أسئلة القراء: هل أستمر في وظيفة آمنة أم أجازف بالانتقال إلى مسار مهني آخر؟

5 دقائق
تغيير المسار المهني
shutterstock.com/Lightspring

سؤال من قارئ: عملت على مدى الأعوام القليلة الماضية لدى الجيش الكندي. وتم اختياري مؤخراً للانضمام إلى برنامج منحة دراسية عدت فيه إلى الدراسة في الجامعة، ثم كُلّفت بعدها للعمل كضابط في منصب قيادي. كان أدائي في الجامعة جيداً جداً، والآن، أفكر في تغيير مساري المهني وأن أترك الجيش وأتوجه إلى مهنة أخرى، كالمحاماة، فهل يستحق الأمر أن أترك وظيفة ذات دخل ثابت مع ترقيات مضمونة أم علي أن أغامر وأتجه نحو مسار مهني آخر يتمتع بالمرونة ويثير اهتمامي أكثر؟ هل الانتقال إلى مسار مهني آخر أفضل من البقاء في وظيفة آمنة؟ إذا بقيت في الجيش، قد أُنقل إلى أي مكان، لكني سأكتسب خبرة ذات قيمة يمكن تطبيقها لاحقاً عندما أتقاعد من الخدمة، أي عندما أكون في سن 45 تقريباً، وهي سن لا تعتبر كبيرة جداً نسبياً لكني سأعتبر كبيراً على البدء بمسار مهني جديد. إذا غادرت الآن، سأتمكن من التركيز على مسار مهني جديد على الفور، لكني سأخسر راحة الدخل الثابت على مدى عامين من الزمن.

سؤالي هو:

هل هذا الأمر جدير بالمجازفة؟ هل أغيّر مساري المهني أم يجب عليّ البقاء في وظيفتي الآمنة؟

يجيب عن هذا السؤال كل من:

دان ماغين: مقدم برنامج "ديير آتش بي آر" من هارفارد بزنس ريفيو.

أليسون بيرد: مقدمة برنامج "ديير آتش بي آر" من هارفارد بزنس ريفيو.

مونيكا هيغنز: أستاذة في كلية الدراسات العليا في التعليم بـ"جامعة هارفارد".

مونيكا هيغنز: من الواضح أنه شخص يتمتع بإمكانات حقيقية، لكنه لا يملك المهارات الكافية، تم سحبه من العمل ليعود إلى الدراسة في منحة. عموماً، ذلك يعني أن الجيش رأى فيه إمكانات هائلة وأنه يتمتع بفرص ممكنة في الجيش. وبالفعل، فهو يعرف أنه سيحصل على ترقية عند عودته. برأيي، يجب على صاحب السؤال أن يعرف ما يريد فعله قبل أن يغادر عملاً مثل هذا.

أليسون بيرد: أعتقد أنه يتمتع بمزايا هائلة على اعتباره ضابطاً في الجيش. لقد نشرنا مقالات لـ بوريس غرويزبرغ وشركائه في التأليف تتحدث عن عدد الضباط السابقين الذين أصبحوا من كبار القادة في المؤسسات. وتبين إحدى الدراسات أنهم يشكلون 3% من الرجال البالغين في الولايات المتحدة، في حين يشكلون ثلاثة أضعاف هذه النسبة من الرؤساء التنفيذيين لشركات على مؤشر "إس آند بي 500" (S&P 500). ثمة دروس كثيرة يمكن أن يستقيها صاحب السؤال من موقع لا يمكن لأحد غيره الوصول إليه، لذا فحدسي الأول هو أن يستمر في المسار المهني العسكري هذا.

دان ماغين: سأتوقف عند هذه النقطة قليلاً لسببين. أولاً، الخطة التي يرسمها هنا تقول إنه بإمكانه أن يبقى في الخدمة إلى أن يبلغ سن 45، ثم يتقاعد ويحصل على المعاش التقاعدي، ثم يبدأ مساراً مهنياً ثانياً، وقد رأيت كثيراً من الأشخاص ينجحون بصورة مذهلة في ذلك. لكنه ذكر أمرين سأقف عندهما قليلاً، إذ يبدو أنه لا يحب العمل في الجيش، فهو يقول: "هل عليّ أن أغامر وأتجه نحو مهنة أخرى تتمتع بالمرونة وتثير اهتمامي أكثر؟"، كما أنه يبدو مدركاً لإمكانية نقله إلى أي مكان في أي وقت إذا بقي في الجيش، وقد يكون ذلك صعباً للغاية على العائلة، لكن ليس واضحاً بالنسبة لنا ما وضعه العائلي الحالي أو كيف سيكون في غضون خمسة أعوام أو عشرة. يعتبر هذان الأمران من أهم التكاليف التي تترتب على هذا الشق من الخطة والبقاء في الجيش، فهل يبدوان مهمين؟

مونيكا هيغنز: بالتأكيد هما مهمان، وهو لا يوضح في سؤاله التزاماته التي تجعله يفضل البقاء وكم ستستمر. لكنه أيضاً لا يوضح سبب اختياره مهنة المحاماة، ومقدار ما يعرفه عنها. ترى هل من سبيل ليكمل في هذا المسار ضمن الجيش؟ فعموماً، يخضع بعض العاملين في الجيش إلى برامج تدريب ليصبحوا محامين أو مهندسين ضمن الجيش. لكني أود منه أن يتحدث مع بعض الأشخاص في الجيش وخارجه، لا أدري إن كان لديه مرشدين أم لا، من الواضح أن لديه جهة راعية، لكن هل لديه مرشد يمكنه التحدث إليه؟ يبدو لي أنه لا يزال في المراحل الأولى.

أليسون بيرد: وأعتقد أيضاً أن الإنسان يفكر كثيراً بشأن ما يريد فعله في شبابه، لكن كل ما فكر فيه يتغير عندما يكبر. لذا، أرى من الحكمة أن ينتظر بعض الوقت ويُبقي أكبر عدد ممكن من الاحتمالات مفتوحة أمامه.

مونيكا هيغنز: ربما يمكنه الخضوع لمزيد من برامج التدريب مدفوعة التكاليف في الجيش. وإذا قرر أن المحاماة هي المجال الذي يثير اهتمامه، قد يتوصل إلى طريقة للدخول في هذا المجال والحصول على التدريب اللازم وربما العمل فيه ضمن الجيش، ثم يمكنه الخروج من الجيش بعد ذلك. يبدو أن لديه احتمالات كثيرة متاحة.

دان ماغين: هل يجب أن يؤثر المناخ الاقتصادي السائد على قراره؟ إحدى فوائد الجيش هي أنه لا يسرح الموظفين، والعمل فيه ثابت بالنسبة للغالبية. هل يجب أن يؤخذ ذلك في الحسبان؟

مونيكا هيغنز: في الأحوال العادية سيكون من الأفضل له أن يبقى في مكانه، ويتعلم وينمو ويتحدث إلى الآخرين، وأن يعثر على مرشدين وممولين، فما بالك في هذه الظروف؟ الآن هو الوقت المثالي ليقوم بذلك، بل هو أفضل وقت.

دان ماغين: أحد الأمور التي ذكرها هي أنه عندما يتقاعد من الجيش في سن 45، سيكون من الصعب عليه البدء بمسار مهني جديد. هل يبالغ في تقدير صعوبة ذلك؟ أعتقد أنه من الأسهل على العسكريين البدء بمسار مهني جديد، ويعود جزء من أسباب ذلك إلى ما ذكرته أليسون في البداية، فالجميع يعلمون أنهم أشخاص يتمتعون بجودة رفيعة ومدربون جيداً.

أليسون بيرد: كما أن مؤسسات كثيرة خصصت برامج مصممة لجذب القادة العسكريين.

مونيكا هيغنز: أرى أنه من مصلحته العمل في الجيش والوصول إلى منصب قيادي ما، لا أعرف ما هو المنصب الذي سيصل إليه. وطالما أن لديه إمكانية الحصول على التدريب في مجال ما، سواء كان المحاماة أو الهندسة أو أي اختصاص متاح له في الجيش، فلم لا يحصل على تدريب مدفوع التكاليف على هذا الاختصاص ثم ممارسة العمل فيه قليلاً. أعتقد أنه في سن 45 سيكون صغيراً نسبة للخبرة الكبيرة التي سيمتلكها.

أليسون بيرد: إذا استمر صاحب السؤال بالعمل في الجيش مدة طويلة، لكن بقيت لديه الرغبة في الانتقال إلى مسار مهني آخر في نهاية المطاف، كيف يضمن أن تبقى عقليته متقبلة لهذا الوضع؟

مونيكا هيغنز: سيتمكن من ذلك عن طريق التحدث إلى أشخاص خارج نطاق زملائه ومحيطه في الجيش. ثمة بحث مثير للاهتمام حول شبكات التواصل الاجتماعي، ولطالما شعر من أجروا أبحاثاً حول هذا المجال أن شبكات التعارف تزيد فرص الظهور والتميز وتوفر المعلومات. وهذا حقيقي جداً، لكنه يرجع إلى الذهنية في المقام الأول. فيمكن أن تتحدث إلى أشخاص يعملون في مسارات مهنية مختلفة قد لا تتخيل أنها ستكون خيارات متاحة لك، وهذا يعود بنا إلى عمل هيرمينيا إيبارا الذي يوضح أن شبكات التعارف شبيهة بالأنابيب والمنشورات  التي يمكنها أن تمدك بالمعلومات وتغير نظرتك عن نفسك ومسارك المهني وانسجامك مع العالم، وتغير رؤيتك لمدى تلاؤم مسارك المهني مع حياتك، وطريقة مساهمتك مع الأفراد الآخرين والمؤسسات والمجتمع. لذا أشجعه على بناء شبكة أكثر تنوعاً من المختصين الذين يمكنهم توجيهه. سيكون ذلك صعباً لأنه بنى أساساته في الجيش، لكنه قادر على القيام به.

دان ماغين: نرى أنه في وضع ممتاز الآن. فقد ميزه الجيش على أنه شخص ذو إمكانات هائلة تؤهله ليصبح ضابطاً. ونرى أن الجيش هو أحد أفضل ميادين التدريب التطويرية. ونعتقد أنه يشعر بشيء من الضغط الذي يدفعه لوضع خطة للأعوام العشرين التالية من الآن. ويبدو أنه ينظر إلى الوضع وكأن عليه اختيار أحد أمرين، إما أن يغادر الجيش قريباً وإما أن يبقى حتى يبلغ سن 45. لكننا لا نرى أن عليه التعامل مع الأمر بهذه الطريقة، وخضوعه لبرنامج تدريب الضباط يعني التزامه لعدة أعوام مقبلة. نرى أنه بإمكانه اغتنام هذا الوقت لاستكشاف الاختصاصات المتاحة ومحاولة تعلم أحدها والحصول على بعض التدريب المختص. وهذا مناسب تماماً لظروف الركود التي نعيشها، ففي أوقات الاضطراب الاقتصادي يشكل الجيش مكاناً آمناً ومستقراً للعمل على مدى الأعوام المقبلة. يبدو وضعه ممتازاً، ويجب أن يغتنم الفرصة التي يتيحها له الجيش، وبهذه الطريقة سيتمكن من الموازنة بين وظيفته الحالية، ورغبته في الانتقال إلى مسار مهني آخر.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي