وجودنا الفعلي بأجسادنا لا يعني تركيزنا العقلي وحضورنا الذهني، فقد نجلس على مكاتبنا بهدف العمل وعقولنا منشغلة بكيفية إصلاح عطل ما في المنزل أكثر من التفكير في المهمة التي نعمل عليها، وقد نجلس على طاولة الأكل نفكر في العرض الذي يجب علينا إعداده أكثر من تواصلنا مع الأشخاص الذين يتناولون العشاء معنا. لهذا السبب، يُعتبر تنظيم وقت العمل في المنزل والانتقال من وضع العمل إلى الوضع الشخصي ضروري جداً، ويجب عليك بذل جهد متعمّد لتحقيق هذا الانتقال عندما تعمل من المنزل نتيجة استحالة إجراء انتقال طبيعي في ظل الظروف التي نعيشها اليوم.
كيفية تنظيم وقت العمل في المنزل
وبصفتي مدربة في إدارةالوقت، أستعرض فيما يلي بعض الطرق التي تساعدك في أن تكون أقل تشتتاً وأكثر حضوراً، سواء كنت تعمل أو تستمتع بوقتك الشخصي.
اقرأ أيضاً: 5 نصائح لتقليل الوقت الذي تقضيه أمام شاشة الكمبيوتر أثناء فترة العمل من المنزل
وضع روتين لبدء العمل
وجد رامي طريقة فاعلة للانتقال من الوضع الشخصي إلى وضع العمل، فقد أدرك أطفاله أن ترديده أغنيته المفضلة من فيلم "يوم جميل في الحي" في أثناء تبديل ملابسه وارتدائه حذاء مختلفاً هي إشارة إلى بداية وقته معهم.
ليس من الضروري أن تغني قبل بدء العمل ولست مضطراً إلى تبديل ملابسك ما لم تكن تود ذلك حقاً، ولكن يمكنك ممارسة أنشطة معينة كل صباح، حتى إذا كنت تعمل من المنزل، مثل وضع الأطباق في غسالة الصحون وإطفاء الأضواء المنارة في جميع أنحاء المنزل وشرب فنجان من القهوة ومن ثم بدء العمل. أو يمكنك ممارسة الرياضة والاستحمام، ومن ثم التحقق من رسائل البريد الإلكتروني. حاول ممارسة الأنشطة التي تناسبك بالطريقة نفسها كل يوم. ويتمثّل الهدف من هذه الخطوات في تنبيه عقلك أن الوقت قد حان "للعمل".
إعداد خطط
قم بوضع خطط بشكل يومي لزيادة إنتاجيتك في العمل والحياة على حد سواء، وقد يتضمن ذلك معرفة أوقات اجتماعاتك، وتحديد المشاريع التي ستعمل عليها، وتحديد أوقات إنجاز بعض المهام، مثل الرد على رسائل البريد الإلكتروني. يجب عليك أيضاً وضع خطط لأوقات المساء، بما في ذلك المهام التي تود إنجازها أو الأنشطة التي تود ممارستها بهدف الاسترخاء. إن وضع أوقات محددة لأداء كل مهمة يجنبك شعور الحاجة إلى العمل خلال الوقت الشخصي أو العكس، كأن تحدّد وقتاً للتحضير للعرض التقديمي أو وقتاً تقضيه مع أطفالك.
اقرأ أيضاً: كيف تُقنع مديرك أن يمنحك فرصة العمل من المنزل؟
غالباً ما يضع الأشخاص هذه الخطط اليومية في الصباح، في أثناء تحديد مهام العمل الأسبوعية، أو في المساء قبل النوم. اختر الوقت المناسب لك، ثم قم بوضع تنبيه متكرر في جدول مواعيدك لحثّك على ممارسة هذه العادة.
تحديد أولويات التواصل
من الطبيعي أن تحتاج إلى إجراء بعض المراسلات الشخصية خلال ساعات العمل وبعض المراسلات المهنية بعد ساعات العمل. ولكن من المهم أن تحدد أولويات هذه المراسلات بناء على السياق. حاول تقليل مراسلاتك الشخصية خلال الساعات التي تريد فيها التركيز على العمل. على سبيل المثال، يمكنك جمع الرسائل غير المهمة والرد عليها في أوقات محددة أثناء العمل، بشكل عام، تجنب قضاء فترات طويلة على وسائل التواصل الاجتماعي. وبالمثل، حاول جمع استفسارات العمل التي تصلك خلال المساء وحدد وقتاً للرد عليها. ومن الضروري أن تتجنّب الرد على رسائل البريد الإلكتروني في المساء، وألّا تُجب على المكالمات والرسائل النصية إلا إذا كانت ضرورية للغاية.
وسيتيح لك هذا النهج استثمار وقتك في الأمور الهامة، ويبقيك حاضر الذهن في حياتك المهنية والشخصية على حد سواء.
ممارسة روتين انتهاء العمل
قم بوضع روتين تمارسه قبل انتهاء العمل بحوالي 30 دقيقة على الأقل لتضمن أن تكون حاضر الذهن تماماً في المساء، وقد يشمل ذلك التحقق من الإجابة عن جميع رسائل البريد الإلكتروني المهمة، ومراجعة قائمة المهام للتأكد من إنجاز كل ما هو ضروري، وفي حال تبيّن لك أنك بحاجة إلى العمل في وقت متأخر ليلاً، حدد المهام التي تود إنجازها بالضبط ووقت إنجازها. على سبيل المثال، قد تتخذ قراراً "بمراجعة أحد العروض مدة ساعة أو أقل بدءاً من الساعة 8 مساءً". وتعود أهمية تحديد هذه الأوقات إلى أنها تريح عقلك وتجنّبك التفكير في ضرورة إنجاز بعض المهام في المساء دون امتلاكك فهماً واضحاً بماهية هذه المهام ووقت إنجازها. في المقابل، عندما يكون الهدف والإطار الزمني واضحين، يمكنك حينها التوقف عن التفكير في العمل ذهنياً بحدود الساعة 8 مساء، والتوقف بشكل كامل عند الساعة 9 مساء، على سبيل المثال.
يتطلب تنظيم وقت العمل في المنزل جهداً متعمداً، إلا أن القدرة على التركيز قد تبدو صعبة في بعض الأحيان، خاصة في خضم حالة الغموض التي نعيشها اليوم. وقد تمكّنك هذه النصائح من أن تكون حاضر الذهن وقت العمل وفي أثناء قضائك وقتاً شخصياً على حد سواء.
اقرأ أيضاً: