مسيرتك المهنية بحاجة إلى أكثر من مرشد واحد

3 دقائق
أهمية المرشد المهني

يعرف الجميع هذه الأيام أن عثورهم على مرشد أمر ذو قيمة كبيرة بسبب أهمية المرشد المهني في حياتهم، لكن إيجاد المرشد لا يكف يصبح أصعب. في دراسة تفصيلية عن شركات الخدمات المهنية، وجد توماس دي لونغ (توم)، الأستاذ في كلية "هارفارد للأعمال" وزملاؤه أن: "كل من تحدثنا إليهم ممن تجاوزت أعمارهم 40 عاماً استطاعوا تسمية مرشد لهم في حياتهم المهنية، أما الأشخاص الأصغر سناً فلم يستطيعوا ذلك". ولاحظا أنه "كان بإمكان الموظفين المستجدين الذين انضموا إلى الشركة قبل 20 عاماً الاعتماد على أن شركائهم سوف يعاملونهم كما لو كانوا تحت وصايتهم". اليوم، تسبب ترك العمل والفصل من الوظيفة وتزايد الضغوط في القضاء على هذا "الاتفاق الضمني". لكن الحل لا يجب أن يكون بالتخلي عن إيجاد مرشد، بل بتوسيع بحثنا.

اقرأ أيضاً: الإسراع بوتيرة التعلم لتعزيز المسار المهني

أهمية المرشد المهني

نجح الكثير من المهنيين في خلق مجموعات من العقول المدبرة، وهي مزيج مختار بعناية من النظراء الذين يلتقون دورياً لمناقشة التحديات وتبادل المسؤوليات. لكن حتى الترتيبات الأقل رسمية -تُدعى أحياناً مجلس إدارة مرشد، أو مجلس إدارة شخصي، أو مستشارين غير رسميين- قد تكون فعالة أيضاً.

الاختلاف الرئيسي بين إيجاد "مرشد" وخلق "مجلس إدارة مرشد" هو أنه يخفف عنك ضغط الحاجة لإيجاد شخص يمثل بشكل مثالي الصورة التي تريد أن تكون عليها، وبهذا تتمكن من تنويع معايير بحثك والتعلم من مختلف الأشخاص، وسيمنحك هذا فرصة للنظر إلى أبعد من المفهوم الكلاسيكي للمرشد باعتباره شخصاً أكبر منك عمراً وأكثر حكمة.

اقرأ أيضاً: كيف تؤثر حياتنا المهنية على حياة أطفالنا؟

يمكن لأشخاص مستجدين وأصغر منك بعقود أن يكونوا مرشدين لك. خذ، على سبيل المثال، هانك فيليبي ريان، الصحفية الاستقصائية الحائزة على جائزة "إيمي"، التي تحدثت عنها في كتابي "إعادة ابتكار نفسك" (Reinventing You). أطلقت هانك لنفسها مساراً مهنياً فرعياً على أنها كاتبة كتب الغموض بعد إلهام من إحدى المتدربات التي كانت قد كتبت رواية. "كان الأمر يصدع رأسي" أخبرتني "إن كان بإمكانها هي كتابة كتاب، فأنا أيضاً أستطيع كتابة كتاب". حتى تستطيع تكوين مجلس إدارة مرشد لك – فيه تشكيلة متنوعة من الأقران الموهوبين وكبار الموظفين والزملاء المستجدين- عليك إبقاء هذه الأسئلة في بالك.

ماذا تريد أن تتعلم بالضبط؟

الخطوة الأولى في تطوير مجلس إدارتك: التقييم الذاتي الصارم. إلى أين تتجه في مسارك المهني، وما المهارات التي تحتاجها لبلوغ غايتك؟ إن كنت تخطط لتحول في أدوارك المهنية – من المبيعات إلى الموارد البشرية مثلاً- فقد تحتاج إلى مرشد لديه خبرة في الموارد البشرية. وبالمثل، إن كنت تنوي الارتقاء في مناصب الإدارة، فسيعود عليك بفائدة عظيمة إيجاد مرشد لديه مواهب في التفويض أو القدرة على بناء علاقات مع ذوي المراس الصعب من الموظفين. ولا تنسَ أيضاً الصفات الشخصية إلى جانب المهارات التقنية، حيث ستجد أن تحليك بالمزيد من الصبر والتواضع أكبر مغير لقواعد اللعبة؛ حاول تبني قدوة في هذه النواحي أيضاً.

من تحترم أكثر؟

حالما تتطور قائمتك من المهارات، اكتب قائمة بالأشخاص الذين تعرفهم وتحترمهم ولديهم هذه المهارات. فكر على نطاق واسع – يجب أن يكونوا زملاء، أو قادة كبار، أو حتى (كما كان مرشد فيليبي ريان) متدرباً أو موظفاً مستجداً. في إحدى المرات، عندما كنت أتحدث عن أهمية العثور على مرشد في إحدى شركات المحاماة، أخبرتني شريكتي قصة أن مرشدتها في بداياتها كان السكرتيرة الخاصة بها، فقد مضى عليها عقود في الشركة وفهمت سياسات مكتب المحاماة، وقد علمتها كيف تدافع عن رأيها. ومن المفيد أيضاً أن تضع شبكة واسعة من الأشخاص خارج العمل. في ورشة عمل أخرى كنت قد عقدتها، أخبرتني إحدى القائدات أن مدربة اليوغا الخاصة بها كانت مرشدتها لأنها كانت تذكرها بأهمية الموازنة بين الحياة والعمل.

اقرأ أيضاً: دور الأزواج في الحياة المهنية لشركائهم

كيف يمكنك الترتيب لقضاء المزيد من الوقت معهم؟

تحديد أعضاء مجلس الإدارة المرشد عمل رائع، لكن هذه كلها تبقى أموراً نظرية ما لم تبذل الجهد لقضاء وقت للتعلم منهم. خذ كل شخص على حدة، وفكر في كيف ومتى يمكنك إيجاد وقت للتواصل. قد يكون سهلاً إيجاد وقت للتواصل مع بعض المرشدين مثل زملاء العمل، لكن فيما يخص الآخرين– مثل أستاذ في جامعة أو زميل سابق انتقل إلى شركة أخرى- فستحتاج إلى طرق أكثر ابتكاراً. هل يمكنك دعوتهم إلى غداء شهري؟ هل يمكنك المرور عليهم من وقت لآخر في طريق عودتك إلى المنزل؟ هل يمكنك ترتيب اجتماع معهم في أثناء حضورك معهم مؤتمراً ما؟ ستختلف الفرصة من شخص لآخر (وبحسب ما تراه مناسباً). ضع قائمة واكتب تفاصيل الاستراتيجيات.

كيف تجعل العلاقة تبادلية؟ وكيف نستثمر في أهمية المرشد المهني في حياتنا؟

كما هو الحال مع أي علاقة مع رعاة أو مرشدين، عليك أن تجعل نفسك مفيداً لهم بالمقابل. فكر بالمهارات والميزات التي لديك والتي قد تستطيع تقديمها لكل شخص في قائمتك. على سبيل المثال، إن كنت جيداً في مواقع التوصل الاجتماعي، فيمكنك أن تعرض على أحد الموظفين الكبار المساعدة لترتيب ملفه الشخصي في موقع "لينكد إن" (إن هو أظهر رغبة بذلك). أو قد يكون لديك مواهب خارج العمل يقدرها مرشدك –أي شيء من توصيات المطاعم أو نصائح الرشاقة. احرص أن تكون هذه العلاقات تبادلية حتى تستمر. بهذه الطريقة، يتعلم كل طرف من الآخر بدل أن تكون العلاقة مثل شخص يفرض نفسه على الآخر (وحتى لا تقلق بشأن ظهورك على هذا النحو).

يتطلب النجاح المهني شبكة متنوعة من المهارات والمعارف والمقدرات أكثر مما يمكنك أن تعلمه لوحدك. من هنا تبدو أهمية المرشد المهني ملحة لأنه يساعدنا لنتحسن. المرشدون النمطيون –الموظفون الكبار الأجلّاء الذي يعرفون كل شيء- قلة هذه الأيام. يمكننا بتجديد نظرتنا للمرشد وبناء مجلس إدارة مرشد، الاستفادة من المعارف التي لدى جميع الزملاء الموهوبين حولنا.

اقرأ أيضاً: 

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي