية صفحة واحدة، ولكن إذا كانت خبرتك العملية تتجاوز 5 أو 10 سنوات، فلا بأس بصفحتين، بل قد يكون ذلك ضرورياً لعرض مسيرتك المهنية كاملة.

أبقِ تصميم السيرة الذاتية بسيطاً، حتى لو بدا عادياً. تحتوي برامج مثل مايكروسوفت وورد على قوالب بسيطة يمكنك الاستعانة بها للبدء. أوصي باستخدام قالب قياسي وتنظيم سيرتك الذاتية على هذا النحو: بيان الغاية، المؤهلات العلمية، الدورات التعليمية التي اتبعتها لاكتساب المهارات أو الشهادات التي حصلت عليها، خبرة العمل والأنشطة التطوعية (إذا كانت ذات صلة). إذا كانت لديك خبرة عملية تريد إبرازها، فاستبدل بقسم المؤهلات العلمية قسم الخبرات العملية لأن للخبرة أهمية أكبر في سيرتك الذاتية.

أخيراً، احرص على الالتزام بتنسيق موحد واحترافي في سيرتك الذاتية. يمكن للخطوط أو الأنماط أو المسافات غير المتناسقة أن تجعل سيرتك الذاتية تبدو غير متقنة. أوصي باستخدام خطوط واضحة وسهلة القراءة مثل (Arial؛ Cambria؛ Times New Roman)، وإذا كانت هناك جملة واحدة تمتد إلى الصفحة التالية، فحاول العثور على طريقة لضمها إلى الصفحة السابقة.

4. إعطاء الانطباع بأنك مبتدئ

ألاحظ عند قراءة السير الذاتية تفصيلاً سلبياً وهو عنوان البريد الإلكتروني الغريب. تحتوي بعض عناوين البريد الإلكتروني على كلمات مضحكة أو مسيئة، وتتضمن عناوين أخرى أرقاماً تبدو وكأنها تاريخ ميلاد مقدم الطلب، وبعضها الآخر عبارة عن مجموعة عشوائية من الحروف والأرقام على ما يبدو.

قد يجادل المرء بأن عنوان البريد الإلكتروني ليس له أي تأثير في الوظيفة، لكنه يعكس الجهد الذي بذله المرشح في فهم معايير كتابة السيرة الذاتية. إنشاء عنوان بريد إلكتروني هو مجاني، ويمكنك إنشاء عنوان بريد إلكتروني جديد مخصص للأنشطة المهنية، مثل التقدم للوظائف. يجب أن يتضمن البريد الإلكتروني الاحترافي اسم المتقدم للوظيفة وألا يكون مرتبطاً بنطاق قديم.

نصيحة أخرى: تجنب تسمية ملف سيرتك الذاتية باسم "سيرة ذاتية" فقط. قد تكون سيرتك الذاتية هي الوحيدة التي لديك، ولكن وكلاء التوظيف يرون آلاف السير الذاتية ومن المرجح أن يضيع ملفٌ يحمل عنوان "سيرة ذاتية" بين كومة من الملفات الأخرى. بدلاً من ذلك، سمّها بطريقة تسهّل ربطها بك، مثل "السيرة الذاتية لـ [ضع اسمك الكامل]".

أخيراً، أرسل سيرتك الذاتية على شكل ملف بصيغة بي دي إف. إذا أرسلت سيرتك الذاتية بتنسيق وورد، فإنك تخاطر بتشويه التنسيق، فمن المحتمل أن يعبث به نظام تتبع طلبات المرشحين ليصبح النص غير منظم أو غير واضح عندما يطلع عليه وكيل التوظيف. لا يحدث ذلك دائماً، ولكن لماذا تخاطر بذلك إذا كان بمقدورك تجنبه بسهولة؟

لا تعكس سيرتك الذاتية بالطبع جوانب شخصيتك كلها. وهناك أجزاء أخرى في عملية التقدم إلى الوظيفة تتيح لك إبراز تفرّدك وقدراتك المميزة، لكن السيرة الذاتية ليست المكان المناسب لذلك. تجنب الوقوع في الأخطاء الشائعة هذه، وعزز فرص بروز كل من سيرتك الذاتية وأدائها دورها المحوري في رحلة البحث عن وظيفة لإيصالك إلى مقابلة العمل.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي