5 استراتيجيات لتعزيز شبكة علاقاتك في مستهل حياتك المهنية

5 دقيقة
شبكة علاقاتك
إينريكي دياز/ 7سيرو/ غيتي إميدجيز

إذا كنت قد دخلت سوق العمل للتو، فمن المهم أن تنشئ صلات جديدة وتعزز شبكة علاقاتك المهنية حتى تتمكن من تحقيق أهدافك، لكن قد لا توفر لك دائرتك الضيقة التوجيه الذي تحتاج إليه للنجاح في دور جديد أو إحراز تقدم مهني.

يميل الموظف الجديد إلى بناء علاقات مهنية تعتمد على القرب (الزملاء الذين يتعامل معهم أكثر من غيرهم) أو القواسم المشتركة (الزملاء الأكثر تشابهاً معه)، لكن هذا خطأ، فعندما تتواصل مع زملاء يشبهونك أو قريبين منك فقط، فإنك تحصر نفسك في الأفكار والفرص نفسها، وهذا ما لن يسمح لك أو لأقرانك بالتطور، خاصة فيما يتعلق بالابتكار والنمو.

قد تخشى الخروج من الدائرة الآمنة للعلاقات، لكن عليك فعل ذلك، فشبكات العلاقات المتينة والمتنوعة تسمح لك بالاطلاع باستمرار على أحدث الاتجاهات في القطاع الذي تعمل فيه، والتعرف إلى شركاء جدد، والحصول على فرص أو موارد تزيد فعاليتك في العمل. وأفضل طريقة لبناء هذا النوع من الشبكات (على الرغم من أن الكثيرين يتجاهلونها غالباً) هي التركيز على العلاقات على المستوى الإداري نفسه، أو العلاقات الأفقية (Lateral Connections)، مع الزملاء الذين يعملون في مجالات مختلفة في الشركة، فلهذه العلاقات أثر كبير يغفل عنه كثير من الموظفين في مستهل حياتهم المهنية.

توفر لك العلاقات الأفقية صورة أوسع وأكثر تنوعاً للمؤسسة التي تعمل فيها، وهي الرؤية التي تحدد في النهاية جودة عملك وتتيح لك الوصول إلى فرص استثنائية. على سبيل المثال، لنفترض أنك مساعد في قسم المبيعات وتتفاعل بدرجة محدودة مع منسق في فريق تطوير المنتج، فإذا بادرت إلى إنشاء علاقة مع هذا الشخص فستصبح على دراية بالابتكارات التي يعمل عليها، ما يسمح لك بفهم جوانب كل منتج فهماً أعمق ومعرفة التجارب الشخصية التي أدت إلى تطويره. ومن خلال معرفة هذه الرؤى والتجارب ستزداد فعاليتك في إتمام عمليات البيع بدرجة كبيرة، وفي الوقت نفسه، سيتعلم منسق المنتج منك كيف يفكر العميل بالضبط عند اتخاذ قرار شراء المنتج، ما يسمح له بتقديم اقتراحات أذكى مدعومة برؤى العملاء في أثناء اجتماعات العصف الذهني.

هذا مجرد مثال على المنفعة المتبادلة التي يمكن أن تعود بها هذه العلاقات بين الإدارات المختلفة، فتعزيز علاقاتك مع أفراد من أقسام مختلفة يجعلك أيضاً على دراية بالفرص المحتملة في أقسام أخرى من شركتك قبل أن تظهر للعلن.

ما هي الخطوات الأولى التي يمكنك اتخاذها لتعزيز علاقتك بأفراد من مختلف الأقسام؟

حدد الأفراد الذين يمكنك التعلم منهم

خلال الاجتماعات التي تعقد على مستوى الشركة أو بين الأقسام المختلفة، انتبه إلى الأفراد الذين يثيرون اهتمامك وإلى المشاريع التي تجذبك، أنشئ علاقات مدروسة؛ أي لا تتواصل فقط مع الذين ترى أنهم يمكن أن يكونوا أصدقاء مقربين، بل أيضاً مع الذين يتقاطع عملهم مع عملك، إذا كنت محرراً، فتواصل مع مصممي الغرافيك الذين يكمل عملهم كتاباتك، وإذا كنت تعمل في مجال التمويل، فتواصل مع نظرائك في مجال البحث عن المصادر وناقش معهم كيفية تعامل الشركة مع تقلبات العملة أو تكاليف النقل.

اغتنم اللقاءات الافتراضية

من الطرق المفيدة في بناء علاقات أفقية حضور فعاليات مع أفراد من خارج فريقك، أو التخطيط لها. إذا كنت تعمل من المنزل، فمن الجيد اغتنام الفعاليات الترفيهية الجماعية أو استراحات القهوة الافتراضية، فالمناقشات التي تجري خلال هذه اللقاءات غالباً ما تكون عفوية وغير رسمية. إذا عدتم للعمل من المكتب، فيمكنك إرسال رسالة إلى زميلين في الأقسام الأخرى ترغب في التواصل معهما وسؤالهما عما إذا كانا يرغبان في تناول وجبة غداء سريعة، وتذكّر أن هدفك يجب أن يكون بناء علاقات متينة، وليس مجرد تبادل الملاحظات حول العمل، والخطوة الأولى لذلك هي التعرف إلى الآخرين.

إليك بعض العبارات التي يمكنك بدء الحديث بها:

كلام يتعلق بالعمل:

ما زلت أتعرف إلى بيئة العمل الجديدة، ومن الرائع أن تطلعني على أبرز المشاريع التي تعمل عليها حالياً. 

أنا مهتم بالعمل الذي أنجزته في المشروع الفلاني، أخبرني عن الأسلوب الذي اتبعته في إجراء البحث.

أنت تعمل هنا منذ سنوات طويلة، فما هي التغييرات المهمة التي شهدتها خلال هذه المدة؟ 

كلام لا يتعلق بالعمل:

هل توصيني بمتابعة أي أفلام أو مسلسلات؟ 

ما هي الدروس التي استفدتها من فترة الجائحة؟

هل شاركت في دورات تعليمية مثيرة للاهتمام مؤخراً؟

بعد انتهاء الفعالية، استمر في التواصل مع الأشخاص الذين ترغب في مواكبتهم، أرسل لهم مثلاً رسالة إلكترونية تحيّيهم من خلالها وتذكّرهم بنفسك وبالفعالية التي حضرتها معهم قبل أيام، ثم تطرق إلى جانب شخصي لإنشاء صلة، مثل: "سمعت خلال الفعالية الترفيهية الافتراضية أنك تتعلم اللغة الإسبانية على منصة دوو (Duo)، وقد أثار ذلك اهتمامي؛ فأنا أيضاً أرغب في دراسة لغة أخرى"، وفي النهاية، قدّم له دعوة غير رسمية: "هل ترغب في أن نجتمع لتناول القهوة والتحدث أكثر يوماً ما؟".

عادةً ما يستمتع المرء بالحديث عن تجاربه، لذا إذا كانت أسئلتك محترمة ومحددة فستكون استجابته إيجابية غالباً، هذه طريقة رائعة للبدء بتعزيز العلاقة،  وعلى هذا النحو سيلهم كل منكما الآخر كما أنكما ستتبادلان العون في حل المشاكل من خلال تشارك التجارب والخبرات المتنوعة.

أنشئ مجموعات دردشة عبر الإنترنت أو انضم إليها

إذا كنت تعمل عن بُعد، فيمكنك الاستفادة من تطبيقات مثل سلاك للعثور على مجموعات دردشة والانضمام إليها، وإلا يمكنك المبادرة إلى إنشاء قنوات لموضوعات محددة لا تتعلق بالعمل بالضرورة، تتناول فيها السفر أو التكنولوجيا أو الطبخ أو البستنة أو الأفلام وغير ذلك. اسأل زملاءك عن الموضوعات التي يفضلون مناقشتها، عبر رسالة إلكترونية بسيطة أو باستخدام أداة استطلاع مجانية مثل سيرفي مونكي (Survey Monkey) أو نموذج الاستطلاع من جوجل (Google Survey)، بعد ذلك، نظّم مجموعة معهم عبر منصة تستخدمها شركتك أو عبر منصة جوجل هانغ آوتس (Hangouts) أو فيسبوك.

في البداية، سيكون لديك أنت والأشخاص الآخرين في المجموعة قاسم مشترك واحد وهو السبب الذي دفعك للانضمام إلى المجموعة، اخلق جواً من المشاركة الفعالة في المجموعة من خلال مطالبة زميل أو اثنين ببدء المحادثة، وسيحذو الآخرون حذوهما بصورة عفوية.

اقبل المهام التي تتطلب تعاوناً بين الأقسام

ثمة استراتيجية أخرى ممتازة لبناء العلاقات الأفقية، وهي قبول المهام التي تتطلب التعاون مع نظراء جدد في أقسام المؤسسة. إذا كانت هناك لجان مختلفة في الشركة (مثل لجنة الاستدامة أو لجنة التخطيط الاجتماعي، أو في يومنا هذا، لجنة الاحتفالات الافتراضية)، فتطوع للمشاركة فيها لأنها غالباً ما تتطلب التعاون بين الأقسام وهي طريقة قيّمة للتعرف إلى أشخاص لا تعمل معهم عادةً. يمكنك أخذ العلم بهذه الفرص من خلال شبكة الإنترنت الداخلية في الشركة أو عبر النشرات البريدية الإلكترونية، أو من خلال سؤال المشرف عليك أو ممثل الموارد البشرية.

تتوافر لدى العديد من الشركات أيضاً فرص التطوع في المسؤولية المجتمعية؛ تعرفت ممثلة المبيعات الداخلية التي كنت أشرف عليها إلى فريق كرة السلة في شركتها من خلال حديثها مع زملائها في قسم آخر، وبذلك، أصبحت لديها صداقات مع أقران لم تكن لتلتقي بهم لولا ذلك.  اِطلع أيضاً على مواقع الشركة الإلكترونية المخصصة للتعليم والتطوير، إذ ستجد عليها معلومات عن الدورات التعليمية القصيرة، التي تعد وسيلة رائعة لبناء مهاراتك والتعرف إلى أشخاص جدد.

أظهر اهتماماً حتى تتحول الصلة إلى علاقة

بمجرد إنشاء صلة أولية، يمكنك العمل على بناء علاقة متينة تسمح لك بتحقيق أقصى استفادة من مهاراتك التي ستتكامل مع مهارات الطرف الآخر.  أظهر اهتماماً بفهم عمل زميلك من خلال طرح أسئلة محددة، وحتى طلب نصيحة يسهل عليه تقديمها،  على سبيل المثال، إذا قدّم أحد زملائك في قسم الموارد البشرية عرضاً تقديمياً أثار اهتمامك، فأعلمه بذلك واطلب منه تخصيص 20 إلى 30 دقيقة لمساعدتك على التحضير للعرض التقديمي الذي تعمل عليه، وعلى هذا النحو ستتلقى منه مساعدة قيّمة وستعزز صلتك به على الدوام. وكما كتب بن فرانكلين في سيرته الذاتية: "من قدّم لك معروفاً مرة سيكون مستعداً لتقديم معروف آخر أكثر من شخص قدمت له أنت معروفاً"، انطلق من هذا المبدأ، لكن لا تنسَ أن ترد المعروف بمثله، لأن الأخذ دون عطاء لا يؤدي إلى علاقة متينة.

إن هذه الاستراتيجيات واضحة ومباشرة، لكننا نتجاهلها ونقلل من قيمتها في أغلب الأحيان، فإنشاء روابط أفقية على المستوى الإداري نفسه أمر مهم لتعزيز شبكة العلاقات والحصول على فرص جديدة، إذ تزداد فاعليتك في العمل وتتوصل إلى أفكار عظيمة من خلال الاستعانة بمعارف الآخرين المختلفة، كما أن بناء هذه الروابط سهل جداً.

إذاً، لماذا لا تغتنم الفرصة وتبدأ الآن؟

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي