ما أفضل طريقة لإيجاد وظيفة بعد تجاوز سن الخمسين؟

3 دقيقة
العمر
shutterstock.com/valiantsin suprunovich

مؤخراً، سألت بعض مهندسي التكنولوجيا الحديثة المسرَّحين من وظائفهم عن تجاربهم في البحث عن عمل. كان معظمهم ممن تجاوزوا الخمسين عاماً، فبدا عليهم الغضب والإحباط في الحال، وأجابوا: "يقولون إن مؤهلاتي تفوق المؤهلات المطلوبة للوظائف الشاغرة لديهم، ولكن ما الذي يعلمه عن التكنولوجيا موظف الموارد البشرية المبتدئ الذي لم يتجاوز 25 عاماً؟"، "لا يعاودون الاتصال بي بعد حضوري لإجراء المقابلة الشخصية، وبعد أن يعرفون عمري"، "لا يثقون في قدرتي على تعلم التكنولوجيا الجديدة على الرغم من أنني أفعل ذلك منذ 30 عاماً". كلهم متفقون على الكلام نفسه، لقد كان التمييز على أساس العمر هو الذي يمنعهم من العثور على وظيفة.

أُقِرَّ قانون التمييز على أساس العمر في العمل لعام 1967 الأميركي (Age Discrimination in Employment Act) بهدف حماية الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 40 عاماً من التعرض للتمييز على أساس العمر، مع ذلك قلَّما يجدِي القانون نفعاً إذا نظرنا إلى كل حالة على حدة. فمن العسير إثبات أن التعرض للتمييز على أساس العمر كان سبباً في رفض الشخص من الحصول على الوظيفة؛ لاحتمال وجود أسباب أخرى للرفض. الخبر السار هو أن مواليد جيل الطفرة جعلوا سن الأربعين تبدو صغيرة، و"كبار السن" أكبر في العمر، وأما الخبر السيئ فهو أن الموظفين المسرَّحين الذين تجاوزت أعمارهم 50 عاماً يمرون بأوقات عصيبة في سوق العمل الحالية.

فإن كنت تبحث عن عمل أو ترقية وقد تجاوزت الخمسين عاماً؛ وسواءٌ عليك كنت مسَرَّحاً من العمل أم لا، فأعمِل فكرك في هذه الأسئلة فهي ستجدد همّتك للسعي من جديد:

هل تجد في نفسك الهمة والحماس للعمل الذي تؤديه؟

أم هل تشعر بالتعب والاكتئاب، وتحِنّ لأيامك الخوالي؟ عندما تُسرَّح من عملك، أو عندما تمر عليك فترة من الزمان لم يزدد فيها راتبك، أو عندما تكون مجهَداً من كثرة العمل؛ فمن السهل حينئذ أن تعبِّر عن مشاعرك السلبية، ولكن عندما يغلب عليك الاكتئاب ولو ظاهرياً، فلا تعجب إذا بلغت بك الحال إلى الانضمام لقوافل المهمَلين؛ فالناس يفضلون العمل مع الإيجابيين والمتفائلين من الزملاء.

هل ترتدي في عملك ما كنت ترتديه قبل 15 عاماً؟

إن كان الأمر كذلك، فقد حان وقت التأنُّق. ذات مرة كِدت ألا أتعرَّف على أحد زبائني؛ فقد ابتاع له ابناه خزانة ملابس جديدة، وعضويةً بإحدى الصالات الرياضية، وقصوا له شعره قصةً جديدة. لم يكن الرجل صغير السن قَطّ، ولكنه بدا بصحة جيدة وحالة نفسية عالية، وكان للحفاظ على مظهره أثر بالغ في ثقته بذاته، وقد بدا عليه ذلك.

هل تخدع نفسك حول مهاراتك وخبرتك؟

"أثق تماماً في قدرتي على الكتابة على شبكة الإنترنت إذا طلبت مني شركتي ذلك". "كان مساعدي هو من يُعد لي دائماً العروض التقديمية على برنامج باور بوينت". "محامونا دائماً على اطلاع بأحدث القوانين". ما أكثر الأعذار. حتى كبار المدراء يحتاجون إلى المحافظة على القليل من الخبرة الفنية لتجعلهم قادرين على النمو مهنياً. وما أكثر المقررات التعليمية، والندوات على الإنترنت، والمؤسسات المهنية الراغبة في مساعدتك على مواكبة العصر.

كيف يصبح العمر مزية لك في صناعتك؟

عادةً ما يستدعي العمل في وظائف الخبراء أن يكون الخبير متقدماً في العمر بعض الشيء، ما لم تكن هذه الوظائف على مواقع التواصل الاجتماعي. وكذلك الحال مع وظائف التدريب المهني والاستشارات، فليس من السهل أن تسوّق لنفسك محامياً خبيراً في الضرائب وعمرك 32 عاماً، ولا حتى مدرّباً تنفيذياً وأنت في 38 من عمرك. فهل كنت ستصدق نصائحي المجرَّبَة حول الحياة المهنية لو كنت أصغر منك سناً؟

مرةً من المرات، وقف رجل في إحدى ورشات العمل التي كنت أنظمها عن تحويل المسار المهني وقال إنه كان يحوِّل مساره المهني وهو في الستين من عمره ليصبح مستشاراً في الإقلاع عن إدمان الكحول والمخدرات، فشهق الحاضرون غير مصدِّقين، فاستدرك الرجل "مهلاً"، "أنا أستهدف كبار السن، وسوف أسوِّق لخدماتي من خلال مراكز كبار السن ومرافق الرعاية الدائمة، وسأنجح بسبب أنني في الستين من عمري". وكان محقاً في ذلك.

إن كنت قلِقاً بسبب التمييز على أساس العمر، فإليك بعض ما ينفِّس عنك: لا تبخل بوقتك على نفسك وعلى استراتيجيتك خلال مسارك المهني، ولا تنسَ أن ثمة الكثير من السبل التي تُمكِّنك من الاستفادة من العمر لصالحك. وعلى حد كلمات أمي الخالدة: "اعمل بما تمليه عليك سنك، ولكن دون أن تصدر منك أي ضوضاء!".

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي