4 أخطاء عليك تجنبها عند البحث عن عمل جديد

4 دقيقة
أنواع الوظائف الجديدة
shutterstock.com/Ink Drop

ترتقي سوق العمل شهراً تلو الآخر إلى مستويات أعلى في متطلباتها. ومع أننا لم نعوض تماماً عدد الوظائف الذي راح ضحية فترة الركود، فكل القطاعات تقريباً شهدت نمواً في الوظائف. كما ظهر الكثير من أنواع الوظائف الجديدة منذ ذلك الحين.

واليوم، ينتشر هذا التفاؤل. فقد شرع الذين بقيت وظائفهم ثابتة خلال فترة الركود الاقتصادي في تحسس خطواتهم على طريق البحث عن وظيفة جديدة تناسبهم، ولكنهم لم يدركوا أن سوق العمل قد تغيرت بينما كانوا في انتظار انحسار الركود. فإذا كنت تعمل في الشركة نفسها منذ 5 سنوات أو يزيد، فأنت تخاطر بارتكاب أخطاء كبيرة قد تعرقل مسارك في البحث عن وظيفة. لذلك، أقدّم لك بعضاً من تلك المزالق وطرق تفاديها.

مبالغتك في توقعك لما تستحقه

إذا كنت تعمل منذ 5 سنوات ولم يزد راتبك، أو زاد بنسبة لا تكاد تذكر، فلعل ذلك يثير استياءك وغضبك. في فترة الركود، ساد معيار عدم زيادة الراتب أو زيادته بنسبة تقارب 1%، بل عملت شركات كثيرة على تقليص الأجور، وسجّل مؤشر باي سكيل (PayScale Index) للربع السنوي الثالث تراجعاً في القيمة الحقيقية للأجور وصل إلى 7%.

مهما كانت الحقيقة قاسية، يجب أن تفكر ملياً ومنطقياً في الراتب الواقعي الذي بوسعك طلبه، وعلى الأرجح سيكون أقل بكثير مما تنتظره. يمكنك الاستعانة بمصادر رقمية من قبيل باي سكيل أو غلاس دور (Glassdoor)، وربما يفيدك البحث في المواقع الإلكترونية لبعض الشركات. وللتيقن، اسأل صائد مواهب أو تحدث إلى أشخاص في نقابتك أو الرابطة المهنية، أو ابحث عن معارف حصلوا لتوهم على وظائف مماثلة، وسوف تجد المعلومة الواضحة الصريحة لدى الموظفين أنفسهم.

استخدامك أساليب بحث قديمة

أصبحت مواقع الإعلان عن الوظائف في السنوات الخمس الأخيرة أشبه بالإعلانات المبوبة في الصحف التقليدية، أما اليوم فلم يعد القائمون على التوظيف ينتظرون تلقي طلبات العمل والسير الذاتية، بل باتوا يتجهون بصورة استباقية إلى منصات التواصل الاجتماعي لاقتناص المرشحين الأكفاء المحتملين؛ وإذا لم يكن لك حضور لافت في تلك المنصات، لينكد إن وإكس أو موقعك الإلكتروني، فلن ينتبه إليك أحد على الأرجح.

لنأخذ آندي مثلاً، فعندما بحث عن وظيفة مدير تسويق خبير لدى مؤسسة غير ربحية كبرى لم يخصص وقتاً كافياً لتأسيس حضوره القوي في فضاء الإنترنت، لأنه لم يتصور أنه بحاجة إلى ذلك. وما إن تعثر في بحثه عن الوظيفة المنشودة لجأ إلى تعزيز حضوره على منصة لينكد إن، وعزز الصفحة بأكبر عدد ممكن من مرجعيات الاتصال وبيانات الزملاء وبعض المتعهدين والبائعين، وعرض عيّنات تعكس كفاءته في عمله، وطلب من زملائه كتابة توصيات وإشادات به. ورأى أن يغتنم الفرصة لصقل مهاراته في مجال عمله، فحضر ندوة حول تحليل طرق تحسين إشهار الموقع على محركات البحث “سيو” (SEO)، لأنه جزء لا يتجزأ من استراتيجية التسويق الرقمي، ودوّن منشوراً عن حضوره الندوة في صفحة لينكد إن، فوزعه الموقع تلقائياً على جميع جهات الاتصال الخاصة به. وبفضل ذلك، تلقى رسائل تهنئة مشجعة عبر بريده الإلكتروني وفي النهاية وصلته الرسالة التي بشرته بأنه نال وظيفته التالية.

تقديمك لنفسك على أنك أقل خبرة مما أنت عليه حقاً

لا شك في أنك اكتسبت المزيد من الخبرات والمهارات منذ آخر مرة بحثت فيها عن وظيفة، ويتطلب تعريف الآخرين بهذه الحقيقة أكثر من مجرد إضافة تفاصيل وظيفة أخرى إلى القائمة في النسخة القديمة من سيرتك الذاتية: فكر ملياً في الطريقة التي تقدم بها نفسك. عادة، يصف الشاب القليل الخبرة نفسه في مقابلات التوظيف بأنه مجتهد ومقبل على العمل الشاق بحماس وأنه سريع التعلم، ولأنه يريد أن يبدأ مسيرته المهنية بأي طريقة، فسوف يقبل أغلب ما يعرض عليه. وفي المقابل، يتحدث صاحب الخبرة الأكبر سناً عن خبراته الواسعة وحكمته وتفكيره الاستراتيجي وتحمله للمسؤولية وتركيزه على الهدف، فهو يعرف ما يريده ويمتلك المنطق السليم الذي يساعده على رفض منصب أو شركة يرى أنها لا تلائمه.

فإن كنت في منتصف مسيرتك المهنية أو صاحب منصب كبير، فاحرص على أن تعكس سيرتك الذاتية هذه الحقيقة وألا تعطي انطباعاً خلال المقابلة بأنك في مستهل مسيرتك المهنية. خذ مثلاً بيفرلي، التي كانت وظيفتها سبباً في دفعها إلى التقليل من شأن إنجازاتها المهنية؛ في إطار عملها مديرةً لمستشفى كان عليها تيسير الاستعانة بخدمات كبار الأطباء وأشهرهم، وما كانت لتنجح في ذلك إن تفاخرت بإنجازاتها أمامهم. أما خلال بحثها عن وظيفة في سوق العمل، فكان عليها أن توضح أنها تتمتع بخبرة كبيرة وكفاءة وفعالية عاليتين، وتبين أنها لا تتعامل بدرجة كبيرة من اللطف والرغبة في مساعدة الآخرين، ومن حسن حظها أنها كانت مغرمة بالمشاركة في مسارح الهواة، ونصحها زملاؤها بأن “ترد على الأسئلة متقمصةً دور ملكة”، فنالت الوظيفة على الفور.

إهدار الوقت في توجيه اللوم إلى مسؤولي التوظيف

في السابق، كان موظف الموارد البشرية مسؤولاً عن فرز طلبات المتقدمين إلى الوظائف وتصفيتها، أما اليوم فقد حلت البرامج الإلكترونية محله، لتفحص ملفات السيرة الذاتية وتأخذ منها ما يتماشى مع المواصفات المحددة المطلوبة فقط. وفي حين كان الحصول على وظيفة بالرد على إعلان عنها صعباً جداً، فقد أصبح اليوم في حكم المحال تقريباً؛ ليس هناك رقم يمكن الاتصال به، ولا سبيل إلى متابعة الطلب، والأسوأ من هذا وذاك أنه لا أحد يمكنك لومه. إذاً لا تهدر وقتك في هذه المشاعر السلبية، وكن مبدعاً؛ راسل الرئيس التنفيذي مباشرةً أو اذهب إلى الشركة وقدّم طلبك بنفسك. أعرف عميلة نجحت في التواصل مع مدير التوظيف في أحد المستشفيات عن طريق طبيبها الخاص، وعميلاً آخر طلب تبرعات لجامعة كان هو ومدير التوظيف فيها من طلابها. ولكن تجنب إرسال هدايا، فهذا ممنوع تماماً.

ولو فكرت في الأمر، لوجدت أن لا فارق كبير بين شخص لم يطلع على سوق العمل وتطوراتها منذ 5 سنوات، وآخر عاد إلى عمله بعد مهمة استغرقت منه 5 سنوات في دولة أخرى، أو من تعود إلى عملها بعد أن أمضت 5 سنوات في المنزل لتربية أطفالها. فمدخلك إلى النجاح هو افتراض أن الأمور قد تغيرت، وأن تعتني بجمع البيانات الدقيقة حول طبيعة تلك التغييرات وتفاصيلها، وأن تتحلى بالصبر وتسلح بالإبداع عند محاولة الانخراط في سوق العمل مجدداً.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .