نسمع كل يوم أخباراً عن تبني حكومات جديدة في جميع أنحاء العالم التقنيات الرقمية، وعلى الرغم من أن هذا التبني يعتبر خطوة إيجابية، إلّا أن هذا الأمر يترتب عليه بعض الآثار الجانبية السلبية.
يتمثل أحد تلك الآثار السلبية في اختلاف النهج الذي تتبعه المؤسسات الحكومية في البلد نفسه في تطوير الخدمات الرقمية نتيجة استخدامها أساليب ومعايير مختلفة، وعلى الرغم من أن "الحكومة واحدة" في نظر المواطنين، إلّا أن تجاربهم تختلف كمستخدمين للخدمات الرقمية في كل مؤسسة حكومية.
ويتمثّل الحل في اعتماد "نظام تصميم" واحد ضمن الحكومة بأكملها.
يمثّل نظام التصميم في جوهره لغة التصميم، وهو عبارة عن مجموعة من العناصر المستدامة التي تحكمها معايير واضحة، والتي يمكن استخدامها لتطوير العديد من التطبيقات والخدمات. لكن من المهم أن تضع الحكومات في اعتبارها أن نظام التصميم هو عبارة عن قطعة أثرية حية قابلة للتطور عند استخدام مجموعات جديدة لها، كأي لغة محكية، لكنه يحتفظ بهيكله الأساسي وميزاته المعاصرة التي يستحدثها المتحدثون أنفسهم.
لذلك، يجب وضع مبادئ حوكمة قوية لنظام التصميم، بما في ذلك جميع الإجراءات التي تتحكم بعمليات صناعة القرار والتحسين والمساهمة وتدفق العمل إضافة إلى ضرورة وجود اتفاق واضح على الأدوار والمسؤوليات وعمليات التطور.
إن نظام التصميم مماثل لنظام تجربة المستخدم بالنسبة للمصممين والمطورين، فهو يقدم لهم المساعدة في عدة نواحٍ منها: استخدام لغة التصميم نفسهاـ واستخدامها كمعيار يُتيح تقييم التصميمات من خلاله.
علامَ يشتمل نظام التصميم السليم؟
الغرض والقيم والأهداف المشتركة: يجب أن يكون الفريق بأكمله على وفاق تام، وفي حال تعذر العثور على إجابة عن سؤال لم يجر تناوله في المبادئ التوجيهية، ستقود القيم والأهداف المطورة أو المصممة إلى المسار الصحيح.
مبادئ التصميم: تساعد أي شخص في فهم الغرض من المنتج وتصميمه.
الهوية واللغة: هي عبارة عن الألوان والخطوط وصوت العلامة التجارية والرسوم التوضيحية.
المكونات والأنماط: توضح كيفية استخدام ميزات معينة لتقديم نتائج تصميم متسقة ووقت استخدامها.
أهمية أنظمة التصميم
لنلق نظرة على السبب الذي يجعل أنظمة التصميم خياراً جيداً لأي حكومة وخياراً مثالياً لمواطنيها أيضاً.
ضمان الاتساق: عندما يتبع جميع الموظفين العموميين مجموعة مشتركة من المبادئ والإرشادات التوجيهية للمكونات، ستصبح التجربة ضمن مختلف المنصات والمكاتب متسقة أيضاً.
زيادة الكفاءة: عندما يعرف كل موظف حكومي ماهية الخطوة التالية وكيفية أدائها ستزداد كفاءة عمله بالتأكيد.
تسهيل التوسع: بمجرد أن توسع الإدارة الحكومية خدماتها، ستحتاج إلى تصميمات وواجهات مستخدم جديدة في أقرب وقت ممكن، ويلبي نظام التصميم تلك الحاجة بطريقة منظمة.
توفير الوقت: وفقاً لشركة "بي جي إس سوفت وير" (PGS Software) تستغرق المهمة البسيطة لتصميم بضعة نقرات وتطويرها واختبارها عادة ما بين 14 إلى 15 ساعة من العمل دون نظام تصميم في حين أنها تستغرق ساعتين ونصف فقط مع نظام التصميم، وهو ما يوفر نحو 80% من الوقت.
إن نظام التصميم مماثل لنظام تجربة المستخدم بالنسبة للمصممين والمطورين، فهو يقدم لهم المساعدة في عدة نواحٍ منها: استخدام لغة التصميم نفسهاـ واستخدامها كمعيار يُتيح تقييم التصميمات من خلاله.