ابدأ عملك الخاص دون أن تستقيل من وظيفتك الحالية

4 دقائق
كيف تبدأ عملك الخاص

يراود العديد من المهنيين حلم التحرر من مدرائهم وتأسيس عملهم الخاص، ووفقاً لأحد الاستقصاءات فإن 62% من الأميركيين يتشاركون هذا الحلم، ويُخيل إليهم عادة الصورة النمطية لريادة الأعمال التي تقتضي منهم تقديم إخطار بالاستقالة من العمل وهم يشعرون بالانتصار وينطلقون بعدها لاصطياد العملاء، ولكن استراتيجية "كل شيء أو لا شيء" محفوفة بمخاطر لا داع لها وغالباً ما تؤدي إلى اتباع مسار خاطئ ومضلل، في حين أن الجواب الصحيح للسؤال الذي يقول: "هل يجدر بي اقتحام مجال ريادة الأعمال؟" أو "كيف أبدأ مشروعي وأنا موظف؟" ينقسم إلى شقين: انطلق على الفور وأسس عملك الخاص، ولكن لا تترك وظيفتك الثابتة.

اقرأ أيضاً

ريادة الأعمال عند الموظفين

لا شك أنك ستواجه بعض التحديات التي لا مفر منها والتي ينبغي عليك التغلب عليها، مثل توفير الوقت اللازم لممارسة عمل إضافي، والتأكد من أن مشروعك الجديد لا ينتهك سياسات الشركة التي تعمل بها. كما يجب عليك التحقق من اللوائح، ولكن في معظم الأحيان يصعب تصور وجود أي تضارب إذا كنت تدير نوعاً مختلفاً من الأعمال، مثل اتجاهك للعمل في مجال الكتابة الحرة في أثناء عملك بأحد البنوك الاستثمارية.

ولكن ستلاحظ بمجرد البدء أنك تجني مكاسب هائلة بحفاظك على وظيفتك الثابتة إلى جانب تأسيس عملك الخاص. وإليك 5 أسباب ستدفعك للسعي الدائم للحفاظ على الاثنين معاً وطرق تعزيز كل منهما للآخر.

ربما يعود "الإخفاق" بالنفع على حياتك المهنية

حين تفاضل بين خيارين بشأن ريادة الأعمال: "هل يجب عليّ ترك وظيفتي لتأسيس عملي الخاص؟" فإن العواقب المالية الناجمة عن الإخفاق ربما تكون وخيمة. (فأياً كان الحال لا بد من سداد قسط السيارة أو العقار). ولكن حين يكون لديك دخل ثابت من وظيفتك الثابتة، فسيكون هذا الدخل هو حصنك المنيع، وستنظر إلى ريادة الأعمال بصفتها رحلة تعلم، وحتى إن لم يكتب النجاح لهذا المشروع، فقد اكتسبت مهارات ثمينة بإمكانها تعزيز مستقبلك المهني.

وكذلك كان الحال مع بوزي دار، أحد المسؤولين التنفيذيين العاملين بقطاع الصناعات الدوائية، الذي نوّهت إليه في كتاب: "كيف تصبح رائد أعمال" (Entrepreneurial You)، حينما واجهت فكرته الريادية الأولى فشلاً ذريعاً، وكانت عبارة عن تطبيق لمساعدة المستخدمين في تغيير حالتهم المزاجية، ولكنه اكتسب خبرة جعلته أكثر ذكاء فيما يخص عمليتي المبيعات والتسويق، واستفاد من تلك الدروس في عمله فحولها إلى العديد من العمليات التسويقية الناجحة.

ستمتلك وقتاً أكبر للتحقق من صحة فكرة مشروعك

يتمثل الهدف الأساسي والأهم بعالم ريادة الأعمال في العثور على "منتج يتلاءم مع السوق"، وهو ما يعني تحديد الجمهور والعروض المناسبة التي سيدفع هذا الجمهور المقابل المادي لاقتنائها. ربما يستغرق هذا الأمر بعض الوقت، وفي ظل عدم توافر مصادر أخرى للدخل ستراودك المخاوف وستصبح في عجلة من أمرك، ولكن في غياب الضغوط المالية الملّحة، سيكون لديك الوقت الكافي لتفهم عملاءك واحتياجاتهم جيداً، وبالتالي ستجني نتائج أفضل وأكثر نجاحاً بكثير.

أسس جيمس ألتاتشر، المؤلف الذي اتجه لعالم ريادة الأعمال، شركة متخصصة في تطوير مواقع الإنترنت إلى جانب عمله واحتفظ بوظيفته الثابتة لمدة 18 شهراً كاملة حتى أنه قام بتعيين عشرات الموظفين خلال هذه المدة قبل أن يترك وظيفته الثابتة ليتفرغ لإدارة شركته، وبهذا التقدم المتمهل ضمن الحفاظ على مستوى راتبه والتزاماته المالية الخاصة بالمشروع الجديد.

يمكنك الانفراد بمكانة متميزة في السوق بسهولة أكبر

حين تعتمد على مشروعك الناشئ لتوليد الإيرادات، ستضطر في كثير من الأحيان لقبول أعمال غير مرغوب فيها أو ذات أجر زهيد، وفي بداية حياتي المهنية في عالم ريادة الأعمال، قبلت العديد من المشاريع قصيرة الأجل، مقابل بضع مئات من الدولارات، ولكن إن لم يكن حصد الأموال هو غايتك الأساسية في البداية، يمكنك أن تكون أكثر انتقائية كما يمكنك التغاضي عن الأجر في الأعمال المرموقة غير مدفوعة الأجر (مثل إلقاء المحاضرات بصفتك زائراً في إحدى كليات إدارة الأعمال، أو إلقاء محاضرة في إحدى فعاليات "تيدكس" (TEDx))، وتجنب العمل منخفض الربح أو العملاء المشكوك في مصداقيتهم الذين قد يتسببون في تشويه علامتك التجارية فيما بعد.

يمكنك تطوير رصيد ثمين من المهارات المهنية

يعاني رصيد المهارات المهنية نقصاً نسبياً في الأيام الأولى من أي مشروع ريادي، حيث يتم توجيه كل الرصيد إلى جهود التسويق وصناعة منتج جديد. ويكمن الجانب السلبي للأمر بطبيعة الحال في احتمالية عدم استعداد قادة الشركة لتولي بعض جوانب المهمة، وافتقارهم إلى الموارد اللازمة للحصول على المساعدة التي يحتاجونها، وهو ما يمكن تفاديه إذا احتفظت بوظيفتك الثابتة.

التقيت شير داونينغ للمرة الأولى خلال حضورها لفعالية "خلوة العقل المدبر" (Mastermind Retreat) التي نظمتها قبل 4 سنوات. كانت لا تزال تعمل نائبة لعميد الجامعة بدوام كامل، واستغلت الخلوة لوضع خطة تفصيلية مدتها عامين لإيجاد مسار لتأسيس عملها الخاص. وبالاعتماد على الاتصالات الاستراتيجية والخيارات التي اتخذتها خلال السنوات الأخيرة في وظيفتها الثابتة، أصبحت اليوم تدير استشارات تدريبية ناجحة خاصة بتقنيات التعليم.

يمكنك الاستمتاع بحياتك المهنية بصورة أكبر حين تعمل في كلا العالمين

يضفي وجود عمل إضافي ريادي بعض المتعة على ما قد تواجهه بعض الأحيان من أعمال مكررة ومملة في وظيفتك الثابتة. وفي حين أنك ستحرص بكل تأكيد على حمل مشروعك على محمل الجد، فإن الأمان المالي الذي توفره وظيفتك الثابتة سيساعدك في الحفاظ على نظرة سليمة للأمور، فقد يُشكل التأخير في إصدار نموذج أولي لمنتج جديد، أو العميل الذي لا يجدد عقد العمل معك، انتكاسة لمشروعك، ولكنه لن يهدد حياتك. ويُمكّنك العمل في كلا العالمين من الاستفادة من المتعة الإبداعية التي يولدها التعلم والتجربة، والتي قد تتلاشى سريعاً إذا تداخلت مع المتطلبات المالية.

يرى الكثيرون أن تأسيس عمل خاص يعني التخلي بالضرورة عن الوظيفة الثابتة والشركة التي يعمل بها المرء ولهذا يتكرر السؤال التالي: كيف أبدأ مشروعي وأنا موظف؟، ولكن يرى أذكى المهنيين أنه بإمكان المرء، بل وربما ينبغي عليه، الاحتفاظ بكليهما، وذلك لأن هذا المزيج يعلمك أشياء أكثر بصورة أسرع مقارنة بغيره من المنهجيات، كما يتيح لك صياغة مستقبل مهني مثير للاهتمام ويعني لك الكثير.

اقرأ أيضاً

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي