ولكن ليست كل الإجازات تجدد النشاط وتعزز الإقبال على العمل كما نأمل. فقد يقف إجهاد العمل المزمن حجر عثرة أمام خططنا. هناك اسم لظاهرة الإصابة بالمرض بمجرد البدء بالاسترخاء: مرض الراحة.

وحتى عندما تجاري نفسك، فلن تسير إجازتك دائماً كما خططت لها. وقد تكون الإجازة نفسها مصدر إجهاد لعدة أسباب، بدءاً من العلاقات المتوترة، الضغط الذي يسبق الإجازة نتيجة ضرورة إنجاز كل شيء، تأخيرات غير متوقعة في السفر، أو التفكير ملياً في مواعيد تسليم نهائية وشيكة وفي عبء العمل عند عودتك.

ما الذي يمكنك فعله عندما تعود إلى العمل أكثر إرهاقاً مما كانت عليه وقت أن غادرته؛ خاصة عندما يفترض الجميع أنك مرتاح للغاية ومتحمس جداً للعمل، بينما أنت في الحقيقة تشعر بإجهاد أكثر من ذي قبل؟ إليك 5 خطوات لتجديد نشاطك عند عودتك.

1. حدد وضع صحتك وطاقتك

ما لم تكن أمضيت إجازتك في منتجع صحي لتجديد نشاطك، فمن المحتمل أنك ابتعدت عن روتينك الصحي، وربما أهملت النشاط البدني أو انشغلت بجدول كامل من الأنشطة وبالغت في الانغماس فيها.

قيّم مستويات طاقتك عند عودتك وحدد ما تشعر به لتدرك ما تحتاج إليه. وجدت الأبحاث أن تحسين طاقتك في المجالات التالية يساعدك في تعزيز الرفاه والأداء: النوم، الحركة، التواصل، تمضية وقت في الهواء الطلق، الاسترخاء، المشاركة الهادفة.

ابدأ بتقييم نفسك بالدرجات من 1 إلى 10 وفق مستويات الطاقة الحالية لديك للقيام بكل مجال من المجالات التي ذكرناها. ومن ثم حدد المكان الذي تريد أن تكون فيه لكل مجال والإجراء الذي يمكنك اتخاذه لتعزيز كل عنصر من هذه العناصر أو تحسينه لصالح عافيتك. أعِد التقييم يومياً على مدار أسبوع، وتتبع تقلبات مستوى طاقتك في أثناء إعادة الانخراط في عادات أكثر صحة.

2. عُد تدريجياً إلى إيقاع العمل

ربما تكون العودة من الإجازة تجربة صعبة حينما تشعر بالإرهاق أو التوتر بشأن ملاحقة رسائل البريد الإلكتروني والمحادثات التي كانت تتراكم بينما كان من المفترض بك أن تسترخي وتستمتع بالإجازة.

قاوم إغراء الاستغراق التام في العمل من خلال تخصيص يوم انتقالي تعتاد فيه على أجواء العمل قبل العودة إلى إيقاع عملك الطبيعي. وربما تفكر كذلك في تفعيل الرد الآلي على الرسائل أو تمديد رسالة الإجازة الآلية في بريدك الإلكتروني ليوم أو يومين إضافيين.

قبل الانخراط في يوم عمل كامل، اعمل على حماية وقتك حتى تتمكن من البدء على نحو جيد.  ابدأ بالمهام الأساسية والعاجلة وامنح نفسك مساحة مؤقتة لمتابعة رسائل البريد الإلكتروني والمستجدات اللاحقة. خصص وقتاً في جدولك لأنشطة من شأنها بث الطاقة فيك.

3. فكر في الإيجابيات؛ وأعد صياغة السلبيات وتعلم منها

يسهل أن تُحبط أو ترتبك لأمور لم تكن كما تأملها، ولكنها لا تخلو من ذكريات إيجابية عليك التمسك بها. خذ وقتاً لتأمّل تلك التجارب والاستمتاع بذكرياتها، بالإضافة إلى استخلاص الدروس والرؤى منها. دوّنها بالقلم، حتى يتسنى لك عرضها على أفراد فريقك في العمل، ولكي تعزز فوائد وقت الإجازة. إن أنهكتك رحلة الإجازة، فإن سلواك في عودتك إلى المنزل وإلى حياتك الطبيعية مرة أخرى.

4. استعن بتأثير البداية الجديدة لتحديد روتين جديد

تأثير البداية الجديدة هو ظاهرة تحقيق نجاح متزايد في التغيير السلوكي المرتبط ببدايات جديدة، من قبيل عيد ميلادك وبداية العام الجديد وغيرها من التواريخ المهمة. استفد من هذا التأثير بجعل عودتك إلى العمل فرصةً لإعادة ضبط روتين يومك.

العودة من الإجازة فرصة مناسبة للالتزام بممارسات جديدة تزيد من طاقتك وإنتاجيتك، مثل ممارسة الرياضة، إيقاف تلقي الإشعارات، الابتعاد عن عوامل التشتيت، أو كتابة يومياتك كل ليلة. اسعَ إلى كسب عادات وطقوس روتينية لتجديد حياتك اليومية. استفد من ممارسات من قبيل تحديد فترات زمنية معينة للمهام بحيث تخصص طاقتك للأمور التي تهمك.

لو فكرت في المبالغة في محاولة التعويض، فتذكر ألا تتصرف بناءً على إحساس بالندم. بدلاً من ذلك، فكر في روتين فعال في سياق حياتك اليومية بحيث تكتسب عادات دائمة.  حدد ما عليك القيام به اليوم للعودة إلى المسار الصحيح، وتجاهل الشعور بالندم وقم بما ينبغي لتشجيعك للمضي قُدماً.

5. وضّح لنفسك ما تحتاج إليه للإجازة المقبلة

اجعل هذه التجربة فرصة تعلّم تمهد طريق الترتيب لقضاء إجازة تجديد نشاط أفضل مستقبلاً. حدد أنماط فعاليات الإجازة التي عززت نشاطك وتلك التي استنزفته. مَن تود أن تقضي أوقاتاً معه وإلى أي مسافة تريد أن تسافر؟ ما قدر التواصل مع فريقك في العمل بما يلبي لديك احتياجات الرفاه والرغبة في تعزيز ارتباطك به؟

لا تخلو الإجازة السعيدة أحياناً من إرهاق. وإن لم تُحسن إدارة وقتك وتنظيم بذل طاقتك بشكل صحيح عند العودة منها، فعندئذ يؤثر الإرهاق تراكمياً في صحتك وعملك وعلاقاتك وفي أدائك. إذا لم تنل من الإجازة ما تبتغيه منها، فاجعلها حافزاً لبناء ممارسات مستدامة تحفظ لك طاقتك حتى تستغلها كما ينبغي في حياتك اليومية.