كيف تبدأ عملك الجانبي من نقطة الصفر؟

4 دقائق

وفقاً لمسح أُجري مؤخراً في الولايات المتحدة، فإن قرابة 40% من الأميركيين لديهم حالياً "دخل جانبي" أو مصدر دخل خارجي غير مرتبط بوظائفهم اليومية، فضلاً عن وجود آخرين كثر يفكرون بذلك. في الواقع، أظهر استطلاع لشركة "ديلويت" (Deloitte)، وشمل مواليد جيل الألفية والجيل السابق له أن ثلثي المبحوثين تقريباً يفكرون في الحصول على دخل جانبي يُكمّل العمل بدوام كامل.

إلا أنه غالباً ما يقتصر الأمر على التفكير دون التنفيذ، إذ يرغب الكثير من الموظفين في توفير دخل جانبي من دون البدء بذلك فعلياً.

إذا كنت مهتماً بالحصول على دخل جانبي ولكنك تواجه صعوبة في البدء، فأنت بحاجة إلى استكشاف مصدر ترددك ومعرفة ما الذي يمنعك. وكما اكتشفت من خلال عملي مع المشاركين في دورة "الخبير المشهود له" (Recognized Expert)، أن هناك 4 تحديات مشتركة يمكن أن تعرقل رواد الأعمال الطموحين من تحقيق دخل جانبي. وفيما يلي أبرز الاستراتيجيات للتغلب على كل تحدٍ منها.

التركيز على الخطوات الأولى الخاطئة. يمكن أن يؤدي النظر إلى المسافة بين فكرتك والمنتج النهائي – سواء أكان بث صوتي "بودكاست"، أو إطلاق تدريب، أو تطبيق، أو أي شيء آخر – إلى أن يبدو أمراً جسيماً، وغالباً ما يخشى الشخص الذي الذين يريد تحقيق دخل جانبي من نقص المال المتوفر معه لتصميم شعار أو موقع ويب فاخر، أو يقف حائراً بين خيارات تأسيس شركة عائلية أو شركة ذات مسؤولية محدودة. من الخطأ أن تقلق بشأن هذه الأشياء في المراحل المبكرة من عملك. من الصحيح أن الشركات الناجحة يجب أن يكون لديها مواقع ويب جيدة وهياكل قانونية مناسبة، إلا أنها أيضاً خطوات معقدة ومكلفة وقد تعيق بدايتك. عليك أولاً تحديد ما إذا كان فعلاً لديك عمل، بمعنى هل هناك عملاء يرغبون فيما تقدمه؟

يجب أن تكون الخطوة الأولى، كما تم توضيحها في منهجية "تأسيس شركة ناشئة مرنة" (Lean Startup)، هي إجراء اختبار صغير غير مكلف لمعرفة ما إذا كان هناك اهتمام أولي من العملاء بما تخطط للقيام به ("هل هناك منتج قابل للتطبيق بحدوده الدنيا؟"). على سبيل المثال، إذا كنت ترغب في كتابة كتاب حول موضوع معين، حاول كتابة مدونة أولاً ومعرفة ردود الأفعال؛ وإذا كنت ترغب في أن تكون مدرباً، فحاول البدء بعميل مجاني (إذا لم يكن هناك من يهتم بالحصول على تدريب مجاني، لن تجد قطعاً من سيدفع لقاء ذلك).

انعدام الثقة. غالباً ما يكون لدى الطموحين في تحقيق دخل إضافي في المراحل المبكرة من إطلاق مشاريعهم الناشئة مخاوف بشأن مؤهلاتهم، وهو ما يسمى بـ "متلازمة الانتحال" (Imposter Syndrome). وقد يكون من المفيد إذا كان مستوى خبرتك أقل بشكل ملحوظ من الآخرين في هذا المجال، إجراء استطلاع لوضع السوق، ومعرفة المهارات والخلفيات التي يمتلكها الآخرون في المجال. وفي حال كانت مؤهلاتك متشابهة أو أفضل، فستكون لديك قاعدة صلبة وستتمكن من تحديد ما لا تعرفه بالفعل. أما إذا كان مستوى خبرتك أقل بكثير من الآخرين في هذا المجال، فيمكنك التفكير في المشاركة مع شخص تكون مهاراته مكملة لمهاراتك، أو إنشاء خطة تطوير مهني خاصة بك للحصول على التدريب الذي تحتاجه لتحقيق النجاح، (مثل تصميم الجرافيك، والبرمجة، وإدارة المشاريع، وما إلى ذلك).

تناقص الالتزام. يبدأ الكثير ممن يريدون الحصول على دخل جانبي في العمل بعزم، ويتابعون مشاريعهم بقوة، ولكن حماسهم يتراجع مع مرور الوقت، حيث يصطدمون بنكسات حتمية أو يكتشفون أن التقدم أبطأ مما توقعوه. أحد التحديات الرئيسة هنا هو أنه بينما تتضمن وظيفتك اليومية أموراً عليك تنفيذها في مواعيدها المحددة: أخبرت مديرك مثلاً بأنك سترسل التقرير بحلول يوم الخميس، وسوف تشعر بالضيق إذا لم تفعل، فعملك الجانبي ليس كذلك.

قد تكون القوة الدافعة وراء عملك الجانبي في أيامه الأولى أنت نفسك، وهو ما يصعّب الأمر على 41% من الأشخاص الذين وصفهم المؤلف غريتشن روبن (Gretchen Rubin)، بـ "المرغمين" (Obligers)، أولئك الذين يواجهون صعوبة بالغة في تنفيذ الالتزامات التي يقطعونها على أنفسهم، ولكن لديهم الدافع لفعل ما يلزم عندما يعتمد الآخرون عليهم. لهذا السبب، إذا كنت تعرف أنك تندرج تحت هذه الفئة، يمكنك التغلب على ميول التأجيل الطبيعية لديك من خلال تحديد شريك مساءلة أو مجموعة إدارة لضمان استمرارك في المسار الصحيح وتشجيعك وتسخير بغضك الطبيعي لخرق التزاماتك أمام الآخرين.

قضايا إدارة الوقت. يشير كل شخص تقريباً يرغب في الحصول على دخل جانبي إلى أن قلة الوقت سبب رئيس لعدم البدء بمشروعه، على الرغم من أنه نادراً ما يكون السبب الحقيقي. يعتبر "عدم توفر الوقت" عذراً مقبولاً اجتماعياً (نسبياً) لعدم تحقيق الشخص لأهدافه، وهو ما يجعلنا نشعر بأننا لن يُحكم علينا بأننا أخفقنا ("لدي وظيفة مهمة تتطلب الكثير من الوقت"). لكن لدى معظم الموظفين ممن لديهم وظيفة واحدة فقط وقت أكثر بكثير مما يتخيلونه (كما أشارت زميلتي لورا فاندركام، فإن العديد من الموظفين الذين يدّعون العمل لمدة 70 إلى 90 ساعة عادة ما يبالغون في تقديراتهم بما يزيد على 20 ساعة). بدلاً من ذلك، فعادة تكون المشكلة متمثلة في إدارة الوقت المتاح أمامنا.

وكما يشير كال نيوبورت (Cal Newport)، الأستاذ في جامعة "جورج تاون"، في كتابه "العمل العميق" (Deep Work)، فإنه من المفيد أن يجرب الموظفون عدداً لا حصر له من استراتيجيات إدارة الوقت لاكتشاف صيغتهم المثلى لإنجاز عمل مفيد، وهو في هذه الحالة إحراز تقدم في مشروعك الجديد. قد يشعر البعض بالانتعاش مع فترات عمل طويلة من دون انقطاع (في هذه الحالة، قد تفكر في أخذ أيام إجازة للعمل على مشروعك الجانبي)؛ بينما قد يفضل آخرون – مثلي – تحديد يوم كامل للاجتماعات والمكالمات الهاتفية، وفترة أخرى غير مجدولة للعمل الجانبي؛ في حين يمكن للبعض الآخر إدارة عملهم بشكل جيد لمدة ساعة أو ساعتين كل صباح قبل بدء دوامهم.

بالنسبة للعديد من الموظفين، يعد العمل الجانبي الطريقة المثلى لتطوير مهارات جديدة، واستكشاف الشغف المهني وتطوير مصادر جديدة للدخل. إذا كنت تفكر في بدء عمل خاص، فسوف تساعدك هذه الاستراتيجيات الأربع على الخروج من حالة الجمود التي تعوق الكثير من الطامحين وتمنحك القدرة اللازمة للبدء في مشروعك.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي