كيف تلقي الخطاب ذاته لجماهير مختلفة؟

3 دقائق

إذا طُلب منك إلقاء خطاب في مؤتمر أو فعالية ما، يكون ذلك غالباً لأنك أثبتّ خبرتك في اختصاصك. ولكي يشكّل خطابك تجربة رائعة لجمهورك، يتوجب عليك عادة التركيز على الموضوع الذي طلبه منك منظمو الحدث، وهو المجال الذي تشتهر بنجاحك فيه. ولكنك ستواجه مشكلة إذا ألقيت الخطاب ذاته حرفياً في كلّ مرة، ربما تلقى كلمتك صدى أكبر عند جمهور معين دون غيره، وربما يكون البعض قد سمع ملاحظاتك سابقاً وسيشعر بالملل عند تكرارها ذاتها.

إذاً، كيف ستتمكن من إيجاد التوازن المناسب وإيصال الخطاب ذاته على نحو فعّال لجماهير مختلفة؟ سأقدم لك ثلاث استراتيجيات اكتشفتها من خلال خبرتي في إلقاء 30 إلى 50 خطاباً رئيسياً مدفوع الأجر سنوياً، ويمكن لهذه الاستراتيجيات مساعدتك في صنع خطاب ناجح يلقى صداه لدى أنواع الجماهير المختلفة.

أولاً، من المفيد أن تنظر لأقسام خطابك على أنها "نماذج" يمكنك تغييرها وإعادة ترتيبها حسب الحاجة. عندما كنت أعمل في الاتصالات رفيعة المستوى في حملة انتخابية لمرشح رئاسيّ، أدركت أنّ المرشح الذي كنت أعمل لأجله كانت لديه "أجزاء" يستخدمها في خطاباته الانتخابية، وهي بصورة أساسية عبارة عن مقاطع من خطاب أحادي طويل (مونولوج) تدور حول مواضيع محددة، كعمله لجعل التعليم العالي أقلّ تكلفة أو خططه لإصلاح قطاع الرعاية الصحية.

ومع مرور الوقت، أصبح هذا المرشح يشعر براحة استثنائية عند أداء هذه النماذج التي أتقنها مع التدريب المستمرّ، وأصبح بإمكانه الاستعانة بها عند إلقاء خطاب أو الإجابة عن الأسئلة. ولكنه كان أيضاً يقوم بخلطها وتغيير ترتيبها بشكل دائم من أجل تلبية حاجات المستمعين، ولضمان ألّا يملّ هو نفسه من خطاباته مع أنه كان يلقي حوالي ستة خطابات في اليوم. عندما تفكر بخطابك على أنه عبارة عن 12 إلى 15 جزءاً منفصلاً يدوم كل منها لعدة دقائق، بدلاً من النظر إليه كجزء واحد غير متمايز، سيكون بإمكانك إيجاد طرق جديدة لإعادة ترتيب أجزاء خطابك أو استبعاد بعض منها لجعله خطابك مناسباً للظروف أكثر.

ثانياً، من الضروري أن تحظى بفهم عميق لجمهورك قبل إلقاء خطابك أمامه. ويمكن تحقيق ذلك بسهولة عن طريق التواصل مع المنظمين بواسطة رسالة إلكترونية أو اتصال هاتفي سريع. إذ ينبغي عليك معرفة معلومات ديموغرافية وسيكوغرافية عمن سيحضرون خطابك كي تختار النماذج التي تنطبق بصورة مباشرة على حالتهم. ومن الجيد معرفة ما إن كان هناك عمر أو جنس معين للجمهور (على سبيل المثال، إن كانت مناسبة للنساء المديرات أو من أجل الموظفين الجدد من خريجي الجامعات)، وكذلك معرفة القواسم المشتركة في المواقع الجغرافية والأدوار التشغيلية وقطاعات العمل، وغيرها من المعلومات.

على سبيل المثال، عندما ألقي خطاباً في مدينة معينة، غالباً ما أسلط الضوء على أشخاص ذكرتهم في كتبي قادمين من ذات المنطقة، لكي يتمكن الحاضرون من ربط الأمثلة بأنفسهم. وبالمثل، إن كنت تلقي خطاباً أمام مجموعة من المدراء الجدد مثلاً، يمكنك التركيز على قصص حول أشخاص في ظروف مشابهة، أو أشخاص قاموا مؤخراً بإعادة تكوين أنفسهم أو تغيير وظائفهم بصورة عامة.

وأخيراً، يُعد توضيح النتيجة التي يرغبها العميل الخاص بك عنصراً أساسياً آخر في تعديل خطابك أمام الجماهير المختلفة. لن يوظفك منظمو المؤتمر لملء فراغ 60 دقيقة، فهناك طرق كثيرة أخرى للقيام بذلك. إنما يطلبون منك تحقيق نتيجة محددة، كمساعدة موظفيهم على تعلّم كيف يصبحون قادرين على إدارة المشاريع بصورة أفضل أو ضمان أن يكون القادة الكبار أكثر إلماماً بتيارات الذكاء الاصطناعي الحديثة. وعند أخذ هذه الأهداف بعين الاعتبار، ستتمكن من اختيار نماذج خطابك الأساسي التي يمكنك تضمينها في كلمتك ومعرفة ما إن كنت بحاجة لتطوير نماذج معدّة خصيصاً للتركيز على النتائج المرجوة.

على سبيل المثال، طلبتني شركة صناعات دوائية لتقديم خطاب رئيسي العام الفائت، وأراد مني منظمو الحدث تضمين عناصر كلمة كنت قد ألقيتها مؤخراً عن الابتكار في هذا الخطاب. ولكنهم أرادوا أيضاً أن أركز على أهمية التعاون لأنهم يعلمون أنّ الأفكار الجديدة في ثقافة شركتهم لن تزدهر دون التعاون بين الأقسام التشغيلية. وبالنتيجة، اعتمدت كثيراً على خطابي الأساسي ولكنني ابتكرت مجموعة مواد إضافية جديدة مخصصة لظرفهم، وكان الخطاب ناجحاً جداً.

عندما تتم دعوتك لإلقاء خطاب ما، يجب أن تقدم رسالة موحدة نسبياً صقلتها سنوات خبرتك ومعرفتك، ويجب تعديلها بما يكفي لربطها بذاك الجمهور بالتحديد. وباتباع هذه الاستراتيجيات ستتمكن من تحقيق توازن مناسب وتقديم معلومات قيّمة بصورة فريدة لمستمعيك.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي