إليك الإجابة عن سؤال "كيف يمكنني إيجاد وظيفة جديدة بالاعتماد على خبراتي المتعددة؟"
سؤال من قارئ: وأنا في عمر الـ 42 عاماً، وصلت إلى مفترق طرق في حياتي المهنية، حيث بدأت حياتي في شركة أدوية. وعلى مدى ثماني سنوات، تمت ترقيتي إلى منصب رفيع المستوى على الصعيد الوطني. وعندما أصبح من الشاق عليّ تولي هذه الوظيفة والقيام بأعباء الأمومة في الوقت نفسه، غادرت الشركة وبدأت العمل لصالح نفسي، حيث امتلكت متاجر للبيع بالتجزئة في قطاع الحفاظ على الصحة، ثم في مجال بيع الأثاث بالتجزئة. وبعد ثماني سنوات، قمت ببيع هذه المشاريع التجارية وقررت العودة إلى عالم الشركات. وتوليت منصب مدير مبيعات إقليمي في شركة أثاث تجارية. كان ذلك قبل عامين. لكن قبل شهرين، خسرت وظيفتي، وأحاول الآن العثور على وظيفة جديدة تعتمد على خبراتي السابقة. وهذا هو الجزء الصعب في المسألة. إذ إن خبرتي في قطاع المستحضرات الصيدلانية كانت منذ فترة طويلة للغاية بحيث لا يمكن اعتبارها ذات جدوى الآن. وتعتبر خبرتي في قطاع الأثاث أحدث عهداً، لكنها لا تؤهلني للعمل في بعض الوظائف. ولكي أجني بعض الدخل خلال رحلة البحث هذه عن وظيفة. قبلت العمل في وظيفة انتقالية صغيرة في مجال المبيعات في شركة صغيرة لا تتوفر فيها إمكانات للنمو أو مسؤوليات إدارية. ويساورني القلق من أن يعتقد أصحاب العمل المستقبليون أنني لم أكن قادرة على الإدارة في المنصب السابق الذي شغلته. أفضّل العودة إلى قطاع الصحة، لكن لا يمكنني حتى إجراء مقابلة توظيف لأوضح كيف أن المهارات التي اكتسبتها خارج هذا القطاع ستفيد صاحب العمل المستقبلي. وهذا هو سؤالي بالتحديد:
هل وصلت مسيرتي المهنية إلى طريق مسدود بعد أن بلغت 42 عاماً؟ وهل ينبغي لي أن أقبل فقط الوظيفة الحالية الأقل شأناً لكنها أكثر ملاءمة لوضعي العائلي وأن أتخلى عن تطلعاتي المهنية العليا؟ وكيف يمكنني إيجاد وظيفة جديدة بالاعتماد على خبراتي المتعددة؟
يجيب عن هذه الأسئلة:
دان ماغين: مقدم برنامج "ديير آتش بي آر" من هارفارد بزنس ريفيو.
أليسون بيرد: مقدمة برنامج "ديير آتش بي آر" من هارفارد بزنس ريفيو.
عبيد لويزانت: نائب الرئيس للأفراد والثقافة بشركة "آي بي إم".
عبيد لويزانت: أبدأ بالقول لصاحبة هذا السؤل: لا تكتئبي. هذه ليست نهاية حياتك المهنية، وهناك الكثير من الفرص التي يتعين عليك الاستمرار في إعادة اكتشافها بنفسك. فقد فعلتْ ذلك بالفعل مرتين وأنا واثق من أنها تمتلك بعض المهارات الجيدة فعلاً لكي يتسنى لها القيام بذلك مرة أخرى.
دان ماغين: أرى أن خبراتها مثيرة للاهتمام فعلاً، فقد كان انطباعي الأول هو أن قطاع الصحة والرفاه آخذ في النمو والتغيّر كثيراً لدرجة أنني أرى الكثير من الفرص السانحة للنوع الصحيح من شخصيات رواد الأعمال. ويبدو أنها تمتلك هذه الشخصية. وأتفهم أنها كانت بحاجة إلى العمل، لذا فقد قبلت وظيفة لم تكن أفضل ما تتمنى، لكنني أعتقد أنه يتعين عليها فقط مواصلة البحث عن وظيفة، والاستمرار في التركيز على حقيقة أنها تجلب للشركة التي ستعمل فيها هذا النوع من الشخصية التي تمتهن الكثير من الحِرف والمهن وتتمتع بخبرات متنوعة مع عزيمة ريادية قوية. وأعتقد أن الفرص ستتاح لها.
أليسون بيرد: يبدو الأمر كما لو أنها كانت تتعرض للكثير من النكسات من أنواع الشركات التي ترغب في العمل لديها. كيف تبلغ يا عبيد مرحلة إجراء مقابلة توظيف مع إحدى الشركات، لإخباره مسؤوليها عن تلك المهارات والقدرات في مجال المبيعات وتطوير الأعمال المتنوعة التي تتجاوز القطاع الواحد إلى عدد من القطاعات؟
عبيد لويزانت: إذا كنت أنا من يجري معها مقابلة توظيف، فسأطّلع على حسابها على موقع "لينكد إن" ومعرفة ما إذا كان يمكن العثور على معلومات عنها عبر الويب وما الذي سنجده. ومن ثم، أنظر إلى الكيفية التي تمت بها بلورة سيرتها وقصتها المهنية رقمياً. وهكذا، يمكنها أن تبرُز لأنواع الوظائف التي تريدها. وتوجد الكثير من البرامج التدريبية والشهادات المتوفرة عبر الإنترنت بصورة مجانية أو منخفضة التكلفة، حيث يمكنها الحصول على بعض الشارات الرقمية في مجال الصحة والرفاه. ثم تبدأ في البروز رقمياً. وقد تتعرض للرفض تلقائياً من قِبل مجموعة من القطاعات التقنية. ولكن حالما تدخل في تلك المقابلة الشخصية للتوظيف، يجب عليها الاستمرار في الضغط والاستمرار في المحاولة.
أليسون بيرد: كنت أفكر في المهارات أو المعرفة التي قد تفتقر إليها في قطاع المستحضرات الصيدلانية، وبعضها يتعلق بكل شركة على حدة، مثل: ما العقاقير الطبية التي نصنعها؟ وما العلاجات التي نبيعها؟ والبعض الآخر قد يكون متعلقاً بالتكنولوجيا، مثل: ما النظم الجديدة التي تستخدمها كل هذه الشركات؟ ويبدو أنه يمكنها البحث عن مثل هذه الأمور وتعلمها بسهولة وبسرعة.
دان ماغين: أتساءل عما إذا كان جزء من المشكلات التي تواجهها يتمثل في أن وظيفة مبيعات الأدوية آخذة في التغير فعلياً بشكل كبير للغاية، وأنها لم تعد بحاجة سوى إلى عدد أقل فقط من هؤلاء الأشخاص مقارنة بالعدد الذي كانت تحتاجه في السابق، وذلك بسبب التحولات التنظيمية. وأود أن أفكر قليلاً في قطاع المستحضرات الصيدلانية وبدرجة أكبر في قطاع الصحة والرفاه الذي يمكن أن يشمل بيع جميع أنواع المنتجات ذات الصلة بالصحة، ولكن ليس بالضرورة الأقراص الطبية.
عبيد لويزانت: أعتقد أنها كلما وسعت من نطاق رؤيتها على نوع الصناعة في القطاع، ستسنح لها المزيد من الفرص.
دان ماغين: ما مقدار التحديات التي ستفرضها عليها هذه المسألة المتعلقة بالوظيفة الانتقالية؟ وبالنسبة إلى شخص في موقفها، هل من الأفضل لها عدم إدراج هذه الوظيفة في سيرتها الذاتية والبحث عن وظيفة من موقع العاطلة عن العمل إذا كان ذلك ممكناً، مقابل تولي هذه الوظيفة الصغيرة في المبيعات التي تبدو وكأنها خطوة إلى الوراء فحسب وضرورة لدفع الفواتير؟
عبيد لويزانت: لا أعتقد ذلك. إذ إن المؤسسة الجيدة أو صاحب العمل أو المدير الجيد يبحث في مجمل القصة. ومن الجيد لها أن تجري مقابلة التوظيف حسب وضعها الحالي ولن تتلقى الرفض تلقائياً في الوظيفة الحالية. إذ ستكون قد فعلت الأمر الصائب، وعادت إلى السوق. وإذا شعرت أن لديها وقتاً إضافياً، يمكنها أن تلتحق ببضع برامج التدريب والتعلم الرقميين. وهكذا، يجدر بها استخدم هذا الوقت بما يعود عليها بالنفع.
أليسون بيرد: ذكرت أيضاً التعارف المهني، وهو أمر لم تذكره صاحبة السؤال. ومن المفترض أنها لا تزال تعرف الكثير من الأشخاص في قطاع الأدوية منذ أيامها القديمة. لذا، يجب عليها بدء العمل على استعادة معارفها المهنية هذه، لأن أفضل طريقة للحصول على وظيفة في إحدى الشركات تتمثل في أن يحظى المرء بترحيب حار.
أليسون بيرد: توجد في الوقت الحالي الكثير من الشركات التي لديها برامج مصممة لمساعدة الأشخاص على إعادة إطلاق حياتهم المهنية.
عبيد لويزانت: نملك في بيئة شركة "آي بي إم" نوعين مختلفين من البرامج لمساعدة الأشخاص على إعادة تعريف أنفسهم. النوع الأول هو إعادة الاندماج في التكنولوجيا، حيث يتدرب هؤلاء الأفراد لمدة ستة أشهر تقريباً بينما يكتسبون مهاراتهم خلال خضوعهم لبضع مئات من ساعات التعلم. وينتقل حوالي 90% منهم إلى وظائف بدوام كامل. النوع الآخر هو برنامج "موظف التكنولوجيا الجديد" (New Collar)، وهو عبارة عن وظائف للمبتدئين من الأفراد ذوي الخلفيات غير التقليدية، حيث يحصل الموظف، اعتماداً على المكان الذي أتى منه، على فرصة تنطوي على الكثير من التدريب والتلمذة في نماذج الرعاية لإعادة تعريف نفسه في مهنة جديدة.
أليسون بيرد: شركة "جونسون آند جونسون" تعتبر إحدى الشركات التي أشرنا إليها في مقالة سبق أن نشرناها. لذا، تعتبر إحدى الشركات التي ينبغي لها أن تفكر فيها دون تردد.
ماكجين: ذكرت صاحبة السؤال سنها مرتين، وذكرت أنها تبلغ من العمر 42 عاماً. ويبدو أنها تعتقد أن هذه مشكلة من نوع ما. إذ نسمع عن شركات تمارس التمييز تجاه البعض على أساس السن. ويمكن أن يتسبب عمر المرء، في مرحلة معينة، في الحد من عملية بحثه عن وظيفة. فهل سبق لك أن رأيت أشخاصاً مثل صاحبة التساؤل يخشون من تقدمهم في العمر وكيف يمكن أن يؤثر ذلك سلباً على بحثهم عن عمل؟
عبيد لويزانت: التجارب الحياتية قيّمة للغاية في أي مؤسسة. لذا، فالأمر لا يتعلق بالمهارات الفنية فحسب. وقد تحدثنا عن مهارات الأشخاص ومهارات التعامل فيما بين الأشخاص. إذ إن كاتبة هذه الرسالة قد اكتسبت خبرات حياتية، لذا، من المحزن قليلاً في الواقع سماعها تتساءل: هل انتهت مسيرتي المهنية؟ فهذه هي البداية فحسب، ولا يزال أمامها متسع من الوقت في حياتها المهنية. ووضعها الحالي ليس سوى عقبة محددة في فترة محددة تمتد من سن الثلاثين إلى الأربعين عاماً من حياتها المهنية، فهو بمثابة ومضة.
دان ماغين: ما رسالتك العامة للأشخاص الذين يساورهم القلق بشأن ما إذا كانت مهاراتهم ستترجم إلى ما هو مطلوب منهم في المستقبل؟
عبيد لويزانت: يتمثل أحد الأشياء التي نراها كل عام في أن 30% من القوى العاملة تتولى وظيفة جديدة. ويتقلص متوسط فترة بقاء المهارة باستمرار. لذا، سيتعين علينا جميعاً، إعادة تعريف مهاراتنا. لذا، فإن ما أسمعه في هذه الرسائل أصبح هو القاعدة بشكل أكبر، وهو أنني أشعر بالراحة تجاه التحول. وما الذي يتعين علينا القيام به بصفتنا موظفين وأرباب عمل للاستعداد لهذه التحولات؟ إذ إنه يضمن اكتساب الأشخاص عقلية النمو، والتأكد من أنهم يتعلمون باستمرار ويفهمون نوعية المهارات المطلوبة في المستقبل، وأن يستندوا إليها. وآخر ما أقوله هو أننا نرى تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والأتمتة تواصل التأثير على جميع الوظائف. لذا، فإن الاستعداد لتلك التغييرات وتلك التحولات المحددة سيجعلنا جميعاً مرتاحين لشعورنا بالاطمئنان، مع العلم بأن الأمور تتغير بشكل مستمر، بدلاً من توقع بقاء الأشياء ثابتة.
أليسون بيرد: هناك بعض الطرق التي تجعلها أكثر جاذبية لأصحاب العمل المحتملين. أولاً، من خلال العمل على سيرتها الرقمية لضمان أن الشركات تستطيع العثور عليها عند البحث عنها. ثانياً، يمكنها الحصول على تدريب أو شهادات لاكتساب مجموعة المهارات وبناء شبكة علاقات مهنية. ويمكن أن ننصحها أيضاً بتوسيع نطاق بحثها إلى القطاعات الأخرى بجانب قطاع المستحضرات الصيدلانية لتشمل قطاع الحفاظ على الصحة الأوسع نطاقاً لأنه مجال نمو هائل. ونريدها فعلاً أن تبحث عن مؤسسات منفتحة حيال الأشخاص أمثالها ممن لديهم خلفيات غير تقليدية. ولا نعتقد أنها يجب أن تقلق بشأن الوظيفة الانتقالية. وكما ذكرنا، نعتقد أنه للرد على كيفية إيجاد وظيفة جديدة بالاعتماد على خبراتي المتعددة، يتعلق فقط بإيجاد صاحب عمل يقدّر كل شيء ستضيفه إلى المؤسسة.
اقرأ أيضاً:
- أمانة نقل الخبرة
- صناعة مستقبل الغذاء عبر صناعة الخبرة
- كيف تكتسب مصداقية حين تكون قليل الخبرة؟
- لماذا حتى المسؤولون التنفيذيون ذوو الخبرة يتجنبون النزاعات؟