كيف تؤثر وجبة الغداء المشتركة بين الزملاء على بيئة العمل؟

8 دقيقة
وجبة الغداء المشتركة
ماسكوت/غيتي إميدجيز

حصلت عام 2006 على وظيفة في شركة نشر طلبت مني العمل خارج مكتب الولايات المتحدة بضعة أسابيع. كانت تلك هي المرة الأولى التي أسافر فيها خارج البلاد، وكنت متحمسة لتجربة ثقافة عمل جديدة.

أكثر ما فاجأني هو أن معظم الناس كانوا يتناولون الغداء بمفردهم في مكاتبهم.

كنت معتادة في بلدي الأم، الهند، على تناول الغداء (المطبوخ في المنزل غالباً) مع زملائي. كان هذا الوقت مخصصاً لتوثيق العلاقات والتنفيس والتحدث عن المطاعم الجديدة وخطط السفر ومشاركة الحكايات حول عطلة نهاية الأسبوع، وببساطة بناء مجتمع والشعور بالانتماء. كانت هذه الجلسات صاخبة وفوضوية ومسلية، وشعرنا فيها بأن القيود التي تفرضها التراتبية اختفت. كنا نتطلع إلى ذلك الوقت كل يوم.

لذلك، كان تناول الطعام بمفردي سلوكاً محرجاً وجديداً بالنسبة لي، كما أنه جعلني أتساءل؛ هل يشعر الأشخاص الذين يتناولون الطعام في مكاتبهم بالتواصل مع زملائهم مثل أولئك الذين يتشاركون الوجبات مع أصدقاء العمل؟ وهل تسهم هذه الممارسة فعلاً في توثيق العلاقات، ولا سيما بين الأشخاص من مختلف المستويات في المؤسسة؟

لجأت إلى الأبحاث والخبراء في هذا المجال وقراء هارفارد بزنس ريفيو للإجابة عن هذا السؤال. اكتشفت أن تناول الطعام مع الجماعة هو سلوك معقد؛ فهو يزيل قيود التراتبية الهرمية أو يعززها، ويولد شعوراً بالانتماء أو الإقصاء. مع ذلك، إذا مارسنا تناول الطعام معاً في العمل على النحو الصحيح، فسيكون طريقة فعالة لتعزيز العلاقات والتماسك.

تجربة مشروع الغداء

بعد تجربة السفر، تساءلت عما سيحدث إذا بدأ الموظفون بتناول الطعام مع زملائهم على نحو أكثر انتظاماً؛ فعلى مدى التاريخ كان للطعام دور مهم في الترحيب بالأعضاء الجدد في المجتمع. تبين الأبحاث أن تناول مجموعة من الأشخاص الطعام معاً هو من أكثر الممارسات المشتركة شيوعاً بين البشر، وأن تناول الطعام الجماعي يلبي الحاجة إلى التفاعل مع الآخرين. وفقاً لخبرتي، تعزز هذه الممارسة الروابط الاجتماعية في مختلف أنحاء المؤسسة.

لذلك، تواصلت مع قراء هارفارد بزنس ريفيو ودعوتهم للتطوع معنا في تجربة مدتها 4 أسابيع أطلقت عليها اسم "مشروع الغداء". كان طلبنا بسيطاً؛ إذ طلبنا من الموظفين الذين يتناولون الطعام بمفردهم عادة التواصل مع بعض زملائهم ودعوتهم لتناول الغداء (وجبة منزلية عادية) مرة واحدة على الأقل في الأسبوع على مدار شهر واحد، ثم الإجابة عن الأسئلة التالية في نهاية كل أسبوع:

  1. كيف كان شعورك في نهاية الوجبة؟ إذا تمكنت من تناول الغداء أكثر من مرة في الأسبوع، فكيف كان شعورك في نهاية الأسبوع؟
  2. هل لاحظت أي تغيير في علاقتك مع زملائك بسبب تناول الغداء معهم؟
  3. هل تتطلع إلى جعل هذا النشاط عادة دائمة؟

تلقيت عدداً هائلاً من طلبات المشاركة، لكنني قررت أن أدرج 8 مشاركين فقط لضمان سهولة التعامل مع البيانات. تألفت العينة من 6 نساء ورجلين، وتراوحت أعمار 4 مشاركين بين 35-44 عاماً، وأعمار المشاركين الأربعة الآخرين بين 45-64 عاماً. عمل المشاركون في اليونان والفلبين وألمانيا والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة وكندا وفنلندا.

بالطبع، هذه ليست دراسة علمية إذ تعاني بعض العيوب، منها أنه من المحتمل أن الأشخاص الذين تطوعوا كان لديهم ميل طبيعي لتناول الغداء مع الآخرين. لكني اكتشفت بعض الأنماط المشتركة من تحليل ردود المشاركين.

فوائد وجبة الغداء في العمل ومحاذيرها

تعزيز الروابط

قال 76% من المشاركين في دراسة استقصائية في المملكة المتحدة إن مشاركة الوجبات وسيلة فعالة لتوثيق العلاقات بين الناس، بينما أفاد رجال الإطفاء في دراسة أخرى (قادها كيفن نيفن من جامعة كورنيل، الذي أجريت معه مقابلة في مشروع الغداء أيضاً) بأن تناول الطعام معاً جعلهم يشعرون بأنهم أسرة واحدة. كشف بحث نيفن علاقات ترابطية إيجابية وثيقة بين تناول الطعام معاً وأداء الفرق، بينما اكتشف الباحثون في دراسة أخرى أن تناول الطعام مع الآخرين في مكان العمل يوفر الظروف المثالية لخوض المحادثات الهادفة مع الزملاء. قال لي نيفن: "يبدو أن تناول الطعام مع الآخرين يخفف الصبغة الرسمية مؤقتاً في العلاقات التراتبية التي تنشأ عادة في العمل".

تتوافق ردود المشاركين في مشروع الغداء مع هذه النتائج؛ إذ ذكر بعضهم أنهم شعروا بالإلهام وأن تناول الطعام مع زملائهم منحهم حيوية دامت حتى بعد تناول الوجبة. ذكر مشارك أن اجتماع الغداء لم يكن مجرد اجتماع لتناول الطعام، بل تحول عفوياً إلى جلسة لطرح الأفكار الجديدة وحل المشكلات على نحو ارتجالي والتحدث عن موضوعات مثل الاستدامة والتحولات الرقمية ومستقبل التكنولوجيا، بينما قال آخر إنه تعجب من أنه لم يفكر في تناول الطعام مع زملائه من قبل.

يبدو أن المشاركين وطدوا علاقاتهم مع زملائهم خلال اجتماع الغداء؛ إذ قال أحدهم إنه في حين شعر أفراد المجموعة بشيء من الإحراج في البداية، خاصة عندما تحدثوا عن شؤونهم اليومية في محاولة لكسر الصمت، فقد سادت الألفة بينهم في نهاية المطاف عندما تشاركوا الوجبة وشاركوا الأخبار الشخصية وتحدثوا بود. ذكر مشارك آخر أنه كان يتوق لانتهاء الاجتماع في الوجبة الأولى، ولكن على مدار الأسابيع التالية، ازدادت الألفة بين الزملاء لأنهم تفاعلوا فيما بينهم على نحو متكرر.

ذكر مشارك آخر أن "قضاء الوقت مع الزملاء في أجواء غير رسمية جعله أكثر استرخاء وفتح المجال لتوثيق علاقته بزملائه، بينما اعتقد آخر أنه في نهاية التجربة، كان انفتاح الزملاء أكبر وتشكلت بينهم ثقة عميقة لم تكن موجودة من قبل، حتى إنه فكر في دعوة زملاء من أقسام أخرى لتناول وجبة الغداء. أشار هذا المشارك إلى أن اجتماعات الغداء أدت دور عامل محفز على خوض النقاشات الإبداعية ووثقت العلاقة بين الزملاء.

في المقابل، ذكرت إحدى المشاركات أنه على الرغم من أنها خاضت محادثة ممتعة مع زميلها وكانت سعيدة بأنها وثقت علاقتها به، فإنها تخشى من أن المحادثات غير الممتعة قد تجعل المشاركين يشعرون بالإرهاق، ومن أن انطباع المشارك عن التجربة يختلف باختلاف الشخص الذي يتناول الطعام معه. من المرجح أن هذه المخاوف محقة؛ إذ قال أستاذ الأنثروبولوجيا في جامعة إكسيتر، هاري ويست: "في حين أن مشاركة الوجبات تعني حرفياً الاجتماع حول المائدة، فإيجابية هذه التجربة أو سلبيتها تعتمد إلى حد كبير على الأشخاص المجتمعين والقواعد التي تحكم الممارسة".

تأثير ثقافة مكان العمل وثقافة البلد في تناول الطعام مع الآخرين

تجعل ثقافات العمل المعاصرة ممارسة تناول الطعام الجماعي صعبة إلى حد ما. قال ويست: "الأولوية الأولى في اقتصادات السوق هي الإنتاجية، وبما أن 'الوقت كالذهب'، فإن قضاءه في تناول الطعام مع الزملاء يتعارض مع أولويات مكان العمل". لاحظت أنماطاً تتوافق مع وصف ويست في الردود التي تلقيتها؛ إذ قال أحد المشاركين: "لم أتمكن من المشاركة في اجتماع الغداء، سواء شخصياً أو عبر مكالمة فيديو، مع أي زميل خلال الأسبوع الماضي لأن ضغط العمل كان كبيراً لدرجة أني اضطررت لتناول البيتزا في مكتبي المغلق في أثناء العمل"، وقالت أخرى: "تناولنا وجبة واحدة فقط أسبوعياً بسبب عبء العمل"، وأضافت قائلة إنها قد تضطر إلى "تخصيص موعد للغداء في جدول المواعيد".

تختلف قدرة الأشخاص على تناول الطعام مع الآخرين في العمل تبعاً لقواعد الشركة والقطاع. قال المؤرخ في المعهد الوطني للأبحاث الزراعية والغذاء والبيئة في فرنسا، مارتن بروغل: "تعتمد الاختلافات غالباً على ثقافة مكان العمل (هل يعتقد الموظفون أن فترة الغداء هي استراحة مشروعة أم تضييع للوقت؟)، وترتيبات وقت العمل (هل استراحة الغداء محسوبة ضمن وقت العمل؟)، والوضع الوظيفي (هل لديك وقت لترك المكتب أو قدرة على ذلك؟)، وأطر العمل المؤسسية والثقافية".

على سبيل المثال، يكون تناول الطعام عفوياً وطبيعياً أكثر في أماكن العمل التي يتناول فيها الناس الطعام بالتناوب، مثل الفنادق أو المطاعم أو المعامل، أو تلك التي يكون فيها تناول الطعام جماعياً جزءاً أساسياً من النظام (مثل مراكز الإطفاء أو الجيش).

على النقيض من ذلك، أمكنة العمل التي يجري فيها الموظفون الاجتماعات المتتابعة، أو تلك التي تركز على الأداء العالي أو النجاح المالي (مثل أقسام المبيعات أو الشركات الاستشارية)، تجعل الموظفين أقل ميلاً لتناول الطعام مع الزملاء خلال النهار لأنهم يستثمرون وقت الغداء لأداء مهام أخرى. على سبيل المثال، بينت دراسة استقصائية أن 22% من الموظفين في الولايات المتحدة يعملون خلال أوقات الوجبات لأنهم يخشون ألا يتوافر لهم الوقت الكافي لإنهاء عملهم، بينما يقول 20% منهم إن كثرة الاجتماعات تمنعهم من أخذ الاستراحات.

الثقافة هي عامل مؤثر آخر. على سبيل المثال، تصل استراحة الغداء في إسبانيا أحياناً إلى ساعتين أو ثلاث ساعات، لذلك يذهب الكثير من الموظفين إلى منازلهم لتناول الطعام مع عائلاتهم أو أخذ قيلولة. سنت فرنسا قانوناً يحظر تناول الطعام في المكاتب (ثم عدلته خلال ذروة جائحة كوفيد-19). في المقابل، يتناول 28% من الموظفين البريطانيين الطعام في أماكن العمل، بينما يتناول 44% منهم الغداء بمفردهم، وهي النسبة الأعلى في أوروبا. هذه النسبة أعلى في الولايات المتحدة؛ إذ يقول 62% من الموظفين الأميركيين إنهم يتناولون الطعام في مكاتبهم.

الشعور بالإقصاء عند تناول الطعام مع الآخرين

قال ويست: "أثرت التراتبية الهرمية الاجتماعية كثيراً في طريقة تناول الطعام عبر التاريخ في مختلف طبقات المجتمع، سواء كانت العائلة الحاكمة والحاشية أو الوالدين والأبناء". لذلك، تساءلت إن كان تناول الطعام مع الآخرين في مكان العمل يولد الشعور بالإقصاء، على عكس خبرتي في تناول الطعام مع الزملاء في الهند.

قال ويست: "قد يواجه البعض صعوبة في الشعور بالانتماء، أو في قبول الآخرين لهم، سواء كانوا ينتمون لعرق آخر أو طبقة اجتماعية أو طائفة مختلفة، أو إذ كانوا يعانون اختلالاً عصبياً ما، على سبيل المثال لا الحصر". يوافق بروغل على ذلك ويضيف: "يوضح تناول الطعام مع الآخرين الحدود بين الناس بقدر ما يعزز ترابط المجموعات والمجتمع. العوامل مثل السن والأصول وعدم الإلمام بمعايير الطعام السائدة وآداب المائدة قد تولد مشاعر الانزعاج وتعزز العزلة".

سمعنا ذلك من المشاركين في مشروع الغداء أيضاً؛ إذ قال أحدهم: "كانت الاجتماعات جيدة ومريحة أحياناً، لكنها كانت تثير القلق لدي في أحيان أخرى. بالنسبة لي، قرب الآخرين مني أو بعدهم عني في التراتبية الهرمية هو العامل الحاسم".

سألت نيفن إن كان بإمكان القادة خفض هذه المخاطر، وإن كان فرض الاختلاط الاجتماعي سيبدو قسرياً بالنسبة للموظفين. أجاب نيفن: "يستطيع القادة إحداث أثر كبير في ديناميات مكان العمل الاجتماعية من خلال السماح للموظفين بتناول الطعام والشراب (أو منعهم من ذلك). إذا كانت المؤسسة تغطي تكاليف جزء من الوجبات (وهذا يشمل وجبات المدراء)، يبدو أن معظم الموظفين سيقدرون هذا النوع من الرعاية إذا كان المدراء داعمين، وذلك سواء خصصت المؤسسة مكاناً لتناول الطعام أم لا". قال نيفن أيضاً إنه إذا تكرر نشاط تناول الطعام في مكان العمل ولم يستغرق الكثير من الوقت، فمن المرجح أن يتحول من فعالية إلى مجرد روتين أو عادة.

تناول الطعام مع الآخرين هو طقس يستغرق وقتاً طويلاً بالنسبة للبعض

كان اتباع روتين أو عادة صعباً بالنسبة لبعض المشاركين في مشروع الغداء. على سبيل المثال، قال شخص يعمل في فريق عالمي إن تنسيق جدول المواعيد لتناول وجبة مع الزملاء لم يكن سهلاً كما اعتقد، بينما ذكر آخر أنه يريد الاستمرار في تناول الوجبات الجماعية ولكنه سيضطر للتخطيط لها سلفاً، كما قال آخر إنه سيضطر لجدولة مواعيد الغداء حتى يتمكن من الاستمرار بهذا النشاط. على الرغم من هذه التحديات، لم يقل أي من المشاركين إنه سيتوقف عن تناول الطعام مع الزملاء.

سألت الأستاذ في كلية هارفارد للأعمال ومؤلف كتاب "تأثير الطقوس: تحويل العادات اليومية إلى طقوس وجني ثمارها المدهشةمايكل نورتون، عن السبب الذي جعل المشاركين يواجهون صعوبة في تنسيق مواعيد الوجبات الجماعية، أجاب: "عندما يفكر الناس في كلمة 'طقس'، فإنهم يميلون إلى تخيل نشاط مدروس ويستغرق وقتاً طويلاً، ويعود ذلك على الأرجح إلى ارتباط هذه الكلمة بالطقوس الدينية". أضاف نورتون قائلاً إن الخطأ الذي يرتكبه الناس في هذه الحالة هو أنهم لا يدركون أن قصر مدة الطقس لا يعني أنه غير هادف. قال نورتون: "أخبرنا رجل وزوجته في مقابلة معي ومع فريقي البحثي للحديث عن طقوسهما الرومانسية أنهما يقرعان أواني المائدة الفضية بعضها ببعض عندما يتناولان الطعام معاً". ذكر نورتون تشبيهاً ملائماً آخر، وهو التأمل؛ إذ قال: "على الرغم من أن تخصيص ساعة من الوقت يومياً لممارسة التأمل شيء ممتاز، فإن وقت الفراغ ليس متوافراً في الواقع. مع ذلك، هناك الكثير من الأشخاص الذين يخصصون وقتاً قصيراً جداً عند تناول القهوة في الصباح لتهدئة أنفسهم والتفكير قبل بدء العمل".

لذلك، طلبت من نورتون اقتراح طريقة تجنب الموظفين الشعور بأن تناول الطعام مع الزملاء هو عبء مستهلك للوقت، فقال: "الأهم من الالتزام بموعد الغداء هو تخصيص 10 دقائق للاجتماع مع زملاء العمل خلال النهار". تساءلت لماذا لم أفكر في الموضوع بهذه الطريقة من قبل، خاصة عام 2006. ربما بدلاً من أن أتوقع من زملائي الأميركيين تخصيص نصف ساعة لتناول الغداء، كان بإمكاني أن أطلب منهم أخذ استراحة قصيرة مدتها 10 دقائق لتناول القهوة.

مع اقتراب مشروع الغداء من نهايته، إليك توصيتي: ابدأ بتناول القهوة أو الشاي أو قطعة من الحلوى مع زملائك، ثم احرص على قضاء وقت أطول معهم إن أمكن. قد تساعد هذه الاجتماعات غير الرسمية على بناء علاقات عمل إيجابية وداعمة أكثر، كما أنها تساعدك على التعرف إلى زملائك على المستوى الشخصي، أي على مستوى يتجاوز أدوارهم الوظيفية. من يدري، قد تشكل معهم صداقات تدوم مدى الحياة.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2025.

المحتوى محمي