ربما كنت تعتقد قبل تطبيق الحجر الصحي أنك تقضي يوم عملك بأكمله تقريباً أمام شاشة الكمبيوتر. ولكنك لم تكن تعلم أنك ستقضي وقتاً أطول بكثير عندما تعمل عن بُعد من المنزل، وستشعر بمشاكل الجلوس أمام الكمبيوتر. فمن خلال رحلة الذهاب يومياً إلى العمل والاجتماعات الرسمية والمحادثات القصيرة العابرة وتبادل أطراف الحديث مع الزملاء في موضوعات لا تتعلق بالعمل وفترات الاستراحة أثناء يوم العمل وتناول وجبة الغداء، كانت لديك العديد من الفرص طوال يوم عملك لتريح عينيك من النظر إلى شاشة الكمبيوتر وتنفصل عن العالم الرقمي.
ولكن مع عدم توفر تلك الاستراحات الطبيعية في الوقت الحالي، أصبحت فترات الراحة من استخدام التقنيات قليلة أو منعدمة. وعلى وجه الخصوص، مكالمات الفيديو التي تسبب مزيداً من التعب والإرهاق؛ حيث إن الاضطرار إلى التركيز على عدة وجوه في آن واحد مع معرفة أنه يمكن للجميع رؤيتك يسبب إجهاداً ذهنياً وعاطفياً لا نواجهه بمثل هذه الحدة في التواصل وجهاً لوجه. كما أن قضاء وقت طويل أمام شاشة الكمبيوتر يمكن أن يسبب إجهاداً للعين وإرهاقاً عضلياً لأنك تحتاج إلى إبقاء جسمك متصلباً لساعات لتظل داخل نطاق رؤية الكاميرا.
كيفية تقليل وقت الجلوس أمام الكومبيوتر أثناء العمل من المنزل
لمساعدة عملائي الذين أدربهم على إدارة الوقت في المحافظة على طاقتهم وتجديد نشاطهم، عملنا على إيجاد طرق يمكنهم باتباعها تقليل الوقت الذي يقضونه في استخدام التقنيات أو إلغائه من يومهم. إليكم فيما يلي بعض الاستراتيجيات التي وجدنا أنها الأكثر فاعلية.
لا تلجأ إلى برنامج "زووم" في التواصل دون داع
يُعد برنامج "زووم" وتطبيقات الدردشة الأخرى عبر الفيديو أدوات رائعة للتواصل عندما تحاول محاكاة التفاعلات الشخصية وجهاً لوجه قدر الإمكان. ولكن المميزات الكثيرة التي تتيحها مكالمات الفيديو ليست ضرورية في العديد من الاتصالات. فإذا كانت المكالمات الهاتفية ستؤدي الغرض، يمكنك استخدامها بدلاً من مكالمات الفيديو. وإذا كان بإمكانك توصيل رسالتك من خلال البريد الإلكتروني أو بتحديث مستند مشترك أو عبر نظام لإدارة المهام، فافعل ذلك، حيث إن إمكانية استخدام مكالمات الفيديو في التواصل لا تعني أنه يجب عليك استخدامها.
حدد الأوقات المتاحة لعقد الاجتماعات
يُعد تخصيص فترات زمنية لإنجاز العمل فكرة جيدة في الظروف العادية. ولكن إذا وجدت أن الاجتماعات الافتراضية تستنزف وقتك، فسيصبح هذا الإجراء أكثر أهمية بالنسبة إليك في الوقت الحالي. حدد في جدول مواعيدك الأوقات التي لا تكون متاحاً فيها لعقد اجتماعات لكي تتمكن من تقليل الوقت الذي تقضيه في التواصل الافتراضي يومياً. على سبيل المثال، يمكنك أن تجعل معظم وقت الصباح أو الظهيرة خالياً من أي اجتماعات أو أن تخصص ساعات متفرقة على مدار اليوم تبتعد فيها عن الأجهزة الرقمية وتركز على أعمال أخرى.
اقرأ أيضاً: 3 نصائح لتجنب الاحتراق الوظيفي خلال العمل من المنزل
فضِّل الوسائل المادية على الرقمية
لتقليل الوقت الذي تقضيه أمام شاشة الكمبيوتر سواء أثناء ساعات العمل أو خارجها، ابحث عن طرق تساعدك في الحد من استخدام الأجهزة التقنية. على سبيل المثال، إذا كنت تجري عصفاً ذهنياً لكتابة مقالة، دوِّن أفكارك في ورقة. وإذا كنت تعد خارطة طريق لمشروع كبير، ارسم المسودة الأولية على لوح أبيض. واقرأ الكتب من نسختها الورقية. ولممارسة التمارين الرياضية، اذهب للجري خارج المنزل. ففي أي وقت يمكنك بشكل معقول اختيار البديل المادي على البديل الرقمي، إذن يجب عليك اختياره. أرى أن الابتعاد عن شاشة الكمبيوتر لا يمنحني استراحة من العالم الرقمي فحسب، بل إنه من واقع تجربتي يساعدني أيضاً على أن أكون أكثر إبداعاً.
تحرّك قدر الإمكان
لمواجهة الشعور بالتعب الناتج عن الجلوس متصلباً أمام شاشة الكمبيوتر، تحرّك قدر استطاعتك. على سبيل المثال، يمكن أن تذهب إلى المطبخ لإحضار كوب من الماء أو القهوة فيما بين الاجتماعات. وعندما تكون بحاجة إلى استراحة سريعة، افعل بعض الحركات البسيطة كتمارين لف الكتفين لتحفيز الدورة الدموية. وإذا كنت تمتلك مكتباً قائماً، حرّكه لأعلى ولأسفل لكي تتمكن من الجلوس تارة والوقوف تارة أخرى على مدار اليوم. وإذا لم تكن تمتلك واحداً، ضع جهاز الكمبيوتر الخاص بك على منضدة أو مكتب مرتفع لتتمكن من تمديد ساقيك. وإذا كنت تجري مكالمة هاتفية عادية ولا تحتاج إلى تدوين ملاحظات أو النظر إلى ملفات أثناء الحديث، حاول أن تجريها واقفاً أو يمكنك حتى المشي ذهاباً وإياباً أثناء الحديث.
خذ استراحة خالية من الأجهزة التقنية
في حين أن تناول الغداء أثناء جلوسك أمام شاشة الكمبيوتر قد يبدو أكثر "فعالية"، إلا أن دماغك سيشكرك على أخذ استراحة من النظر إلى تلك الشاشة. يمكنك أن تتناول غداءك أثناء الدردشة مع أفراد عائلتك في المطبخ أو أثناء النظر من النافذة أو أثناء قراءة كتاب ورقي. فالابتعاد عن الأجهزة التقنية لا يمنح عقلك الفرصة ليرتاح فحسب، ولكنه أيضاً يجعلك تفكر بطريقة أكثر موضوعية. وقد وجدت أنني عندما آخذ استراحة غداء قصيرة لمدة 15 إلى 20 دقيقة، حيث أتناول طعامي ببساطة دون فعل أي شيء آخر، أشعر أنني أصبحت أكثر سكينة وهدوءاً من ذي قبل. كما وجدت أيضاً أنني أصبحت أتمكن من رؤية الصورة الأكبر لما يحدث في حياتي الشخصية والمهنية.
اقرأ أيضاً: كيف تُقنع مديرك أن يمنحك فرصة العمل من المنزل؟
تُعد ممارسة نشاط بدني في الهواء الطلق بعد ساعات العمل من بين الممارسات التي تفيدني وتفيد الكثير من عملائي الذين أدربهم على إدارة الوقت. وهذا يشمل التنزه أو لعب كرة السلة أمام المنزل أو القيام بأعمال البستنة أو أي شيء آخر يجعلك أكثر نشاطاً. فهذا الانفصال عن العالم الرقمي ينعش دماغك ويساعدك على الفصل بين نهاية يوم عملك وبداية وقتك الشخصي.
عندما يكون من الممكن العودة إلى التواصل وجهاً لوجه، فإن ذلك سيكون رائعاً وباعثاً على الراحة. ولكن في الوقت الحالي، لا مفر من بعض الأعباء الرقمية الإضافية. ويمكن للاستراتيجيات الموضحة في هذه المقالة مساعدتك على تحمُّل تلك الأعباء وتخفيف شعورك بالتعب من جراء استخدام الأجهزة الرقمية، وستساعدك أيضاً على تجنب مشاكل الجلوس أمام الكمبيوتر.
اقرأ أيضاً: