لطالما كانت المعاملات العقارية عملية شاقة ومعقدة سواء للبائع أو المشتري وتستغرق متوسط 10 أسابيع، وربما أكثر من ذلك بكثير، بين البحث عن العقارات المناسبة ومقارنتها بالنسبة للموقع والسعر والمساحة، والزيارات الميدانية للمعاينة، والمقارنة مجدداً لحين الاستقرار على العقار المناسب. وفي النهاية لا يستطيع المشتري الوصول إلى كافة البائعين، والعكس.
ولكن، منذ سنوات قليلة، دخلت المنصات الرقمية إلى سوق العقارات لتغيّر طريقة البيع والشراء وتحوّل العملية المعقدة إلى أخرى أكثر راحة وسهولة، مثل منصة سهيل (Suhail)، التي أطلقتها شركة كوانت (Quant)، التي انطلقت كرائدة في تحليل بيانات سوق العقار السعودي، واستمرت في التطوّر، حيث أطلقت مؤخراً سوق سهيل (Suhail Souq) عبر تطبيقها الذي يوفر تجربة بيع وشراء العقارات بشكل ثري ومتكامل.
فيقول المدير التنفيذي للمنتجات، المهندس حذيفة عفانة، إن سوق سهيل هي ميزة متاحة داخل تطبيق سهيل لبيع العقارات وشرائها بجميع أنواعها، إذ توفر لمطوري العقارات فرصة توسيع قاعدة جمهورهم وزيادة مبيعاتهم، وتوفر للمشترين تجربة سهلة ومريحة، موضحاً أنها حولت عملية البيع والشراء إلى خطوات سهلة وآمنة وموثوقة يمكن إجراؤها من المنزل بواسطة الهاتف المحمول، بما يتوافق مع المتغيرات العالمية في سوق شراء العقارات.
شهد سوق العقارات السعودي انتعاشاً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، إذ من المتوقع أن يسجل معدل نمو سنوي مركب يزيد على 9.74% خلال الفترة من 2022 إلى 2027، إذ تنضم نحو 100,000 أسرة جديدة في جميع أنحاء المملكة إلى السوق كل عام.
ويعود هذا الانتعاش إلى سببين رئيسين: الأول وضع المملكة قطاع العقارات ضمن القطاعات التي تطالها خطط الإصلاح والتطوير في رؤية 2030 كأحد القطاعات المساهمة في الناتج المحلي الإجمالي، والسبب الآخر هو الرقمنة التي يشهدها القطاع ومن ضمن أشكالها المنصات الرقمية.
ويقول الرئيس التنفيذي لشركة سهيل التقنية، المهندس عبد الحميد الذياب، إن القطاع العقاري يمتلك مجموعات ضخمة من البيانات، التي من شأنها توفير رؤى قوية تمكّن المهتمين بالقطاع من اتخاذ قرارات دقيقة، وتحقيق الربحية، وتحفيز القطاع للمساهمة بشكل أكبر في اقتصاد البلاد، غير أن معظمها لم يكن مستغلاً بالشكل الأمثل إلى وقت قريب، موضحاً أن هذا هو الدور الذي تلعبه المنصات العقارية الرقمية، وهو تحويل هذه البيانات إلى مخرجات مفهومة ومفيدة للعاملين في القطاع، لذلك التوقعات إلى نمو حجم السوق العالمي للذكاء الاصطناعي في العقارات المرتكز إلى البيانات إلى 737 مليار دولار في عام 2027.
ويشير الرئيس التنفيذي إلى أن منصة سهيل غيّرت شكل سوق العقارات في السعودية، عبر إضافة المزيد من الشفافية والموثوقية إلى المعاملات العقارية، إذ حللت سهيل أكثر من 3.2 مليون عقاراً منذ عام 2010 وأكثر من 3 مليون صفقة مجموع قيمتها بقيمة تجاوزت أكثر من 3 تريليون ريال سعودي، موضحا أن سهيل تعتمد البيانات من مصادرها الرسمية مثل وزارة العدل والعنوان الوطني للبريد السعودي ووزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان والهيئة للمساحة والمعلومات الجيومكانية والهيئة العامة للعقار والهيئة الملكية لمدينة الرياض.
تشارك منصة سهيل، والميزات التي تتيحها، في التحوّل الذي تشهده المملكة العربية السعودية بشأن تنويع اقتصادها، إذ تسهم المشاريع العقارية بنسبة 10% في الاقتصاد غير النفطي. لهذا السبب، هدفت رؤية المملكة 2030، التي تخطط لرفع نسبة التملك السكني إلى الوصول إلى 70% بحلول 2030.
ما الذي يقدمه سوق سهيل لسوق العقارات السعودي؟
قدم سوق سهيل العديد من المزايا التي توفر تجربة مريحة وسهلة لكل من البائع والمشتري، ومن شأن هذه الميزات تغيير مشهد البيع والشراء بالكامل:
إتاحة البيانات عبر قوائم سهلة: المعلومات هي العنصر الأكثر أهمية في عملية البيع والشراء، إذ لا بد أن تتضمن تفاصيل عن العقار، وسعره، وموقعه، ومساحته، وتاريخه السكني، وهذا ما يوفره سوق سهيل. فيستعرض سوق سهيل مجموعة من العقارات المضمونة والموثوقة بأسعار ملائمة للسوق حيث يمكّن الراغب في الشراء من الاطلاع على مؤشرات الأسعار في الأحياء عبر ميزة المؤشرات والصفقات في تطبيق سهيل لتسهيل آلية اتخاذ القرار في الشراء عبر سوق سهيل. كما يعرض لكل عميل قوائم مخصصة ومفلترة بالعقارات التي تتوافق مع تفضيلاته ومتطلباته بدلاً من البحث في مئات العقارات التي لا تناسبه.
المشاهدة الافتراضية 360: في عملية شراء العقار التقليدية، كانت الزيارات الميدانية الأولية لمعاينة المنزل إحدى المراحل المرهقة، خاصة أن المشتري يمر على 10 منازل على الأقل قبل الاستقرار على القائمة النهائية القصيرة، وفقاً للخبراء، إضافة إلى احتمالية زيارة المنزل الواحد أكثر من مرة. وبعد ذلك صار البديل هو مشاهدة الصور عبر الإنترنت، التي لا يعدّها العملاء كافية أبداً. تتيح الطبيعة الرقمية لسوق سهيل للمشترين المحتملين استكشاف مجموعة متنوعة من العقارات من منازلهم المريحة مع 360 مشاهدة، ما يلغي الحاجة إلى الزيارات المادية ويوفر الوقت والجهد.
تجربة سهلة متكاملة: توفر المنصة واجهة سهلة الاستخدام وميزات بحث متقدمة، وتُمكّن المشترين من التنقل بسهولة عبر مجموعة واسعة من قوائم العقارات، وحتى تنفيذ عملية الشراء بسهولة، بما في ذلك المدفوعات الرقمية بطريقة موثوقة وآمنة، عبر نظام "سداد".
الشفافية: جلبت المنصات الرقمية شفافية هائلة لجميع التعاملات العقارية، إذ جعلت عناصر مثل الأمور القانونية والمالية سهلة وخالية من المخاطر، كما تساعد الأخبار والتحديثات والمراجعات وتجارب المجتمع في اتخاذ قرار الشراء الصحيح.
كما يتيح سوق سهيل التحقق من مناسبة أسعار العقار المعروضة عبر الاطلاع على مؤشرات سهيل العقارية للحي عبر التطبيق والمبني على بيانات الصفقات العقارية المنشورة من قبل وزارة العدل.
الموثوقية: في سوق سهيل، يمر جميع العقارات والمطورين العقاريين المدرجين بعملية تدقيق عالية ويتم التحقق من الصكوك عبر وزارة العدل لضمان الموثوقية.
كما أن لعمليات المالية تم ربطها مع نظام "سداد" عبر شركة المدفوعات السعودية تحت إشراف البنك المركزي السعودي، بالإضافة إلى عدة إجراءات آمنة لضمان حماية بيانات العملاء الشخصية والمالية في كافة الخطوات، وتخضع لنظام حماية البيانات الشخصية الصادر من الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا".
الوصول إلى جمهور أكبر: أتاح سوق سهيل للمطورين العقاريين بناء قاعدة أكبر من العملاء المستهدفين، والاستغناء عن الطرق التقليدية في العثور على العملاء، وبالتالي زيادة مبيعاتهم. إذ ساعدت المنصات الرقمية مثل سهيل وميزة سوق سهيل المطورين العقاريين على تجاوز أزمة الركود في السوق العقاري.
تطوير السوق: يهدف سوق سهيل إلى جعل المعاملات العقارية أكثر كفاءة وملاءمة وخالية من المتاعب لكل من المطورين والمشترين، ما يوفر بيئة جديرة بالثقة لجميع الأطراف المعنية، كما يعزز المنافسة الصحية بين مطوري العقارات، ويشجعهم على تحسين عروضهم، وتحسين تجربة العملاء، وتقديم قيمة أفضل للمشترين.
يواكب سوق سهيل الرقمنة التي أدخلتها الحكومة السعودية على المعاملات في إدارة العقارات لتصبح أغلب الإجراءات إلكترونية، بعدما كانت تدار سابقاً بشكل تقليدي ما يؤخر إنجاز المعاملات ويسبب التكدس يومياً أمام كتابات العدل والمحاكم، وتهدر الكثير من الوقت والجهد.
بشكل عام، يلعب سوق سهيل، بسبب الثورة التي أحدثتها، دوراً مهماً في نمو سوق العقارات السعودي وتطويره، وتمكين المطورين والمشترين، والمساهمة في الاقتصاد العام للبلاد.