هل أنت مؤهل لمنصب رئيس ريادة الأعمال؟

4 دقيقة
رئيس الريادة

يبرع أفضل الرؤساء التنفيذيين في تنمية الشركة وإدارتها وفق نموذج أعمال واضح ومعروف، لكن يكمن التحدي الأكبر بالنسبة لهم في ضعف قدرتهم على إعادة صياغة نموذج العمل الحالي وتحقيق الابتكار. لا يعود سبب ذلك إلى ضعف كفاءتهم، بل إلى عدم قدرتهم على إتمام المهمة على النحو المطلوب.

بالتأكيد، ثمة حالات استثنائية لرؤساء تنفيذيين يجمعون بين الرؤية المستقبلية والابتكار، مثل ستيف جوبز وجيف بيزوس، لكن يصعب على معظم الشركات تقبّل هذا النوع من القيادة.

لذلك، إذا لم يكن الرئيس التنفيذي قادراً على الابتكار، فمن هو الشخص الذي يجب أن يتولى تلك المهمة؟ ناقشتُ هذا السؤال مع مؤسس منهجية الشركات الناشئة الرشيقة (Lean Startup)، ستيف بلانك، ومع مفكرين في مجال الأعمال، مثل إيف بينيور وهنري تشسبرو وريتا ماكغراث. نعتقد أن الرؤساء التنفيذيين يحتاجون إلى شريك للابتكار داخل شركاتهم، وهو شخص مسؤول عن إنشاء العمليات والحوافز والمعايير، التي تشجع الأفكار الثورية وتكتشف مجالات جديدة للنمو، وتعمل على دعمها وحمايتها. يمكن أن يساعد هذا المسؤول التنفيذي الشركات الكبيرة على إعادة ابتكار نموذج عملها والحفاظ على نجاحها في الوقت نفسه، ويجب أن يكون هذا المنصب الجديد من ضمن المناصب التنفيذية العليا في الشركة.

يمكن أن نطلق على هذا الشخص اسم "رئيس الريادة" (Chief Entrepreneur)، وهو الشخص الذي تمكنه قيادة مستقبل الشركة، في حين يركز الرئيس التنفيذي على إدارة الأعمال الحالية. يمثّل هذا المنصب الجديد تحولاً جذرياً عن النمط التقليدي للمناصب الرئيسية في الشركات، لكنه يُعد ضرورياً لتعزيز ابتكار الشركة وضمان قدرتها على التطور المستمر.

لكن كيف يمكن توظيف الشخص المناسب لشغل هذا المنصب؟ أين يمكن البحث عن المرشحين المناسبين؟ ما المؤهلات التي يجب أن يتمتع بها المرشح؟ لقد كتبتُ وصفاً وظيفياً أدناه لتسهيل عملية البحث عن مرشحين مناسبين للشركات المدرجة في قائمة فورتشن 50 (Fortune 50):

هل أنت رئيس الريادة؟

تبحث الشركات المدرجة في قائمة فورتشن 50 عن رئيس للريادة يمكن أن يسهم في بناء مستقبلها. سيتولى رئيس الريادة مسؤولية إدارة مجموعة من رواد الأعمال الذين يجرّبون نماذج أعمال وعروض قيمة جديدة. يتمتع المرشح المناسب لهذا المنصب بشغفه بالمخاطرة المدروسة. لا يتعلق هذا الدور بمنصب الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا (CTO) ولا يتبع للإشراف المباشر من الرئيس التنفيذي. يتمتع رئيس الريادة بسلطة تنفيذية توازي سلطة الرئيس التنفيذي، ويتحمل مسؤولية قيادة الابتكار الجذري بوضوح وكفاءة داخل الشركة.

انظر إلى القائمة أدناه لرؤية مدى توافق هذه المتطلبات مع مهاراتك وخبراتك:

  • هل تتمتع بشغف وحماس كبيرَين لتأسيس الأعمال التجارية؟ أنت تعمل على تطوير استراتيجيات وأدوات لتحقيق النمو، وذلك من خلال اتخاذ قرارات مدروسة المخاطر، بدلاً من المغامرة بطريقة عشوائية أو متهورة.
  • تؤمن بإمكانية تحقيق أي هدف. تُظهر قدرة عظيمة على الصمود والمثابرة. تتمتع بسمات الجاذبية الشخصية والكاريزما والحماس والعمل الجاد والتفكير التسويقي الفعال التي تُمكّنك من تحفيز فِرق العمل ودفعها إلى التفكير بجرأة والإيمان بإمكانية تحقيق أي هدف.
  • نجحتَ في تأسيس مشروع تجاري من الصفر وتنميته حتى وصلت قيمته إلى أكثر من مليار دولار. تزداد قيمتك على نحو كبير إذا حققت هذه الأرقام والإنجازات في إطار عملك في شركة كبيرة.
  • تتمتع بالقدرة على التعامل مع المواقف التي تتسم بعدم اليقين. لا تخشى الفشل. تنظر إلى الفشل على أنه فرصة للتعلم والتطور بهدف الوصول إلى حلول ناجحة.
  • تتمتع بمهارات دبلوماسية استثنائية. تتعامل مع النزاعات بطريقة مباشرة مع التركيز على هدف واحد، وهو تأمين الأموال والموارد اللازمة لاختبار أفكارك.

هل تنطبق هذه السمات على شخصيتك؟ حسناً، دعنا نفكر الآن في مهامك اليومية.

ما مسؤولياتك؟

  • بناء مستقبل الشركة. بالطبع، نؤكد أهمية هذا الأمر بشدة. يتولى رئيس الريادة مسؤولية تطوير نماذج أعمال وعروض قيمة جديدة من أجل تعزيز نمو الشركة المستقبلي.
  • توجيه فريق رواد الأعمال الذي تشرف عليه وتقديم الدعم اللازم لهم. تتمتع بخبرة سابقة في هذا المجال وتمتلك خبرات ومعارف قيّمة تمكنك مشاركتها مع الآخرين. سيعمل فريقك على البحث عن نماذج الأعمال وعروض القيمة المتعلقة بفرص النمو والتحقق من صحتها. يعني هذا الأمر إدارة رواد الأعمال القادرين على مواكبة الاتجاهات وسلوكيات السوق.
  • تصميم أو إنشاء بيئة تشجع على الابتكار. تقع على عاتقك مسؤولية تهيئة بيئة محفّزة لفريقك، بحيث تمكّنه من إجراء التجارب والفشل والتعلم من الأخطاء. تسمح هذه الثقافة الإضافية باختبار الأفكار بدقة وبطريقة شاملة. يجب عليك الدفاع عن الثقافة والعمليات والحوافز والمعايير التي تنشأ في هذه المساحة.
  • تقديم مفهوم المحاسبة الابتكارية. يجب عليك تطوير عملية جديدة لقياس مدى تحقيق التقدم في بناء أعمال تجارية جديدة. كيف تساعد تجاربك فريقك على التعلم وتقليص حالات عدم اليقين والحد من المخاطر والمضي قدماً في المشروعات أو الأعمال الجديدة؟
  • إنشاء علاقة شراكة قوية وفعالة مع الرئيس التنفيذي وتعزيزها. يجب عليك العمل مع الرئيس التنفيذي لضمان توافر الموارد والأصول لتأكيد صحة أفكارك أو إثبات عدم صحتها. تقع على عاتقك مسؤولية إنشاء شراكة فعالة لمناقشة التقدم ومشاركة الأفكار الجديدة. يؤدي التواصل الفعال دوراً مهماً في نجاح هذه الشراكة لأن الرئيس التنفيذي هو الشخص الذي يمكنه تقديم المساعدة في تمويل تجاربك المستقبلية. ستدرك أيضاً أهمية تسليم نموذج عمل معتمد وموثوق يوضح فرص التوسع والنمو.
  • قدّم تقريراً يتضمن تفاصيل التقدم الذي تحرزه مباشرة إلى رئيس مجلس الإدارة التنفيذي. أنت لا تعمل مباشرة تحت إشراف الرئيس التنفيذي، ولا تعمل جنباً إلى جنب مع المناصب الأخرى في الشركة مثل الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا (CTO) والرئيس التنفيذي للمعلومات (CIO) والرئيس التنفيذي للشؤون المالية (CFO). يُكلف أصحاب هذه المناصب بالحفاظ على استقرار الأعمال القائمة وضمان استمرار نجاحها. إذا كان رئيس الريادة يخضع لإشراف الرئيس التنفيذي، فإن ذلك سيمنح الرئيس التنفيذي سلطة لرفض الأفكار المحتملة بهدف ترشيد الموارد وحماية الشركة من الفشل.

يحتاج عالم الشركات اليوم إلى مزيد من المؤسسات التي تتمتع بكفاءة مزدوجة، وهي الشركات القادرة على تنفيذ العمليات الحالية والابتكار وتطوير أفكار جديدة في الوقت نفسه. قد يصعب فهم هذا النظام وتنفيذه بسبب السلطة الكبيرة التي يتمتع بها الرئيس التنفيذي منذ عقود. لكن يشير ستيف بلانك إلى أنه يجب على كل شركة كبيرة مواجهة الواقع وإدراك أهمية الابتكار المستمر والزعزعة، وإلا فإنها تخاطر بفقدان مكانتها التنافسية بسبب فشلها في التكيف مع المتغيرات.

لا شك في أن الرئيس التنفيذي ورئيس الريادة سيواجهان بعض التحديات والنزاعات واختلاف وجهات النظر. لكن مع توافر القليل من الصبر والمثابرة، يمكن دمج هذا المنصب الجديد بنجاح في الشركة القائمة. قد يمتلك العديد من الشركات بالفعل مرشحين محتملين لشغل منصب رئيس الريادة، لكننا لا نركز على سماتهم ومهاراتهم ولا نمنحهم الفرصة لقيادة عملية الابتكار. من الممكن أن يكون هذا الشخص هو أنت.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي