أسئلة القراء: ماذا أفعل إذا منحني مديري واجبات لا أحب أداءها؟

8 دقائق
كيف أرفض طلب مديري
shutterstock.com/Jul_g

سؤال من قارئ: أعمل في شركة صغيرة تضم 200 شخص وأشغل منصب مديراً للمشاريع، وتتبع شركتنا إلى مؤسسة كبيرة معنية بالابتكارات الجديدة، و أعاني من مشكلة تتعلق بمعرفة كيف أرفض طلب مديري. إذ عملت في الماضي موظفاً في قسم المبيعات وامتلكت شركة ناشئة صغيرة قمت ببيعها العام الماضي قبل انضمامي إلى هذه الشركة. بدا أن كل شيء يسير على ما يرام خلال الأشهر الأولى، حيث عملت مع المطورين ذوي المهارات العالية والأذكياء على تنفيذ مشروع صعب. وحصلت على تقييم بأنني سريع جداً في تطوير مهارات جديدة، وعُيّنت في منصب آخر للعمل على مشروع جديد. لكن لا أعمل ضمن هذا المشروع إلا مع موظفي قسم التسويق بصفتي الموظف الخبير في تقنية المعلومات. يقضي هؤلاء الموظفون معظم وقتهم في الثرثرة والتذمر من مدى انشغالهم. ويكرسون معظم طاقاتهم لخلق انطباع جيد لدى الرئيس التنفيذي الذي لا يمتلك أي خبرة تقنية. بدأت أتلقى تقييمات سلبية منذ أن بدأت العمل في هذا المشروع الجديد. وتضمنت تلك الآراء أنني أتحدث كثيراً إلى الموظفين العاملين في الأقسام الأخرى! وأنني أطرح الكثير من الأسئلة حول خطط الاستراتيجية وخطط العمل التي لا تندرج ضمن نطاق مسؤوليتي. وقيل لي أن الرئيس التنفيذي يشعر بالقلق إزاء هذا الوضع. وأنه يريد مني أن أركز على مهماتي اليومية أو أنه قد يقوم بطردي من العمل! وقد طلب مني أن أصبح الخبير التقني في المجموعة وأن أتعلم المزيد عن علم التعليمات البرمجية لأنهم يجاهدون في سبيل العثور على موظفين جيدين يضلعون في مجال البرمجة. أحب العمل مع المطورين وأرى أن الدور الذي يناسبني يتمثل في منصب مدير للمشاريع. لا أريد أن أتعمق كثيراً في مجال التشفير وأن أصبح مبرمجاً. ومع ذلك، كان قرار الشركة واضحاً في أن أعمل بصفتي مبرمجاً أو أن أترك العمل، ولهذا فسؤالي هو:

هل يجب علي البحث عن وظيفة جديدة أو أن أبقى في شركة لا أرى أي مستقبل منير فيها؟ في غضون ذلك، ماذا يجب علي أن أفعل من أجل تحسين وضعي؟

يجيب عن هذه الأسئلة:

دان ماغين: مقدم برنامج "ديير آتش بي آر" من هارفارد بزنس ريفيو.

أليسون بيرد: مقدمة برنامج "ديير آتش بي آر" من هارفارد بزنس ريفيو.

فرانشيسكا جينو: أستاذة في كلية هارفارد للأعمال.

فرانشيسكا جينو: أعتقد أن هناك خياراً ثالثاً إلى جانب ترك العمل والبحث عن وظيفة جديدة أو البقاء في شركة لا ترى فيها أي مستقبل مشرق. ويتمثل هذا الخيار الثالث في محاولة فهم هذا الموقف بمزيد من التفاصيل.

أليسون بيرد: كيف يمكنه فعل ذلك؟

فرانشيسكا جينو: لا أعتقد أنه من المستحسن قبول الوضع كما هو، خاصة فيما يتعلق بالآراء السلبية. بل يجب عليه أن يحاول أن يفهم سبب منعه من الذهاب إلى الأقسام الأخرى. قد يكون لديهم بعض الآراء حول إمكانية أن تضر زيارته الأقسام الأخرى بعمله. وفي الواقع، قد يمثل ذلك فرصة لشرح سبب كون هذه الزيارات مفيدة لعمله. من المثير للاهتمام كيف أننا نتجنب خوض النقاشات في العمل، وحتى خارج العمل أيضاً. ونركز على القضية، دون أن نحاول معرفة السبب. يمكنه أن يقول على سبيل المثال: صحيح أنني أقضي وقتاً طويلاً في التحدث إلى موظفين خارج هذا القسم، لكني أعتقد أن هذا مهم بالنسبة إلي وللشركة على النطاق الأوسع.

دان ماغين: أعتقد أن الأسلوب الدفاعي قد ينطوي على مخاطر عديدة.

فرانشيسكا جينو: إذا كنت تعتقد أنه ينطوي على مخاطر، يمكنه عندئذ أن يقول: شكراً جزيلاً لكم على آرائكم التقييمية حول أدائي. وردني استياء الإدارة من قضائي وقتاً طويلاً في التحدث إلى أشخاص خارج قسمنا. أقر بداية أن هذا الأمر صحيح، ولكن سأخبرك بما كنت أحاول تحقيقه من خلال التواصل مع الزملاء خارج وحدتنا. ويمكنه متابعة التفسير من هذه النقطة.

دان ماغين: ينطوي الحل على الإقرار بوجود المشكلة، ومن ثم محاولة تقديم تفسير بدلاً من إنكار الوضع برمته.

أليسون بيرد: هل يمكنه استخدام نفس التكتيك لإخبار زملائه والرئيس التنفيذي حتى أنه يعتقد أنه ينبغي أن يكون مدير مشروع، وليس فقط موظف خبير في مجال تقنية المعلومات وتعلم التعليمات البرمجية؟

فرانشيسكا جينو: يجب عليه فهم الوضع بمزيد من التفصيل. لماذا تعتقد الإدارة أنه يجب عليه الانتقال إلى منصب آخر؟ ولماذا تعتقد أن هذا سيكون أفضل بالنسبة إليه؟ وقد تسنح له الفرصة في تلك المحادثة لشرح رأيه في هذه القضية، ولكن من دون أن يستخدم الأسلوب الدفاعي. سأتحدث قليلاً عن تجربتي الشخصية، حيث طُلب مني قبل أشهر قليلة شغل منصب قيادي في كلية هارفارد للأعمال. وأنا أشغل بالفعل منصب رئيسة الوحدة. شعرت بالغضب في البداية، وكنت أفكر في السبب الذي يدفعهم إلى منحي المزيد والمزيد من المهمات.

أليسون بيرد: هل تعرفين أن كل زملائك يسمعون حديثك؟

فرانشيسكا جينو: انتابني شعور بالغضب والإطراء بآن واحد. ثم اتخذت قراراً في جمع المزيد من التفاصيل وأن أسأل عن سبب عرض هذا المنصب علي، وكان ذلك مثيراً للاهتمام لأنني اكتشفت أمرين اثنين. أولاً، كان لدى الإدارة سبب وجيه في عرض ذلك المنصب علي، وهو ما جعلني أقل غضباً، كما أتيحت لي الفرصة لتفسير رأيي وأن أقول: أنا أتفهم سبب عرضكم هذا المنصب علي، إلا أنني أعتقد أن قبوله غير مناسب هذه الفترة، لأن قبولي به يعني أنه سيكون لدي طاقة ووقت أقل يمنعانني من أداء مسؤوليات منصبي الحالية بصفتي رئيسة الوحدة بشكل جيد. وتفهم الجميع رأيي وانتهت المسألة على وفاق. ولكن لم تكن لتنتهي المشكلة لو لم نجري تلك المحادثة. ومن المحتمل أن عدم إجرائي لتلك المحادثة كان سيدفعني إلى تأدية مهماتي وأنا أشعر بالغضب. تخيل الوضع لو أنني قبلت بالفعل شغل هذا المنصب، أعتقد أنني كنت سأقوم بتأدية عملي بشكل سيء ومع شعوري بالغضب أيضاً.

دان ماغين: أعتقد أن ما يجعل هذا الطلب صعباً للغاية هو إطراء المدير وجعل هذا العرض يبدو مثل الفرصة الذهبية التي لا يجب عليه أن يفوتها. وقد يكون كل هذا زائفاً تماماً، إذ قد تنطوي الحقيقة على حاجتهم إلى مبرمج جيد فقط. قد لا يكون المنصب مناسباً له، لكنه يخدم احتياجاتهم فقط. وهذا ما يجعل الأمور معقدة، أليس كذلك؟

فرانشيسكا جينو: من الواضح أنهم يريدون منه تأدية هذا الدور لأنه يعود عليهم بالنفع. إذا كانت هذه هي الفكرة التي تدور في أذهاننا، يجب عندئذ أن نستكشف احتمال أن تكون هذه الفكرة تعود بالنفع على كلا الطرفين، لكن ما ينقصه هو الحصول على المزيد من المعلومات حول هذا الموضوع فقط. والاحتمال الثاني هو أن تكون هذه الفرصة تحقق أهدافهم بالفعل، إلا أنها فكرة سيئة بالنسبة إليه. وما يجب عليه فعله في هذه الحالة هو أن يفهم سبب اعتقادهم أن هذا المنصب يمثل فرصة عظيمة بالنسبة إليه.

أليسون بيرد: يدور رد فعلي الأولي هو إذا كنت لا تريد أن تعمل مبرمجاً، فلا يوجد سبب يمنعك من رفض العمل مبرمجاً. وقد أوضح رغبته بصراحة أنه يريد أن يشغل منصب مدير للمشاريع وأن يعمل مع المطورين، لكن أعتقد أن اكتساب مهارات البرمجة سيكون مفيداً له للغاية وستجعل منه مدير مشاريع ذا قيمة في المستقبل. لذلك، أعتقد أن بإمكانه التغيير من طريقة تفكيره واعتبار هذه الفرصة بمثابة فرصة للتعلم. يمكنه قبول عرضهم وتأدية عمله على أكمل وجه حتى يتمكن من الحصول على المنصب الذي يطمح في شغله وأن يبدع فيه.

فرانشيسكا جينو: يمكنه أن يطرح تلك الفكرة في صيغة سؤال: كيف يمكنني إعادة صياغة هذا الدور الوظيفي أو هذا المنصب بطريقة تمكنني من التعلم، وأن أشغل منصباً أعلم أنني سأستمتع به تماماً.

دان ماغين: لقد كان يدير شركته الخاصة قبل انضمامه إلى هذه الشركة. لذلك، لم يكن لديه مدير. ربما اعتاد على امتلاك الكثير من السيطرة، ولم يعتد على تحكم الأفراد في قراراته. هل يمكن أن يمثل ذلك دينامية مهمة هنا؟

فرانشيسكا جينو: أتساءل عما إذا كان معتاداً على نمط حياة يتخذ فيها جميع القرارات بنفسه، حيث إذا كان يؤدي مهمات لا تثير اهتمامه، فمن السهل عليه تكليف شخص آخر بالقيام بها. وبالتالي، أعتقد أن خبرته السابقة قد تؤثر في الواقع على الطريقة التي ينظر بها إلى وظيفته الآن. وقد يمثل ذلك فرصة لطلب المزيد من الاستقلالية لأن ذلك قد يكون مكوناً مهماً حقاً لما قد يجعله سعيداً في الوظيفة التي يؤديها.

أليسون بيرد: أعتقد أن المسألة المهمة التي يجب عليه معالجتها هي الفريق الذي يعمل ضمنه والذي يضم أفراداً يحبون الثرثرة والتذمر ويحاولون كسب ثقة الرئيس التنفيذي. كما أنه لا يحب هؤلاء الأفراد أيضاً، كيف يمكنه التعامل مع ذلك؟

فرانشيسكا جينو: أعتقد أن بإمكانه دعوتهم لشرب عصير الفاكهة أو القهوة بعد العمل، أو قد يكون تناول الغداء معهم سبيلاً يمكّنه من فهم وجهة نظرهم.

دان ماغين: أتساءل عما إذا كان كرهه لهؤلاء الأفراد دليلاً على تحيزه ضد الأشخاص ذوي المهارات غير التقنية، حيث وصف الرئيس التنفيذي أنه شخص لا يمتلك خبرة تقنية. كنت أتساءل عما إذا كان يجب عليه أن يفتح ذهنه على حقيقة أن لقسم التسويق دوراً مهماً في الشركة، حيث لن تتمكن الشركة من بيع هذه المنتجات الرائعة التي يصنعها بدون هذا القسم.

أليسون بيرد: هل يجب علينا القلق بشأن إنذار الشركة النهائي له المتمثل في تعلم مهارات البرمجة أو طرده؟

دان ماغين: إن حقيقة اهتمام الرئيس التنفيذي بالوضع شخصياً قد لا يكون أمراً مبشّراً أيضاً.

أليسون بيرد: يبدو أن الوضع قد بلغ مستوى سيئاً بالفعل لمجرد قيامهم بتهديده.

فرانشيسكا جينو: لا أعتبر ذلك بمثابة تهديد لأنه قال: يريد الرئيس التنفيذي مني التركيز على مهماتي اليومية أو قد أتعرض للطرد. لا أعتقد أنه تلقى تهديداً. وفي حال تلقى تهديداً بالفعل، فأعتقد أنه يقصد فقدان شعوره بالقيمة في المؤسسة. ونظراً لأن هذه شركة صغيرة، أعتقد أنه قد يكون قادراً على إجراء محادثة مع الرئيس التنفيذي وأن يقول: دعني أحاول فهم وجهة نظرك بمزيد من التفصيل. ماذا سيحدث في حال رفضت تعلم مهارات البرمجة؟ وإذا صرح الرئيس التنفيذي بوضوح أنهم سيقومون بطرده، يمكنه عندئذ الاستفسار عن السبب.

أليسون بيرد: ويمكنه أن يسأله أيضاً: ما هو المسار الوظيفي الذي قد أشغله في المستقبل في هذه الشركة في حال قبلت تعلم المهارات البرمجية؟ هل يمهد قبول هذا المنصب الطريق أمام أن أشغل منصب مدير المشاريع في المستقبل؟

دان ماغين: لقد أذهلتني حقيقة أن ما يطلبه منا هو أن نساعده في اتخاذ قرار بشأن البحث عن وظيفة جديدة أو البقاء في الشركة؟ ما هي العلامات والمؤشرات التي تجعلك تنصحينه بترك العمل؟

فرانشيسكا جينو: لن أقترح عليه ترك العمل في الشركة إلا إذا كانت كل المعطيات التي أخبرنا بها صحيحة. إن الرئيس التنفيذي غير سعيد في الواقع. ولا أعتقد أن زملائك أشخاص رائعين للعمل معهم، بناءً على وصفك لهم بالطبع. وبالتالي، قد لا يكون منصبك مناسباً لك. إذا كان كل هذا صحيحاً، فمن الواضح أنك تريد أن تكون في وضع يمنحك الرضا.

أليسون بيرد: وأعتقد أيضاً أن استكشاف الاحتمالات الأخرى قد يساعده أيضاً. إذا لم يتمكن من الحصول على وظيفة أحلامه في أن يكون مديراً للمشاريع لأنه لا يتمتع بمهارات البرمجة، يجب عليه حينئذ التفكير ملياً في قبول هذه الفرصة وأن يقول: أشعر بالتفاؤل الآن في قبول هذه الفرصة لأنها ستساعدني في تحقيق حلمي في شغل منصب مدير المشاريع.

دان ماغين: نعتقد أن هناك فرصة لأنه لا يزال يفكر من الناحية العاطفية ويشعر بالغضب من تلقيه تقييم واهتمام سلبي من قبل الرئيس التنفيذي. لذلك، نعتقد أن من الأفضل له تهدئة أعصابه وأن يقبل فرصة العمل في مجال البرمجة بعقل منفتح. قد نعتقد في بعض الأحيان، أن الشركة تطلب منا القيام بذلك لأنه يصب في مصلحتها، وأنه هذا الأمر كارثي بالنسبة إلينا، ولكن ليس من الضروري أن يكون هذا صحيحاً دائماً، إذ قد يكون لدى مدرائنا في بعض الأحيان حس سليم حقاً بما يمكن أن يطور من مهاراتنا وما قد يضعنا في مسار وظيفي جديد يجعلنا نشعر بالإنجاز بالفعل. ويجب عليه أن يطرح سؤالاً مباشراً حول ما قد يحدث في حال رفض قبول العمل كمبرمج، وذلك بغية أن يعرف صحة احتمال وجود إنذار نهائي لطرده من العمل. ويجب عليه اعتبار هذه المحادثة سبيلاً إلى التفاوض بدلاً من اعتبارها إنذاراً نهائياً، وذلك عبر طلب المزيد من المعلومات. والسؤال الرئيس الذي يتعين عليه فهمه هو ما إذا كان ينتظره طريق طويل قبل أن يصبح مؤهلاً لشغل منصب مدير المشاريع، وما إذا كان هذا الانتقال الوظيفي إلى منصب المبرمج لفترة من الوقت سيساعده في الوصول إلى حلمه أم لا. ونحن لا ننصحه في البقاء في الشركة إذا كانت ثقافة المؤسسة غير مناسبة له وإذا كان يكره حقاً فكرة أنه سيصبح الخبير في تقنية المعلومات لفترة طويلة. لكننا نعتقد أن القضية تستحق المزيد من الاستكشاف على الأقل قبل أن يسعى في البحث عن وظيفة أخرى.

اقرأ أيضاً: 

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي