5 أسئلة يجب طرحها عند بدء العمل في وظيفة جديدة

3 دقائق
بدء العمل في وظيفة جديدة

يكون للإجراءات التي تتخذها خلال الأشهر القليلة الأولى من بدء العمل في وظيفة جديدة أثر كبير على نجاحك أو إخفاقك، إذ إنه في حال ما إذا قمت ببناء زخم إيجابي في وقت مبكر، فسيؤدي ذلك إلى حصولك على حياة مهنية مزدهرة في مرحلة مبكرة. أما في حال ارتكابك بعض الأخطاء خلال ذلك، فقد تعاني فترة صعبة في وظيفتك الجديدة.

الاستعداد لبدء العمل في وظيفة جديدة

ويتمثل التحدي الأكبر الذي يواجهه القادة خلال تلك الفترات في الحفاظ على التركيز وإبقاء الأمور في نصابها الصحيح. فليس من السهل القيام بعملك ومحاولة تقديم أفضل أداء ممكن وأكثر انطباع مميز عنك، على اعتبار أنه من السهل أن تبالغ في قيامك بذلك أو أن تضيع وقتك الثمين. من ثم، قد يساعد امتلاك مجموعة من الأسئلة على توجيهك. وفيما يلي الأسئلة الخمسة الأكثر أهمية التي عليك طرحها على نفسك. والقيام بذلك لاحقاً على أساس منتظم:

كيف يمكنني أن أخلق قيمة؟

يعتبر هذا السؤال الأكثر أهمية. لماذا تم توظيفي في هذا المنصب؟ ماذا الذي يتوقع أصحاب المصلحة الرئيسين مني إنجازه؟ وفي أي إطار زمني؟ وكيف سيتم تقييم التقدم المحرز الخاص بي؟ بينما تحاول الإجابة عن هذا السؤال، عليك أن تضع في اعتبارك أن الجواب الحقيقي قد لا يكون ما قيل لك عندما تم تعيينك أو توظيفك لهذا المنصب، بل قد يتضمن أيضاً أموراً أخرى ستعرفها وأنت تتقدم وتتعلم في وظيفتك. وعليك أن تتذكر أيضاً أنه قد يكون لديك أصحاب مصلحة متعددين عليك إرضاءهم كلهم فضلاً عن رئيسك في العمل، وقد يكون لكل واحد منهم رؤية مختلفة حيال ما "النجاح". ومن الضروري أن تفهم كل أطياف التوقعات منك لكي تتمكن من التوفيق بينها والوفاء بها إلى أقصى درجة ممكنة.

كيف يُتوقع مني التصرف؟

يجب أن تسعى جاهداً لفهم المعايير الأكثر أهمية للسلوك في منظمتك وتأكيدها، ما لم يكن السبب الأساسي لتوظيفك تغيير تلك الثقافة. حاول هنا أن ترى الثقافة على أنها الجهاز المناعي للمؤسسة، حيث يعود سبب وجودها إلى حد بعيد إلى الحيلولة دون قيام أي "تفكير خاطئ" أو "تصرف خاطئ" بإصابة البنية الاجتماعية للمؤسسة. ومن ثم إن قمت بانتهاك المعايير الأساسية للسلوك بشكل متعمد، فسيُنظر إليك على أنك "لا تنتمي إلى هنا"، الأمر الذي قد يودي بك إلى العزلة، وفي نهاية المطاف، إلى المغادرة أو التهميش. كما أنه خلال محاولتك فهم القواعد الأساسية، عليك أن تضع في اعتبارك أنها قد تختلف باختلاف أجزاء المنظمة. كما قد يعتمد الأمر أيضاً على المستوى الذي تعمل فيه: حيث قد يعتمد النجاح بعد الترقية إلى حد ما على "بروزك" بطرق مختلفة.

من يُعتبر دعمه لي أمراً بالغ الأهمية؟ 

ومن المرجح أن يعتمد نجاحك على أشخاص لا سلطة مباشرة لك عليهم، ومن ثم تحتاج إلى بناء تحالفات. وتتمثل نقطة الانطلاق للقيام بذلك في تفهم المشهد السياسي للمنظمة الجديدة، وتعلم كيفية الخوض في غماره. من الذي لديه السلطة والنفوذ؟ من يُعتبر دعمه لي أمراً بالغ الأهمية؟ عندما يكون لديك نظرة حيال من يمكنهم مساعدتك، يمكنك التركيز على كيفية قيامهم بدعم ظهرك، وعادة ما ينطوي هذا على أكثر من مجرد بناء علاقات، إذ تحتاج إلى فهم ما يحاول الآخرون تحقيقه، وكيف يمكنك مساعدتهم في ذلك، على اعتبار أن المعاملة بالمثل هي أقوى أساس لبناء الحلفاء.

كيف يمكنني تحقيق بعض المكاسب السريعة؟

يقوم القادة خلال الفترة الانتقالية بتحفيز الناس عبر تحقيق مكاسب سريعة ملموسة، تخلق شعوراً بالزخم. وإذا أنجزت ذلك بشكل صحيح، فستبني مصداقية لك وتسرّع من عملية التعلم لديك، وتنال الحق في إجراء تغييرات عميقة في المنظمة. لذا، تحتاج إلى تحديد أكثر الطرق الواعدة لإحداث تأثير سريع إيجابي، ثم تنظيم نفسك للقيام بذلك بأكثر كفاءة وفعالية ممكنة.

ما المهارات التي أحتاجها للتميز في هذا المنصب؟

بحسب تعبير مارشال غولدسميث، المدرب التنفيذي المشهور، فإن "ما أوصلك إلى هنا، لن يوصلك إلى هناك"، إذ يمكن للمهارات والقدرات التي أوصلتك إلى تلك النقطة من حياتك المهنية أن تكون ناجحة في عملك الجديد، وقد يمكنها ألا تكون كذلك، كما أنه من السهل جداً الوقوع في فخ الاسترخاء. وبعبارة أخرى، قد تحتاج إلى القيام بتطوير بعض الأمور التي لديك لتصبح ذا كفاءة عالية في منصبك الجديد. ولا يعني هذا أنك غير قادر على القيام ببداية جديدة فوراً، ولكن كلما فهمت مبكراً ما القدرات الجديدة التي تحتاج إلى تطويرها للتفوق، كان ذلك أفضل، على اعتبار أن الفشل في فهم هذه النقطة الأساسية يقلل من احتمالات التقدم الوظيفي في المستقبل.

عليك بطرح تلك الأسئلة الخمسة عند بدء العمل في وظيفة جديدة بالفعل، وعليك متابعة طرحها على نفسك على أساس منتظم. خصّص 30 دقيقة في نهاية كل أسبوع للتفكير فيما إذا كانت الإجابات لا تزال واضحة أو تغيرت بأي شكل من الأشكال. بذلك سوف تتمكن من البقاء على المسار الصحيح خلال الانتقال وبعده.

اقرأ أيضاً:

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي