ملخص: اتبعت سبيماكو الدوائية استراتيجية متكاملة منبثقة من رؤية السعودية 2030، تستهدف تعزيز الأمن الصحي والدوائي، وتلبية احتياجات السوق المحلي، وتحقيق توازن مستدام بين جودة الرعاية الصحية والنمو الاقتصادي للصناعات الدوائية.
- التوطين لتحقيق الاكتفاء الذاتي: ركزت على توطين الصناعات الدوائية والأدوية الحيوية واللقاحات، بما يعزز الأمن الدوائي، ويرفع القدرة التنافسية، ويدعم الصادرات السعودية إقليمياً وعالمياً.
- الابتكار لتحقيق التفوق: استثمرت في البحث والتطوير، وتوطين الأبحاث الطبية، وبناء الكفاءات الوطنية، لتطوير الأدوية الحيوية والجينية وتحقيق ريادة في العلاجات المتقدمة.
- التوسع لتحقيق المنافسة: تبنت التكامل الرأسي في سلسلة الإمداد، ووسعت حضورها في مجالات علاجية متعددة، لضمان الاستدامة وتعزيز قدرتها على المنافسة محلياً وعالمياً.
تمثل صناعة الأدوية في المملكة العربية السعودية إحدى الركائز المحورية لتحقيق الأمن الصحي والدوائي، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية 2030 الرامية إلى تعزيز جودة الحياة، وتوطين 40% من احتياجات السوق الدوائية المحلية، ورفع إسهامات هذا القطاع في الناتج المحلي الإجمالي. وقد أولت الاستراتيجية الوطنية للصناعة أهمية قصوى باعتبارها قطاعاً واعداً لتأمين الإمدادات الطبية من ناحية، وتحفيز الاستثمارات، وبناء منظومة ابتكار متكاملة من ناحية أخرى. وفي هذا السياق، تبرز الشركة السعودية للصناعات الدوائية والمستلزمات الطبية "سبيماكو الدوائية" بوصفها نموذجاً متقدماً في التحول نحو الاستثمار في توسيع قاعدة التصنيع المحلي، وتنمية الكفاءات الوطنية، وتعزيز قدرات البحث والتطوير من خلال إبرام شراكات استراتيجية مع شركات عالمية كبرى.
استراتيجيات تواكب مستهدفات رؤية 2030
اتبعت سبيماكو الدوائية استراتيجية متكاملة تتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 والاستراتيجية الوطنية للتقنية الحيوية، إذ أوضح نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب، أحمد بن حمدان الجديع في حديثه إلى هارفارد بزنس ريفيو العربية أن "استراتيجية الشركة تنبثق من رؤية 2030 لترسيخ مسار الأمن الصحي والدوائي، ومواكبة احتياجات السوق، وتحقيق التوازن بين توفير رعاية صحية عالية الجودة وتعزيز النمو الاقتصادي للصناعات الدوائية".
وقد بنت الشركة استراتيجيتها استناداً إلى محاور رئيسية، وهي:
التوطين لتحقيق الاكتفاء الذاتي
تعد المملكة أكبر سوق للأدوية في الشرق الأوسط وإفريقيا، إذ تستحوذ على 32% من السوق الإقليمية. ومن خلال توطين الصناعات الدوائية، تضمن المملكة تحقيق الاكتفاء الذاتي الدوائي، وتوسيع الصادرات السعودية إلى الأسواق الإقليمية والعالمية، ما يعكس البعد الاقتصادي القائم على التنوع لرؤية 2030، وتعزيز القدرة التنافسية العالمية.
بدورها، تسعى سبيماكو إلى تعزيز مفهوم الأمن الدوائي من خلال توطين الصناعات الدوائية، في ظل إطلاق الاستراتيجية الوطنية للتقنية الحيوية، التي حددت 4 مرتكزات أساسية، 3 منها مرتبطة بالصناعات الدوائية، وهي: اللقاحات، والجينوم، والأدوية الحيوية؛ لذا طورت الشركة قدراتها التصنيعية حتى أصبحت الأولى في توطين صناعة دواء حيوي على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي توطيناً صناعياً كاملاً. ووفقاً للجديع، فإن الشركة تستعد لتوطين لقاحين جديدين والعديد من المستحضرات الحيوية الأخرى.
الابتكار لتحقيق التفوق
تعتمد الصناعات الدوائية بصفة أساسية على البحث والتطوير. وقد بينت دراسة بعنوان: "توطين صناعة الأدوية وأثره على الأمن الدوائي في السعودية" أن أبحاث الأدوية وتطويرها وتعزيز الابتكار عوامل حيوية لتحقيق الأمن الدوائي. ومن هذا المنطلق، وتماشياً مع مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للتقنية الحيوية، تبحث سبيماكو كيفية تعزيز قدراتها التصنيعية للأدوية الحيوية والجينية، ما يمكنها من تحقيق تفوق نوعي في الأدوية العالية النقاوة، ويزيد قدرتها على تصنيع الأدوية البيولوجية.
وقد أفاد الجديع أن البحث والتطوير هما أساس صناعات العلاجات المتقدمة، ما يتطلب تدريب الكوادر البشرية وتأهيلها لتحويل المعرفة إلى حلول عملية محفزة للابتكار المستدام؛ لهذا تعهدت الشركة بتوظيف العديد من الكوادر الوطنية ضمن برنامج "تمهير" الوطني لتدريب الكوادر وإكسابهم المهارات اللازمة لسوق العمل. كما أطلقت الشركة برنامج "رافد" لتطوير قدرات الصيادلة علمياً ومهنياً واستقطاب الأعلى كفاءة، وحرصت الشركة أيضاً على توطين الأبحاث الطبية من خلال اتفاقيات مع مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، ومركز الملك عبدالله العالمي للبحوث.
التوسع لتحقيق المنافسة
تتطلب صناعة الأدوية نهجاً تكاملياً يعتمد على سلاسل إمداد قوية، وأظهرت دراسة بعنوان: "إطار متكامل لنمذجة سلاسل الإمداد الدوائية" أهمية وجود سلسلة إمداد متكاملة يمكنها توقع المخاطر والاستعداد لها لتحقيق الأمن الدوائي. وفي هذا السياق ركزت سبيماكو على التكامل الرأسي في سلسلة القيمة، ما أسهم في صناعة أدوية علاجية تحقق الفائدة والعائد وتضمن الاستدامة. وفي هذا الشأن، قال الجديع: "نحن فاعلون في المجالات العلاجية الخاصة بالأمراض المعدية، والمخ والأعصاب، وصحة الرجل، والأمراض المناعية والجلدية، وأدوية السكري والقلب، وندرك أن نجاح سلسلة القيمة يتطلب بيئة تنظيمية رصينة وأبحاثاً متقدمة وتوطيناً معرفياً في البحث والتطوير؛ لذا دورنا لا يقتصر على التصنيع والتسويق، بل يمتد إلى بناء الكوادر الوطنية، ودعم الأبحاث، وتطوير براءات الاختراع، وإنتاج مستحضرات مبتكرة".
وتعد الشركة الأكبر إقليمياً في السعة التصنيعية بإنتاج 2.3 مليار وحدة سنوياً قابلة للزيادة إلى 3 مليارات، وتدير أكثر من 22 عقد تصنيع لصالح شركات عالمية. ومع انتشارها في 21 دولة، فإنها تتطلع إلى التوسع في الأسواق الأوروبية والأميركية والوصول إلى أسواق إفريقية وعربية جديدة.
ختاماً، استطاعت شركة سبيماكو الدوائية تحقيق أداء مالي متوازن، ورفع الكفاءة التشغيلية للمصانع، وتسجيل أدوية جديدة بما يتجاوز نصف المستهدف للعام الجاري البالغ 12 مستحضراً، مع خطط لإطلاق 15 مستحضراً في العام المقبل، ما يعكس نجاح استراتيجيتها. وتركز الشركة على التوسع في اللقاحات والأدوية البيولوجية ، والوصول إلى مرحلة نضج تمكن المملكة من توطين الأدوية الجينية والخلوية، التي لا تزال حكراً على عدد محدود من الدول.