مرّ زوجي إريك بموقف محرج مع موظف في المتحف أراد أن يتحدث باستفاضة عن معرفته الموسوعية بنماذج القطارات في القرن العشرين. لم يتوقف الموظف عن الحديث، وتظاهر زوجي بالاهتمام وهو يفكر في طريقة لإنهاء المحادثة.
لحسن الحظ، هناك طريقة لإنهاء المحادثة بلطف
مررنا جميعاً بالموقف الذي مرّ به زوجي، وتورطنا جميعاً في محادثة مملة أو مزعجة أو غير مريحة في العمل أو في اللقاءات الاجتماعية. تقتضي اللباقة ألا تقاطع حديث أحد في منتصف المحادثة، وأنا شخصياً لا أعرف أي طريقة لإخبار شخص ما بأدب أن حديثه عن مقارنة نماذج القطارات البخارية بنماذج قطارات الديزل الهيدروليكية ممل.
تستطيع إنهاء المحادثة باحترام ودون إحراج الطرف الآخر بـ 3 خطوات:
- ابدأ بالشكر.
- غيّر الحديث بطريقة عفوية.
- اقترح لقاءً مستقبلياً أو تعويضاً عن إنهاء المحادثة.
الشكر
هذه الخطوة هيّنة، من المهم دائماً أن تشكر الطرف الآخر على وقته بغض النظر عن مدى اهتمامك بالمحادثة، وليس من الضروري أن تتظاهر باستمتاعك بالمحادثة إن لم تكن ممتعة بحق، ولكن لا ضير في أن تتحلى باللطف وتشكره على وقته.
غيّر الحديث بطريقة عفوية
من الصعب العثور على العذر المناسب في لحظة حاجتنا إليه. فالعبارات التي نستخدمها عادةً مثل: "يجب أن أجري مكالمة مهمة" أو "لدي موعد ولا أريد أن أتأخر عنه" أو حتى "علي أن أحضر زوجتي" قد تكون صادقة لكنها تبدو مصطنعة ولا تغيّر الحديث بسلاسة. تدعم المقاطعة العفوية للحديث حجة إنهائه وتجعل العذر المهذب مقبولاً. يمكنك أن تقول:
- "يا إلهي، لم انتبه أنها الساعة الثامنة؛ لدي مكالمة يجب أن أجريها"؛ أو
- "أتعلم؟ لم أنتبه لمرور الوقت، سأتأخر عن موعدي"؛ أو
- "أود أن أواصل الحديث معك، لكن للأسف يجب أن أذهب لأحضر زوجتي".
اقترح لقاءً مستقبلياً أو تعويضاً عن إنهاء المحادثة
هنا المهارة الحقيقية، إن التلميح بلقاء مستقبلي أو تقديم "جائزة ترضية" يحول العذر غير الملائم أو المحرج إلى عذر لطيف. وتشمل الأمثلة على ذلك عرض البقاء على اتصال مع الطرف المقابل (فقط إذا كنت جاداً في ذلك)، أو التوصية بشركته أو هوايته لشخص آخر مهتم بذلك، أو الالتزام بمتابعة الموضوع الذي تتحدثان عنه، مثل قراءة آخر مقالة نشرتها مجلة وايرد (Wired) أو تجربة تطبيق تقارير التصفح الجديد للآيفون، أو زيارة أحد المواقع السياحية في زيارتك القادمة إلى المدينة، وقد يكون الأمر بسيطاً مثل اقتراح الذهاب لتذوق حلوى رائعة في أحد المطاعم.
في حالة زوجي، كان عليه أن يشكر موظف المعرض على وقته، ثم يعتذر بأدب، ثم يعرض أن يوصي أحد أصدقائه بزيارة المعرض الذي سيهتم بالتأكيد بجولة فيه. كان يمكنه أن يقول:
"شكراً جزيلاً، يا له من موضوع مثير للاهتمام. للأسف، عليّ أن أذهب الآن، ولكنني بالتأكيد سأخبر صديقي عن المعرض، فهو من عشاق التاريخ، أكرر شكري لك".
إذا شعرت بأنك لا تستطيع العثور على أي مبرر لموعد مستقبلي (عندما لا تجرؤ على تعريض صديقك لسرد الموظف المستفيض)، فآخر استراتيجية يمكنك أن تلجأ إليها هي أن تعترف بشغف الطرف المقابل وحماسته للموضوع الذي يتحدث عنه وتعبّر عن امتنانك للدرس السريع حول نماذج القطارات.
"شكراً جزيلاً على الوقت الذي خصصته لي. يا له من أمر مدهش، لم أتوقع قط أن هذه القطارات كانت تُصنع يدوياً وتعمل بمحركات بخارية. أتمنى لك التوفيق في عملك في المعرض وشكراً مرة أخرى".
إن عبارة لطيفة تنم عن التقدير مثل: "لم أتخيل قط حجم التفاصيل والدقة في نموذج قطار!" ستكون كفيلة بجعل موظف المعرض يشعر بالرضا عن المحادثة وتتيح لك الانصراف دون أن تشعر بالذنب.