مع استقالة الملايين من وظائفهم، توفرت الملايين من فرص العمل الجديدة. وفي حال كنت تحضر نفسك لدخول سوق العمل للمرة الأولى، أو كنت ترغب في تغيير مهنتك، فاستخدم هذا الدليل للتحضير لمقابلتك القادمة.

فيما يلي قائمة بـ 10 من أكثر الأسئلة شيوعاً في مقابلات العمل، إلى جانب طرق الإجابة التي ستساعدك على إبهار من يجري المقابلة معك، ونأمل أن تحصل على الوظيفة التي تتمناها.

1. تحدث عن نفسك وأخبرنا معلومات أساسية عنك بإيجاز.

يحب القائمون على مقابلات العمل سماع قصص المرشحين. احرص على أن تتمتع قصصك بمقدمة رائعة، وعرض جذاب، وخاتمة تجعل القائم على المقابلة يتمنى أن تحصل على الوظيفة.

تحدَّث عن قصة تظهر تعلقك بمهنتك واهتمامك البالغ بها ثم تحدث عن مسيرتك التعليمية. وعليك أن تربط في القصة بين تدريبك الأكاديمي وشغفك بالمهنة المطلوبة بالشركة أو القطاع الذي تنتمي إليه وخبرتك في العمل بحيث تبدو الشخص المناسب تماماً للوظيفة. وفي حال سبق لك أن توليت إدارة مشروع معقد أو عملت على تصميم مثير وغير عادي، فاذكر ذلك.

مثال: “جئت من بلدة صغيرة تندر فيها الفرص. ولندرة الكليات الجيدة لجأت إلى التعلم عبر الإنترنت كي لا تفوتني فرص التعليم الممتازة. وبتلك الطريقة تعلمت البرمجة، وتابعت دراستي حتى حصلت على شهادة مبرمج كمبيوتر. وبعد أن حصلت على وظيفتي الأولى مبرمجاً للواجهات الأمامية، واصلت استثمار الوقت في إتقان لغات برمجة الواجهة الأمامية والخلفية بالإضافة إلى الأدوات وأطر العمل”.

2. كيف علمت بالوظيفة؟

يريد من يجري المقابلة معرفة إذا ما كنت تبحث باهتمام عن الوظائف في شركته، أو سمعت عن الوظيفة عبر وكالة توظيف، أو نصحك أحد موظفي تلك الشركة بالتقدم لهذه الوظيفة. باختصار، يريد أن يعرف كيف وصلت إليه.

في حال نصحك أحدهم بالتقدم لهذه الوظيفة، فاحرص على ذكر اسمه، ولا تفترض أن من يجري المقابلة يعرف ذلك مسبّقاً. وعليك أن تذكر كيف تعرفت على الموظف الذي أحالك لتلك الوظيفة. على سبيل المثال، في حال كان زيد (الذي نصحك بالتقديم على هذه الوظيفة) زميلاً سابقاً، أم سبق لك أن قابلته وشربتما القهوة في حدث للتواصل الشبكي، فاذكر ذلك لاكتساب المصداقية. وفي حال كان زيد يعمل في الشركة واقترح عليك التقدم لتلك الوظيفة، فاشرح سبب اعتقاده بأنك الشخص المناسب تماماً لهذه الوظيفة.

وفي حال بحثت عن الوظيفة بنفسك، بيّن ما لفت انتباهك فيها وستزيد فرص قبولك إن استطعت مواءمة قيمك مع قيم الشركة ورسالتها. فمهمتك إقناع مدير التوظيف أنك اخترت شركته دوناً عن الشركات الأخرى جميعها لأسباب محددة.

وأخيراً، في حال كانت الشركة هي التي عرضت عليك الوظيفة، فاشرح أسباب قبولك لها. هل تبدو هذه الوظيفة ملائمة لك؟ هل تتوافق مع توجهك في حياتك المهنية؟ حتى إذا لم تكن على دراية بالشركة قبل عرض العمل، أظهر حماسك لما عرفته عنها وكن صادقاً بشأن أسباب اهتمامك بالمضي قدماً في عملية التعيين.

مثال: “عرفت بالوظيفة عبر منصة لينكد إن حيث كنت أتابع صفحة شركتكم منذ مدة. وأشعر بحماس كبير تجاه عمل الشركة في المجالات (كذا وكذا)، وذلك ما دفعني للتقدم للعمل لديكم. تتطابق مهاراتي مع المهارات المطلوبة بدرجة كبيرة، وهي فرصة رائعة بالنسبة لي للإسهام في رسالة الشركة، بالإضافة إلى أنني أعدُّها خطوة رائعة في مسيرتي المهنية”.

3. ما بيئة العمل المفضلة لديك؟

احرص على البحث عن معلومات تخص نشاطات الشركة وثقافتها قبل المقابلة. فللبحث أهمية كبيرة هنا. كما يجب أن تتوافق بيئة العمل المفضلة لديك مع ثقافة العمل في الشركة بدرجة كبيرة (وإن لم تكن كذلك، فقد لا يناسبك العمل فيها). على سبيل المثال، قد تجد على موقع الشركة على الإنترنت أن بنيتها التنظيمية أفقية أو أنها تعطي الأولوية للعمل التعاوني والاستقلالية. تلك هي الكلمات الرئيسية التي يجب أن تذكرها في إجابتك عن هذا السؤال.

وفي حال أخبرك القائم على المقابلة معلومات عن الشركة لم تكتشفها في بحثك، مثل “تبدو ثقافتنا متحفظة من الخارج، ولكنها في الواقع بيئة خالية من الضغوط والتنافسية قليلة بين الموظفين”، حاول أن تصف تجربة مررت بها تتوافق مع ذلك الوصف. وهدفك هنا الحديث عن توافق أخلاقياتك في العمل مع أخلاقيات الشركة.

مثال: “يبدو ذلك رائعاً بالنسبة لي. فأنا أحب بيئات العمل السريعة الوتيرة لأنها تشعرني بأنني أتعلم وأتطور باستمرار، لكنني في الحقيقة أحقق النجاح وأتطور حين أتعاون مع أعضاء الفريق وأساعد الزملاء على تحقيق هدف جماعي، وذلك أفضل من التنافس معهم. إذ كانت آخر دورة تدريبية لي في مؤسسة ذات ثقافة مماثلة، واستمتعت جداً بهذا التوازن”.

4. كيف تتعامل مع المواقف المشحونة بضغط العمل والتوتر؟

يريد من يجري المقابلة أن يعرف إذا ما كنت ستصمد أم ستنهار تحت الضغط؟ ويريد التأكد من أنك لن تتعرض للانهيار عندما يصبح الضغط شديداً وتقترب المواعيد النهائية. لأن القدرة على ضبط النفس تحت الضغط موهبة ذات أهمية كبيرة.

اذكر مثالاً يظهر ردة فعلك الهادئة في موقف يسوده الاضطراب. وفي حال كنت تطور مهاراتك في هذه المواقف، اذكر ذلك وبيّن الخطوات التي تتخذها للتعامل مع الضغط على نحو أفضل مستقبلاً. ويمكنك الإشارة مثلاً إلى أنك بدأت ممارسة تمارين اليقظة الذهنية لمساعدتك على التعامل بشكل أفضل مع التوتر.

مثال: “أدرك أن المواقف المشحونة بالتوتر دائمة الحدوث، وعلي بالتأكيد أن أتعلم كيفية التعامل معها طوال مسيرتي المهنية. أعتقد أنني أتحسن مع كل تجربة جديدة. على سبيل المثال، لم تجر الأمور وفقاً لخطة الفريق في أثناء العمل على إطلاق منتج جديد في الشركة التي كنت أعمل بها سابقاً. وكان رد فعلي الأول هو التريث والتفكير بالاستراتيجيات الممكنة لحل المشكلة، وليس تبادل الاتهامات بالتقصير. كان يتملكني الذعر سابقاً في هذه المواقف، لذلك تمثل القدرة على الهدوء ورباطة الجأش تقدماً للأمام بالنسبة لي وهذا ما ساعدني على التعامل مع ذلك الموقف بمزيد من الصفاء الذهني”.

5. هل تفضل العمل على نحو مستقل أم العمل ضمن فريق؟

يجب أن تستند إجابتك إلى البحث الذي أجريته حول ثقافة الشركة والوظيفة المقصودة. ويجب أن تضع في الحسبان أن في غالبية بيئات العمل جانباً من جوانب العمل الجماعي.

إذ يتطلب العديد من الوظائف العمل التعاوني مع زملاء آخرين يومياً، في حين يتطلب بعض الوظائف العمل الفردي. سلط الضوء عند إجابتك عن هذا السؤال على أفضل السمات في شخصيتك وكيف تتناسب مع متطلبات الوظيفة. ويصب في مصلحتك أيضاً الإجابة عن هذا السؤال بإبراز المزايا والعيوب في كلا الأسلوبين.

مثال: “أحب العمل بأسلوب يمزج بين الاثنين، فأنا أحب أن أعمل ضمن فريق وذلك للتعاون معه على وضع الاستراتيجيات، والاستفادة من آراء متنوعة، والتواصل معه لمعرفة تقييماته للعمل. ولا مشكلة لدي في تولي المهام التي تتطلب العمل على نحو مستقل. لأنني أنجز بعض المهام ببراعة عندما أركز وحيداً في مكان هادئ، لكنني أقدّر أهمية التعاون مع زملائي في الفريق للتوصل إلى أفضل الأفكار”.

6. كيف تنظم عملك عندما تكلفك الشركة بمشاريع عدة في آن واحد؟

يريد من يجري المقابلة معك أن يفهم كيف تدير وقتك وطاقتك للحفاظ على إنتاجيتك وكفاءتك. وهو يريد أن يفهم أيضاً إذا ما كان لديك أسلوبك الخاص للحفاظ على تركيزك عندما تكلفك الشركة بأعمال إضافية خارج جدول عمل الشركة وخطط سير العمل. احرص على تأكيد التزامك بالمواعيد النهائية وعدم التهاون بها.

ناقش أحد المواقف التي استطعت أن تحافظ بها على تركيزك. وتحدث عن أهمية المشاريع التي عملت فيها وعن مدى إلحاحها وكيف نظمت وقتك وفقاً لذلك. واشرح كيف تحافظ على تنظيم وقتك وتركيزك على المهمة التي تعمل على إتمامها.

مثال: “أنا معتاد على التوفيق بين المشاريع في وظيفتي الحالية إذ أتنقل غالباً من ترميز برمجية إلى أخرى. وأتّبع أسلوب التحديد الصارم للوقت للحرص على بقاء المهام جميعها على المسار الصحيح، وذلك بتنظيم أوقاتها على جدول مواعيدي. وهذا الأسلوب مفيد جداً لتحديد أولويات المهام، وتحمل مسؤولية المهام اليومية الروتينية الواجب تنفيذها”.

7. ماذا فعلت في العام الماضي لزيادة معارفك؟

قد يطرح هذا السؤال نتيجة لمرورنا في الظروف التي فرضتها الجائحة. ويرجع ذلك لرغبة المدراء في معرفة كيف يستغل الموظفون وقتهم في الظروف المختلفة. لا داعي إلى الشعور بالقلق بشأن الإجابة عن هذا السؤال إذا لم تستغل وقتك في تحسين مهاراتك أو اتباع دورات تدريبية، فنحن نتعلم من مختلف التجارب.

وفي حال استثمرت وقتك في صقل مهاراتك المهنية بوسعك الإجابة على النحو الآتي.

مثال: “سمحت لي وفرة الوقت بالتفكير ملياً في المكان الذي أريد أن أتابع فيه مسيرتي المهنية. قرأت الكثير من المجلات لمواكبة أحدث المستجدات في مجال عملي، وصقلتُ مهاراتي عبر اتباع بعض الدورات التدريبية عبر الإنترنت، مثل (أذكر أمثلة محددة)”.

وفي حال اخترت العمل على تطوير ذاتك، فبوسعك أن تجيب كالآتي.

مثال: “اكتسبت بعض الوقت في العام الماضي من عدم الاضطرار إلى التنقل لمدة ساعتين يومياً من العمل مثلما حدث مع الجميع. قررت أن أستغل وقتي في الأشياء التي أحبها. لذا عاودت تعلم العزف على الغيتار وكتابة اليوميات. وشعرت أن ذلك قد أعادني إلى شخصيتي الحقيقية وكان مفيداً جداً لصحتي النفسية ولتحسين إنتاجيتي”.

8. ما توقعاتك بالنسبة إلى الراتب؟

عليك أن تعرف مسبّقاً راتب الوظيفة التي تتقدم إليها قبل التوجه إلى إجراء مقابلتك الأولى. ابحث عن معلومات حول الراتب عبر مواقع الإنترنت مثل موقع غلاس دور (Glassdoor) أو فيشبول (Fishbowl) أو فالت دوت كوم (Vault.com). كما يمكنك الاستفسار من موظفين في التخصص نفسه عن طريق التواصل مع مجموعاتك على منصة لينكد إن.

يطرح المدراء هذا السؤال دائماً لأن لكل وظيفة ميزانية محددة، ويريدون ضمان توافق توقعاتك مع تلك الميزانية قبل المضي قُدماً في إجراءات التعيين.

تذكر أنه من الأفضل غالباً مناقشة نطاق الراتب بدلاً من طلب رقم محدد في أثناء المقابلة وترك المجال للتفاوض. ومن الأفضل أن تكون حذراً وأن تطرح رقماً أعلى قليلاً مما ترغب به، لأنه من الأسهل التفاوض لأسفل وليس لأعلى. وكقاعدة عامة أنصح بعدم طرح الأسئلة حول الراتب حتى يطرحه القائم بإجراء المقابلة أو طرحه في وقت مبكر جداً من العملية.

مثال: “استناداً إلى مهاراتي وخبراتي ومعدلات الأجور الحالية في القطاع، أبحث عن راتب يبلغ حوالي (كذا)” (ضع نطاق الراتب المطلوب ويجب أن يكون الرقم منطقياً).

9. هل تقدمت إلى وظائف أخرى؟

يريد من يجري المقابلة معك معرفة إذا ما كنت مهتماً بهذه الوظيفة على نحو خاص أم أنها أحد الخيارات المتاحة أمامك. فهو ببساطة يريد معرفة إذا ما كانت هذه الوظيفة خيارك المفضل. كن صادقاً في إجابتك. وفي حال تقدمت لوظائف أخرى، فقل ذلك. لست مضطراً إلى ذكر المكان الذي تقدمت إليه ما لم يكن لديك عرض آخر. لكنه قد يرغب في معرفة إلى أين وصلت في عملية التوظيف مع شركات أخرى. وبوسعك أيضاً أن تذكر أنك تبحث بجدية عن عروض أخرى في حال سأل القائم بإجراء المقابلة عن ذلك.

مثال: “لقد تقدمت إلى شركتين أخريين، ولكنني مهتم بهذه الوظيفة جداً (وتذكر الأسباب)”

10. أرى في سيرتك الذاتية سنة استراحة. هل تود أن تخبرنا لماذا؟

سنوات الاستراحة شائعة في بعض الثقافات أكثر من غيرها (وهي سنة استراحة بين مرحلتين تعليميتين أو بين التخرج وبدء المسيرة المهنية). ولسنوات الاستراحة دلالة سلبية في بعض المهن (حين يتقدم القطاع بسرعة كبيرة بحيث لا تستطيع مواكبة هذا التقدم في حال ابتعدت عن العمل).

أخبر المسؤول عن إجراء المقابلة أن سنة الاستراحة تلك لم تكن بسبب المماطلة في صقل مهاراتك، بل أضافت قيمة إلى شخصية المحترف الواثق التي تمثلها. ومن المرجح أن يطلب منك المسؤول عن إجراء المقابلة معرفة ما فعلته فيها وكيف ازدادت خبراتك لتصبح أهلاً لهذه الوظيفة، ويعتمد طرح هذا السؤال على البلد التي تقطنها ومدى انتشار مفهوم سنة الاستراحة فيها.

قدم شرحاً موجزاً لسبب قرارك اتخاذ سنة استراحة، ثم ركز على نتائج هذا القرار وكيف أثّر إيجابياً في مستقبلك المهني.

مثال: “لم أشعر في السنة الأخيرة من دراستي الثانوية بأنني مستعد لاختيار مساري التعليمي، لذلك اتبعت دورة تدريبية عن الحياة المهنية لبضعة أشهر بهدف ترتيب أهدافي في الحياة. قد يبدو الأمر غريباً بعض الشيء، لكنني وظفت ذلك الوقت في تطوير العديد من المهارات الجديدة في مجالات القيادة، والتواصل، (وتذكر باقي المهارات). وحينها أدركت أنني أرغب في الحصول على شهادة في (تذكر شهادتك) لتناسب شغفي في (تذكر شغفك)”.

عليك الإجابة عن كل سؤال بحكمة وشغف لتترك انطباعاً إيجابياً. وسيساعدك التدريب على تلك الإجابات بدرجة كبيرة. كما سيساعدك الإعداد المُحكَم بالظهور بمظهر الواثق والمتحكم بمسار حياته، ما يدعم اعتبارك المرشح المثالي عندما تكون المنافسة صعبة.