منذ أربعة عقود حينما كان الحديث في البيئة وقضاياها يعتبر رفاهية على مستوى العالم والمنطقة العربية، كان نجيب صعب يخصص جزءاً من مصروفه الشخصي كطالب وجزءاً من دخله كمهندس ليطلق مبادرات بيئية محلية وعربية.
واليوم صار اسم نجيب صعب مرتبطاً بالبيئة وحاضراً في كل نشاطاتها، فقد عمل مستشاراً للأمم المتحدة في هذا الميدان، وأسس أول تجمع عربي من المهتمين بالبيئة، تحول إلى "لوبي" يحمل قضيتها إلى الحكومات ويدافع عنها أمام الجامعة العربية والأمم المتحدة. وقد سجله التاريخ كواحد من أهم الشخصيات المدافعة عن البيئة في العالم، وفقاً لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة عبر منحه جائزة "العالميون الخمسمئة" (Global 500) عام 2003.
ساهمت بخلق "لوبي" عربي للبيئة اعترفت به الجامعة العربية والأمم المتحدة.
مقابلة هارفارد بزنس ريفيو مع نجيب صعب
ما هي قصة البداية وكيف بدأ شغفك واهتمامك بالعمل البيئي والتنموي؟
نجيب: اهتمامي بالبيئة بدأ شغفاً أثناء دراستي الهندسة المعمارية والإعلام في الجامعة الأميركية في بيروت. فقد اعتبرت أن المهمة الرئيسية للمعماري أن يساهم في خلق محيط ملائم ينسجم مع الطبيعة. في تلك الفترة أصدرت مجلة في الجامعة باسم "وجهة نظر" لتشجيع الأفكار الخلاقة بهدف وضع الجامعة في خدمة المجتمع. وما لبثت المجلة أن تحولت إلى حركة ثقافية اجتماعية، أطلقت مشروعاً إنمائياً للتنمية الريفية في جنوب لبنان، حيث عمل الطلاب، وفق اختصاصاتهم، مع السكان المحليين، في الهندسة والزراعة والصحة والتربية. وكان التركيز على استخدام المواد والمهارات المحلية وتطويرها. وفي الفترة نفسها، عملت محرراً في جريدة "النهار"، ليس فقط لشغفي بالصحافة، بل أيضاً لتحقيق دخل إضافي يساهم في مصاريف الدراسة. وفي "النهار" كتبت مجموعة تحقيقات عن الهندسة التقليدية ومواد البناء المحلية والطاقة الشمسية. وقد لفت هذا انتباه برنامج الأمم المتحدة للبيئة، الذي وظّفني حين تخرجي عام 1977 في مكتبه للمنطقة العربية. وحين انتقلت إلى العمل الهندسي الاستشاري الخاص بعد سنتين، تابعت القيام بمهمات استشارية في البيئة والتنمية الريفية لمنظمات متعددة في الأمم المتحدة.
ما هي نقطة التحول التي حوّلت هذا الشغف إلى مهنة متكاملة؟
نقطة التحول كانت حين أسست في بيروت في العام 1982 مركز الشرق الأوسط للتكنولوجيا الملائمة، الذي عمل في الدراسات والتدريب في أرياف العالم العربي، خاصة في مجالات الزراعة العضوية والطاقة المتجددة وإدارة المياه ومعالجة النفايات. ومع أنّ هذا المركز استمر في العمل لثلاثين سنة، فقد اعتمد في جزء كبير من تمويله على الدعم المادي من عملي الهندسي. التحول التالي كان حين أصدرت "البيئة والتنمية" عام 1996، كمجلة إقليمية مستقلة محترفة، موجهة إلى جميع القراء العرب، وكانت هذه المرة الأولى التي تتحول فيها الكتابة البيئية بالعربية من نشرات يصدرها هواة إلى عمل صحفي محترف ينافس كبريات المجلات. أما التحول الكبير فكان حين استقطبت مجلة "البيئة والتنمية" عام 2006 مجموعة من المهتمين قرروا تأسيس المنتدى العربي للبيئة والتنمية (أفد) كمنظمة عربية دولية، مهمتها دعم السياسات والبرامج البيئية الضرورية لتنمية العالم العربي استناداً إلى العلم والتوعية، وأوكلوا إليّ منصب الأمين العام. وتتمتع المنظمة بصفة مراقب في جامعة الدول العربية والأمم المتحدة.
كيف جمعت بين الشغف والإيمان بالرسالة البيئية والحاجة لتحقيق عوائد مادية من هذا العمل؟
بصراحة، لم يصل العالم العربي بعد إلى مرحلة توفير أرض خصبة لتحقيق أرباح من عمل بيئي، مهما كان محترفاً وجدياً. وقد كان دخلي الأساسي دائماً من عملي الاستشاري الهندسي لشركات كبرى. لكن التزامي البيئي كان دائماً جزءاً من أعمالي الهندسية. هذا لا يعني أن مجلة "البيئة والتنمية"، مثلاً، لم تكن نموذجاً اقتصادياً ناجحاً. فبعد ثلاث سنوات من صدورها، بدأت بتحقيق الاكتفاء الذاتي، إذ توسع توزيعها في جميع الدول العربية واستقطبت كبار المعلنين. إلا أن كل دخلها تم استثماره في تطويرها ومن ثم في تأسيس المنتدى العربي للبيئة والتنمية. والمهم في كل هذا أنها حافظت على استقلاليتها ولم تعتمد على دعم مالي من أي جهات، عدا القراء والمعلنيين.
ما هي منهجيتك في محاورة أعضاء الحكومة والمسؤولين لإقناعهم بتبني مشاريع بيئية وكيف يختلف ذلك عن مخاطبة القطاع الخاص؟ أعطنا بعض الأمثلة؟
مجلة "البيئة والتنمية"، التي صدرت شهرياً بشكل ورقي على مدى 21 سنة متواصلة قبل أن تتحول إلى النشر الإلكتروني اليومي والطباعة الدورية، اعتمدت على تبسيط الحقائق العلمية وتحويلها إلى خيارات عملية تساهم في إيجاد حلول للتحديات البيئية في المنطقة العربية. ولكنها لم تكتف بإنتاج المعلومات ووضعها على الرفوف أو في الأدراج، بل أوصلتها إلى أصحاب العلاقة من خلال اتفاقات حصرية مع 12 جريدة عربية يومية وشبكات تلفزيونية وإذاعية، وبرامج تدريب ومؤتمرات. وتابعنا هذا التوجه في عمل المنتدى العربي للبيئة والتنمية (أفد) الذي يصدر منذ 11 سنة تقريراً سنوياً عن وضع البيئة العربية. المسؤولون الحكوميون يحتاجون إلى التوعية كغيرهم، والتوعية أساس للعمل البيئي. حين كانت هناك معارضة عربية للمشاركة في المساعي الدولية لمجابهة تغير المناخ، على اعتبار أنها مكلفة وتضر بالدول المصدرة للنفط ولا تمثل تحدياً مباشراً للدول العربية، أوضحنا بالإثبات العلمي أن الدول العربية هي الأكثر تأثراً بتغير المناخ، خاصة في ارتفاع مستويات البحار على الأراضي الساحلية وازدياد الجفاف وشح المياه، كما أن تدابير الحد من تغير المناخ تساهم أيضاً في التخفيف من تلوث الهواء، وهي مشكلة ملحة. وأثبتنا بالأرقام أن مستقبل الطاقة في العالم العربي هو في المصادر المتجددة غير الناضبة، خاصة الشمس، وهي توفر فرصاً كبيرة للاستثمار. وحين اعتبر البعض أن فرض تدابير لكفاءة الطاقة وخفض استهلاك الوقود يضر باقتصادات الدول التي تعتمد على إنتاج البترول، أوضحنا بالوقائع أن كل ما يتم توفيره محلياً من بترول وغاز يمكن تصديره إلى الخارج وتحقيق مداخيل إضافية. وحين بدأنا بالترويج لمفهوم الاقتصاد الأخضر، وضعنا أمام المسؤولين أرقاماً تثبت أنه يستقطب الاستثمارات ويخلق فرص عمل جديدة.
كيف تقيس مدى نجاحك في مشاريع البيئة والتي قد تتعلق بالتوعية ولا يمكن قياسها بسهولة؟
نحن نتابع دورياً نتائج عملنا لتحديد مكامن النجاح والفشل وتحسين الأداء، خاصة من خلال استطلاعات للرأي العام، أظهرت تقدماً كبيراً في الوعي البيئي في معظم أنحاء العالم العربي بين أول استطلاع أجريناه عام 2002 والاستطلاع الأخير عام 2017. أما عملنا الأساسي في مجال التوعية البيئية فيتم عبر مجلة "البيئة والتنمية" المطبوعة والإلكترونية وبرنامج التربية البيئية، وأساسه دليل للمعلومات والنشاطات البيئية المدرسية. وأشير إلى أن الموقع الإلكتروني لمجلة "البيئة والتنمية" يستقطب نحو مليوني مستخدم شهرياً، إضافة إلى أكثر من مليون متابع على صفحة الفيسبوك. وبرنامج التربية البيئية تم استخدامه في مئات المدارس في 12 بلداً عربياً. كما أن الكثير من المصطلحات والمفاهيم البيئية دخلت إلى المنطقة للمرة الأولى عن طريق "البيئة والتنمية". أما التقييم، فأتركه لغيري، حيث اعتبر برنامج الأمم المتحدة للبيئة حين منحني جائزة "العالميون الخمسمئة" (Global 500) عام 2003 "أن مجلة البيئة والتنمية وضعت البيئة على جدول الأعمال الشعبي والرسمي في العالم العربي، وحققت ما عجزت عنه مؤسسات رسمية كبرى". واعتبر البيان الصادر عن جائزة زايد الدولية للبيئة، حين حصلت عليها عام 2011، أن "مجلة البيئة والتنمية أطلقت حملة توعية بيئية غير مسبوقة، وأرست علاقة جديدة لصانعي السياسة والجمهور بقضايا البيئة والتنمية المستدامة، وكانت نقطة انطلاق لتأسيس المنتدى العربي للبيئة والتنمية، كمنظمة إقليمية أصبح لها باع طويل في رسم السياسات البيئية".
ما هي القوانين أو الإجراءات التي تفتخر أنك كنت المساهم فيها على مستوى محلي أو إقليمي؟
قد يكون أبرز ما حققته هو أنني تمكنت من دعوة المهتمين بالبيئة على مستوى عربي لتأسيس المنتدى العربي للبيئة والتنمية (أفد) كمنظمة عربية دولية، وهي تجمع يشبه "اللوبي" المدافع عن قضايا البيئة عربياً يسعى لدعم السياسات والبرامج البيئية الضرورية لتنمية العالم العربي استناداً إلى العلم والتوعية. وأوكل مجلس الأمناء إليّ منصب الأمين العام. وتتمتع المنظمة بصفة مراقب في جامعة الدول العربية والأمم المتحدة. وقد نجح هذا المنتدى في التواصل مع الحكومات في المنطقة لاعتماد استراتيجيات الاقتصاد الأخضر في عشر دول عربية، والبدء بتطبيق برامج عملية للكفاءة في مجالي الطاقة والمياه، والإلغاء التدريجي لدعم الأسعار بهدف ترشيد الإستهلاك، واستبداله بمساعدات مباشرة للمستهلكين وفق حاجتهم. وأصبح التقرير السنوي الذي يصدره المنتدى عن وضع البيئة العربية المرجع الرئيسي لتطوير السياسات العربية في مجالات البيئة والتنمية المستدامة. كما أنني افتخر دوماً بإطلاق مجلة "البيئة والتنمية" التي أسستها عام 1996 كمرجع بيئي عربي شامل.
لو كنت وزيراً للبيئة على مستوى عربي، ماهو القرار الموحد الذي ستتخذه؟
الأولوية هي لوضع قوانين بيئية صارمة وعادلة، تعتمد العلم وتقوم على الحوافز والروادع، أي تجمع بين المكافآت والعقوبات. وإخضاع جميع المشاريع لدراسة لتقييم الأثر البيئي. وتعزيز التربية البيئية على جميع المستويات، إلى جانب تخصيص ميزانيات كبيرة للبحث العلمي البيئي. أما تحويل هذا إلى وقائع ملموسة على الأرض، فيتطلب العمل مع وزارة المال لإدخال استخدام الموارد الطبيعية وكلفة التدهور البيئي في الموازنات الوطنية.
بعد عقود من النجاحات، ماذا الذي يطمح نجيب صعب إلى تحقيقه؟
طموحي اليوم مساعدة غيري على تحقيق النجاحات، وأن يكون عملي مصدر إلهام للشباب، فلا يخافون من المخاطرة لتحقيق الأهداف النبيلة.
ما هو الإنجاز الأهم في حياتك المهنية؟
إصدار مجلة مختصة بالبيئة نافست المجلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، على صعيد المحتوى الاحترافي والقراء والمعلنين. وإذا كانت العائلة إنجازاً، فأنا أعتبر أن ما وصل إليه أولادي جاء أساساً عن طريق القدوة. إذ يعمل أحد أولادي كبير المستشارين في شركة عالمية مختصة بتطوير خطط عمل مستدامة بيئياً لقطاع الأعمال. وابنتي الكبرى أستاذة جامعية في القانون الدولي البيئي في جنيف، وابنتي الصغرى إعلامية في التلفزيون الهولندي مختصة بحقوق الناس والبيئة.
ماهي الأسباب التي دفعتك إلى الاهتمام بالمجال البيئي دوناً عن باقي المجالات؟
القلق على المستقبل.
أي المهام تحب أكثر، كونك صحافياً، أم مهندساً، أم خبيراً بيئياً؟
لكل منها وقته، وفي حالات كثيرة أمارسها معاً ولا أفصل بينها.
كيف تتعامل اليوم مع وسائل التواصل الاجتماعي؟ هل تعتبرها وسيلة أسهل لإيصال أفكارك؟
استخدم وسائل التواصل الاجتماعي في مجال العمل، وأحاول إبقاء الأمور الشخصية خارجها. كتاباتي تنشر عبر مواقع مجلة "البيئة والتنمية" والمنتدى العربي للبيئة والتنمية وصفحتي الشخصية، وهذا ضروري اليوم لإيصال الأفكار إلى أكبر عدد من الناس. لكني ما زلت أحب الكلمة المطبوعة، التي تكاد تختفي اليوم في البلدان العربية. ولذا ما زلت أنشر مقالاً شهرياً بالعربية والإنكليزية في مجموعة من الصحف.
كم عدد ساعات عملك يومياً؟ وماذا عن العائلة؟
أعمل ما بين 12 و14 ساعة يومياً. وحين كان أولادي في سن الدراسة، كنت أحرص على إيصالهم يومياً إلى المدرسة، وهذه كانت فرصة لتبادل الحديث، كما كانت دافعاً للوصول باكراً إلى المكتب. غير أنني لا أعمل مطلقاً في عطلة نهاية الأسبوع التي أخصصها للراحة والعائلة.
أنت تعمل كثيراً، متى تنام؟
أنام بمعدل سبع ساعات يومياً، وكثير من الأفكار الجديدة تأتيني وأنا في السرير أو حين استيقظ في منتصف الليل. لذا أضع إلى جانب سريري دائماً مفكرة لتسجيل ملاحظات قبل أن أنام وعندما أستيقظ.
عملت في العديد من المهام بصفتك المدير. هل كنت الشخص نفسه في جميع المناصب؟
تعلمت من التجارب عبر السنين، لكن طبيعتي لم تتبدل. لقد كنت الشخص نفسه كمدير لشركة هندسية أو دار نشر أو منظمة دولية. ففي جميع الحالات لم أفقد صفة التواضع، ومارست القيادة بالقدوة.
برأيك، ما هي الصفات الأساسية التي لا غنى عنها والتي يجب ألا تغيب عن شخصية المدير؟
على المدير أن يتعامل مع الفريق على أنهم بشر وليسوا لآت، وأن يخلق لهم يومياً حوافز للإنتاج. وعليه أن يكون مستمعاً جيداً، يعرف متى يكون وقت التشاور ومتى يأتي وقت اتخاذ القرار. كما عليه أن يعرف قدرات كل عضو في الفريق ويساعد على تطويرها، ويشجّع على الإبداع والإبتكار بخلق الظروف الملائمة.
هل لديك فريق عمل؟ كيف تديره؟
بالقدوة الحسنة والمتابعة الدقيقة، مع هامش مريح للحرية.
لماذا اخترت الهندسة والصحافة معاً؟
نشأت في عائلة تعمل في الصحافة والنشر، وأحببت الهندسة المعمارية. ودخلت إلى البيئة في البداية عن طريق الصحافة. وفي كل مراحل عملي لم أشعر بتناقض بين الهندسة والصحافة والبيئة. الهدف الأسمى هو تحقيق الذات، وأنا أحقق ذاتي في هذه جميعاً.
كيف تنظر إلى التعاطي مع المجال البيئي في العالم العربي؟
هناك ازدياد كبير في الوعي على المستويات كافة من الجمهور إلى الحكومات وقطاع الأعمال. والمهم أنه في حالات كثيرة بدأ الوعي يتحول إلى سياسات حكومية وبرامج وخطط. لكن وزارة البيئة ما زالت تعتبر في دول كثيرة وزارة من الدرجة الثانية، تعطى كجائزة ترضية لمن يستكثرون عليه ما يعتبرونه وزارة أكثر أهمية. ولن يتغير الوضع إلا عندما يتم إدخال كلفة التدهور البيئي في الموازنات الوطنية
لو عدت للوراء، هل كنت ستختار مجالاً مختلفاً عن مجال البيئة؟
لا أستطيع أن أتصور نفسي عاملاً في مجال آخر. فشغفي بالبيئة جعل من عملي الهندسي والصحافي رحلة ممتعة.
من هي الشخصيات التي تأثرت بها، والتي كان لها باع طويل في المجال الذي تختص به؟
في الهندسة تأثرت بأستاذي في الإنشاءات الدكتور زهير علمي، أطال الله عمره، الذي تعلمت منه، عدا عن حسابات الحديد والباطون، الدقة والمثابرة والالتزام الوطني. ومن خليل خوري، أستاذي في العمارة، تعلمت الجرأة والخيال والانفتاح. أما في الصحافة، فتعلمت الاحتراف والدقة من فرنسوا عقل وميشيل أبوجودة والإبداع من غسان تويني. وفي البيئة تتلمذت على يد مصطفى كمال طلبه في التخطيط والمفاوضات والسياسات، ومحمد القصاص في أصول وأخلاق البحوث العلمية البيئية. كنت محظوظاً بالتتلمذ على أيدي هؤلاء الكبار.
ما وصفتك للنجاح يا نجيب صعب من أجل أن يقتدي بها المتابعون؟
المعرفة والشغف والاحتراف والمثابرة.
اقرأ أيضاً: