ملخص: الحقيقة هي أن كل ما تفعله ويمكن للآخرين رؤيته بطريقة ما، سواء في الحياة الواقعية أو عبر الإنترنت، سيؤثر على هويتك التجارية الشخصية. لذا، من المهم أن تتخذ خطوات لتوصيل الرسائل الصحيحة. يقدم المؤلفان في هذه المقالة 6 مبادئ مستمدة من إدارة المشاريع يمكنك تطبيقها لبناء هوية تجارية شخصية قوية: 1) حدد هدفك. 2) اتخذ قراراً بشأن استثماراتك. 3) حدد المكاسب بوضوح وطريقة تتبُّع التقدم المحرز. 4) حدد أصحاب المصلحة. 5) حدد الموارد والنتائج. 6) ضع خطة دقيقة.
يدرك معظم العاملين الآن قيمة امتلاك هوية تجارية شخصية قوية. فإذا لم تمتلك مفاهيم أو نقاط قوة أو سمات أو وجهات نظر معينة، فقد لا يكون عملك ملحوظاً داخل مؤسستك. قد يكون هذا جيداً بالنسبة لما أنت عليه الآن، ولكن إذا كنت ترغب في التقدم والترقي، فينبغي لك تمييز نفسك عن الآخرين بطريقة ما. أما إذا كانت لديك هوية تجارية شخصية قوية، فغالباً سيبحثون عنك لعرض فرص عمل عليك أو سيبدون رغبتهم في العمل معك أنت على وجه التحديد. فالهوية التجارية الشخصية القوية هي أحد أشكال التأمين على الحياة المهنية.
على الرغم من ذلك، يشعر الكثيرون منا أنهم مشغولون للغاية بحيث لا يستطيعون التفكير أو التركيز باستمرار على بناء هوية تجارية شخصية قوية، حتى إذا كنا نعلم أنها ستكون مفيدة لنا على المدى الطويل. إذاً، في خضم ضغط الاجتماعات ورسائل البريد الإلكتروني والالتزامات الأخرى، كيف يمكننا تخصيص جزء من وقتنا لإحراز تقدم في هذا الجانب البالغ الأهمية؟
يتمثل أحد الحلول في تطبيق مبادئ إدارة المشاريع على جهودك التي تبذلها لبناء هويتك التجارية الشخصية. بالاستناد إلى أعمال دوري حول كيفية تحسين هويتك التجارية الشخصية وخبرة أنطونيو في إدارة المشاريع، وضعنا إطار عمل قد يكون مفيداً عندما تشرع في العمل المهم المتمثل في جعل الجميع يشهدون بخبرتك.
لا يتطابق كل عنصر من عناصر إدارة المشاريع على نحو مثالي مع عناصر بناء الهوية التجارية الشخصية، على سبيل المثال، عند بناء الهوية التجارية الشخصية، يكون "راعي المشروع" هو أنت على الدوام! ولكن فيما يلي 6 مبادئ رئيسة مستمدة من إدارة المشاريع يمكنك تطبيقها لزيادة احتمالية نجاح جهودك في بناء هويتك التجارية الشخصية، على الرغم من المشتتات والمشاغل التي لدى جميع العاملين تقريباً.
حدد هدفك
يستغرق تطوير هويتك التجارية الشخصية وصقلها وقتاً، وتقريباً لن يكون الأمر "عاجلاً" على الإطلاق. فلماذا تتكبد هذا العناء؟ من الضروري أن تكون واضحاً بشأن هدفك قبل البدء، وإلا قد يتلاشى دافعك بسرعة عندما تظهر ضغوط الوقت. من الطرق السهلة لمعرفة الهدف من "مشروع" بناء هويتك التجارية الشخصية هي طرح هذا السؤال عدة مرات: "لماذا أقوم بذلك؟".
قد تكون الإجابة: ليشهد الناس لي بخبرتي. ثم اسأل نفسك مجدداً: لماذا تريد ذلك؟
قد تكون الإجابة: ليكون لي تأثير أكبر في مجال المبيعات. ومجدداً، لماذا ترغب في ذلك؟ قد تكون الإجابة أي شيء بداية من إعالة أسرتك إلى توصيل منتجك أو خدمتك إلى أيدي المزيد من الأشخاص. لا توجد إجابات خاطئة، ولكن من المهم أن تفهم دوافعك ومدى أهمية الأمر بالنسبة إليك.
وإذا لم تصل بعد هذا التمرين إلى شيء ذي مغزى، بحيث يحفزك على العمل على بناء هوية تجارية شخصية قوية، ففي هذه الحالة نوصي بشدة بألا تبدأ العمل على هذا المشروع.
اتخذ قراراً بشأن استثماراتك
كم ستكون تكلفة المشروع؟ إذا كنا نتحدث عن مشروع في شركة، فقد يتم قياس التكلفة من خلال وقت الموظفين والإنفاق على الإعلانات والبحث والتطوير والنماذج الأولية والبرمجيات والتصنيع، وغيرها الكثير.
أما عندما يتعلق الأمر ببناء هويتك التجارية الشخصية، فعلى الرغم من أنه قد يوجد بعض الاستثمارات الأخرى (على سبيل المثال، قد تقرر أنه من المفيد إنشاء موقع إلكتروني شخصي)، فإن غالبية استثماراتك ستكون في وقتك، على سبيل المثال، من خلال التركيز على بناء شبكة علاقات، أو إنشاء محتوى (وإطلاق مدونة)، أو تنمية البرهان الاجتماعي. من المهم إدراك أن بناء هوية تجارية شخصية قوية هو مشروع سيحتاج إلى سنوات لإنجازه على النحو الذي تريده. على سبيل المثال، يعمل أنطونيو باستمرار على بناء هويته التجارية الشخصية منذ عام 2012.
ذكرت دوري في كتابها الجديد "اللعبة الطويلة: كيف تصبح مفكراً خالداً في عالم فانٍ" (The Long Game: How to Be a Long-Term Thinker in a Short-Term World)، أن الحصول على القليل من التقدير لعملك غالباً ما يستغرق من سنتين إلى 3 سنوات من الجهود، وأن الحصول على تقدير ذي معنى غالباً ما يستغرق 5 سنوات أو أكثر. إنه طريق طويل، وقد تقرر أن الأمر لا يستحق كل هذا العناء، أو على الأقل لا يستحق العناء في الوقت الحالي. ولكن قد تقرر أيضاً أن الوقت سيمر على أي حال، لذلك من المهم أن تبدأ الآن. وفي كلتا الحالتين، من المهم أن تعرف الاستثمار الذي ستلتزم به وأن تبادر باختياره.
حدد المكاسب بوضوح، وطريقة تتبُّع التقدم المحرز
يجب على أي مدير مشاريع طرح هذا السؤال الجوهري: كيف ستعرف أنك نجحت؟ ماذا سيحدث لتتأكد من ذلك؟ ومتى سيحدث؟
على سبيل المثال، إذا كنت تسعى إلى تحقيق مكاسب فسيسعى المزيد من العملاء إلى العمل معك بسبب هويتك التجارية الشخصية القوية، وإذا كنت تسعى إلى إحداث تأثير فستُتاح لك الفرصة لتأليف كتاب أو كتابة عمود في مجلة شهيرة، وإذا كنت تسعى إلى الترقي الوظيفي فستُمنح ترقية يتوق الجميع إلى الظفر بها في مجال مزدحم.
إن بناء علامة تجارية شخصية قوية هو عملية تحدث على مدار سنوات عديدة، ونادراً ما تُجنى المكاسب في غضون أسابيع أو حتى أشهر. لذا، لتظل متحمساً في أثناء هذه العملية، من الضروري أن تضع فرضية حول المدة التي تعتقد أن مشروعك سيستغرقها (ربما من خلال المحادثات مع الزملاء الذين نالت مساراتهم المهنية إعجابك أو من خلال البحث في السير الذاتية للأشخاص الذين لا تعرفهم). ومن المهم أيضاً أن تحدد دلائل صغيرة على إحراز تقدم على طول الطريق (تطلق دوري على هذا "البحث عن قطرات المطر")، حتى تتمكن من التحقق بصورة دورية من التقدم الذي أحرزته في تحقيق أهدافك، والاحتفال بنجاحاتك.
حدد أصحاب المصلحة
قد يبدو أن بناء هوية تجارية شخصية قوية مشروع سيؤثر عليك أنت فقط، ولكنه في الواقع يستدعي التفكير على نطاق واسع في أصحاب المصلحة الذين قد يتأثرون أيضاً. إذ قد يشعر مديرك، على سبيل المثال، بالتهديد أو القلق من أنك تخطط لترك وظيفتك إذا أصبحت نشيطاً فجأة على وسائل التواصل الاجتماعي أو إذا اتخذت خطوات لتحسين ملفك الشخصي. لذا، من المهم كلما أمكن أن تبقيهم على اطلاع بأهدافك وأن تحصل على دعمهم.
وبالمثل، من المفيد تحديد الأشخاص الذين ترغب في التواصل معهم بهويتك التجارية الشخصية القوية الجديدة. على سبيل المثال، قد تقرر أنك ترغب في أن تكون صاحب خبرة معترف بها ليس فقط داخل شركتك، ولكن أيضاً في مجالك، لذلك قد تفكر في طرق لجذب الانتباه إليك مثل التقدم بطلب للتحدث في المؤتمرات أو الكتابة في مجلات متخصصة في مجالك. (من الضروري بالطبع أن تكون على دراية بتوجيهات شركتك وسياساتها المتصلة بالتواصل).
حدد الموارد والنتائج
الأمر (المحبط) في إدارة المشاريع هو أن الأشخاص هم مَن يسلّمون المشاريع ولا يمكن أتمتتها. لذا فإن تكريس ما يكفي من الوقت لبناء هويتك التجارية الشخصية وإدارتها يُعد أمراً أساسياً. في معظم الحالات، نوصي قبل بدء المشروع بإيقاف نشاط أو نشاطين من الأنشطة التي تقوم بها حالياً. قد يعني ذلك تقليل أنشطتك التطوعية أو ترك بطولاتك الرياضية أو إدراك أنك لن تتمكن من تعلم الإيطالية هذا العام. لكن تخصيص ما يكفي من الموارد، أو الوقت، للالتزام تجاه المشروع الجديد هو نقطة انطلاق أساسية.
من المهم أيضاً معرفة النتائج التي ستكون مسؤولاً عن تحقيقها. فالهدف من جميع المشاريع هو بناء شيء ما، وغالباً ما يكون جديداً، في شكل نتائج ومنجزات. وفي حالة تعزيز هويتك التجارية الشخصية، قد يتخذ هذا شكل إطلاق مدونة صوتية أو إنشاء مجموعة للتعارف وبناء العلاقات أو بدء عمل جانبي كالتدريس في جامعة محلية، وما إلى ذلك.
ضع خطة دقيقة
أخيراً، عليك أن تطرح هذا السؤال: كيف ومتى سيتم الاضطلاع بالعمل؟ سيخبرك أي مدير مشاريع بأن العمل على المشاريع يتدفق بشكل طبيعي. إذ سيكون هناك شعور بالراحة في بداية المشروع لأن الموعد النهائي يبدو بعيداً. ثم يبدأ الشعور بالتوتر مع وصول المشروع إلى منتصف الطريق، وإدراك الفِرق أن المواعيد النهائية باتت قريبة. وقرب نهاية المشروع، يتدافع الجميع بجنون لإنجاز العمل. تتمثل إحدى المهمات الرئيسة لمدراء المشاريع في تقسيم نتائج المشروع إلى نتائج أصغر مع تحديد مواعيد نهائية للتخفيف من حدة هذا التأثير.
من خلال تقسيم العمل إلى أهم الأشياء التي يجب إنجازها كل أسبوع أو أسبوعين ثم إجراء محادثات صادقة حول ما أنجزته الفِرق خلال تلك الفترات، ستلتزم الفِرق بإنجاز العمل، مع التركيز على ما يتعين عليهم القيام به. إذ يُعد غرس عادة قطع الالتزامات ومراجعتها كل أسبوع طريقة رائعة للتركيز على ما هو مهم والحصول على صورة واضحة لما يتم إنجازه.
من المهم وضع جدول بمواعيد منتظمة لمشروع بناء هويتك التجارية الشخصية أيضاً، لأنه يضمن ألا تغيب المهمات الأكثر أهمية عن نظرك، حتى إن كنت مشغولاً. على سبيل المثال، تحقق من حالة مشروع بناء هويتك التجارية الشخصية في اليوم والوقت نفسه من الأسبوع، أو أضف منشورات جديدة لمدونتك في اليوم والوقت نفسه من كل أسبوع، أو حدد موعداً لشرب فنجان من القهوة مع شخص تود التعرف عليه كل يوم جمعة بعد الظهيرة. فهذه العادات الصغيرة ستساعدك على بناء عادات أكبر وعلى جعل الآخرين يعقدون الآمال عليك، ما سيؤدي إلى تقدير هويتك التجارية الشخصية على نحو أسرع.
لا يمكننا أبداً التحكم تحكماً كاملاً في الطريقة التي ينظر بها الآخرون إلينا، ولكن عندما تدير عملية تنمية هويتك التجارية الشخصية بوصفها مشروعاً يتمتع بغاية مقنعة وأهداف طموحة وجدول زمني واقعي ونتائج واضحة، فإن فرص نجاحك في اكتساب سمعة جيدة يمكنك أن تفخر بها ستكون أعلى بكثير.