شارك
الرئيسية
3 دقائق 
لا يستطيع جمهورك الجمع بين الاستماع إلى إلقائك العرض التقديمي وقراءة شرائح العرض المستفيضة والممتلئة بالنصوص في الوقت نفسه، (حتى لا تفوتهم أجزاء أساسية من الرسالة التي تريد إيصالها). لذلك، عليك التأكد من اجتياز شرائح العرض لما أسمّيه "اختبار النظرة السريعة للعرض التقديمي"، أي أن يستوعب الجمهور كل شريحة من شرائح العرض خلال 3 ثوانٍ تقريباً.
نصائح اختبار النظرة السريعة للعرض التقديمي
تعامَل مع شرائح العرض كأنها لافتات إعلانية. فمثلما يفعل السائقون عندما يتجهون بأنظارهم لبرهة بعيداً عن الطريق الذي يُعد نقطة التركيز الأساسية لاستيعاب المعلومات التي على اللوحة الإعلانية، فإن على جمهورك التركيز فيما تقوله وألا ينظروا إلى الشرائح إلا لفترة وجيزة عندما تعرضها.
احرص على بساطة شرائح العرض
تظهر البحوث أن الناس يتعلمون بفاعلية أكبر من رسائل الوسائط المتعددة عندما تكون مباشرة ومجردة من الكلمات والرسومات والصور المتحركة والأصوات غير المرتبطة بالموضوع. الإضافات الكثيرة تشتت المعنى الأصلي وتصبح مصدر إلهاء للجمهور، كما أنها ترهق القدرات المعرفية لديهم.
لذلك، إذا أردت إضافة عنصر ما لشرائح العرض الخاصة بك يجب أن يكون ذلك لسبب وجيه، مثل: هل يحتاج الجمهور إلى رؤية شعار شركتك على كل شريحة عرض ليتذكروا مع أي جهة تعمل؟ هل يضيف ذلك التصميم الأزرق المائل أي معنى لعرضك؟ إذا لم يكن كذلك، فدعك منه، وهذا ينطبق أيضاً على النصّ، إذ عليك أن تبقيه قصيراً وسهل الاستيعاب، ولا تنسَ أن تجعل مقاس الخط كبيراً بما يكفي ليراه من يوجد في آخر القاعة.
من الضروري أيضاً أن تلتزم بأسلوب بصري متناسق للتصميم الذي تعتمده لشرائح العرض. اختر نوعاً واحداً أو نوعين اثنين بحد أقصى من الخطوط للاستخدام في جميع الشرائح. أيضاً استعمل لوحة الألوان نفسها لجميع الشرائح (حدد لنفسك 3 ألوان متناسقة وعدداً من ألوان الظلال مثل الرمادي والأزرق الفاتح). واختر أيضاً صوراً متناسقة من تصوير مصور واحد أو تبدو كذلك. أما الرسوم التوضيحية فيجب أن تكون موحدة الشكل.
وبتطبيق النصائح السابقة على الشريحة التالية، نجد أنها فشلت في اجتياز اختبار النظرة السريعة لأنها مكتظة بالنصوص، كما تبدو كأنها شاشة قراءة (ملقِّن)، وهي ربما تساعدك في تذكر الموضوع بوجه عام، ولكنها لن تكون سهلة الاستيعاب على الجمهور.
يمكن بدلاً من ذلك تبسيط النص ووضعه ضمن عنصر بصري بسيط (ووضع نص شاشة القراءة ضمن خانة "الملاحظات" التي لا يراها الجمهور). فبهذه الطريقة، ستجعل رسالتك أقوى وستيسر على الناس استيعاب ما تقول. وفيما يلي نموذج لإحدى الشرائح لمزيد من التوضيح:
رتّب عناصر شريحة العرض بعناية
ثمة طريقة أخرى لمساعدة الجمهور في استيعاب العناصر البصرية بطريقة أسرع: فكر مثل المصممين عندما تُجري ترتيب عناصر شريحة العرض.
ستساعدك مبادئ التصميم الخمسة هذه في تبسيط شرائح العرض حتى تجتاز اختبار النظرة السريعة:
التدفق. يمكنك توجيه أنظار الجمهور إلى أماكن محددة من شريحة العرض للتركيز على النقاط المهمة. على سبيل المثال، أول ما تراه عينك في هذه الصورة هو عنقود العنب، قبل أن تنتقل إلى الرسالة التي تشير إلى الجودة ومن ثم تركز على حبة واحدة من "العنقود":
تباين الألوان. تنجذب أعيننا إلى الأشياء البارزة، لذلك يستخدم المصممون تباين الألوان لتركيز الانتباه. استخدِم تباين الألوان من خلال حجم العناصر المستخدمة وأشكالها وألوانها وتقاربها بعضها من بعض. في هذا المثال، يقارن المتحدث بين مقطعَين عرضييَن لكل من الجلد والتربة لكي يُظهِر أنه يجب فهم النشاط الميكروبيولوجي الموجود تحت سطحهما عند تناول كل منهما. ولذلك، استُخدمت الخلفيات غير الواضحة لكي تُبرز الأشكال التوضيحية البيضاء من أجل استيعاب الصورة بصرياً بسرعة:
المساحة البيضاء. وهي المجال المفتوح الذي يحيط بالعناصر المهمة. يميل المتحدثون عادة إلى ملئها بمحتوى إضافي يستحوذ على الانتباه، ولكن ترك مساحة بيضاء مقبولة يزيد من انتباه المشاهدين وتركيزهم عن طريق إيضاح عناصر شريحة العرض بشكل منعزل. في هذا المثال، لو أضفنا إلى النص صورة أكبر أو صورة تضم المزيد من التفاصيل لما استطاعت عينك معرفة من أين ستبدأ، كما أن الاقتباس سيفقد قوّته:
التسلسل الهرمي. يسمح التسلسل الهرمي البصري الواضح للمشاهدين بالتيقن من أهم العناصر في شريحة العرض:
الانسجام. تبدو الشرائح المنسجمة بصرياً وكأن الشخص نفسه أنشأها، كما تجعل رسالتك أكثر تماسكاً. يمكنك تحقيق هذا الأمر عن طريق الحرص على معالجة التناسق في الأنماط والخط واللون والصور، ويكون ذلك من خلال تنسيق هذه العناصر في الشريحة الرئيسة وتطبيقها على مدار جميع الشرائح. فيما يلي شريحتان لمزيد من التوضيح:
توفر لنا برامج العروض التقديمية العديد من العناصر البراقة والمغرية لاستعمالها في العرض، ولكن الجمال والوضوح الحقيقي يكمن في الاقتصاد فيها. فاحرص على استخدام الصور البسيطة التي تدعم رسالتك، لكي تمكن المشاهدين حقاً من الاستماع إلى أفكارك وتبنّيها وفقاً لما تم الحديث عنه في اختبار النظرة السريعة للعرض التقديمي.
هذه هي المقالة الثالثة من سلسلة مقالات مدونة نانسي دوارتي حول تصميم العروض وتقديمها، استناداً إلى نصائح من كتابها الجديد "دليل هارفارد بزنس ريفيو للعروض التقديمية المقنعة" (HBR Guide to Persuasive Presentations).
اقرأ أيضاً: