كيف تكتسب هيبة قيادية عندما تُخاطب الآخرين؟

2 دقائق
حضورك القيادي
shutterstock.com/Andrii Yalanskyi
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ماذا تفعل عندما يُطلب منك الحديث أمام الحشود فجأة، أو تُعطى وقتاً قصيراً جداً لتقديم المتحدث الضيف في ندوة؟ كيف تُطور من حضورك القيادي؟

سألتني تونيا هذا السؤال في تعليق على مقال حول تنمية مهارات الخطاب القيادي.

تقدّم إلى الميكروفون بابتسامة، تلك هي الإجابة المختصرة. تمهّل للحظة حتى تقييم حجم الجمهور ثم تحدّث على نحو مختصر ومباشر. والأهم من ذلك، وكما يُنصح مسجلو الأهداف في لعبة كرة القدم الأميركية، تصرّف كما لو أنها ليست المرة الأولى. فاللاعبون العظماء يسلّمون الكرة لحكم المباراة بعد تسجيلهم الهدف، أما الهواة فيصيحون ويهتفون.

ابق هادئاً أمام الميكروفون. لماذا؟ لأنك أنت من يتحكم في الموقف. قد تصاب بالتوتر والقلق، ولكن عليك أن تدرك أنك أنت من يمسك بزمام الأمور (الميكروفون). يجب أن يستمع الناس إليك، هذا ما أنصح به المتدربين الذين أدربهم. وسواء كنت مطرباً أو متحدثاً بليغاً، فأنت من يتحكم بالجمهور.

أنت سيد الموقف لخمس دقائق على الأقل. عندما تضع هذه الفكرة في ذهنك، ستدرك أنك قادر على التحدث أمام الجمهور وستسير الأمور على ما يرام.

يمثّل هذا السلوك الطريقة التي تنمّي بها حضورك القيادي، وهو موضوع أتناوله في كتاب “تولَّ قيادة مديرك، فن إدارة العلاقات مع المدراء (Lead Your Boss, The Subtle Art of Managing Up). أنا أعرّف الحضور القيادي بأنه سلطة مكتسبة. قد تحصل على لقب مدير، لكنه لا يكفي وتحتاج إلى كسب احترام زملائك في العمل وثقتهم. يُبنى الحضور على الكفاءة الأساسية، وهو ضروري بالنسبة إلى أي شخص يطمح إلى القيادة، وتنميته عملية طويلة لا تقف عند التحدث أمام الجمهور.

يخلط بعض الناس بين الحضور والكاريزما، فهما أمران مختلفان. يُبنى الحضور بمرور الوقت، أما الكاريزما فتولد معك وتتعلق بالمظهر والجمال والشخصية والجاذبية. تضيف الكاريزما إلى الحضور، لكنك لا تحتاج إلى مظهر نجوم السينما لتكون ذا حضور. تقدِّم الأم تيريزا مثالاً على ذلك.

تخيل هذه المرأة الصغيرة في ساريها الأبيض المزخرف باللون الأزرق. لم تكن الأم تيريزا، العجوز المتجعدة البشرة، تبدو بهيئة ملكية. ولكن بسبب تخصيص حياتها للعمل على إنشاء نظام ديني يرعى “أفقر الفقراء” في الهند، كان لها هالة حضور مُشعة تحيط بها. كان إيمانها بعملها قوياً لدرجة أنها تمكنت من التواصل مع رؤساء الدول للحصول على الأموال اللازمة لتحقيق رسالتها. كما كانت تتمتع بروح الدعابة الرائعة التي أضافت إلى لطافة شخصيتها.

وبغض النظر عن مظهرك أو شكل جسدك، يمكنك أن تتمتع بحضور قوي إذا نميّت قدرتك على التواصل مع الآخرين عبر الميكروفون أو من دونه. ولا يهم إن تلعثمت بكلمة أو أخطأت بنطق أحد الأسماء، صحح الخطأ وابتسم وامضِ قدماً. فأنت من يتحكم بالجمهور. لذا عزز حضورك وكن ذلك المتحدث الواثق الذي طالما أردت أن تكون.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .