جدولة التزامات العمل مسبّقاً

أحد العوامل الرئيسية الذي يسهم في تقليل التوتر حول إجازتك هو أن تقرر موعدها بدقة مسبّقاً، إذ يتيح ذلك الفرصة لتجنب تراكم الكثير من الالتزامات قبل إجازتك وبعدها والقدرة على اتخاذ خيارات مدروسة والنظر في جوانب مختلفة في أثناء تنظيم تفاصيل رحلتك. يقلل توفير مهلة كافية قبل أخذ الإجازة إلى حد كبير من التوتر إلى درجة أن أحد عملائي الذين أدربهم في مجال إدارة الوقت، وهو متخصص في تنظيم رحلات السفر الفاخرة، يصر على تلقي إشعار قبل ثلاثة أشهر على الأقل من موعد الرحلة.

بمجرد أن تقرر الذهاب في إجازة، سجل أيام الإجازة على جدول مواعيدك واضبط إعداداته على ميزة “خارج العمل” في هذه الفترة، ومن الأفضل عدم التخطيط لأي عناصر مجدولة مثل المحادثات الهاتفية الجماعية في أثناء السفر. بهذه الطريقة، فإن أنشطة العمل الوحيدة التي قد تُضطر إلى الاستجابة لها في أثناء عطلتك هي الأنشطة غير المتوقعة والعاجلة فعلياً. قد تضطر بالطبع إلى التحقق من شيء أو اثنين في أثناء غيابك، فذلك يحدث، ولكن من المهم تقليل الحاجة إلى الانخراط في مهام العمل المعتادة خلال الإجازة.

ربما تشعر أنه من الأفضل تنظيم أكبر عدد ممكن من الاجتماعات قبل الرحلة وبعدها، ولكن ترك هامش من الوقت قبل إجازتك وبعدها يمكّنك من تحقيق نتائج أفضل. خصص بضعة أيام قبل مغادرتك لإنهاء المشاريع والتعامل مع رسائل البريد الإلكتروني المهمة وحضور أي اجتماعات عاجلة حقاً قد تطرأ فجأة. خصص اليوم الأول على الأقل عند عودتك إلى المكتب للتكيف مجدداً مع العمل وتنظيف بريدك الوارد بكفاءة، حيث يمكنك عدّ ذلك تفريغاً لحقائبك وإعادة ترتيب منزلك على الفور بدلاً من ترك الحقائب نصف فارغة لأيام وأسابيع في النهاية.

التخطيط الأولي للسفر

تؤثر طريقة تنظيم رحلتك أيضاً إلى حد كبير على درجة شعورك بالتعب أو الانتعاش عند العودة. أوصي بأخذ نصف يوم إجازة على الأقل من العمل قبل أن تغادر لمنح نفسك وقتاً إضافياً للتعامل مع أي مهام أو حزم ما تبقى من أمتعة. عند حجز رحلتك في البداية، من المفيد استثمار بعض المال لتأمين السفر في أوقات معقولة، بحيث تتجنب الاستيقاظ في الساعة 3 صباحاً مثلاً للحاق بموعد الطائرة لأن الحرمان من النوم يزيد احتمال إصابتك بالمرض، ولأنك تخطط لرحلتك في وقت مبكر، ستتمكن بلا شك من العثور على مزيد من الرحلات الجوية بأسعار معقولة.

يجب ألا تفكر فقط فيما تريد زيارته أو الاستمتاع بفعله في أثناء التخطيط للأنشطة، بل في التجربة الشاملة التي تريد خوضها أيضاً، فزيارة باريس مثلاً لا تعني بالضرورة زيارة جميع متاحفها، فلعلك تشعر بسعادة وحيوية أكبر إذا ركزت على قضاء بعض الوقت في المواقع المهمة ومن ثم منح نفسك رفاهية الجلوس في مقهى لبضع ساعات أو الخروج في نزهة ترفيهية.