الرجاء تفعيل الجافاسكربت في متصفحك ليعمل الموقع بشكل صحيح.

6 مهارات عليك إتقانها لتصبح مدير منتج رائع

6 دقيقة
إدارة المنتجات
مصدر الصورة: ريتشارد دروري/غيتي إميدجيز

إليك معلومة قد لا تعرفها: كان الكثير من كبار المسؤولين التنفيذيين والرؤساء التنفيذيين في الشركات التكنولوجية، بدءاً من ساتيا ناديلا في شركة مايكروسوفت وصولاً إلى ماريسا ماير في شركة ياهو (Yahoo)، مدراء منتج في بداية حياتهم المهنية.

هذا منطقي؛ فمعظم مدراء المنتج مكلفون بقيادة فرق متعددة الوظائف، ما يحقق لهم حضوراً بارزاً ويتيح لهم فرصة اكتساب النفوذ على مستوى الشركة. وبالنسبة إلى من ينجحون في هذه المهمة فقد يكون هذا المنصب خطوة قيّمة في السلم الوظيفي بالشركة. لكن، ما هي المهام الفعلية لمدير المنتج، وهل هذا المنصب مناسب لك؟

ما هي إدارة المنتجات؟

تتمحور إدارة المنتجات في جوهرها حول حل المشاكل التي تنشأ عند تقاطع مجالات الأعمال والتكنولوجيا وتجربة المستخدم. ويمكن تعريف مدير المنتج بأنه الشخص الذي يشرف على تطوير المنتج ودورة حياته، ويؤدي دور حلقة الوصل بين عدة فِرق مختلفة للتأكد من أن المنتج يوفر ما يريده العملاء مع تحقيق أهداف الشركة في الوقت نفسه. يتحمل مدراء المنتج مسؤولية وضع خطة توجيهية للمنتج، أو خطة تنفيذية توضح الخطوط العريضة لرؤية المنتج وتوجهه والتقدم المتوقع له مع مرور الوقت. على الرغم من أن المسؤوليات الفعلية لهذا الدور الوظيفي تختلف باختلاف نوع المنتج، فإن مدراء المنتج عموماً يديرون المهام المختلفة المطلوبة للوصول بالمنتج إلى مرحلته النهائية.

ما هي المهارات التي يحتاج إليها مدراء المنتج؟

يمكن لأي شخص أن يتعلم كيفية إتقان هذا الدور الوظيفي من خلال التدريب الصحيح، وبناءً على تجاربنا وخبراتنا المشتركة في إدارة المنتجات، نعرض هنا 6 مهارات أساسية يحتاج مدير المنتج إليها حتى يحقق النجاح:

التواصل

إذا بدأت العمل للتو في مجال إدارة المنتجات، فيجب أن تكون قادراً على التواصل بفعالية ووضوح. ومن المرجح أن تتطلب مهامك الأولية مساعدة مدراء المنتج الأكثر خبرة، واستضافة اجتماعات أسبوعية لمواءمة عمل الفرق المتعددة التخصصات، وإدارة توقعات المشاريع، وضمان تزويد الجهات المتعاونة بمعلومات وافية حول القرارات المهمة والمفاضلات. ومن الممكن أن تتضمن مهامك أيضاً إرسال المستجدات بصورة منتظمة لضمان إبقاء المعنيين جميعاً على اطلاع بها وأن تكون أولويات الفريق واضحة للجميع.

عندما تكون مهارات التواصل ضعيفة لدى مدير المنتج، يمكن للمشاريع أن تنهار بسرعة. فغياب التنسيق بين الفرق المختلفة -مثل عدم علم فريق التسويق بأحدث التغيرات التي طرأت على التصميم الهندسي للمنتج- قد يؤدي إلى تكرار العمل أو عدم تلبية المواعيد النهائية. من ناحية أخرى، فإن مفعول التواصل الجيد يتجاوز مجرد منع تأخيرات المشاريع، فهو يزيل الخلافات بين الأقسام المختلفة، ويخلق بيئة عمل تتمتع بمستوى أعلى من الثقة.

حل النزاعات

هذه مهارة مهمة أخرى. مع تقدم المشروع، قد تتضارب آراء الفرق المختلفة التي تعمل معاً حول الأفكار التي ستنجح والتي ستفشل، أو المهام التي يجب إعطاؤها الأولوية. وبوصفك مديراً للمنتج ستجد نفسك تتولى حل الخلافات أو الوساطة فيها بين أفراد الفرق أو الأقسام المختلفة، وهذا ما يتطلب منك التحلي بالدبلوماسية واللباقة.

مهارات التنفيذ

يمكن تعريف التنفيذ بأنه عملية إنجاز الخطط والتصورات على أرض الواقع. وفي إدارة المنتجات، هذا يعني تحويل الاستراتيجية إلى إجراءات عملية وأفعال، وضمان إنجاز كل مهمة من المهام قبل موعدها النهائي. تتضمن مهارات التنفيذ الجيدة القدرة على التنسيق بين أفراد الفرق وإدارة الجداول الزمنية وحل المشاكل فور ظهورها حتى بوجود معلومات ناقصة، كما تعني أيضاً امتلاك مستوى جيد من الإلمام بالبيانات والتفكير النقدي لتحديد الأسباب الجذرية للمشاكل خلال عملية تطوير المنتج وإطلاقه. تتسم مهارات التنفيذ بأهمية خاصة هنا لأن كل مهمة تمثّل عنصراً متحركاً ضمن منظومة شاملة، ويمكن لأي تقصير في إنجاز مهمة ما، سواء كان تأخيراً أو تقديراً خاطئاً للوقت أو التكلفة أو ضعفاً في التنسيق، أن يوقع أثراً يمتد ليشمل فريقك بأسره.

التعاون والتأثير

تتألف فرق تطوير المنتجات من مهندسين ومصممين ومسوقين وقانونيين وغيرهم اعتماداً على المنتج نفسه، وكل فريق لديه خبراته وأولوياته الخاصة.

وبوصفك مدير منتج، فأنت مسؤول عن جمع شمل الجميع، وضمان امتلاك الجميع القدرة على التحرك بسلاسة نحو الهدف النهائي نفسه. ولتحقيق هذا، يجب أن تمتلك القدرة على الإقناع والتأثير في الآخرين، ويجب أن يثق الآخرون برؤيتك للمنتج ويؤمنوا بها، وأن يكونوا على استعداد لاتّباع قيادتك، حتى لو لم تكن مديرهم المباشر.

الفهم العميق لأبعاد المنتج

بوصفك مديراً للمنتج يجب أن تفهم احتياجات المستخدم، وترصد الفرص الكامنة في السوق، وتطور المنتجات التي تحل المشاكل الحقيقية. ويتيح لك الفهم العميق لأبعاد المنتج تحديد المشاكل المستعصية الحالية لدى المستخدم، واستنتاج ما قد يظهر منها في المستقبل. نجح خبير المنتجات مارتي كيغان في تجسيد معنى الفهم العميق لأبعاد المنتج على نحو جيد في كتابه، حيث يقول: "أهم مهارة لدى مدير المنتج هي القدرة على التمييز بين ما يقول المستخدمون إنهم يريدونه من جهة، وما يحتاجون إليه بالفعل من جهة أخرى".

التفكير الاستراتيجي

أخيراً، يجب أن تكون قادراً على توقع توجهات السوق المتعلقة بمنتجك أو المجال التخصصي لشركتك، والموازنة بين السعي لتحقيق مكاسب سريعة من جهة والأهداف التنظيمية البعيدة المدى من جهة أخرى، وفهم دور أداء منتجك في عمل الشركة عموماً. ومع تقدمك في منصب مدير المنتج، وربما بدئك بالإشراف على الآخرين، ستزداد أهمية التفكير الاستراتيجي ونقل "الصورة الشاملة" إلى فريقك.

كيف تنطلق في هذه المهنة؟

ثمة وسائل كثيرة للسير في هذا المسار المهني، لكن المسار الأفضل، وفقاً لخبرتنا، يتضمن الانضمام إلى برنامج لتطوير مساعد مدير المنتج أيه بي إم (APM)، على غرار البرامج التي تقدمها شركات جوجل وأتلاسيان (Atlassian) وميتا (Meta). عادةً ما تكون هذه البرامج موجهة إلى الخريجين الجدد، وتعتمد على عمليات تقديم موحدة، لكنها متاحة أيضاً أمام مزاولي المهن في بداية حياتهم المهنية أو الأشخاص الذين يأملون تغيير مساراتهم المهنية.

في برنامج تطوير مساعد مدير المنتج، سوف تعمل موظفاً بدوام كامل، لكن مع التنقل الدوري بين فرق مختلفة لتطور مجموعة مهاراتك.

على سبيل المثال، يمكن أن تمضي بضعة أشهر في اكتساب الخبرة العملية من خلال متابعتك المستمرة لأحد كبار مدراء المنتج في أثناء العمل على منتج محدد، قبل الانتقال إلى فريق منتج مختلف حيث تُكلف ببعض المهام الصغيرة لتعمل عليها بصورة مستقلة. وقد تتضمن مهامك تنظيم اجتماعات تخطيط منتظمة، أو إجراء أبحاث حول المستخدمين وأبحاث السوق. يمكنك أيضاً المساعدة في تحديد رؤية المنتج، أو إنشاء خطط التسويق، أو المشاركة في اللمسات النهائية لتجربة المستخدم.

بعد مرور عام تقريباً على هذه البرامج، يُمنح العديد من مساعدي مدراء المنتج المزيد من مهام اتخاذ القرار التي تتجاوز مجرد التنفيذ أو متابعة مدرائهم، ومنها تحليل ملاحظات العملاء مثلاً، ومن ثم تقدم توصياتك إلى الفريق حول وجوب التخلي عن ميزة معينة في المنتج أو تعديلها أو تحسينها.

الهدف بحلول نهاية البرنامج هو الحصول على وظيفة بدوام كامل في المؤسسة، حيث يمكنك إحداث تأثير أكبر وتنفيذ المزيد من الأعمال الاستراتيجية.

من المرجح أن يجري تقييمك على عدة أبعاد، مثل تأثيرك (قدرتك على تقديم ميزات أو تحديثات للمنتج بحيث تفيد الشركة أو المستخدمين النهائيين)، وقدرتك على العمل بفعالية مع الآخرين، ومدى قدرتك على تحديد أولويات المهام في ظل عدم توافر المعلومات الكاملة، ومدى قدرتك على تحديد الأسباب الجذرية للمشاكل.

قد يكون دخول عمل إدارة المنتجات أو الانتقال إليه أصعب دون برنامج لتطوير مساعد مدير المنتج.

فعندما انتقلت ناتالي، وهي من مؤلفَي هذا المقال، من وظيفة هندسية إلى وظيفة مدير منتج في شركة إير بي إن بي (Aribnb)، كان من المُتَوَقع منها أن تعالج مشاكل المناصب التنفيذية العليا بأسلوب واضح وفوري خلال أول شهر لها في العمل. فكان عليها أن تعلّم نفسها كيفية الموازنة بين مشاريع متعددة في الوقت نفسه، وتكييف مهارات التواصل لديها حتى تنجح في قيادة الموظفين ضمن مستويات وظيفية مختلفة. وفي حين كانت هذه فرصة رائعة للنمو، فقد كان من الصعب إجراء تغيير في غياب ما يوفره برنامج تطوير مساعد مدير المنتج من توجيه وإرشاد.

ومع ذلك، وبغض النظر عن المسار الذي تختاره، فإن المهم هو الحفاظ على قدرتك على التكيف والتعلم المستمر والتركيز على تقديم القيمة إلى مستخدميك وشركتك.

ما هو الدور الوظيفي الأنسب لك بوصفك مدير المنتج؟

ثمة مدراء منتج في كل قطاع من القطاعات تقريباً.

فإذا كنت شخصاً يتمتع بمعرفة تخصصية في علوم الكمبيوتر أو الهندسة أو الرياضيات، فقد تكون مهتماً بدور مدير المنتج في المجالات التي تركز على التكنولوجيات المتطورة، على غرار الذكاء الاصطناعي.

في هذه الأدوار الوظيفية، من الضروري أن تكون قادراً على أن "تتحدث باللغة نفسها" التي يتحدث بها المهندسون.

وبالنسبة إلى مزاولي المهن في بداية حياتهم المهنية ممن يتمتعون بأساس قوي في مجال تحليل البيانات والإحصاء، فقد تكون وظائف إدارة المنتج التي تركز على المقاييس وطرق القياس مثالية لهم. من المفضل أن تركز على أضخم الشركات، خصوصاً في مجال تكنولوجيا الإنترنت الاستهلاكية، فهي غالباً ما تستند في قراراتها المتعلقة بالمنتجات إلى طرق قياس معقدة تشير إلى كيفية تفاعل المستخدمين مع منتجاتهم، واستمتاعهم بها، واستمرارهم في استخدامها.

أما بالنسبة إلى أولئك المهتمين بالاستراتيجية والتسويق والعمليات، فيمكنهم البحث عن أدوار إدارة المنتج في الشركات التي تخدم كبار عملاء التعامل التجاري بين الشركات، ويتمثل جوهر وظيفتهم في قدرتهم على فهم الأسواق المتغيرة بوضوح وبسرعة. يمكنك غالباً أن تميز هذه المناصب من خلال مسمياتها الوظيفية المميزة، مثل "مدير منتج" (product manager)، و"شراكات" (partnerships) أو الأدوار التي تحتوي على وصف وظيفي يسلط الضوء على "الشراكة الوثيقة مع العملاء".

بالنسبة إلى الذين يتمتعون بتعاطف عميق تجاه المستخدمين أو معرفة تخصصية في مجال التصميم، فأدوار إدارة المنتج في الشركات الناشئة التي ما زالت في مراحلها الأولى قد تكون مثيرة لاهتمامهم. وستصقل مهاراتك مع حصولك باستمرار على ملاحظات المستخدمين، وتكرار العمل خلال فترات قصيرة، والعمل على بناء نماذج أولية مبتكرة.

أخيراً، ضع في الاعتبار حجم الشركة التي ستنضم إليها.

ففي الشركات الضخمة التي تضم أكثر من 50 ألف موظف، مثل ميتا (Meta) أو تيك توك (TikTok)، يتخذ التواصل بشأن المنتج شكلاً أكثر تنظيماً. ومن المتوقع من مدراء المنتج، إلى جانب قادة الهندسة وقادة التصميم، مشاركة تقارير الإنجاز والتحديات التي يواجهونها في اجتماعات منظمة لتقديمها إلى صناع القرار الرئيسيين.

أما في الشركات الصغيرة، أو الشركات الناشئة، فالتواصل يكون ظرفياً، فليس هناك الكثير من القواعد على غرار الشركات الكبيرة، ويتكيف العاملون مع الوضع الراهن. ومن المحتمل أن يشارك فريق نجاحاً كبيراً حققه أحد منتجاته ضمن دردشة عبر منصة سلاك (Slack) مع أفراد الشركة بأسرها. وقد يكون الرئيس التنفيذي مهتماً بتفاصيل منتج معين، ويسأل مدير المنتج عنها مباشرة.

على الرغم مما شهده قطاع التكنولوجيا مؤخراً من عمليات تسريح للعاملين، وما يتعرض له سوق العمل من اضطرابات، تظل إدارة المنتجات مجالاً حيوياً وواعداً للمهنيين في بداية حياتهم المهنية. وتشير التقديرات إلى أن أكثر من ثلث الوظائف المتاحة في مجال إدارة المنتجات هي وظائف من المستوى المبتدئ أو من المستوى المتوسط. لذا، خذ الوقت الكافي للتفكير ملياً فيما يحفزك ويثير حماستك، وفي النقاط التي تكمن فيها قوتك. وإذا اخترت هذا المسار، فقد يمهد الطريق لمهنة ناجحة ومثمرة.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2025 .

المحتوى محمي