كيف تُدير مقابلة وظيفية مع مرشح لا يروق لك؟

5 دقيقة
القائمون على المقابلات
ليلاند بوبي/ غيتي إميدجيز

ملخص: يجد القائمون على المقابلات غالباً سهولة أكبر في التواصل مع المرشحين الذين يشاركونهم الخلفيات أو الخبرات أو المؤهلات أو وجهات النظر نفسها. في الواقع، تُظهر الأبحاث أن التحيّز الضمني يؤثر إلى حد كبير في تشكيل تصورات مدراء التوظيف عن المرشحين. في الوقت نفسه، تؤكد الأبحاث الفوائد الهائلة للتنوع في بيئة العمل. مع تجربة المؤسسات لطرق جديدة لاستقطاب المواهب الأقل تمثيلاً والاحتفاظ بها، فإن دينامية المقابلات الوظيفية تستحق مزيداً من الاهتمام. لحسن الحظ، ثمة استراتيجيات مجرّبة لتعزيز فرص التوافق مع المرشح خلال المقابلة ولإضفاء الحيوية على المقابلات التي تبدو أنها على وشك الفشل.

عندما يتوافق مدراء التوظيف مع المرشحين خلال المقابلة، فمن الممكن أن يبدو الأمر مفاجئاً واستثنائياً، أما عندما لا يحدث هذا التوافق، فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى استبعاد المرشح، واستكمال المقابلة بطريقة روتينية وطرح أسئلة شكليّة حتى انتهاء الوقت المخصص للمقابلة.

غالباً تكون هذه التصرفات لا شعورية، لكنها ذات تأثير كبير ويمكن أن تلحق الضرر بالمؤسسات على المدى الطويل.

يجد القائمون على المقابلات غالباً سهولة أكبر في التواصل مع المرشحين الذين يشاركونهم الخلفيات أو الخبرات أو المؤهلات أو وجهات النظر نفسها. في الواقع، تُظهر الأبحاث أن التحيز الضمني يؤثر إلى حد كبير في تشكيل تصورات مدراء التوظيف عن المرشحين. في الوقت نفسه، تؤكد الأبحاث الفوائد الهائلة للتنوع في بيئة العمل. مع تجربة المؤسسات لطرق جديدة لاستقطاب المواهب الأقل تمثيلاً والاحتفاظ بها، فإن دينامية المقابلات الوظيفية تستحق مزيداً من الاهتمام.

لحسن الحظ، ثمة استراتيجيات مجرّبة لتعزيز فرص التوافق مع المرشح خلال المقابلة ولإضفاء الحيوية على المقابلات التي تبدو أنها على وشك الفشل.

حوّل أسئلتك إلى مجال مختلف

إذا كانت إجابات المرشح عن أسئلتك المتعلقة بخبراته ومؤهلاته متكلفة أو مقتضبة، فانتقل إلى مجال مختلف. بدلاً من التركيز على المسيرة المهنية السابقة للمُرشح، يُنصح بالتحول نحو استكشاف إمكاناته المستقبلية، أين يرى نفسه بعد 10 سنوات من الآن؟ ما تأثير انضمام هذا المرشح إلى الفريق على شكل المؤسسة وأجواء العمل فيها وطريقة العمل على مدى العقد المقبل؟ أو يمكنك الدخول إلى عالم الأسئلة الافتراضية والسيناريوهات غير الواقعية، مثل "إذا كنت ستؤسس شركة غداً، فما أهم 3 قيم لها؟".

إذا لم تؤدِّ المحادثة حول المهام والقدرات والمسؤوليات إلى أي نتيجة، فحاول التركيز على الديناميات التفاعلية الشخصية، التي تُعد عاملاً أساسياً لإنجاز الأعمال في أي مكان عمل. يسلّط هذا المجال الضوء على الذكاء العاطفي للمُرشحين. يمكن أن تتضمن بداية المحادثة ما يلي: "أخبرني عن نزاع حدث في مكان العمل كنت طرفاً فيه، كيف تعاملت معه؟" أو "ما اللحظة التي شعرت فيها بالفخر مؤخراً؟" أو "كيف تردُّ عندما ينتقد مديرك عملك؟".

امنحه زمام المبادرة

عادة، تنتهي المقابلات بسؤال "تقليدي": "هل لديك أي أسئلة ترغب في طرحها؟" بالطبع، هذه ليست في الحقيقة دعوة لطرح الأسئلة الملحّة التي تدور في ذهن المرشح حقاً، مثل "متى يمكنني أن أتوقع الحصول على ترقية؟" أو "هل هذا مكان رائع حقاً للعمل، أم أن الحديث عن الثقافة المؤسسية والتوازن بين العمل والحياة الشخصية هو مجرد شعارات؟" في أغلب الأحيان، يكون هذا السؤال فرصة للمرشح لإثارة إعجاب الشخص الذي يُجري معه المقابلة من خلال طرح سؤال يُبرز ذكاءه ويدل على إجرائه دراسة معمّقة عن الشركة.

إذا كانت المقابلة تفتقر إلى التوافق والانسجام، ففكر في تسليم زمام المبادرة للمرشح في وقت مبكر من المحادثة، مع توجيه دعوة أكثر صدقاً له لطرح الأسئلة. ربما تسأله: "ما الأسئلة التي تعتقد أنه يجب عليّ طرحها عليك؟" أو "ما السؤال الذي كنت تتمنى أن أطرحه عليك؟". من الممكن أن يشعر المُرشح خلال مقابلة العمل بالعجز وعدم القدرة على التأثير، لذلك، فإن طرح أسئلة كهذه يمكن أن يخفف هذا الشعور ويسمح للمرشح بتحديد مسار المقابلة.

اطرح عليه مشكلة تتطلب التفكير والتحليل

من الممكن أن يواجه بعض الأفراد صعوبة في الحديث عن أنفسهم، وقد يعود ذلك إلى أسباب تتعلق بالشخصية أو الثقافة أو اختلاف القدرات العصبية. عندما يدرك هؤلاء الأشخاص أن الحديث عن أنفسهم يُشكل تحدياً لهم، فقد يؤدي ذلك إلى تفاقم المشكلة. قد ينكفئون على أنفسهم أكثر مع تصاعد الوعي الذاتي لديهم، أو قد يعوّضون ذلك بردود فعل مبالغ فيها مثل ذكر أسماء شخصيات بارزة أو رفع صوتهم. إذا كنت تشك في أن هذا الأمر قد يكون سبب عدم الانسجام، فحاول تحويل محور الحديث من الشخص إلى العمل.

تتمثل إحدى الاستراتيجيات في إطلاع المرشح على تحدٍّ يواجهه الفريق الذي سينضم إليه، وطلب اقتراحاته حول كيفية معالجة هذا التحدي. بما أن المشكلة مستمرة وقائمة، فلا يوجد ضغط على المرشح لتقديم الإجابة الصحيحة أو الحل النموذجي. بدلاً من ذلك، تتيح لك هذه الممارسة فرصة للاطلاع على طريقة تفكير الشخص واستعداده لاستكشاف جوانب المشكلة كافة والأسئلة التي يطرحها والإبداع الذي يُضفيه. تكتسب مهارات حل المشكلات بطريقة تعاونية أهمية متزايدة، ويمكن أن تشكل هذه الممارسة فرصة لتقييم هذه المهارات لدى المرشح في بيئة العمل الحقيقية.

وجّه المرشح نحو التطوير الوظيفي

يولِي المرشحون في الوقت الحالي أهمية كبيرة للتطوير الوظيفي. إذا كانت مؤسستك تستثمر في هذا المجال، يمكنك أن تشرح بعض خيارات التطوير الوظيفي المتاحة للمرشح واسأله عن الخيارات التي تثير اهتمامه أكثر. تمكنك معرفة كثير من المعلومات عن الشخص من خلال ملاحظة طريقة تعامله مع عملية التعلم نفسها. ما المهارات والقدرات التي يسعى المرشح إلى تنميتها؟ هل توجد خيارات أخرى يرغب في رؤيتها في قائمة التطوير الوظيفي التي تقدمها له؟

يعود التطوير الوظيفي بالفائدة على الأفراد والمؤسسات على حد سواء. عند تعيين موظفين يؤمنون بأهمية التعلم والنمو، فإن مجموعات مهاراتهم الحالية تكون أقل أهمية مقارنة بالثقة في قدرتهم على التطور مع النمو الذي ستشهده الأعمال.

كن فضولياً

يرتقي القادة إلى المناصب العليا غالباً بناءً على قدرتهم على اتخاذ أحكام سريعة، لكن عندما يتعلق الأمر بإجراء مقابلات مع المرشحين للوظائف الشاغرة، فمن الممكن أن تشكّل هذه القدرة عبئاً. إذا لم تشعر بالتوافق والانسجام مع أحد المرشحين، فقاوم رغبتك في إنهاء المقابلة بسرعة أو فقدان تركيزك وتشتت انتباهك. بدلاً من ذلك، اتبع نهجاً مغايراً. أطلق العنان لفضولك.

يمكنك أن تبدأ بالاستفسار عن سبب عدم سلاسة المحادثة أو عدم الانسجام. ادفع نفسك للتفكير في أسباب ذلك: هل من المحتمل أن يكون المرشح مشتت الانتباه بسبب ارتدائه ملابس مصنوعة من الجينز في حين ترتدي أنت البدلة، أو العكس؟ هل يمكن أن تكون هذه أول مقابلة شخصية له بعد سنوات من العمل عن بُعد، أو المرة الأولى التي يُقيّم فيها عن بُعد؟ ماذا لو توقفت لفترة أطول من الوقت بعد طرح كل سؤال، ما يتيح للمرشح أخذ الوقت الكافي للإجابة؟

إذا كنت تواجه صعوبة في أن تكون فضولياً بحق، فضاعف جهدك للتعبير عن اهتمامك وانخراطك في الحوار. غالباً، تؤدي الأسئلة المفتوحة، مثل "ما الذي يلهمك؟" أو "ما الشيء الذي تجده مثيراً للاهتمام في حين يراه الآخرون مملاً؟" إلى إثارة حماس المرشح وطاقته وإشعال الاهتمام الحقيقي بما يقوله.

وفّر الظروف الملائمة للنجاح

ثمة عوامل يمكن أن تساعدك في تحسين فرص التواصل بفعالية مع المرشح في أثناء المقابلة. إذا كنت تدرك أن لديك تحيزاً للتواصل بسلاسة ومرونة أكبر مع أشخاص من نوع أو عِرق أو خلفية تعليمية معيّنة، فعليك إعداد قائمة سريعة تتضمن انحيازات التقارب والتجانس هذه حتى تكون على دراية كاملة بضرورة التعامل معها وتقليل تأثيرها.

جهّز نفسك من خلال تحديد الأقسام المهمة في السيرة الذاتية للمرشح واضبط هاتفك على الوضع الصامت. يمكنك أيضاً تهيئة المرشح من خلال مشاركة الأسئلة التي تنوي طرحها مسبّقاً معه. يمكن أن يكون الأشخاص الذين يتأنّون في تفكيرهم من أصحاب الأفكار العميقة والمؤثرة؛ ما يمنحهم الوقت الكافي لترتيب أفكارهم وتقديم أفضل ما لديهم.

في حال إجراء مقابلة عن بُعد، اسمح للمرشحين بالاختيار بين مكالمة الفيديو أو المكالمة الهاتفية لإجراء المقابلة. قد تختلف البيئات المكتبية المنزلية والتجهيزات التقنية للأشخاص، وسيكون من المؤسف أن يؤدي ضعف الاتصال أو خلفية تطبيق زووم المشتتة للانتباه إلى منعك من تحديد الشخص المناسب للوظيفة.

الأهم من ذلك كله، يجب علينا أن نتذكر أن مسؤولي التوظيف والموارد البشرية ليسوا مجرد موظفين عاديين، بل إنهم سفراء لمؤسساتهم. إذا كنت لا تتوافق مع أحد المرشحين أو تنسجم معه، فمن المحتمل أنه لا يشعر بالانسجام معك أيضاً.

من خلال العمل بطريقة مدروسة واستراتيجية لإعادة الحيوية إلى المقابلات الضعيفة والرتيبة، ستزيد فرصك في ترك انطباع إيجابي لدى المرشحين. على أقل تقدير، سيكون لديهم أشياء إيجابية يمكنهم ذكرها عند حديثهم عن هذه التجربة، وربما تكتشف موهبة استثنائية مُهملة قد تكون مناسبة جداً لفريقك.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي