كيف تستغل القيلولة لتعزيز إنتاجيتك؟

2 دقائق
أخذ قيلولة
shutterstock.com/Bogdan Sonjachnyj
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

هل تريد استغلال وقتك أحسن استغلال؟ يجدر بك أن تفكّر في أخذ قيلولة.

أثبتت دراسة  أجراها مركز بيو للأبحاث أن ثلث العاملين الذين يتجاوز دخلهم السنوي 100,000 دولار يأخذون قيلولة بانتظام. ولوحظ أن هؤلاء الأفراد يمضون مدة أطول في القيلولة مقارنة بأولئك الذين يتراوح دخلهم السنوي ما بين 30,000 و100,000 دولار (لكن احذر، فالإفراط في مدة القيلولة يضر بمستوى دخلك؛ فقد وُجد أن مَنْ يطيلون وقت قيلولتهم أكثر من اللازم يقلّ دخلهم السنوي عن 30,000 دولار).

في حين أنني لا أستطيع الجزم بفوائد القيلولة وتأثيرها على مستوى الدخل، فإنني أستطيع أن أؤكد فعاليتها وقدرتها على التأثير في القدرات القيادية. ومن أبرز الأدلة على ذلك أن ونستون تشرشل وجون روكفلر كانا يأخذان قيلولة بانتظام، وكذلك كان يفعل جدي. كان جدي جون يعمل في وظيفة بدوام كامل قرابة 30 عاماً، بالإضافة إلى ذلك كان يدير صحيفة أسبوعية بصفته عملاً جانبياً. وكانت القيلولة إجراءً ضرورياً لتعزيز قدرته على مواصلة العمل بأسلوب بنّاء.

وقد انشغل ذهني مؤخراً بموضوع القيلولة في أثناء التعافي من جراحة خضعتُ لها في قدمي. منذ أن نصحني الأطباء بالراحة التامة والامتناع قدر الإمكان عن الوقوف أو المشي، لاحظتُ أنني أصبحتُ أنال قيلولة على فترات منتظمة، وتكون هذه القيلولة عادةً عبارة عن غفوة سريعة على أرضية صلبة. عندما أستيقظ، أشعر بالانتعاش وبأنني أعدتُ شحن طاقتي وحصلتُ على قسط أوفر من الحيوية.

لا يرتبط الغرض الرئيس من القيلولة السريعة بالوقت الذي تمضيه في الراحة بقدر ما يرتبط بالطاقة الناتجة عن هذه القيلولة، التي يعرّفها البعض بأنها قيلولة الطاقة. وإليك بعض الاقتراحات لجعل قيلولتك أكثر إنتاجية:

  1. ابحث عن مكان مريح ومدّد جسمك فيه. قد يكون من الصعب العثور على مكان كهذا أو تمديد جسمك في بيئة مكتبية، ولكنه ليس مستحيلاً. ابحث عن سجادة نظيفة تصلح للتمدُّد عليها، إن كان ذلك مناسباً، ربما في غرفة الاجتماعات أو مكتب غير مأهول (يمكنك أيضاً أن تغفو وأنت جالس على كرسيك، ولكن احرص على عدم التواء عضلاتك، واتخذ وضعاً آمناً حتى لا تسقط أرضاً عند النوم).
  2. أغمض عينيك وركّز على مشروع معيّن. لا تنشغل بالتفاصيل، كالميزانيات والموعد النهائي المحدَّد لإنهاء المشروع؛ لأن هذا لن يؤدي سوى إلى الشعور بالقلق؛ ووجّه تركيزك كله إلى الجوانب الإيجابية، أي كيفية إنجاز المشروع والأطراف التي ستسهم في إنجازه.
  3. استرخِ وأنت تمعن التفكير في المفاهيم الرئيسية. مثلما يسرح عقلك، دع جسمك يسترخي أيضاً.
  4. خذ غفوة سريعة. يكفيني شخصياً النعاس لمدة 15 إلى 30 دقيقة. وإذا زادت مدتها على ذلك، أشعر بالغثيان؛ لكن لك مطلق الحرية في تحديد المدة المناسبة لك (ملاحظة: القيلولة تختلف عن نوم حركة العين السريعة العميق؛ ففي كثير من الأحيان لا أنام فعلياً، ولكنني أشعر بتجدُّد نشاطي وحيويتي عند الاستيقاظ).
  5. استيقظ. انهض ببطء، وعندما تستعيد توازنك، مدّد ذراعيك وساقيك. حان وقت العودة للعمل. استمتع بالإحساس المتولد عن شعورك بتجدُّد النشاط والحيوية الناجم عن أخذ قيلولة سريعة.

إذا اتبعت هذه النصائح البسيطة، فستكون في الغالب على أتم الاستعداد للعودة إلى العمل. قد تجد أن خطواتك غدت أكثر رشاقة وأن أفكارك أصبحت أكثر توقداً. قد لا تجني المزيد من المال، ولكنك ستكون على الأرجح أكثر انتعاشاً وقدرةً على مواجهة التحديات التي تنتظرك بقية اليوم.

أرى من وجهة نظري أن القيلولة ليست وسيلة للاسترخاء فحسب، بل طريقة لتعظيم الاستفادة من وقتك أيضاً. استخدم القيلولة كما تفعل في أثناء ممارسة الرياضة أو التأمُّل؛ بمعنى أن تعتبرها وقتاً تربط فيه بين أفكارك والإجراءات المتخَذة على أرض الواقع. وهذا أمر رائع للقادة.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .