كيف يتّخذ أصحاب رؤوس الأموال المغامرة قراراتهم؟

15 دقيقة
أصحاب رؤوس الأموال المغامرة
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio
نظرة فاحصة على عمليات غامضة

لطالما كان رأس المال المغامر (الجريء) مصدراً مهماً لتمويل الشركات الناشئة عالية النمو على مدى الـ 30 عاماً الماضية. وتعزو شركات “أمازون” و”آبل” و”فيسبوك” و”غلياد ساينسيز” (Gilead Sciences) و”جوجل” و”إنتل” و”مايكروسوفت” و”هوول فودز” (Whole Foods) وعدد لا يحصى من الشركات الابتكارية الأخرى نجاحها المبكر جزئياً إلى رؤوس الأموال والتوجيه الذي قدمه لها أصحاب رؤوس الأموال المغامرة. ويُعتبر رأس المال المغامر بالفعل محركاً أساسياً للقيمة الاقتصادية. ففي عام 2015، شكلّت الشركات العامة التي تلقّت دعم رؤوس الأموال المغامرة 20% من القيمة السوقية و44% من نفقات البحوث والتطوير في الشركات العامة الأميركية.

وعلى الرغم من ذلك، لا تزال معلوماتنا ضحلة فيما يتعلّق بدور أصحاب رؤوس الأموال المغامرة وكيفية خلقهم القيمة. جميعنا نظن بشكل عام أن دور أصحاب رؤوس الأموال المغامرة ينطوي على تلبية حاجة سوقية مهمة من خلال ربط رواد الأعمال الذين يملكون أفكاراً جيدة ولكن لا يمتلكون الأموال بالمستثمرين الذين يمتلكون أموالاً كثيرة لكنهم غير قادرين على توليد أفكار جيدة. وعلى الرغم من أن الشركات التي يمولها أصحاب رؤوس الأموال المغامرة قد تتصدر عناوين الأخبار وتحوّل قطاعات بأكملها، يُفضل أصحاب رؤوس الأموال المغامرة التواري عن الأنظار في بيئة عمل يكتنفها الغموض.

أجرينا مؤخراً استقصاءً على الغالبية العظمى من شركات رأس المال المغامر الرائدة لكشف الغموض وإزالة اللبس. وتقصينا على وجه التحديد النهج الذي يتبعه المستثمرون في تحديد الصفقات، واختيار الاستثمارات وتنظيمها، وإدارة شركات المحافظ الاستثمارية بعد الاستثمار، وتنظيم شركاتهم الأساسية، وإدارة علاقاتهم مع الشركاء الموصين (الذين يوفرون رأس المال الذي يستثمره أصحاب رؤوس الأموال المغامرة). وتلقينا إجابات مما يقرب من 900 مستثمر من أصحاب رؤوس الأموال المغامرة، وأتبعناها بإجراء العشرات من المقابلات الشخصية، وهو ما جعل الاستقصاء الذي أجريناه على المستثمرين المغامرين الاستقصاء الأكثر شمولاً حتى اليوم. (راجع الفقرة الجانبية بعنوان: “نبذة عن البحث”).

فكرة المقالة باختصار

الغموض

يُعتبر أصحاب رؤوس الأموال المغامرة مصدراً مهماً لتمويل الشركات الناشئة عالية النمو. لكن لا تزال معلوماتنا ضحلة بشأن دور المستثمرين المغامرين وكيفية خلقهم القيمة. ولمعرفة ذلك، أجرى المؤلفون أكبر استقصاء على شركات رأس المال المغامر الرائدة على الإطلاق.

النتائج

يعتمد أصحاب رؤوس الأموال المغامرة على شبكاتهم لتحديد فرص الاستثمار، ويجرون دراسات تفصيلية على حوالي 100 فرصة لينتقون صفقة واحدة يستثمرون أموالهم فيها في النهاية. وبمجرد أن يستثمروا أموالهم في شركة ما، يصبحون مستشارين فاعلين. ومع ذلك، يعتقد المستثمرون المغامرون بشكل عام أن قوة الفريق المؤسس تحظى بأهمية أكثر من استراتيجية الشركة الناشئة أو نموذج العمل.

الخلاصة

قد يواجه رواد الأعمال غير المرتبطين بشبكات المشاريع عدة عقبات. إلا أن فهم أسلوب عمل أصحاب رؤوس الأموال المغامرة قد يساعد رواد الأعمال من جميع الخلفيات في تقديم عروضهم أمام المستثمرين المغامرين بنجاح والحصول على التمويل.

وتُعتبر النتائج التي توصلنا إليها مفيدة لأصحاب المشاريع الذين يأملون في جمع الأموال؛ فضلاً عن أنها توفر رؤى ثاقبة للمعلمين القائمين على تدريب الجيل القادم من المؤسسين والمستثمرين؛ ولقادة الشركات القائمة الذين يسعون إلى الاقتداء بنهج أصحاب رؤوس الأموال المغامرة؛ ولواضعي السياسات الذين يحاولون تطوير بيئات عمل ناشئة؛ ولمسؤولي الجامعات الذين يأملون في تسويق الابتكارات المطورة في كلياتهم.

يأتي أكثر من 30% من الصفقات من عملاء محتملين من الزملاء السابقين لأصحاب رؤوس الأموال المغامرة أو من معارفهم في العمل.

تصيّد الصفقات

تتمثل المهمة الأولى التي يواجهها أصحاب رؤوس الأموال المغامرة في التواصل مع الشركات الناشئة التي تبحث عن التمويل، وهي عملية تُعرف في القطاع باسم “توليد تدفق الصفقات”. ويعتقد جيم براير، مؤسس شركة “براير كابيتال” (Breyer Capital) وأول مستثمر مغامر في شركة “فيسبوك”، أن تدفق الصفقات عالي الجودة ضروري لتحقيق عوائد كبيرة. لكن من هم عملاؤه المحتملون؟ قال لنا: “وجدت أن أفضل الصفقات تأتي غالباً من شبكتي المهنية من المستثمرين ورواد الأعمال والأساتذة الجامعيين المؤتمنين. يساعدني زملائي وشركائي في إجراء تقييم سريع على الفرص وإيلاء الأولوية للفرص التي يجب التعامل معها بجدية. كما تفيد المساعدة من الخبراء في توليد كميات كبيرة من الفرص ومن ثم تقليص عددها بناءً على جودتها”.

ونهج براير هو نهج شائع. ووفقاً للاستقصاء الذي أجريناه، يأتي أكثر من 30% من الصفقات من عملاء محتملين من الزملاء السابقين لأصحاب رؤوس الأموال المغامرة أو من معارفهم في العمل. وتلعب جهات التواصل الأخرى دوراً مهماً أيضاً، إذ يأتي 20% من الصفقات من الإحالات من قبل مستثمرين آخرين، و8% من الإحالات من قبل شركات المحافظ الاستثمارية القائمة. في حين يأتي 10% منها من العروض الترويجية التي تُرسل عبر البريد الإلكتروني من قبل إدارات الشركات. لكن بشكل عام، تتولد ما يقرب من 30% الصفقات من قبل أصحاب رؤوس الأموال المغامرة الذين يستهلون التواصل مع رواد الأعمال. وكما أخبرنا ريك هايتسمان من شركة “فيرست مارك” (FirstMark): “لا تتزاحم أفضل الفرص على أبواب مكاتبنا دائماً، بل نحدد التوجهات العالمية الكبرى ونجري بحوثاً حولها ونتواصل بشكل استباقي مع رواد الأعمال الذين يشاركوننا رؤاهم حول المسار الذي يتجه العالم نحوه”.

وتكشف تلك النتائج عن مدى صعوبة حصول رواد الأعمال غير المرتبطين بالدوائر الاجتماعية والمهنية المناسبة على التمويل. في الواقع، يتولد عدد قليل من الصفقات من قبل المؤسسين الذين يشقون طريقهم إلى شركات أصحاب رؤوس الأموال المغامرة دون معرفة سابقة بهم. وقد أقرّ بعض المستثمرين التنفيذيين الذين قابلناهم بالجوانب السلبية لتلك الحقيقة بالفعل، بزعم أن الحاجة إلى الانخراط في شبكات معينة قد تضر رواد الأعمال من الأقليات. ومع ذلك، شعر العديد من أصحاب رؤوس الأموال المغامرة أن الوضع آخذ في التحسن. على سبيل المثال، تحدثنا إلى تيريزيا غو، إحدى أوائل المستثمرين في شركة “تروليا” (Trulia) والشريكة المؤسسة في شركة “أكرو كابيتال” (Acrew Capital) التي قالت: “على الرغم من وجود عقبات كبيرة وأزلية تعترض النساء والأقليات ناقصة التمثيل للانخراط في تلك الشبكات، بدأ القطاع في إدراك الفرص والمواهب الضائعة التي تمثلها تلك المجموعات، وهو ما دفع الشركات إلى إيلاء الأولوية لتنويع شراكاتها، فأصبح الانخراط في تلك الشبكات أسهل بشكل متزايد”.

تصفية الفرص

حتى بالنسبة لرواد الأعمال الذين يمكنهم الوصول إلى أصحاب رؤوس الأموال المغامرة، تبقى احتمالات تأمين التمويل منخفضة للغاية. ووجدنا في الاستقصاء الذي أجريناه أن كل صفقة تبرمها شركة رأس المال المغامر يسبقها إجراء تقييم شامل على 101 فرصة أخرى في المتوسط. ستقود 28 فرصة من تلك الفرص إلى اجتماع مع الإدارة؛ وسيجري استعراض 10 منها في اجتماعات مع الشركاء؛ في حين ستخضع 4.8 منها إلى الاستقصاء والتحري؛ وسينتقل 1.7 منها إلى مرحلة التفاوض حول مذكرة شروط العمل مع الشركة الناشئة؛ وسيجري تمويل فرصة واحدة فقط. بشكل عام، يستغرق إغلاق الصفقة النموذجية 83 يوماً، وقد أفادت الشركات بقضاء ما متوسطه 118 ساعة على الاستقصاء والتحري خلال تلك الفترة، وإجراء مكالمات مع 10 مراجع في المتوسط.

وعلى الرغم من أن أصحاب رؤوس الأموال المغامرة ينزعون إلى رفض صفقات أكثر بكثير من قبولها، تتملّكهم كامل الجرأة عندما يرصدون شركة تنال إعجابهم. أخبرنا فينود خوسلا، أحد مؤسسي شركة “صن ميكروسيستمز” (Sun Microsystems) ومؤسس شركة “خوسلا فينتشرز” (Khosla Ventures)، أن ديناميكية القوة قد تنقلب بسرعة عندما يصبح أصحاب رؤوس الأموال المغامرة متحمسين بشأن إحدى الشركات الناشئة، لا سيما عندما تحصل تلك الشركة على عروض من شركات أخرى. وأوضح أن “المنافسة الشرسة على التمويل تكون في أوجها عندما تمتلك الشركات الناشئة رواد أعمال ملهمين”. بالنسبة لأصحاب رؤوس الأموال المغامرة، يُعتبر وجود رسالة واضحة حول أهداف الشركة، ومدى مساهمتها في المشروع الاستثماري، وكيفية تعاملها مع الرؤى الجريئة السر وراء كسب تلك الأنواع من الفرص، فضلاً عن أنهم يولون قدراً كبيراً من الاهتمام بعوائد التمويل”.

ما هي العوامل التي يأخذها أصحاب رؤوس الأموال المغامرة في الاعتبار أثناء عملية تصفية الفرص؟ يشير أحد أطر العمل إلى أن أصحاب رؤوس الأموال المغامرة يفضلون إما “الفارس” أو “الحصان”. (فريق ريادة الأعمال هو الفارس، في حين أن استراتيجية الشركة الناشئة ونموذج عملها هما الحصان). وتبيّن لنا من الاستقصاء الذي أجريناه إيمان أصحاب رؤوس الأموال المغامرة بضرورة وجود كل من الفارس والحصان؛ من جهة أخرى، يعتبرون أن فريق الإدارة المؤسس هو العامل الأكثر أهمية في النهاية. وكما قال لنا، بيتر ثيل، أحد أشهر المستثمرين المغامرين، “يعتمد نجاح استثماراتنا على خبرة مؤسسي الشركات”.

في الواقع، أشادت نسبة 95% من شركات رأس المال المغامر في الاستقصاء الذي أجريناه بدور المؤسسين بصفتهم عاملاً مهماً في اتخاذ قرارات متابعة الصفقات. أما بالنسبة للعوامل الأخرى، صنّفت نسبة 74% من الشركات نموذج الأعمال بصفته عاملاً مهماً، وذكرت نسبة 68% منها طبيعة السوق، في حين أشادت 31% منها بنوع القطاع.

وما أثار اهتمامنا هو أن تقييم الشركة حظي بالمرتبة الخامسة من بين العوامل التي تؤثر على القرارات المتعلقة بتنفيذ الصفقات. في الواقع، على الرغم من استخدام الرؤساء التنفيذيين للشؤون المالية لدى الشركات الكبيرة تحليلات التدفقات النقدية المخصومة لتقييم فرص الاستثمار، يستخدم عدد قليل من أصحاب رؤوس الأموال المغامرة نموذج التدفقات النقدية المخصومة أو غيره من أساليب التحليل المالي القياسية الأخرى لتقييم الصفقات. بل تمثّل المقياس الأكثر شيوعاً لديهم في العائد النقدي على النقد أو لنقل مضاعف رأس المال المستثمر، وهو يشير ببساطة إلى العائد النقدي من الاستثمار بصفته مضاعف النقد المستثمر. وتمثّل المقياس التالي الأكثر شيوعاً في معدل العائد الداخلي السنوي الذي تولده الصفقة. لم يعدّل أي من أصحاب رؤوس الأموال المغامرة من عائداتهم المستهدفة لتتواءم مع المخاطر المنهجية (أو مخاطر السوق)، وتلك هي الركيزة الأساسية لكتب ماجستير إدارة الأعمال والممارسات الراسخة لواضعي القرارات في الشركات. واللافت للنظر هو أن 9% من المشاركين في الاستقصاء لم يستخدموا أي مقياس كمي لتقييم الصفقات. وتماشياً مع ذلك، أفاد 20% من جميع أصحاب رؤوس الأموال المغامرة و31% من المستثمرين المغامرين في مراحل الاستثمار الأولى أنهم لا يضعون أي توقعات حول البيانات المالية للشركة على الإطلاق عند إجراء أي استثمار.

ما الذي يفسر هذا التجاهل لعملية التقييم المالي التقليدية؟ يدرك أصحاب رؤوس الأموال المغامرة أن استراتيجيات الخروج الناجحة المتمثّلة في عمليات الاندماج والاستحواذ والطرح العام الأولي في البورصة هي المحرك الحقيقي لعائداتهم. وعلى الرغم من أن معظم الاستثمارات تولد عوائد قليلة جداً، قد تولد استراتيجية الخروج الناجحة 100 ضعف من العوائد. ونظراً لتفاوت سياسات الخروج واختلافها، يركز أصحاب رؤوس الأموال المغامرة على إيجاد الشركات التي تمتلك القدرة على وضع خطط خروج كبيرة بدلاً من تقدير التدفقات النقدية على المدى القريب. وكما أفاد جي بي غان من شركة “إنس كابيتال” (INCE Capital)، “تستغرق صفقات رأس المال المغامر الناجحة وقتاً طويلاً للتطور والنمو ومن ثم الخروج. نحن نصب تركيزنا على مضاعف العائد المحتمل بدلاً من صافي القيمة الحالية أو معدل العائد الداخلي عند إجراء الاستثمار. ولا نحسب قيمة معدل العائد الداخلي إلا بعد إبرام الصفقة، أي عندما نضع خطة خروج لشركائنا الموصين”.

ما بعد إبرام الصفقة

غالباً ما تبدو مذكرة شروط رأس المال المغامر النموذجية بالنسبة لرواد الأعمال الطموحين وكأنها طلاسم. من المهم بالطبع لمؤسسي الشركات فهم تلك العقود، فهي تُكتب لضمان حق رواد الأعمال من الناحية المالية في حال أدوا أعمالهم على أكمل وجه، وضمان أن يتولى المستثمرون السيطرة على الأعمال التجارية في حال فشل رواد الأعمال في أداء مهامهم. وتُظهر الدراسات السابقة حول شروط استثمارات رؤوس الأموال المغامرة أن مذكرات شروط أصحاب رؤوس الأموال المغامرة تنطوي على توزيع مدروس لحقوق التدفق النقدي (الميزة المالية التي تمنح المؤسسين حوافز على أدائهم)، وحقوق السلطة (مجلس الإدارة وحقوق التصويت التي تسمح لأصحاب رؤوس الأموال المغامرة بالتدخل عند الحاجة)، وحقوق التصفية (توزيع التعويضات في حال انهيار الشركة والاضطرار إلى بيعها)، وشروط التوظيف، ولا سيما الاستحقاق (الذي يمنح رواد الأعمال حوافز على الأداء وحوافز لحثهم على البقاء في الشركة على حد سواء). بشكل عام، توضع الصفقات بحيث يحتفظ رواد الأعمال الذين حققوا إنجازات بارزة بالسيطرة ويحصدون مكافآت مالية. ومع ذلك، إذا فاتهم تحقيق تلك الإنجازات البارزة، فيحق لأصحاب رؤوس الأموال المغامرة توظيف إدارة جديدة وتغيير توجهات الشركات.

من جهة أخرى، لا تتوفر كثير من المعلومات حول أهم شروط الاستثمار بالنسبة لأصحاب رؤوس الأموال المغامرة والمقايضات التي يجرونها، وهو ما دفعنا إلى الاستفسار في الاستقصاء الذي أجريناه عن الشروط التي يقبلون بها والشروط التي تدفعهم إلى التفاوض بشأنها.

يستخدم عدد قليل من أصحاب رؤوس الأموال المغامرة تقنيات التحليل المالي القياسية لتقييم الصفقات. ويتمثّل المقياس الأكثر استخداماً في العائد النقدي من الصفقة كمضاعف للنقد المستثمر.

وأشاروا إلى أنهم كانوا غير مرنين نسبياً فيما يتعلق بحقوق الاستثمار التناسبية، وتفضيلات التصفية، والحقوق الوقائية (التي تحمي الميزة الاقتصادية المحتملة) وكذلك بشأن موعد استحقاق أسهم المؤسسين، وتحديد قيمة الشركة، وسلطة مجلس الإدارة (الذي يُعتبر أهم سلطة تمتلك زمام السيطرة). وكما أشار أحد أصحاب رؤوس الأموال المغامرة، تتمتع الحقوق التناسبية، التي تسمح لنا بالحصول على حصة إضافية في الشركة، بأهمية كبيرة لأن “أكبر مصدر لعائداتنا هو قدرتنا على مضاعفة أرباحنا”. من جهة أخرى، كان أصحاب رؤوس الأموال المغامرة أكثر مرونة فيما يتعلق بخيار تجميع الأسهم، وحقوق المساهمة، ومقدار الاستثمار، وحقوق الاسترداد، وعلى وجه الخصوص، توزيعات الأرباح. وكان للعديد من تلك الشروط تأثير أقل على العائدات المحتملة لأصحاب رؤوس الأموال المغامرة، وهو ما جعلها شروطاً قابلة للتفاوض.

ومع ذلك، يحاول العديد من أصحاب رؤوس الأموال المغامرة تجنب التركيز المكثف على الشروط المالية في علاقاتهم مع الشركات الناشئة، وإيلاء نفس القدر من التركيز على كيفية مواءمة الشركة مع محافظهم الاستثمارية وأهمية خبراتهم وتجاربهم في مساعدة فريق الإدارة المؤسس. وكما أوضح لنا خوسلا، “من المهم أن تمتلك وجهة نظر واضحة تتجاوز هدف كسب الأموال عند جذب أفضل رواد الأعمال، بمعنى آخر، علام ينطوي هدفك بصفتك شركة استثمارية، وهل يتوافق مع رؤية رواد الأعمال؟”.

سألنا أصحاب رؤوس الأموال المغامرة عن الأسباب التي قد تقود إلى نجاح شركات محافظهم الاستثمارية أو فشلها، وأجابوا أن فريق الإدارة هو العامل الأكثر أهمية دون منازع.

قياس الأداء الاستثماري (مؤشر ألفا)

بمجرد أن يستثمر أصحاب رؤوس الأموال المغامرة أموالهم في شركة ما، يشمرون عن سواعدهم ويصبحون مستشارين فاعلين. وقد أخبرنا أصحاب رؤوس الأموال المغامرة أنهم “يتفاعلون بشكل كبير” مع 60% من شركات محافظهم الاستثمارية مرة واحدة على الأقل في الأسبوع، في حين يتفاعلون مع 28% من تلك الشركات عدة مرات في الأسبوع. كما أنهم يوفرون عدداً كبيراً من خدمات ما بعد الاستثمار، مثل تقديم التوجيه الاستراتيجي (المقدم لـ 87% من شركات محافظهم الاستثمارية)، وإجراء تواصل مع مستثمرين آخرين (72%) وتواصل مع الزبائن (69%)، وتقديم التوجيه التشغيلي (65%)، وتقديم المساعدة في تعيين أعضاء مجلس الإدارة (58%) وفي تعيين الموظفين (46%). وتُمثّل الأنشطة الاستشارية المكثفة الآلية الرئيسة التي يستخدمها أصحاب رؤوس الأموال المغامرة لإضافة قيمة إلى شركات محافظهم الاستثمارية. (وكشفت الاستقصاءات أيضاً أن ذلك ينطبق على مستثمري الأسهم الخاصة). ويقول جون كالاهان من شركة “ترو فينتشرز” (True Ventures) أن الخدمات الاستشارية في شركته تؤدي دوراً حاسماً في جذب أفضل رواد الأعمال لدرجة أنها قضت 15 عاماً وأنفقت 10 ملايين دولار في تطوير تلك الخدمات. ويضيف: “ما يدفعنا إلى تطوير تلك الخدمات هو إيماننا بأن المؤسسين هم السر الكامن وراء تشكيل الفرق التي تحقق أكبر النتائج في رأس المال المغامر وقيادة تلك الفرق بالفعل”.

[su_expand more_text=”المزيد” less_text=”الأقل” height=”50″ link_color=”#66abe8″ link_style=”button” link_align=”right”]

مسرد مصطلحات المستثمرين المغامرين

الحقوق الوقائية: تُتيح تعديل عدد الأسهم التي يمتلكها المستثمرون الحاليون عند إجراء جولات تمويل مستقبلية بسعر أقل من الجولة الحالية.

حقوق التصفية: تضمن أن يتقاضى أصحاب رؤوس الأموال المغامرة تعويضاتهم قبل المؤسسين عند بيع الشركة. وعادة ما يضمنون المبلغ المستثمر أو بعض مضاعفاته (على سبيل المثال، الضعف).

خيار تجميع الأسهم: يشير إلى مقدار الأسهم المخصصة لتعويض الموظفين الحاليين والمستقبليين للشركة الناشئة. وعادة ما يقدّر التعويض كنسبة مئوية من القيمة الإجمالية للشركة.

حقوق المساهمة: تُتيح لأصحاب رؤوس الأموال المغامرة استعادة القيمة الاسمية لاستثماراتهم (أو مضاعفاتها) ومن ثم المشاركة في القيمة المتولدة فوق ذلك المستوى عند تنفيذ استراتيجية الخروج.

حقوق الاستثمار التناسبية: تمنح أصحاب رؤوس الأموال المغامرة الحق في الاستثمار في جولات الاستثمار اللاحقة للشركة والحفاظ على النسبة المئوية الأولية لحصص الملكية.

حقوق الاسترداد: تمنح أصحاب رؤوس الأموال المغامرة القدرة على استرداد أسهمهم، أي إجبار الشركة على سداد مبلغ الاستثمار.

[/su_expand]

تحقق أفضل رؤوس الأموال المغامرة مبالغ هائلة من الأموال. ومع ذلك، يبقى التفسير الوافي حول كيفية قياس أصحاب رؤوس الأموال المغامرة الأداء الاستثماري مؤشر “ألفا”، أو العوائد الإيجابية المعدلة حسب المخاطر غير واضح. وقررنا أن نسأل أصحاب رؤوس الأموال المغامرة عن ذلك بشكل مباشر، وطلبنا منهم تقييم الأهمية النسبية لعمليات تحديد الصفقات واختيار الصفقات، وتنفيذ إجراءات ما بعد الاستثمار في خلق القيمة في محافظهم الاستثمارية. ذكرت أغلبيتهم أن العمليات الثلاث كانت أساسية، لكنهم أكدوا أن اختيار الصفقة هي العملية الأكثر أهمية.

كما سألناهم عن الأسباب التي قد تقود إلى نجاح شركات محافظهم الاستثمارية أو فشلها. ومجدداً، أجابوا أن فريق الإدارة هو العامل الأكثر أهمية دون منازع. وكما أخبرنا برايان جاكوبس، أحد مؤسسي شركة “إيميرجنس كابيتال” (Emergence Capital): “لم أشهد مطلقاً أي مشروع نُسب النجاح فيه إلى شخص واحد، بل دائماً ما يكون النجاح مقروناً بالمؤسسين الذين يشكلون فرقاً قوية”. ومن بين العوامل الأخرى التي ذكرها أصحاب رؤوس الأموال المغامرة هي التوقيت والحظ والتكنولوجيا ونموذج الأعمال والقطاع، وقد حظيت تلك العوامل على درجات متساوية تقريباً في الأهمية. ومن المدهش أنهم لم يصنفوا مساهماتهم ضمن المصادر الرئيسة لتحقيق النجاح. وتشير تلك الإجابات إلى أن رواد الأعمال هم من يخلقون القيمة الأكبر للشركات الناشئة، وليس أصحاب رؤوس الأموال المغامرة. وكما قال أحد المستثمرين التنفيذيين: “نبذل قدراً هائلاً من الجهد في مساعدة شركاتنا، بدءاً من تقديم المساعدة في التعيين وحتى العمل كطبيب نفسي للمؤسس. لكن النجاح أو الفشل الحقيقي للمشروع في النهاية يأتي من المؤسسين”.

نهج أصحاب رؤوس الأموال المغامرة

غالباً ما ينصدم السيّاح الذين يقودون سياراتهم على طريق ساند هيل في مدينة بالو ألتو، الشارع الذي توجد فيه العديد من شركات رؤوس الأموال المغامرة الرائدة التي تقدر بمليارات الدولارات، عند اكتشافهم أن الشركات هي عبارة عن مكاتب صغيرة تقليدية مبينة بشكل سري خلف الأشجار المورقة، وهو ما يزيد حالة الغموض التي تكتنف آلية عمل تلك الشركات وإدارتها بالضبط.

كان متوسط عدد الموظفين في شركات رؤوس الأموال المغامرة في الاستقصاء الذي أجريناه 14 موظفاً و5 أفراد من كبار المتخصصين في مجال الاستثمار. يُتيح ذلك الهيكل الصغير اتخاذ القرارات والإجراءات بسرعة، لكنه قد ينطوي على عدد أقل من الضوابط والتوازنات.

وعلى الرغم من أن ساعات عمل معظم أصحاب رؤوس الأموال المغامرة تجاوزت ساعات عمل المصارف التقليدية، أفادوا في الاستقصاء أن أسابيع عملهم لم تكن مضغوطة على الإطلاق، إذ كانوا يقضون 55 ساعة أسبوعياً في المتوسط في العمل، و22 ساعة في الأسبوع في التعارف وتحديد الصفقات و18 ساعة في العمل مع شركات المحافظ الاستثمارية. وفي تحديث أخير للاستقصاء الذي أجريناه خلال ذروة انتشار جائحة “كوفيد-19″، وجدنا أنه على الرغم من تباطؤ وتيرة استثمار أصحاب رؤوس الأموال المغامرة، فقد كانوا يقضون أوقاتهم بالطريقة ذاتها تقريباً، بمعنى تعقب صفقات جديدة، وإجراء عمليات الاستقصاء والتحري وحسم استثمارات جديدة ومساعدة شركات المحافظ الاستثمارية.

واستفسرنا أخيراً عن تفاعلات أصحاب رؤوس الأموال المغامرة مع شركائهم الموصين، وتعتقد الغالبية منهم أن المستثمرين يهتمون بالأداء المطلق أكثر من اهتمامهم بالأداء النسبي. ومع ذلك، تؤمن الغالبية العظمى (93%) منهم بقدرتهم على اكتساح السوق على أساس نسبي. ويُعتبر ذلك التفاؤل أمراً يمكن تفهمه، فاعتباراً من شهر يونيو/حزيران 2020، تفوقت رؤوس الأموال المجازفة التي تم جمعها من عام 2007 حتى عام 2016 من منصة “بيرغس ماندجر يونيفيرس” (Burgiss Manager Universe) على مؤشر “راسل 2000” (Russell 2000) (مؤشر رؤوس الأموال الصغيرة) بنسبة 7% سنوياً، في المتوسط، وعلى مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” (S&P 500) بنحو 5% سنوياً. حيث تفوقت ما يقرب من 75% من تلك الأموال على مؤشر “راسل 2000” وحوالي 60% على مؤشر “إس آند بي 500”.

ونظراً لأن أصحاب رؤوس الأموال المغامرة يقيّمون أكثر من 100 فرصة ويستثمرون في فرصة واحدة فقط، يجب أن يكون رواد الأعمال على استعداد لتقديم العروض إلى العديد من المستثمرين المغامرين.

كيف يمكن تطبيق هذه النتائج في الواقع العملي؟ بالنسبة للأكاديميين، تقدم نتائجنا قاعدة انطلاق جيدة يمكن من خلالها استكشاف الطبيعة والأهمية النسبية لعمليات تحديد الصفقات واختيار الصفقات وتنفيذ خدمات دعم ما بعد الاستثمار.

بالإضافة إلى ذلك، يشير تفوق الفريق المؤسس في أذهان أصحاب رؤوس الأموال المغامرة إلى مجال محتمل من البحوث المثمرة للأكاديميين: هل يوجد تجارب أو مواقف تحدد هوية الأشخاص الذين من المحتمل أن يكونوا مؤسسين ناجحين؟

تقدم نتائج الاستقصاء أيضاً معلومات سريعة مهمة لرواد الأعمال، إذ نظراً لأن أصحاب رؤوس الأموال المغامرة يعتمدون على شبكاتهم لتحديد الفرص، يجب على رواد الأعمال البحث عن أشخاص ينتمون إلى شبكة معارف المستثمرين المغامرين ومحاولة التواصل مع مستثمرين فيها. ونظراً لأن فرق الإدارة تسيطر على عمليات اتخاذ قرارات الاستثمار، يجب على رواد الأعمال التفكير ملياً في أفضل طريقة لتقديم أنفسهم عندما يقابلون المستثمرين المغامرين. ونظراً لأن أصحاب رؤوس الأموال المغامرة يقيّمون أكثر من 100 فرصة ويستثمرون في فرصة واحدة فقط، يجب أن يكون رواد الأعمال على استعداد لتقديم العروض إلى العديد من المستثمرين المغامرين.

وكما ذكرنا سابقاً، قد يواجه رواد الأعمال غير المرتبطين بشبكات المشاريع عدة عقبات. لا يقتصر رواد الأعمال هؤلاء على مؤسسي الشركات من الأقليات والنساء فقط، بل يشملون أيضاً أولئك الذين يعيشون في مناطق خارج المراكز التقليدية للمستثمرين المغامرين، مثل وادي السيليكون ولندن وبوسطن وبكين. وقد أشارت سارة كونست، المديرة الإدارية لشركة “كليو كابيتال” (Cleo Capital)، إلى أن التمويل الناجح لرواد الأعمال في مراكز المستثمرين المغامرين على مدى عدة سنوات قد جعل قيود الدخول إلى السوق أعلى بالنسبة للمؤسسين غير التقليديين. “غالباً ما تعكس شبكاتنا المهنية المكان الذي نقطن فيه والمجالات التي عملنا بها. وعندما يجري حرمان مجموعات معينة باستمرار من حقوقهم وامتيازاتهم، يتولد دين تراكمي للشبكة لا يمكن تجاوزه بسرعة”؛ وأضافت أن الأقليات التي تقطن في مراكز المستثمرين المغامرين هي في وضع مجحف. “فإذا لم تحصل على ترقية مناسبة في الوظائف السابقة التي عملت بها، فقد لا يكون لقبك اليوم متناسباً مع خبرتك في العمل، وقد لا يكون لديك زملاء في المناصب التنفيذية العليا تلجأ إليهم للحصول على وظيفة في مجالس الإدارة. وإذا كنت تتلقى راتباً أقل من اللازم، فقد لا يكون لديك التدفق النقدي الحر للانضمام إلى النوادي الحصرية للمستثمرين أو للحصول على الاستثمار الملائكي، وقد تقود الحلقات الواسعة من الشبكات التي فاتتك فرص الانضمام إليها إلى خسائر لا تُحصى في مجال عملك والقيمة الصافية على حد سواء”.

[su_expand more_text=”المزيد” less_text=”الأقل” height=”50″ link_color=”#66abe8″ link_style=”button” link_align=”right”]

نبذة عن البحث

لجذب المشاركين إلى الاستقصاء، استخدمنا قواعد بيانات الخريجين من “كلية بوث للأعمال” بجامعة شيكاغو، وكلية هارفارد للأعمال، وكلية ستانفورد للدراسات العليا للأعمال. ووفقاً لدراسة أجرتها شركة “بيتشبوك” (Pitchbook)، تخرّج أكثر من 40% من أصحاب رؤوس الأموال المغامرة الحاصلين على شهادات الماجستير في إدارة الأعمال من إحدى تلك الكليات. استفدنا أيضاً من بيانات برنامج “كوفمن فيلوز” (Kauffman Fellows) حول خريجي برنامج رأس المال المغامر. وجادت علينا الرابطة الوطنية لرأس المال المغامر بأن قدّمت لنا قائمة أعضائها الأفراد. واستخدمنا أخيراً معلومات التواصل الخاصة بأصحاب رؤوس الأموال المغامرة في قاعدة بيانات “فينتشر سورس” (VentureSource).

أجرينا الاستقصاء بين شهري نوفمبر/تشرين الثاني عام 2015 ومارس/آذار عام 2016. كان الاستطلاع سرياً تماماً، واستندت جميع النتائج المبلغ عنها إلى تجميع للعديد من الردود لتجنب استنباط إجابات أي مشارك محدد. ومع ذلك، لم نجعل هوية المشاركين في الاستقصاء مجهولة، بل قمنا بمطابقة المشاركين مع قاعدة بيانات “فينتشر سورس” ومصادر بيانات أخرى.

[/su_expand]

ويتعين على المعلمين وأصحاب رؤوس الأموال المغامرة والمجتمع ككل العمل على التخفيف من التمييز المالي المنهجي وضمان حصول مجموعة أكبر من رواد الأعمال على التمويل والدعم. في النهاية، لا توجد إجابات شافية عن استفساراتنا، وقد أشارت البحوث إلى وجود العديد من الاحتكاكات التجارية في بيئة عمل ريادة الأعمال. من جانبنا، نأمل أن يساعد بحثنا رواد الأعمال من جميع الخلفيات في التواصل بنجاح مع أصحاب رؤوس الأموال المغامرة وإقناعهم بعروضهم من خلال فهم المعايير التي يستخدمها المستثمرون لتقييم الاستثمارات، وكيفية قضائهم أوقاتهم، وماهية واجباتهم على أساس يومي، والعوامل الأكثر أهمية التي تضمن حصولهم على عائدات كبيرة.

أخيراً، مدّت العديد من الشركات الكبرى أذرعها الاستثمارية خلال العقد الماضي في محاولة منها للاستفادة من إمكانات أنشطة ريادة الأعمال، ويمكنها التعلم من ممارسات قطاع رأس المال المغامر في ذلك الصدد. وقد يكون الدور الحاسم الذي يؤديه كل من فريق الإدارة وعملية تصيّد الصفقات في تحديد نجاح الاستثمارات مفيداً في اختيار الشركات التي يرغبون في تمويلها ووقت التمويل ومجاله. ويمكن للعديد من واضعي السياسات المحليين الذين يسعون إلى تطوير بيئات عمل مستدامة لرأس المال المغامر التي تهدف إلى تعزيز النمو الاقتصادي الاستفادة أيضاً من الأساليب التي يتبعها أصحاب رؤوس الأموال المغامرة. كما لا ينبغي إغفال قدرة القادة والمسؤولين الحكوميين على تعزيز رواد الأعمال ذوي الكفاءات والإمكانات العالية. أخيراً، غالباً ما تكون الجامعات مصدر الابتكارات التي ينتهي بها المطاف في المحافظ الاستثمارية لأصحاب رؤوس الأموال المغامرة. ويمكن لمسؤولي الجامعة تعلم كيفية تحقيق أقصى استفادة من النشاط الابتكاري الذي يحدث داخل قاعاتهم. وقد يساعد توطيد العلاقات مع المستثمرين المغامرين الرائدين وتعزيز منظومة ريادة الأعمال في تحفيز أنشطة الشركات الناشئة.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .