ما السمة المشتركة بين القادة العظماء؟

3 دقائق
الحزم
shutterstock.com/Vitalii Vodolazskyi
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

إذا كان لي أن أختار مهارة واحدة يحتاج معظم القادة إلى تعزيزها، فستكون الحزم. ليس لأن الحزم سمة استثنائية في حد ذاتها، بل لأنه يمكن أن يعزز مهارات القيادة الأخرى.

للحزم سمعة سيئة لأن الغالبية تربطه بالعدوانية والغضب، لكن ينبغي ألا يمنعك ذلك من تعلم كيفية استخدامه بطريقة منتجة تعزز مواطن قوتك. في الواقع، الافتقار إلى الحزم أكثر ضرراً من الحزم المفرط. على الأقل يمكنك معرفة ما يفكر فيه الشخص الحازم، لكن الأشخاص الذين يفتقرون إلى الحزم قد يحجبون أفكاراً مهمة أو غير فعالة من خلال عدم التعبير عنها أو التعبير عنها بطريقة غير واضحة. لذلك، أؤكد أن تحقيق التوازن بين هذه المهارة الأساسية مع قدراتك القيادية الأخرى يعزز تأثيرك ونفوذك إلى حد كبير.

فيما يلي بعض الطرق المحددة التي يمكن من خلالها أن يعزز الحزم مجموعة متنوعة من المهارات القيادية المهمة التي قد تتمتع بها بالفعل:

  • تعزيز ثقافة الابتكار: منذ عدة سنوات، أجريت دراسة لتحديد سمات القادة الأكثر ابتكاراً في إحدى أكبر الشركات في العالم. وفقاً لزملائهم ومرؤوسيهم المباشرين، كانت إحدى سمات القادة الأكثر تأثيراً قدرتهم على تحدي السلّم الوظيفي. لم يكن هؤلاء القادة متمردين بأي حال من الأحوال، بل كان يُنظر إليهم على أنهم شجعان. لقد مكّنهم حزمهم، إلى جانب مهارتهم في تعزيز الابتكار، من معالجة القضايا الصعبة، مثل الدعوة إلى توفير الموارد للمشاريع الجديدة أو الخلاف العلني مع كبار المدراء حول تعديلات السياسة التي يمكن أن تؤدي إلى تداعيات خطيرة غير مقصودة. تتطلب مواجهة التحدي الذي يفرضه هؤلاء القادة من الآخرين التفكير ملياً لتبرير مسار العمل الذي يختارونه، ما يؤدي في كثير من الأحيان إلى توليد أفكار أفضل بكثير.
  • التركيز على العميل: عادة ما ننظر إلى المتخصصين في تطوير الخدمات أو الأعمال على أنهم خبراء في بناء العلاقات والتركيز عليها. لكن متخصصي المبيعات الأكثر نجاحاً، مثلما أشار ماثيو ديكسون وبرينت آدامسون في مدونتهما وكتابهما “تحدي البيع” (The Challenger Sale)، ليسوا بالضرورة أولئك الذين يركزون على بناء العلاقات مع عملائهم، بل هم الأشخاص الذين يتحدون عملاءهم، ويساعدونهم على تحديد المشكلات التي ربما لم يكونوا ليتوقعوها. في الأساس، تشير أبحاث ديكسون وآدامسون إلى أن الحزم لدى متخصصي المبيعات يخلق قيمة أكبر للعملاء من مجرد بناء علاقات استرضائية.
  • تعزيز العمل الجماعي والتعاوني: للوهلة الأولى، قد لا يبدو أن للحزم علاقة كبيرة بالمهارات المطلوبة لتكون شخصاً يتمتع بروح الجماعة. مع ذلك، تزدهر الفرق عندما يتمكن أعضاؤها من التعبير عن وجهات نظرهم، حتى لو لم تكن تحظى بقبول كبير. يمكن للأشخاص المتميزين الذين يتمتعون بروح الجماعة، الذين عادة ما يكونون شاملين ومستعدين لاحترام آراء الآخرين وأخذها بعين الاعتبار، أن يعززوا فعاليتهم إلى حد كبير من خلال تعلم كيف يؤكدون وجهات نظرهم والتوقيت المناسب لفعل ذلك. علاوة على ذلك، فإن قادة الفرق الذين يستخدمون حزمهم لخلق مساحة آمنة للآراء الأقل شعبية يمكنهم تقوية فرقهم من خلال تعزيز قدرة الأعضاء على المشاركة الكاملة.
  • قيادة التغيير: لا يحدث التغيير البنّاء دون بذل جهود فعالة. يتطلب التغيير من القادة تحدي الوضع الراهن واكتشاف أساليب جديدة لتحقيق أهداف المؤسسة. يكاد يكون من المستحيل قيادة التغيير دون قدر من الحزم لأنه في معظم الحالات، حتى عندما يُنظر إلى التغيير على أنه إيجابي عموماً، لا يزال هناك بعض المقاومة بحاجة إلى المعالجة.
  • تصرَّف بنزاهة: يشعر العديد من الأفراد الذين يحملون مبادئ قوية بالخجل الشديد من التعبير عن مخاوفهم في الاجتماعات، خصوصاً التشكيك في قرار قد يبدو متعارضاً مع قيم الشركة أو ليس في مصلحة المؤسسة. لا يوجد علاقة سببية بين الحزم والنزاهة، ولكن عند الجمع بينهما، يمنحان الأشخاص الشجاعة ليس فقط لتمييز ما هو الصواب ولكن أيضاً الدفاع عنه.
  • إنشاء بيئة آمنة: قد يبدو من البديهي أن هناك أوقاتاً من الضروري التعبير فيها عن المخاوف لمواجهة الضرر المحتمل. مع ذلك، هناك العديد من الحالات التي يظل فيها الأشخاص صامتين، حتى في المواقف التي تهدد حياتهم. على سبيل المثال، أرجع المجلس الوطني لسلامة النقل بعض حوادث تحطم الطائرات إلى مساعدي الطيارين الذين، في إطار احترامهم للطيار حتى في أثناء حالات الطوارئ، قدموا اقتراحاتهم بطريقة مراعية ومهذبة لا توحي بالحزم. في حين أن معظمنا لا يواجه قرارات الحياة أو الموت يومياً، يتحمل العديد من القادة مسؤولية ضمان سلامة من هم تحت قيادتهم.
  • التواصل بفعالية: يعزز الحزم تأثير الرسالة وإقناعها ويمكّن القادة من إبلاغ وجهة نظرهم بفعالية. الفرق واضح بين الرسالة التي يبلغها القائد بشغف وحزم عندما يؤكد وجهة نظره والرسالة التي تفتقر إلى قوة الإقناع. يميل القادة الحازمون إلى التواصل بصورة متكررة، حيث يدفعهم شغفهم إلى الاستفادة من كل فرصة تتاح لهم لإبلاغ رسالة ما.

يجد عدد كبير من القادة (ليس جميعهم بالتأكيد) صعوبة في أن يكونوا حازمين بدرجة كافية بسبب عوامل مختلفة مثل الشك في الذات وانعدام الثقة والخوف من الرفض، من بين عوامل أخرى. ربما يقول معظم الأشخاص الذين يعرفونني شخصياً أنني أبدي مستوى قوياً إلى حد ما من الحزم. مع ذلك، هناك حالات (على سبيل المثال، عندما أكون مع أشخاص أحترمهم أو الذين يهمني رأيهم كثيراً) أميل فيها إلى أن أكون خجولاً إلى حد ما وأقل ميلاً للتعبير بحزم عن وجهة نظري. من المفارقات أنني عندما أراجع تلك المواقف أدرك أنها ربما كانت الأوقات الأهم بالنسبة لي للتعبير عن رأيي.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .